الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات الثقافة والآداب والعلوم > منتدى الثقافة والفنون والعلوم الإنسانية > المسرح


مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تعتقد ان النص الارتجالي سيحل مكان النص التقليدي
نعم 1 33.33%
لا 1 33.33%
ربما 1 33.33%
لا ادري 0 0%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 3. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

شجرة الشكر3الشكر
  • 1 Post By نعيم نصر
  • 1 Post By ابو العز
  • 1 Post By نعيم نصر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2011-09-03, 03:03 رقم المشاركة : 1
نعيم نصر
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو








نعيم نصر غير متواجد حالياً


افتراضي المسرح الارتجالي



قراءة في المسرح الارتجالي
بقلم / نعيم نصر

ما تيسر عن المسرح الارتجالي :

شق المسرح التجريبي طريقه بجدارة في أوروبا مع بدايات القرن التاسع عشر ، ليطوي بذلك صفحة طويلة استمرت عصور وعصور من المسرح التقليدي الذي كانت للمثل النجم فيه السطوة الكبرى حيث لم يكن هناك احتياج للمخرج المحترف معلم التمثيل بل للمثل المخرج الذي كان يدس انفه في كل شئ ابتداء من النص ومرورا بالديكور والألوان ومخططات الحركة والملابس وغيرها من أدوات المسرج جاعلا إياها على مقاسه هو وذلك كي يجعل من نفسه بؤرة الاهتمام والإعجاب .

إن تطور المسرح وتحديثه كان في اشد الحاجة لتلك العبقريات التي تمتلك ملكة الإبداع الحقيقي الشامل في التفكير المبني على أسس فكرية فلسفية جمالية واضحة ، حيث يكون لهم وجهة نظر عميقة بعمق إبداعهم وليضعوا نصب أعينهم أهدافا ابعد من مجرد عرض مسرحي والسلام ، وهذا الأمر يقود بالضرورة إلى الصيرورة الجديدة وانتشارها وتبنيها من قبل كثير من المسرحيين لتأخذ مكانة لها في مركز البحث العلمي المنهجي والذي أصبح سمة من سمات أوروبا وتحديدا مع بدايات النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، حيث أصبح المسرح أشبه بالمعمل الذي يبحث فيه مخرجون عظام امثال (ستانسلافسكي وبريخت) عن حلول نظرية وعلمية وعملية لتلك الإشكاليات الطبيعية التي تبرز حتما مع التناول العلمي والمنهجي كما أسلفنا في شتى العلوم الإنسانية ، وذلك انسجاما مع روح البحث العلمي الآخذة في الازدهار في ذلك الوقت وتحت تأثير الآلة وضجيج أدواتها الصناعية التي كانت إيذانا بتغيير العالم نحو حضارة جديدة وطفرة صناعية قلبت معظم الموازين إن لم نقل جميعها .

ولقد طالت يد التغيير كل مفردات المسرح دون استثناء بما فيها بطبيعة الحال إعداد الممثل والعمل على تهيئته نفسيا وفكريا وحتى جسديا ليكون قادرا على الاستجابة لهذا التيار الجديد وليعد نفسه للعمل مع جماعة هي بمجملها مركز الاهتمام وبؤرة الإبداع وليس كما كان الحال عليه من سطوة للمثل الفرد كما أسلفنا. وهذا بالضرورة يقود الى إجراء مزيد ومزيد من التمارين والاختبارات وتطويرها لتشمل كل أعضاء الفريق المسرحي ومفردات العمل المسرحي ، وبالضرورة أيضا يقودنا هذا إلى اعتماد أسلوب الارتجال في وضع هذه التمارين والتي يكون في الكثير منها مشاهد نصية للعمل على التدريب عليها سواء كانت مكتوبة سلفا او استحدثت في ورشة العمل المسرحي وهذا ما نطلق عليه جزء من أجزاء عديدة لفن الارتجال .

إذا نستطيع القول إن فن الارتجال هو نتيجة مخاض طويل في المختبرات والمعامل المسرحية ليولد وبقوة من رحم المسرح التجريبي.

ولم يقتصر الارتجال على وضع بعض المشاهد النصية للتمرن عليها فقط، بل تعداها إلى كل مقومات وعناصر العمل المسرحي ، ففي الارتجال الباب مفتوح على مصراعيه لإجراء التجارب الواحدة تلو الأخرى، الباب مفتوح على مصراعيه لتجريب كل شئ النص الحركة الموسيقى الملابس الديكور كل شئ ليخرج الفريق بالنهاية بعمل مسرحي من ألفه ليائه في بعض الأحيان ارتجال بارتجال.

وفي تقديري أن الارتجال هو فن غريزي في الإنسان موجود معه منذ الطفولة المبكرة ولا أدل على ذلك من طريقة لعب الأطفال المبنية على قصة ما يضعون خيوطها في الحال ويوزعون الأدوار وتتغير الأدوات بين أيديهم حسب الطلب والحاجة وليبدؤوا بتمثيل قصة عرفوا بعض معالمها ولكنهم لم يخططوا لتفاصيلها سلفا.

** تزداد الحاجة باضطراد إلى المسرح الارتجالي لدى كافة الفرق المسرحية الجادة التي تتبنى الأعمال الملتزمة والتي تطرح من خلالها المشكلات الاجتماعية وتسلط الضوء عليها وذلك لاعتبارين مهمين :

1 - ندرة الكتاب المسرحيين على مستوى العالم وبالتالي النقص الشديد في النصوص المسرحية

2 - إن اختيار المواضيع المجتمعية المختلفة كإشكاليات الصحة والبيئة وحقوق الطفل والمرأة والمواضيع السياسية الشائكة والإشكاليات الطارئة والملحة، يدفع باتجاه اختيار الارتجال لوضع القصة المسرحية حيث يتعذر منطقيا وجودها جاهزة في المكتبات وخاصة الإشكاليات الطارئة والحديثة والتي لم يسبق للكتاب المعروفين طرحها وإذا وجدت في بعض الأحيان فإنها لا تلبي نهم المسرحيين وتطلعاتهم إلى الدراسة الميدانية المستوفاة.

** إن ما يعرف اليوم بالمسرح التربوي يعتمد اعتمادا كبيرا على أسلوب الارتجال نظرا للأسباب آنفة الذكر وتدعيما لمبدأ التمحيص والانتقائية الحذرة والجرأة في طرح الإشكاليات، كما هو الحال وتحديدا في الأعمال المسرحية الموجهة لفئة الطلاب والشباب والأطفال

** وبالتالي فان للمسرح التربوي والذي يتبنى أسلوب الارتجال علاقة عضوية وهامة في الدعم النفسي والاجتماعي للمجتمع المحلي ، حيث لا يقتصر العمل المسرحي على تقديم العرض فحسب، بل يتخطاه إلى مشاركة المتلقين النقاش والاشتراك مع طاقم العمل في استنتاج العبر والأهداف مما يرسخ في الأذهان الأفكار التنويرية التي يطرحها العمل من خلال ورشة عمل بعد العرض باشتراك الجمهور، ولقد تطور هذا النمط إلى ما يعرف الآن بمسرح المضطهدين والذي ابتدعه الفنان البرازيلي( اوغوستو بوال) في منتصف القرن العشرين، والذي يأخذ فيه الجمهور بعد العرض الأول ادوار بعض الممثلين ليطرحوا حلولا للإشكاليات التي طرحا العمل المسرحي (راجع مؤلفات الكاتب).

** وعلى صعيد التأثير النفسي هناك ما يعرف الآن ب (Drama- Therapy) أي العلاج بواسطة الدراما حيث يعبر الاطفال عن معاناتهم النفسية من خلال ارتجالات مدروسة إذ تجد هذه المكنونات النفسية طريقها للتفريغ النفسي ويتم التعامل معها من قبل المدرب ليخرج بالنهاية مع الطفل بتصور من شانه التخفيف من المعاناة وفي أحيان كثيرة إيجاد حلول لها.

** من خلال تجربتي الخاصة وتجربة الزملاء المسرحيون في العمل مع الأطفال والطلاب من خلال مئات العروض المدرسية لمسنا تفاعل منقطع النظير من قبل الاطفال مع هذا النوع من المسرح الارتجالي التربوي حيث الميول الفطرية لدى الاطفال للتقمص والتمثيل وطرح الإشكاليات.

** وبناء عليه فان للمدرسة دور هام في تعزيز هذا النوع من المسرح والفنون المسرحية الاخرى لدى الطلاب والأطفال وعلى الجهات المختصة تقع مسؤولية كبرى في محاولة إدخال المسرح التربوي في كافة مراحل التعليم نظرا للأهمية العظمى للدور الريادي الذي يضطلع فيه المسرح بشكل عام والتربوي الارتجالي على وجه الخصوص.

ان مستلزمات المسرح الارتجالي وكما هو الحال في المسرح الأم ( المسرح التجريبي) لا تعتمد على البهرجة والبذخ وكثرة الديكورات والأدوات الأخرى غالية الإثمان بل على العكس تماما فهو يعتمد على البساطة وعلى مبدأ ما قل ودل في كل شئ، وهذا يعني بأنه غير مكلف وباستطاعة المدارس والجامعات والمجتمع المحلي توفير هذه المستلزمات مما يتوفر لديها من إمكانيات وتوظيفها في خدمة العمل المسرحي، فلا عجب إذا في تسميته المسرح الفقير، فقير بإمكانياته ، لكنه غني جدا بمضمونه وأهدافه.

** من أهم أسباب الصعوبات التي يلقاها المسرح الملتزم الجاد (ومن ضمنه بطبيعة الحال المسرح التجريبي ) الأم الشرعية للارتجال ، (وخاصة في الوطن العربي) :

1- تراجع المسرح بشكل عام أمام التلفزيون والفيديو وأجهزة التسلية الكثيرة بمختلف أنواعها.

2- المسرح الجاد اليوم شأنه شأن الكتاب في عدم اكتراث الجمهور، لأنه وبجدارة يعتبر كالكتاب وسيلة هامة للثقافة والتنوير ، فالشعوب العربية بطبيعتها غير قارئة ولا تهتم بأمور الثقافة بقدر اهتمامها بالبذخ في جزء من الوطن العربي الكبير وبلقمة العيش في أجزاء أخرى.

3- ولأنه مسرح جاد يطرح القضايا السياسية والمجتمعية ويحفز ذهنية المتلقي للتفكير العلمي ، فانه غير مرحب به من قبل الحكومات البوليسية القمعية والتي لا تتوانى حتى في إلحاق الأذى بأعلامه ومشاهيره في بعض الأحيان. (على سبيل المثال لا الحصر ما عاناه مبتكر مسرح المضطهدين - اوغوستو بوال - من جور وملاحقة الى ان وصل به الحال لنفيه من البرازيل لأكثر من عقدين )

4- صعوبة الحصول على تمويل او دعم لوجستي إلا من قبل بعض المؤسسات الإنسانية والفنية.

5- قلة المسارح اللائقة (وقل حتى انعدامها نهائيا كما هو الحال في قطاع غزة) اللهم إلا بعض الصالات الصغيرة هنا أو هناك حيث ربما تناسب أي شئ آخر ما عدا المسرح.

6- عدم القدرة بسبب الشح المالي على الظهور في وسائل الإعلام المختلفة وخاصة التلفزيون، وهذا يعني البقاء في الظل كما يقولون.

7- وما زلنا في قطاع غزة كما كثير من الأمكنة في العالم ، حيث تؤدي هذه العوامل بمجملها إلى تفكك العديد من الفرق المسرحية وذهاب أعضائها كل إلى شانه بسبب عدم القدرة على الاستمرار والإنتاج.

** ليس هناك وصفة سحرية تبعث الروح في المسرح وتنعشه ، فكما أسلفنا فانه أي المسرح بشكل عام والتجريبي الجاد بشكل خاص هو رافد من روافد الثقافة والتنوير والتي تحتاج إلى مجتمع مدني يدفع باتجاه ثورة ثقافية شاملة، ربما يكون على يدها إخراجنا مما نحن فيه من تخلف وهوان.

** أخيرا وجب التنويه هنا أن المسرح الارتجالي ليس من السهولة كما قد يتبادر لأذهان البعض، بل انه يحتاج إلى خبراء في هذا المجال حيث لا تترك الأمور على عشوائيتها ولا تفتح الأبواب على الغارب لكل من هب ودب وبمسمياتهم المختلفة وادعاء البعض منهم بأنه يتبنى المسرح التجريبي والارتجالي على وجه الخصوص ، فعملية الارتجال كما أسلفنا لا تقتصر على النصوص بل تتخطاها إلى كل مفردات المسرح وهي تمر في عمليات مخاض عسيرة وتجريب وتجريب وبناء حسب قوانين وخطوات مدروسة من أهمها:

1- تآلف الفريق العامل ومدى مهنيته وتجاربه

2- اختيار المواضيع بدقة وحذر وتحديد الفئة العمرية المستهدفة

3- الاتفاق على الأهداف من العمل المسرحي والرسالة التي سيوصلها للمتلقي

4- الدراسة الميدانية والنظرية لحيثيات المشكل المراد الشغل عليه

5- الاستعانة بالخبراء الذين يمتون بصلة كبيرة إلى موضوع العمل المسرحي واستشارتهم واخذ النصائح منهم

6- إجراء ورشة عمل متواصلة لفهم ودراسة المواد المتوفرة وترتيبها وتجزئتها لعدة عناصر وحيثيات ووضع جدول مناسب للعمل لكل عنصر على حدة.

7- ترجمة هذه الأفكار والعناصر إلى اقتراحات وعمل الارتجال الأولي لتتضح لاحقا الملامح الأساسية للعمل، وبالتالي صنع بذور قصة وإيجاد ما يناسبها من الشخصيات ولاحقا ما يتناسب مع أجواء العمل من موسيقى وديكور وملابس وخلافه

8- وبطبيعة الحال تخضع كل فكرة للتمحيص والمناقشة ويتم انتقاء ما هو صالح أكثر من غيره حسب مدى خدمته لفكرة العمل الأساسية.



مع ارق تحياتي



نعيم نصر






: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=429203
    رد مع اقتباس
قديم 2011-09-03, 03:21 رقم المشاركة : 2
ابو العز
نائب مدير الأفكار والمشاريع الأستاذية
 
الصورة الرمزية ابو العز

 

إحصائية العضو








ابو العز غير متواجد حالياً


مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المسابقة الترفيهية المرتبة 2

وسام المركز الأول مسابقة الإبداع الأدبي

وسام المشارك

مسابقة كان خلقه القران2

وسام المشاركة

وسام المشاركة

وسام الرتبة الثانية في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر ي

افتراضي رد: المسرح الارتجالي


شكرا لكم يا أخي الفاضل نعيم نصر على الموضوع القيم
مرحبا بكم بيننا يا أخي الكريم
أكيد سنستفيد من واسع معرفتكم ,وجميل اطلاعكم, وحسن صنيعكم
لدي بعض الإضافات للموضوع أرجو أن تنال إعجابكم :


الارتجـــال المسرحي
د. جميل حمداوي - المغرب

توطئة:
يعد الارتجال Improvisationمن أهم الآليات الدراماتورجية لعرض فرجة مسرحية خاصة بالأطفال. والارتجال في الحقيقة أول خطوة يلتجئ إليها الممثل لبناء شخصيته الفنية، وبناء ذاته فوق خشبة الركح. ويستلزم الارتجال أن يكون صاحبه ذا موهبة فنية عالية، وذا ذكاء اجتماعي متميز من أجل أن يقدم فرجاته الدرامية للراصدين الحاضرين بشكل ممتع ومفيد.
ولقد بدأ المسرح الإنساني بالارتجال الفطري الطبيعي الذي كان يتسم بالعفوية والتلقائية والاحتفالية الشعبية ضمن مرحلة الظواهر الفردية، لينتقل بعد ذلك إلى مرحلة الحفظ والتنظيم مع مرحلة مأسسة المسرح، وإخضاعه لسلطة التأليف والتشخيص و الإخراج والسينوغرافيا.
وعلى الرغم من كون المسرح اليوم يقوم على ضبط النص وحفظ الأدوار حفظا دقيقا ، إلا أن للارتجال مكانة هامة ومعتبرة في المسرح المعاصر سواء في مسرح الكبار أم في مسرح الصغار ؛ لما للارتجال من أهمية كبرى في تكوين الممثل وتدريبه وتأطيره ، وإثارة المتلقي ذهنيا، واستفزازه وجدانيا، وإرباكه حركيا، وجذبه للمشاركة في بناء الفرجة الركحية بشكل تشاركي.
إذا، كيف يمكن الاستعانة بتقنية الارتجال لدعم مسرح الأطفال تأليفا وإخراجا وتشخيصا وتأثيثا؟
q مفهوم الارتجال:
الارتجال هو إبداع نص مسرحي بدون الرجوع إلى النص برمته أو التقيد بكل مدوناته، أي يتحول مخيال الممثل إلى منبع للوجدان الطبيعي ، ومصدر للأفكار التي تقدم على الخشبة الركحية بطريقة تلقائية عفوية. فيسمح الممثل آنذاك لخياله بأن يجنح في الآفاق. وبالتالي، يطلق عنان ذاكرته ومخيلته الإبداعية في الأجواء التخييلية والميتافيزيقية لكي تنساب الأفكار المضمرة في الشعور واللاشعور، وتنصهر التجارب الذاتية والموضوعية في قالب فني درامي إبداعي عفوي وفوري.
والمقصود بالارتجال في المعاجم والقواميس الأدبية والمسرحية بأنه:" تقنية تتعلق باللعب الدرامي، حيث يؤدي الممثل أشياء مرتجلة، أي لم تكن مهيأة بشكل مسبق، وتبتكر داخل الفعل المسرحي. وهناك عدة درجات في الارتجال:ابتكار نص انطلاقا من شبكة معروفة بدقة (كما هو الشأن بالنسبة للكوميديا دي لارتي)، واللعب الدرامي انطلاقا من موضوعة أو أمر، وابتكار حركي ولفظي دون الاستناد إلى نموذج، ومخالفة كل التقاليد أو القواعد (غروتوفسكي، المسرح الحي)، والتحطيم اللفظي والبحث عن لغة جسدية جديدة (أرطو).
كل المساحات الخاصة بالإبداع تنضاف بطريقة تناقضية إلى موضوعة الارتجال. شهرة هذا التطبيق تفسر بالرفض الحالي للنص، ورفض التقليد السلبي، والاعتقاد بإمكانية تحرير الجسد والاقتناع بإبداعية عفوية. إن تأثير تمارين غروتوفسكي، واشتغال مسرح الشمس على الشخصيات، وتطبيقات أخرى وحشية(بمعنى غير أكاديمية) أدت، وبقوة، إلى اصطناع أسطورة الارتجال، باعتبارها صيغة للإبداع المسرحي، صيغة اشتكى منها ميشيل برنار M.Bernard لكونها منبثقة عن التعبيرية الخاصة بالجسد والفن."[1]
ومن هنا، فالارتجال يعني في حقيقته التمرد، والرفض، والثورة، والانزياح، والتجاوز ، والانتفاض على ماهو تقليدي وسلبي. ومن ثم، فعملية الارتجال تقوم عمليا على التأليف الفوري، بل تمتد إلى الإضافة، والتعديل، والتغيير، والتشطيب، والحذف، وإعادة كتابة النص، والخروج عن النص، والاسترسال، والاستطراد... وإن كان الارتجال في البداية يتعلق بالتأليف الفوري (كتابة النص) كما في الكوميديا المرتجلة الإيطالية والفرنسية.
وعلى العموم، فالارتجال " يرتكز في جوهره على إبداعية تستمد فرضيتها من تلقائية حدسية أو خيالية. ومن ثم، فإنه ينشأ في الوقت معا كقطيعة ورجوع، وكتخريب وحنين، وهذا شيء حقيقي إلى درجة أنه لايمكن أن يوصف، أو يحلل إلا عبر مجموعة من أزواج الكلمات المتعارضة أو – إذا شئنا- عبر مجموعة من المفارقات التي تحدد، وتصف كل مرة فعل الارتجال المسرحي في علاقته مع مرجعين متضادين: يكون من المفروض أن يخرب الأول، ويزعزعه، بينما يعمل على كشف الثاني وإحيائه.
وهكذا، فبمجرد مانعتبر الارتجال في أساسه، فإنه يطرح نفسه كرفض لما هو قاعدة للزخرف المسرحي، ورجوع إلى طبيعة السلوك اليومي، وهذا مايفرض لأول وهلة أن بنيته تترجم كدرء لنظام إشارات، وتحرير لاندفاع ما. إذاك نستطيع التخمين من الغاية المتوخاة هي أقل ماتنحصر في المراسلة أو التواصل مع الغير بقدر ماتوحي إلى التعبير عن الذات والمعيشي والشعوري."[2]
وعلى أي حال، فالارتجال في الحقيقة هو الاستكشاف والإتيان بالجديد، والبحث عن شيء لم يوجد من قبل، شيء لم يشاهد ولم يدرك بعد بطريقة أو بأخرى، وإنجاز حدث أو مشهد غير متصور وغير معقول وغير مألوف. وبالتالي، يحدث قطيعة فنية وجمالية مع باقي المشاهد العادية التي تعود عليها بشكل روتيني وتكراري المشاهد الراصد، كما أن هذا الحدث المنجز يجب أن يكون حدثا غير إرادي وغير مقصود.[3]
q تاريخ الارتجال المسرحي:
من المعلوم أن المسرح الإنساني بدأ ارتجاليا قائما على العفوية والتلقائية الطبيعية كما تدل على ذلك الظواهر الفردية إذا اعتمدنا نتائج الأنتروبولوجيا البشرية. فقد مارس الإنسان القديم اللعب والتقليد والمحاكاة. وأبدع فرجات درامية ارتجالية بشكل طبيعي وفطري، يختلط فيها اللعب والرقص، كما يختلط فيها الكلام والغناء. ومن هنا، فالارتجال:" شكل قديم من أشكال فن التمثيل، ومن أعظم أشكاله إثارة في القرنين السادس عشر والسابع عشر- هو فن الكوميديا المرتجلة Commedia dell arte ، ثم نسيت إلى أن طورها من جديد طبقا لرأي العديد من خبراء المسرح، قسطنطين ستانسلافسكي في بداية القرن العشرين. ذلك أن ستانسلافسكي استخدم الارتجال كأداة للتدريب لاستيعاب فعل صعب بالسماح للممثل بممارسة سلوكه في مواجهة الشخصية لموقف مشابه، وبعد ذلك، يستفاد من تجربة الممثل في انتهاج مسلك لأداء الفعل الذي ينطوي عليه النص"[4].
وقد انتشرت الكوميديا المرتجلة في إيطاليا وفرنسا فيما بين القرن الرابع عشر والقرن السادس عشر. وكان الارتجال في هذا النوع من المسرح شكلا من أشكال التأليف، ولم" يكن إضافة على نص مسرحي كامل – كما يقول المخرج المصري سعد أردش-، بل إن الأمر – اليوم- تخطى الارتجال الفوري إلى تعديل النص، مهما كانت قيمته الأدبية والدرامية، ومهما كان قدر كاتبه، بما يحقق نجومية الممثل البطل، حتى ولو أدت هذه التعديلات إلى إفساد النص وتشويهه، حتى إن كثيرا من هذه التعديلات قد حولت النص إلى منولوج للبطل، تحوطه وتتخلله بعض العبارات من مجموعة من الممثلين، وكثيرا ماكانت هذه العبارات مجرد حافز للبطل على التوغل والتعاظم والطغيان، ويكفي هنا أن نشير إلى واحد من هؤلاء الأبطال العظماء الذين أصبحت أسماؤهم قمما في تاريخ فن الممثل، هو الممثل الإنجليزي دافيد جاريك David Garrik (1779-1717)، سيجد القارئ اسم جاريك ممجدا ومتوجا في كافة الكتب التي تتحدث عن المسرح وعن فن الممثل، كأول من أعاد اكتشاف مسرح شكسبير الذي كان قد أصيب بالنسيان ولكنه كمخرج في الواقع كان يقدم ويمثل شكسبير على طريقته هو، فلم يكن يكتفي بالحذف من النص، بل كان يضيف إليه ويعدله ويعيد طبخه بما يتناسب مع الهدف الشخصي من العرض المسرحي: خلق وبلورة النجم والبطل الأعظم بحيث يحمل العرض اسم جاريك فقط."[5]
ويلتجئ الممثل في منظور ستانسلافسكي أثناء الممارسة التدريبية إلى الارتخاء العضلي لإزالة التوتر النفسي، والحد من الثقل العصبي ، وتفادي التشنج العضلي عبر ممارسة مجموعة من الحركات الرياضية، واستيعاب بعض العلوم والفنون المساعدة كالموسيقا والباليه والرقص والترويض النطقي استعدادا للتطبيقات الميزانسية على خشبة الركح.
وبعد ذلك ، ينتقل الممثل من التأمل العقلي لدوره إلى أجرأته ركحيا من خلال الجمع بين الكلمة والحركة والتشخيص الواقعي الحي، ولابد من الارتجال في عملية التمثيل من أجل إتقان الدور ومعايشته.

ويعد ستانسلافسكي أول مخرج أعاد إحياء تقنية الارتجال إلى الخشبة المسرحية ، بعد أن استخدمتها الكوميديا دي لارتي الإيطالية في القرن السادس عشر الميلادي.
ومن أشكال الارتجال عند ستاسلافسكي:" العيش في الظروف القائمة فعلا. فمثلا عندما كان ستانسلافسكي يعمل في إخراج مسرحية(الأعماق السفلى) أخذ ممثليه إلى الحي الذي يتردد عليه الأفاقون والمنبوذون، وعمال التراحيل بموسكو حتى يستطيعوا أن يتشربوا من خلال ممارستهم تجربة العيش في الوحل والقذارة.
والشكل الثاني الذي استخدمه ستاسلافسكي هو إيجاد موقف مشابه لذلك الموقف في الحدث المسرحي، ولكنه يرتبط بصلة مباشرة بحياة الممثل وظروفه. والارتجال حول الظروف التي يقع فيها الحدث في المسرحية، وإن كان لايقتصر على النص القائم فعلا، يساعد الممثل على أن يكتشف اختلافات ضئيلة وتفاصيل صغيرة، تضيف كلها إلى ثراء أدائه التمثيلي وطبيعته التي تشبه تماما ما يحدث في الحياة"[6]
ومن المخرجين المعاصرين الذين اهتموا بالارتجال نذكر: تشارلز ديلان Charles Dullin الذي استثمره كثيرا في تدريب الممثلين ، كما شغله في التمسرح الميزانسيني. وفي هذا يقول أحمد زكي في كتابه" الإخراج المسرحي": " وفي المدرسة الملحقة بمسرحه" الأتلييه" L'Atelier كان يخصص جانبا كبيرا من الوقت لتدريب الممثلين على رقصات الباليه والتمثيل المرتجل. وكان جان لوي بارو Jean- Louis Barrault أحد تلاميذه. وفي التدريبات كان ديلان يرخي الزمام ويشجع ممثليه على أن يرتجلوا- لا في الحركة والإيماءة فحسب، بل في الكلمات، لأنه لا ينظر بإجلال عظيم لنص المؤلف وكان يمقت ما أسماه " الطبيعي الفظيع"، وقد اعتاد أن يقول:" إن عالم المسرح هو أرض الأحلام التي نستطيع فيها أن نهرب من حياتنا اليومية"، وكان يحب صفة اللمعان والإشراق والألوان الزاهية والموسيقى المرحة والحركات النشيطة."[7]
ومن المخرجين الروس الذين أولوا أهمية كبرى للارتجال إلى جانب ستانسلافسكي نذكر: نيكولاي إفرينوف Evrinov الذي انبهر كثيرا بالكوميديا المرتجلة وفن الارتجال الذي استخدمه في تداريبه التشخيصية ، كما وظفه كشكل من أشكال التعبير العفوي والتلقائي على المستوى الدرامي والركحي.
ونذكر في هذا السياق كذلك المخرج بيتر بروكBrook الذي اتخذ من البحث والارتجال وسيلتين أساسيتين للكشف عن أصول المسرح، فاستعان في ذلك بالناقد تشارلز ماروفيتز Charles Marowitz كمخرج مشارك في عدة تجارب.[8]
ويعتبر الكاتب المسرحي الإيطالي لويجي براندللو( 1867-1936) من أهم كتاب الارتجال والكوميديا الارتجالية كما يدل على ذلك مجموعة من مؤلفاته المسرحية:"ست شخصيات تبحث عن مؤلف"، و"الليلة نرتجل"، و"لكل شيخ طريقته"...
هذا، ويعد المخرج الفرنسي جان ڤيلار من المخرجين الذين انساقوا وراء فلسفة الارتجال الدرامي في عروضه المسرحية المفتوحة، كما كان من السباقين إلى تأسيس النظرية الاحتفالية في المسرح الغربي خاصة في الخمسينيات من القرن العشرين؛ إذ حول مهرجان أفنيون الصيفي إلى مهرجان مسرحي احتفالي خيالي، وجعله فضاء اجتماعيا وإبداعيا مفتوحا ، وفضاء للاحتفال الجماعي الشعبي للتعبير الحر والارتجال التلقائي. وقد كان مسرح جان ڤيلار فضاء شعبيا احتفاليا في خدمة الحفل الارتجالي والجمهور المرتجل على حد سواء. وقد تأثر بنظريته الاحتفالية كثير من المؤلفين والمخرجين المغاربة منهم: الطيب الصديقي وعبد الكريم برشيد.
q مقومات الارتجال وأنواعه:
يقوم الارتجال المسرحي على الموهبة، والصقل، والكفاءة، والحرية، والعفوية، والتلقائية ، والإبداع الفوري، وإعطاء الأهمية الكبرى للمخيلة والخيال والتخييل في تقديم الفرجة الدرامية وتركيبها مشهديا. كما يقوم الارتجال على الإضافات الشخصية، والاستكشاف الذاتي. كما ينبني على الجديد، واللامتوقع، والانزياح، والخروج عن السائد والمألوف، وتكسير بنية التقليد، والبحث عن نص أو فضاء أو تشخيص أو إخراج أو تأثيث سينوغرافي يتسم بالجدة والابتكار.
ويكون الارتجال على صعيد الأفكار، والإخراج، والحوار، والمنولوجات، والحركات، والإيماءات، والرقصات، والأغاني، والتداريب التسخينية والميزانسينية، والتأثيث السينوغرافي...الخ
وفي هذا الصدد ، يمكن الحديث عن أنواع عدة من الارتجال ، فهناك من حيث التأليف الفوري: ارتجالات بسيطة، وارتجالات مركبة. وهناك من حيث العدد: ارتجالات فردية، وارتجالات ثنائية، وارتجالات جماعية. و هناك من حيث المكونات المسرحية: ارتجالات ميمية، وارتجالات حوارية، وارتجالات منولوجية ، وارتجالات كوريغرافية، وارتجالات غنائية. وهناك من حيث المستويات الدرامية: ارتجال التأليف، وارتجال التشخيص ، وارتجال الإخراج، وارتجال السينوغرافيا. كما يمكن الحديث كذلك عن الارتجال الجزئي والارتجال الكلي.
q الارتجال في مسرح الطفل :
يمكن للمخرج أن يتخذ من الارتجال في مسرح الطفل تقنية مهيمنة وكلية من البداية حتى النهاية أو يوظفه في بعض المشاهد واللوحات الدرامية بطريقة جزئية ومتدرجة. ولايمكن للمثل أن يبدأ في الارتجال فوق خشبة الركح حتى يقوم بمجموعة من التداريب التمهيدية والتسخينية ليروض جسده وصوته على الارتجال، فيبدأ في بناء نص فوري مع رفقائه من الممثلين إضافة وتعديلا وتغييرا وإبداعا واسترسالا واستطرادا قصد إرباك المشاهد المتوقع حضوره.
ويكون الارتجال الفوري غالبا بتأليف نص بشكل عفوي وتلقائي فرديا أو جماعيا، حيث يبدأ الواحد بطرح فكرة، فيكملها الثاني، ثم يحبكها الثالث، ويوسعها الرابع إلى آخره.
ويكون الارتجال بخروج الممثل عن نص الكاتب ونص المخرج على حد سواء بإضافة أشياء وإقحام أحداث غير موجودة لدى الممثلين الآخرين وغير متوقعة عندهم أصلا. ولكن بشرط أن تكون هذه الإضافات والتغييرات زيادة ونقصا مفيدة ووظيفية كما نلفي ذلك عند الممثلين المصريين المتمكنين كأحمد بدير، وسمير غانم، ومحمد صبحي، وسهير البابلي، وعادل إمام وغيرهم في كثير من مسرحياتهم الكوميدية التي يخرجون فيها عن النص الأصلي ، فيرتجلون من عندياتهم كلاما مضحكا يمتع الجمهور ، ويربك أفق انتظاره.
وقد يكون الارتجال خاصا بممثل معين، يرتجل مجموعة من الرقصات والحركات الكوريغرافية وحوارات منولوجية إيجابية وهادفة لتنشيط الفرجة الركحية، وقد يكون ارتجالا جماعيا يشارك فيه الجميع بالتناوب والتسلسل والتضمين اتساقا وانسجاما.
إن الارتجال" بدون نص – يقول المخرج والناقد المصري أحمد زكي- يجعل الممثل مطالبا بأن يطلق العنان لخياله لأقصى مدى ممكن، قدرة على الأخذ والعطاء مع زملائه وعلى تمثيل أفعال بطريقة فورية وتلقائية.
وعمل المخرج في الواقع يكمن في الحفاظ على جوهر، صريح، إبداعي لحفز خيال ممثليه ولانتخاب العمل من الإمكانيات الكثيرة التي تطورت تدريجيا، وتهذيبه.
ودورات الارتجال في الغالب تبدأ بلعبات وتمرينات تحسب لإزالة التوتر من الجماعة والشروع في أن يعمل أفرادها معا كوحدة متوافقة، ولزيادة شدة تركيزهم.
والارتجال يمكن أن يتطور تدريجيا من التمرينات ذاتها.... وعلى المخرج دائما أن تكون له نقطة انطلاق محددة في ذهنه للقيام بدورة تدريب. وإذا لم تكن الارتجالات امتدادات للعبات أو لتمرينات، فإنه يجب عندئذ، التركيز على موضوع ما من قيام الممثلين بارتجالاتهم الاستكشافية."[9]
وقبل فعل الارتجال، ينبغي على الممثلين أن يتفقوا على موضوع معين أو نص ما أو فكرة ما قصد وضع تصورات قبلية حول فكرة النص ووحداته الدلالية ومشاهده الدرامية. وبناء على هذا الفهم المسبق للمسرحية، واستيعاب أحداثها بطريقة كلية، يتم توزيع الأدوار على الشخصيات، لتدخل فيما بعد في تفاعلات تواصلية وتشابك حواري ضمن سياقات تبادلية مختلفة حتى تنتهي المسرحية. ويستلزم التشخيص الارتجالي الانطلاق من بعض مبادئ ستاسلافسكي كالمعايشة الصادقة للدور، وتشغيل الذاكرة الانفعالية، والعيش في نفس الظروف القائمة فعلا، واعتماد المشابهة في استذكار الأحداث والمواقف المسرحية.
ومن هنا، فالمسرح الناجح ضمن دراما الأطفال هي التي يكتبها الأطفال ارتجالا، ويخرجها الأطفال ارتجالا، ويشاركهم فيها الجمهور الحاضر ارتجالا عن طريق تكسير الجدار الرابع بالمفهوم البريختي أو بالمفهوم الاحتفالي كما عند عبد الكريم برشيد.
وعليه، فالارتجال في مسرح الطفل أو مسرح الأطفال يبدأ بتصور نص ارتجالي، والتدريب عليه ارتجاليا، وتحويله إلى فرجة ركحية ارتجالية على مستوى اللغة والحركة والإيماءة والكوريغرافيا والتواصل مع الجمهور.
ومن المعروف أن الارتجال تقنية درامية من الصعب التحكم فيها فنيا وجماليا وإخراجيا ، إلا إذا أوتي الممثل والمخرج كفاءة كبيرة وخبرة جيدة بفن المسرح الشامل. ومن ثم، فالارتجال له سلبيات وإيجابيات، فالعمل" على نص بطريقة ارتجالية يمكن أن يقال أن له فوائد إقامة اتصال مباشر بين الممثلين وبين نبض المسرحية. فالتمسك بالنصوص يعوق، لامحالة، عملية الاستقصاء الطبيعي ، والاتصال بالعين والكلمات كثيرا ما يتدخل في طريق الإحساس. والعملية الآلية لملازمة المرء مكانه وترقب الإشارات بالعمل، تغلب على العملية العضوية للسمع والإحساس والاستجابة.
إن النصوص التي ترتجل يجب أن تصبح أكثر حيوية، ومكسوة باللحم تماما، ويجب أن يكون الممثلون أكثر علما واستجابة. وأما الحذر من هذه التقنية فيمكن في أنها تقنية دقيقة تعني مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الممثل والمخرج معا. فالممثلون يشعرون أولا بالافتقار إلى أي أمن- فليست هناك سطور أو قالب شكلي يواصلون العمل على هداها- ويجب على المخرج أن يوفر ذلك الأمن بخلق جو عام صريح، مرهف الحس.
وبينما يقيم المخرج هذه الثقة والاحترام المتبادلين فإنه يجب أن يحرك التدريبات بلا تطفل، في اتجاه إيجابي، بإيجاد ثروة من التحديات الإبداعية في الممثلين، وحساب استجاباتهم في ظل أحداث المسرحية. وأخيرا، بأن يكون مرنا، دون أن يضل طريقه، ويسمح بالتدريبات بأن تتدهور لغياب أهدافها."[10]
إذا، فالارتجال ليس تقنية دراماتورجية سهلة، بل تتطلب دراية كبيرة بفن المسرح وطرائق التشخيص والإخراج، و إلمام جيد يتم تحبيك النص المسرحي. ولابد للارتجال أن ينصب على مواضيع هامة وجادة ومصيرية بالبحث عن الجديد واللامتوقع والغريب من المشاهد والأحداث، بدلا من تناول المواضيع الاجتماعية المعروفة التي تتسم بالرتابة والتكرار والاجترار والتداول العقيم. وينتج عن هذا تحول الارتجال الدرامي إلى إسكتشات فكاهية ومشاهد هزلية لاتترك أثرا جماليا راسخا على الراصد المتتبع.
خاتمــة
هكذا، يتبين لنا أن الارتجال فن مسرحي قديم، ظهر مع الإنسان البدائي الذي كان يعبر عن حاجياته الذهنية والوجدانية والحركية عبر التنشيط الذاتي، وإبداع فرجات ارتجالية عفوية وتلقائية وطبيعية تعبر عن مدى حريته الشخصية الفطرية والتلقائية والعفوية والفورية. لكن الارتجال سيتطور مع مدارس المسرح ومذاهبه الفنية والجمالية، وكذلك مع طرائق الإخراج المعاصر الذي أعطى أهمية كبيرة للارتجال ؛ لكونه المعيار الحقيقي لتكوين المدرب وتأطيره عقليا ووجدانيا وحركيا ، وبناء شخصيته الوجودية والفنية. كما أصبح الارتجال أفضل طريقة لتحقيق التواصل بين الممثل والراصد المشاهد.
وعلى العموم، ينصب الارتجال على تصور النص المتخيل، وتوزيع الأدوار التمثيلية، والانتقال إلى التدريبات الارتجالية، وتشخيص المواقف المرتجلة على الركح على ضوء تصور ميزانسيني وسينوغرافي يتسمان بدورهما بالخاصية الفورية والارتجالية.





التوقيع



أينكم يا غايبين ؟؟؟؟
آش بيكم دارت لقدار مابان ليكم أثر ولا خبروا بيكم البشارة
    رد مع اقتباس
قديم 2011-09-04, 00:30 رقم المشاركة : 3
نعيم نصر
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو








نعيم نصر غير متواجد حالياً


افتراضي رد: المسرح الارتجالي


الاخ الفاضل / ابو العز
عظيم امتناني وشكري لشخصكم الكريم على هذه الاضافة الرائعة والتي اثرت بجد موضوعة المسرح الارتجالي راجيا لكم موفور الصحة والسعادة
دمتم بالود
نعيم نصر






    رد مع اقتباس
قديم 2015-07-03, 03:05 رقم المشاركة : 4
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: المسرح الارتجالي


-**********************************-
شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك..شكرا جزيلا لك
بارك الله فيك..شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك
شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك..شكرا جزيلا لك
بارك الله فيك..شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك
شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك..شكرا جزيلا لك
بارك الله فيك..شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك
شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك..شكرا جزيلا لك
-**********************************-





    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المسرح , الارتجالي

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 18:41 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd