الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات التواصل العام > - منتدى الإستقبال و التعارف - > { منتدى الخيمة الرمضانية }


{ منتدى الخيمة الرمضانية } رمضان فرصة ذهبية للتوبة والمغفرة والعتق من النار فلنغتنمها قبل ان يُقال مات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2017-06-16, 16:15 رقم المشاركة : 6
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: طيب الكلام من جليل عمل البر في شهر رمضان


الكلمة الطيبة صدقة

د. مهران ماهر عثمان

بسم الله الرحمن الرحيم

الكلمة الطيبة صدقة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيِّد الأولين والآخرين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
فإنَّ للكلمة أهميتَها في دين الإسلام، فقد ترفع صاحبها أعلى الدرجات، وقد تهوي به في النار دركات، ومما يبين خطورتها:
فبالكلمة خرج إبليس من الجنة، {قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ} [الحجر/33-35].
وبها خسر إنسان دنياه وآخرته، ففي سنن أبي داود، سنن أبى داود، قال أبو هريرة رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين، فكان أحدهما يذنب والآخر مجتهد في العبادة، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول: أقصر، فوجده يوما على ذنب فقال له: أقصر، فقال: خلني وربي، أبعثت علي رقيبا؟ فقال: والله لا يغفر الله لك. فقبض أرواحهما، فاجتمعا عند رب العالمين، فقال لهذا المجتهد: أكنت بي عالما؟ أو كنت على ما في يدي قادرا؟ وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر اذهبوا به إلى النار». قال أبو هريرة: والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته.
وبها يكفر الإنسان ويخرج من دين الإسلام، قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} [التوبة/65، 66].
وهي من أسباب دخول النار، قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: «وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ» رواه الترمذي.
وبها يرضي الإنسان ربه أو يسخطه، ففي صحيح البخاري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ».

فما هي الكلمة الطيبة؟

قال ابن عثيمين رحمه الله: "الكلمة الطيبة تنقسم إلى قسمين طيبة بذاتها طيبة بغاياتها، أما الطيبة بذاتها كالذكر؛ لا إله إلا الله، الله أكبر، الحمد لله، لا حول ولا قوة إلا بالله، وأفضل الذكر قراءة القرآن. وأما الكلمة الطيبة في غايتها فهي الكلمة المباحة؛ كالتحدث مع الناس إذا قصدت بهذا إيناسهم وإدخال السرور عليهم، فإن هذا الكلام وإن لم يكن طيبا بذاته لكنه طيب في غاياته في إدخال السرور على إخوانك، وإدخال السرور على إخوانك مما يقربك إلى الله عز وجل" [شرح رياض الصالحين 1/290].
قال سبحانه: { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر/10]. قال ابن كثير رحمه الله: "وقوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} يعني: الذكر والتلاوة والدعاء، قاله غير واحد من السلف" [تفسير ابن كثير 6/536].
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "إن العبد المسلم إذا قال: سبحان الله وبحمده، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، تبارك الله، أخذهن ملك فجعلهن تحت جناحه، ثم صَعد بهن إلى السماء، فلا يمُرّ بهن على جمْعٍ من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن، حتى يجيء بهن وجه الرحمن عز وجل، ثم قرأ عبد الله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}" [تفسير ابن كثير 6/537].
ولا يخفى علينا أن الكلمة الطيبة الواردة في قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} [إبراهيم/24] هي: إله إلا الله.

الإسلام يدعو إلى الكلمة الطيبة

في القرآن الكريم الأمر بالقول المعروف، والقول السديد، والقول الميسور، والقول الحسن، والقول الكريم، والقول اللين.
قال تعالى: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [النساء/8]، وقال: {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلا مَيْسُورًا} [الإسراء/28]، وقال: { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة/83]، وقال: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء/23]، وقال: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه/43، 44].
وأما القول البليغ الزاجر الرادع المانع المرهب فهو للمنافقين وعتاة المجرمين، قال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلا بَلِيغًا} [النساء/63].
ودعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى عفة اللسان، وطيِّب الكلام.
ففي سنن الترمذي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلَا اللَّعَّانِ، وَلَا الْفَاحِشِ، وَلَا الْبَذِيءِ».
والطعان: الوقَّاع في أعراض الناس، والعيَّاب يعيب ما لإخوانه.
واللعان: كثير اللعن.
والفاحش: الذي يتكلم بما يثير الشهوة.
البذيء: الكلام الذي يحمل عليه عدم الحياء.
وفي هذا الحديث فائدة: أن الطعن والجرح كما يحدث بالسيف والسنان يحدث باللسان، فالأول جرح حسي، والآخر جرح معنوي، ولربما كان الجرح المعنوي أشد مرارة وأكثر ألماً من الحسي.
وفي مسند أحمد، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي عَمَلًا يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ: «لَئِنْ كُنْتَ أَقْصَرْتَ الْخُطْبَةَ لَقَدْ أَعْرَضْتَ الْمَسْأَلَةَ: أَعْتِقْ النَّسَمَةَ وَفُكَّ الرَّقَبَةَ». فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَلَيْسَتَا بِوَاحِدَةٍ؟ قَالَ: «لَا؛ إِنَّ عِتْقَ النَّسَمَةِ أَنْ تَفَرَّدَ بِعِتْقِهَا، وَفَكَّ الرَّقَبَةِ أَنْ تُعِينَ فِي عِتْقِهَا، وَالْمِنْحَةُ الْوَكُوفُ وَالْفَيْءُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الظَّالِمِ، فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ فَأَطْعِمْ الْجَائِعَ وَاسْقِ الظَّمْآنَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنْكَرِ، فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ فَكُفَّ لِسَانَكَ إِلَّا مِنْ الْخَيْرِ».
وقال لرجل من الأعراب: «لَا تَسُبَّنَّ شَيْئًا». قَالَ فَمَا سَبَبْتُ بَعِيرًا وَلَا شَاةً مُنْذُ أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رواه أحمد.

الترغيب في بالكلمة الطيبة


الكلمة الطيبة شعبة من شعب الإيمان

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ» متفق عليه.

الكلمة الطيبة صدقة

قال صلى الله عليه وسلم: «وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ» متفق عليه.
قال ابن عثيمين رحمه الله: "الصدقة لا تختص بالمال، بل كل ما يقرب إلى الله فهو صدقة بالمعنى العام؛ لأن فعله يدل على صدق صاحبه في طلب رضوان الله عز وجل" [شرح رياض الصالحين 1/290].

وبها يكون اجتماع الكلمة، وتآلف القلوب

قال تعالى: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت/34-35].
فمما يتحقق به الرد الحسن: الكلمة الطيبة.

والكلمة الطيبة انتصار على الشيطان

قال تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء/53]. أي: وقل لعبادي المؤمنين يقولوا في تخاطبهم وتحاورهم الكلام الحسن الطيب؛ فإنهم إن لم يفعلوا ذلك ألقى الشيطان بينهم العداوة والفساد والخصام. إن الشيطان كان للإنسان عدوًا ظاهر العداوة. فالشيطان حريص على إفساد ذات بيننا، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ» رواه مسلم، والتحريش: الإفساد بينهم، فمن رد بالكملة الطيبة أخزى الشيطان.

وبالكلمة الطيبة تتحقق المغفرة

قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ مُوجِبَاتِ الْمَغْفِرَةِ بَذْلُ السَّلامِ، وَحُسْنُ الْكَلامِ» الطبراني.

وبها تكون النجاة من النار

عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّارَ فَأَعْرَضَ وَأَشَاحَ، ثُمَّ قَالَ: «اتَّقُوا النَّارَ»، ثُمَّ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ كَأَنَّمَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ» رواه البخاري ومسلم.

والكلمة الطيبة سبب دخول الجنة

عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا» فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَدَامَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ» رواه الترمذي.
وعن المقدام بن شريح عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال: قلت يا رسول الله حدثني بشيء يوجب لي الجنة. قال: «موجب الجنة: إطعام الطعام، وإفشاء السلام، وحسن الكلام» رواه الطبراني.
والجزاء من جنس العمل، فلما كانت الكلمة الطيبة سجية لهم دخلوا الجنة فلم يسمعوا فيها إلا الطيب الذي لا يؤذيهم. قال تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا} [الواقعة/25، 26]، أي: لا يسمعون في الجنة كلامًا لاغيا، أي: غثا خاليا عن المعنى، أو مشتملا على معنى حقير أو ضعيف.
ولما كانت خمر الدنيا حاملة على بذيء الكلام قال تعالى في نعت خمر الآخرة: {يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ} [الطور/23].

ذم الكلام السيء


الككلام السيء دليل على سوء الأدب

أساء أحدهم الخطاب مع عيسى عليه السلام فرد عيسى عليه السلام بأدب وقال: "كل ينفق مما عنده"!

الكلمة السيئة منفِّرة

قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران/159].

والكلمة السيئة قدح في الإيمان

عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ري الله عنهما قال: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ» رواه البخاري ومسلم.

وهي سبب لدخول النار

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ» رواه البخاري.

ومن الكلمة السيئة والكلام الفاحش أن تُرد الإساءة بأكثر منها.
ففي صحيح مسلم، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُنَاسٌ مِنْ الْيَهُودِ فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ. قَالَ: «وَعَلَيْكُمْ». قَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتُ: بَلْ عَلَيْكُمْ السَّامُ وَالذَّامُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَائِشَةُ لَا تَكُونِي فَاحِشَةً». فَقَالَتْ: مَا سَمِعْتَ مَا قَالُوا؟ فَقَالَ: «أَوَلَيْسَ قَدْ رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ الَّذِي قَالُوا؟ قُلْتُ وَعَلَيْكُمْ». وفي رواية أنه قال لها: «يَا عَائِشَةُ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ». فالفحش: العدوان في الجواب.
إن هارون الرشيد جاءه رجل فأغلظ له القول، فقال: "إن الله أرسل من هو خير منك إلى من هو شر مني فقال: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا} [طه/43، 44].
أسأل الله أن يطيب أقوالنا، وأعمالنا، وأيامنا.
رب صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.





    رد مع اقتباس
قديم 2017-06-16, 16:18 رقم المشاركة : 7
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: طيب الكلام من جليل عمل البر في شهر رمضان



الكلمة الطيبة والحوار الحسن من هدي الإسلام


فضيلة الشيخ / فرج عبد الحليم
نعمة البيان:
قال تعالى:(الرَّحْمَنُ . عَلَّمَ الْقُرْآنَ . خَلَقَ الْإِنسَانَ . عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)(الرحمن 1: 4)
عَلَّمَهُ الْبَيَانَ: أي: علمه الإبانة عما في نفسه تمييزًا له عن غيره.
للكلمة .. خطورتها:
بكلمة يدخل الإنسان الإسلام، وبكلمة يخرج منه، وبها يدخل الجنة، وبها يحرم منها، وتستحل فروج بالكلمة، وتحرم بكلمة، وتبني أسر ومجتمعات بكلمة، وتهدم بكلمة.
درجات.. أو .. دركات:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ» البخاري.
معنى الحديث: يقول النبي – صلى الله عليه وسلم ” إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ” أي من كلمات الخير التي ترضي الله عزّ وجل من نصيحة أو تعليم، أو أمر بمعروف، أو إصلاح بين الناس، أو نهي عن منكر، أو دفع مظلمة ” لا يلقي لها بالاً ” أي لا يعيرها اهتمامًا، ولا يقيم لها وزنًا” يرفع الله بها درجات ” أي يرفع الله بها ذلك المتكلم درجات عالية في الجنة ” وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ” أي من الكلمات التي تسخط الله كالغيبة والنميمة والكذب مثلاً ” لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم ” أي يسقط بسببها.
الكلمة الطيبة.. كالشجرة الطيبة:
قال تعالى:” أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ . تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ” (إبراهيم 24 :25) قال الضحاك، وسعيد بن جُبَير، وعِكْرِمة وقتادة وغير واحد: إن ذلك عبارة عن المؤمن، وقوله الطيب، وعمله الصالح، وإن المؤمن كالشجرة من النخل، لا يزال يرفع له عمل صالح في كل حين ووقت، وصباح ومساء. عن ابن مسعود قال: هي النخلة. والظاهر من السياق: أن المؤمن مثله كمثل شجرة، لا يزال يوجد منها ثمر في كل وقت من صيف أو شتاء، أو ليل أو نهار، كذلك المؤمن لا يزال يرفع له عمل صالح آناء الليل وأطراف النهار في كل وقت وحين.
للكلمة الطيبة.. منبع الخير:
قال تعالى:” أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ” (إبراهيم: 24)، وقال أيضا: ” وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ” (الأعراف: 58) : والأرض الطيبة الجيدة التربة يخرج نباتها ناميًا حيًا بإذن ربه، والأرض الخبيثة لا تخرج إلا نباتاً قليلاً عديم الفائدة يكون سبب نَكَدٍ لصاحبها
الكلمة الطيبة من دلائل الإيمان:
إن من دلائل كمال الإيمان, وحسن الإسلام, أن ينطق العبد بالحق والخير, ويمسك عن الباطل والشر, وأن يُحسن اختيار الألفاظ, وأن يهجر فحش الأقوال, ويصون اللسان عن رذائل الكلام, كالكذب, والغيبة, والنميمة, والسخرية, وقول الزور, والسباب واللعان؛ حيث إن خطر اللسان على الفرد والمجتمع عظيم, ولا يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم, ولا ينجو من خطره إلا من لزم الصمت والسكوت عن الشر, قال تعالى: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) (النساء:114), وقال سبحانه: (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا) (النساء: 148) وقال تعالى (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (ق: 18)، وعن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت) (البخاري ومسلم)،
خيرًا : كالإبلاغ عن الله وعن رسوله، وتعليم الخير والأمر بالمعروف عن علم وحلم، والنهي عن المنكر عن علم ورفق، والإصلاح بين الناس، والقول الحسن لهم، وكلمة حق عند من يخاف شره ويرجى خيره، في ثبات وحسن قصد .
ليصمت : بضم الميم وكسرها، ليسكت , ومعنى الحديث أن المرء إذا أراد أن يتكلم فليفكر قبل كلامه فإن علم أنه لا يترتب عليه مفسدة ولا يجر إلى محرم ولا مكروه فليتكلم، وإن كان مباحًا فالسلامة في السكوت لئلا يجر المباح إلى المحرم والمكروه.
وفي هذا الحديث آداب وسنن منها التأكيد في لزوم الصمت وقول الخير أفضل من الصمت لأن قول الخير غنيمة والسكوت سلامة والغنيمة أفضل من السلامة وكذلك قالوا قل خيرا تغنم واسكت عن شر تسلم. قال عمار الكلبي وقل الخير وإلا فاصمتن … فإنه من لزم الصمت سلم.
الكلمة الطيبة صدقة:
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ» البخاري. والسؤال: كم صدقة تريد في كل يوم من وراء كلماتك؟ والإجابة : بإمكانك أن تجعل لك من كلمة ينطق بها لسانك صدقة بتطييب الكلام.
الكلمة الطيبة أو الحسنة فأل حسن:
عَنْ أَنَسٍ- رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَأُحِبُّ الفَأْلَ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الفَأْلُ؟ قَالَ: «الكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ»، وفي رواية أخرى عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل الصالح” أو قال: “وأحب الفأل الصالح” قيل يا رسول الله وما الفأل قال: “الكلمة الطيبة” أو قال: “الكلمة الحسنة”
القول الحسن والأحسن:
قال تعالى:” وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ” (البقرة: 83)، وأن تقولوا للناس أطيب الكلام وتعني أيضًا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمخاطبة باللين، والكلم الطيب الخالي من البذاءة والفحش. ويشمل كذلك : كل خُلُق حسن رضيه الله، وقال تعالى: “وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا” (الإسراء: 53) وقل لعبادي المؤمنين يقولوا في تخاطبهم وتحاورهم الكلام الحسن الطيب؛ فإنهم إن لم يفعلوا ذلك ألقى الشيطان بينهم العداوة والفساد والخصام. إن الشيطان كان للإنسان عدوًا ظاهر العداوة.
الكلمة الطيبة وأثرها في الدعوة إلى الله:
قال تعالى:” اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى. فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ” (طه: 43 : 44) أى : اذهبا إليه، وادعواه إلى ترك ما هو فيه من كفر وطغيان، وخاطباه بالقول اللين، وبالكلام الرقيق . فإن الكلام السهل اللطيف من شأنه أن يكسر حدة الغضب، وأن يوقظ القلب للتذكر، وأن يحمله على الخشية من سوء عاقبة الكفر والطغيان.
الكلمة الطيبة لها أثرها في صلاح الأعمال ومغفرة الذنوب:
قال تعالى:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا” (الأحزاب : 70، 71) أعمالكم : أي: الدينيَّة والدنيوية إذْ على الصدق والموافقة للشرع نجاح الأعمال والفوز بثمارها
الحوار: من المُحاورة ؛ وهي المُراجعة في الكلام .
غاية الحوار: إقامةُ الحجة, وكشف الحقِّ، والتعاون على البر والتقوى, لنصرة الدين, ورفعة الوطن.
وقوع الخلاف بين الناس
الخلاف واقع بين الناس في مختلف الأعصار والأمصار، وهو سنَّة الله في خلقه، فهم مختلفون في ألوانهم وألسنتهم وطباعهم ومُدركاتهم ومعارفهم وعقولهم ، وكل ذلك آية من آيات الله ، نبَّه عليه القرآن الكريم في قوله تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ (الروم:22(, وهذا الاختلاف الظاهريّ دالُّ على الاختلاف في الآراء والاتجاهات والأعراض . وكتاب الله العزيز يقرر هذا في غير ما آية ؛ مثل قوله سبحانه:{ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ }(هود: 118 , 119)
نماذج الحوار:
– الحوار بين الله – سبحانه وتعالى – والملائكة.
– الحوار بين الله – سبحانه وتعالى- وآدم – عليه السلام.
– الحوار بين الله – سبحانه وتعالى – وإبليس – لعنه الله.
– الحوار بين الخليل إبراهيم – عليه السلام- والنمرود.
– الحوار بين الخليل إبراهيم – عليه السلام – وأبيه.
– الحوار بين الخليل إبراهيم – عليه السلام – وقومه.
– الحوار بين نبي الله يعقوب – عليه السلام – وأولاده.
– الحوار بين الصديق يوسف – عليه السلام – وإخوته.
– الحوار بين الرسول – صلى الله عليه وسلم – ووفد قريش في صلح الحديبية.
قبل الحوار:
– الإخلاص والتجرد للحق, قال تعالى:{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}(البينة: 5), وفي الصحيح: (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى) البخاري.
– إعداد الأدلة النقلية والعقلية للحوار أو الحجج والبراهين القوية, قال تعالى:{ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}(النمل: 64), ولنا القدوة في الخليل إبراهيم عليه السلام في حجته القوية في حواره مع النمرود.
– الاتفاق على أن المرجعية عند التنازع التحاكم إلى الكتاب والسنة: قال تعالى:{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }(النساء: 59)
أثناء الحوار:
– القول الطيب و الأحسن. قال تعالى:{ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ}(الحج: 24), وقال تعالى:{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}(النحل: 125).
– حسن الاستماع للآخر. وهكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم، فربما تحدَّث معه بعض المشركين بكلام لا يستحق أن يُسمع، فيصغي النبي صلى الله عليه وسلم، حتى إذا انتهى هذا الرجل وفرغ من كلامه، قال له صلى الله عليه وسلم: “أوقد فرغت يا أبا الوليد؟” قال: نعم. فتكلَّم النبي صلى الله عليه وسلم بشيء من القرآن) كما جاء في تفسير صدر سورة فصلت في ابن كثير وغيره.
– العدل والإنصاف, البعد عن التجريح, والاتهامات, قال تعالى:{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}(النحل: 90), وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الفَاحِشِ وَلَا البَذِيءِ» الترمذي/ صحيح.
– التبين والتثبت: قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } (الحجرات: 6)
– التواضع, ومراعاة أدب الحديث: كما هو واضح في حوار الخليل عليه السلام مع أبيه برغم ما هو عليه من الشرك.
– الحكمة والصبر: كما هو واضح في صلح الحديبية.
– البعد عن آفات الحوار, ومنها: عدم رفع الصوت دون ضرورة, قال تعالى:{ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ }(لقمان: 19), والحذر من سوء الظن, والغيبة, فقد قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ }(الحجرات: 12)
بعد الحوار:
1- صفاء القلوب, وسلامة الصدور حتى وإن لم يحدث اتفاق, والحذر من الخصومة والقطيعة: فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: “كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ”. قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: “هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ” سنن ابن ماجه/ صحيح, وعَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الوَلِيدِ، أَنَّ مَوْلًى لِلزُّبَيْرِ، حَدَّثَهُ أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ العَوَّامِ، حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ: الحَسَدُ وَالبَغْضَاءُ، هِيَ الحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَلِكَ لَكُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ “ الترمذي/ حسن.
2- الاحترام المتبادل, والتعاون في المتفق عليه, والتماس العذر في المختلف فيه. قال تعالى:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}(المائدة: 2)
3- العفو والتسامح والتراحم, كما نرى ذلك واضحًا في حوار يوسف عليه السلام مع إخوته, وحوار الرسول صلى الله عليه وسلم مع أهل مكة بعد فتحها.
وصايا عملية:
– الالتزام بالكلمة الطيبة في كل المجالات(في الحديث- مع الزوجة – مع الأولاد – الموظف مع المواطنين – الجار مع جاره – المعلم مع طلابه – وهكذا)
– تفعيل الحوار مع كل الأطراف وفي كل الدوائر: (بين الأفراد – على مستوى الأسرة والعائلة – على مستوى المؤسسة – بين الأحزاب والمؤسسات إلخ)





    رد مع اقتباس
قديم 2017-06-16, 16:23 رقم المشاركة : 8
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: طيب الكلام من جليل عمل البر في شهر رمضان


الخطبة الأولى
الحمد لله رب العالمين، خلقنا في أحسن تقويم، وصورنا في أجمل صورة، وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، نحمده سبحانه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، أمرنا بطيب الكلام، وحفظ الجوارح واللسان، ووعدنا على ذلك بالجنان، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى، قال الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)
أيها المسلمون: لقد أكرم الله تعالى الإنسان بالقرآن، وامتن عليه بنعمة الإفصاح والبيان، قال تعالى الرحمن* علم القرآن* خلق الإنسان* علمه البيان) وأنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم أحسن الحديث، قال سبحانه الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء) فقد وصف الله سبحانه كتابه بأحسن الحديث؛ لما للحديث الطيب من أثر في ترقيق القلوب، وتهذيب النفوس، ومن صلحت سريرته طاب لسانه بحسن القول وجميل الحديث، وهدي إلى الطريق المستقيم، قال تعالى وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد)
والقول الطيب السديد سبب لصلاح الأعمال ومغفرة الذنوب، قال الله تعالىيا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا* يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) قال المفسرون: والقول السديد هو الذي يوافق ظاهره باطنه. وما أريد به وجه الله دون غيره، والصلح بين المتشاجرين.

وقد أوصى الله تعالى عباده بحسن القول، فقال تبارك اسمه وقولوا للناس حسنا) بل أمرهم أن يتخيروا من ألفاظهم ما هو أجمل وأتم، فقال عز وجل وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن) فالكلام الجميل وسيلة من وسائل جمع القلوب ودفع الضغائن، قال تعالى ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)
وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم دلالة القول وأثره في الناس فقال صلى الله عليه وسلم :« من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت».
عباد الله: إن المجالس مدارس، والرجال إنما يوزنون بما يصدر عنهم من كلام، ولقد وجهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حسن الكلام وجميل العبارة في التخاطب مع الناس، ومن اللطف في الحديث مع الناس الاقتصاد في القول، ويتأكد ذلك في حضرة الكبار وأهل الوقار ولمن هو أعلى مقاما، وأرفع قدرا، وأغزر علما، وأكبر سنا، وأعظم فضلا، فمن اقتصد في كلامه وأعرض عن اللغو فاز بالفلاح، قال تعالى قد أفلح المؤمنون* الذين هم في صلاتهم خاشعون* والذين هم عن اللغو معرضون) فطول الكلام مظنة للعثرات، والوقوع في الزلات، ومن غفل عن ذكر الله في كلامه زهد الناس فيه، وأعرضوا عن حديثه، فخير الكلام ما قل ودل، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي».
أيها المسلمون: مجالس العقلاء لا يتكلم فيها بالتناجي، ولا يستخدم الهاتف والناس في إصغاء، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خاطبه شخص أقبل عليه بوجهه حتى لكأنه لا يريد غيره. وقد جاءه الوليد بن المغيرة يريد مجادلته، فسمع له، فلما انتهى من كلامه قال له صلى الله عليه وسلم في أدب جم:" أفرغت يا أبا الوليد؟ فكناه احتراما، وانتظره حتى فرغ تماما من كلامه، وهذا يعلمنا أن الحديث والحوار يكون مناوبة لا مناهبة.
ولقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن التمهل في الكلام والتأني في الحديث من فنون الخطاب وحسن الدراية حتى يفهم المستمع المراد من الحديث، ويعقل مقصوده ومغزاه، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم. وقالت: إن النبى صلى الله عليه وسلم كان يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه. وقالت أيضا: كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاما فصلا يفهمه كل من سمعه.
وإنه لمن حسن عقل المتحدث اختيار ما يناسب الناس من أحاديث تنفعهم ولا تضرهم، واجتناب ما يدخل الريبة إلى نفوسهم، والجاهل من استفز الناس بكلام لا يعقلون معانيه، ولا يعرفون مغازيه، قال على رضي الله عنه: حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله.
عباد الله: قال الله تعالى لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما) وقال سبحانه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) والمسلم الحق من صان لسانه من العبث ووقى الناس من أذاه، وتجنب الخوض في أحاديث لا يعلمها، أو لا يتأكد من صحتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع». والكلام عبادة: فهو إما لك أو عليك، قال الله تعالى:( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره* ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« الكلمة الطيبة صدقة».
بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الكلمة الطيبة وقاية من النار فقال:« اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة».
ومن أراد السلامة اختار من طيب القول ما يرجو النجاة فيه، فيخاطب والديه بأعذب الكلمات، ويختار لهم أجمل الصفات، قال تعالى وقل لهما قولا كريما) وكان سيدنا إبراهيم عليه السلام يخاطب أباه مع صدوده فيقول له مترفقا يا أبت)
وعلى الأزواج إتقان الأحاديث التي تنمي وشائج المحبة والمودة بينهما، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي زوجاته بما يحببن سماعه فيقول لعائشة رضي الله عنها :« يا عائش».
اللهم وفقنا دوما للعمل بما تحبه وترضاه، ووفقنا لطاعتك، وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وطاعة من أمرتنا بطاعته, عملا بقولكيا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم


الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى وراقبوه في السر والنجوى واعلموا أن ديننا الحنيف أمرنا بالقول الطيب مع الناس كافة، فينبغي استعمال الكلمة الطيبة والعبارة اللطيفة معهم، قال تعالى ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء* تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)وغض الصوت عند مخاطبتهم، كما قال لقمان لابنه واغضض من صوتك) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« إن من أحبكم إلى وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وإن أبغضكم إلى وأبعدكم منى مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون». قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟ قال:« المتكبرون».
وما يتبع القول الطيب مراعاة مشاعر الآخرين، وحسن الاستماع لهم، والإصغاء لحديثهم، وعدم مقاطعتهم، وترك إحراجهم، أو الاستخفاف بمعلوماتهم، أو المسارعة لمخالفتهم، فإن حفظ ود الآخرين أولى من خسارتهم بشيء مهين.
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال تعالىإن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا»
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا ميتا إلا رحمته، ولا حاجة إلا قضيتها ويسرتها يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إنا نسألك الجنة لنا ولوالدينا، ولمن له حق علينا، وللمسلمين أجمعين.
اللهم وفق ولي أمرنا رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد، وأدم عليه موفور الصحة والعافية، واجعله يا ربنا في حفظك وعنايتك، ووفق اللهم نائبه لما تحبه وترضاه، وأيد إخوانه حكام الإمارات وولي عهده الأمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحم الشيخ زايد، والشيخ مكتوم، وشيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، وأدخل اللهم في عفوك وغفرانك ورحمتك آباءنا وأمهاتنا وجميع أرحامنا ومن له حق علينا.
اللهم احفظ دولة الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها الأمن والأمان وعلى سائر بلاد العالمين.
اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون)





    رد مع اقتباس
قديم 2017-06-16, 16:26 رقم المشاركة : 9
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: طيب الكلام من جليل عمل البر في شهر رمضان



"وهدوا إِلى الطيب من القول"

العلاج بالكلام...!!!

تحاول العلوم المختلفة المهتمة بالإنسان كالطب وعلم النفس والاجتماع، تحاول بدأب أن تتفهَّم نوازعَ ودوافع وأنماط السلوك البشري الفردي والجماعي؛ لمعرفة استجابات الإنسان للمثيرات المختلفة، ومحاولة ضبط تعاملاته في كافة المواقف، وقد توصلت الأبحاث والدراسات العلمية في هذا الصدد إلى نتائج جيدة في مجال تحسين الحياة البشرية، ومحاولة توفير السعادة للفرد والجماعة، وتؤكد هذه الدراسات على حقيقة أن (البسمة والكلمة الهادئة الطيبة) هي مفتاح الحل لكثير من الألغاز والمشاكل والأزمات البشرية على مستوى الأفراد والمجتمعات والدول!.

وفي عام 1975م اكتشف العلماء أن دماغنا يفرز مجموعة مواد لما يُعرف بهرمون الإندورفين (Endorphins)، ويعد هذا الهرمون من أهم مسكنات الألم التي تُفْرَزُ طبيعياً في جسم الإنسان، وعند إفراز الإندورفين من خلايا الدماغ أو من الغدة النخامية، فإنه يرتبط بمستَقْبِلات الألم في الدماغ، وبالتالي يخفف الشعور بالتعب والألم، بالطريقة نفسها التي تعمل بها بعض الأدوية المسكنة للآلام كالمورفين، إلا أن الإندورفين الذي يُفْرَزُ طبيعياً من الجسم لا يؤدي إلى الإدمان كما هي الحال مع الأدوية المصنعة كيميائياً.
ويتمثل عمل الإندورفين في تخفيف الشعور بالألم، وخفض الإجهاد، وتعزيز الجهاز المناعي، كما أن من تأثيرات إفراز الإندورفين تحسُّن مزاج الشخص العام، والشعور بالسرور والسعادة، وأثبتت التجارب والدراسات أننا حين نضحك نطلق هرمون الإندورفين، ونفس الشيء يحدث عندما نسمع الكلام العذب، والثناء الجميل، والنصح الهادئ الذي تتقبله النفسُ راضية؛ لأنه جاء بأسلوب مهذب يدغدغ المشاعر، وتتجاوب معه العواطف والأحاسيس، وعلى العكس تماما عند الصخب والضوضاء واحتدام النقاش الحاد والصوت العالي، وسماع الكلام البذيء يرتفع ضغط الدم، وتسري في الجسد نوبة من الغضب والانفعال الشديد وهياج الأعصاب، وتَسَارُع ضربات القلب... وفي بعض نوبات الانفعال الحادة قد يتفاقم الوضع ويصاب المرء بمرض خطير أو شلل في أي جزء من جسمه؛ نتيجة الإثارة العنيفة والتغيرات الحاصلة في الجهاز العصبي السمبثاوي Sympathetic system (وهو ما يسمى بالعربية بالجهاز العصبي الودي).

وفي عام 2010م أظهرت دراسة بريطانية أن الكلام الطيب والهادئ أفضل مهدئ للآلام والأوجاع وأكثرها أمانا وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية الـ "بي بي سي" أن هناك دراسة نشرت في مجلة "لانست" الطبية تشير إلى بقاء التأثير الإيجابي لبرنامج العلاج بالكلام الذي أجراه فريق علمي في جامعة "وارويك" على (600) ستمائة مريض خضعوا لمنهج علاجي جديد، وأجري عليهم في ست جلسات برنامج مكثف أطلق عليه "العلاج بالكلام" يعتمد على تقنية تعرف بالعلاج السلوكي المعرفي، حيث تمت مناقشة الاعتقادات السلبية "غير المساعدة" حول الأنشطة الفيزيائية والأفكار السلبية المتعلقة بأوجاع أسفل الظهر وتقنيات الاسترخاء، وأكدت الباحثة رئيسة الفريق العلمي المسؤول عن الدراسة في جامعة (وارويك) أن المرضى شعروا بتحسُّن كبير أثناء العلاج بالكلام، وقالت: "لقد تبين لنا أن التحسُّن في حالة المرضى استمر لمدة سنة كاملة؛ لأنهم تعلموا عن طريق جلسات الكلام الإيجابي، والمناقشة الهادئة كيفية التعامل السليم مع حالتهم".

بالقطع من الجميل والرائع فعلا أن يؤكد لنا العلم عن طريق البحث العلمي التجريبي، أهمية الكلمة الطيبة الهادئة في الحياة البشرية، فهي فضلا عن أنها تريح أعصاب الإنسان وتوفر الجو الملائم لتدفق المشاعر السارة بداخله، فهي أيضاً تنير السبيل أمامه وتدخله في حالة من الاستبصار لذاته ولغيره وللمواقف التي تحيط به، وتجعله أقدر على استيعاب واحتواء مَنْ حوله؛ لأنه قادر على تفهم مشاعرهم والدوافع المختلفة وراء تصرفاتهم وسلوكياتهم نحوه، وبالتالي يكون أقرب إلى قبول الآخر والتسامح معه.

والمثير حقا أن الإسلام ذلك الدين العظيم الخالد قد سبق كل هذه الأبحاث، عندما أكد قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام على فضل الكلمة الطيبة وأهميتها في الحياة، قال تعالى: ï´؟أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ï´¾ سورة إبراهيم26:24.
نعم فكما أن الشجرة الطيبة تكون دائماً باسقة سامقة، وراسخة ثابتة، ومثمرة ظليلة، ذات نفع كبير بثمرها وفيئها... فكذلك الكلمة الطيبة عظيمة النفع لقائلها وكل من يسمعه، وتكاد لا تُحصى فوائدها، ولا تنقطع ثمارها في الصدور التي تنشرح لها، والنفوس التي تبتهج بها، والقلوب التي تنفتح لها.
على العكس تماما من الكلمة الخبيثة التي تلوث الأجواء، وتفسد القلوب، وتغيِّر النفوس، وتبث جراثيم الحقد والبغضاء والكراهية، وتثير الإحن والضغائن والشحناء بين الناس، وتُوهِن أواصر الأخوة، وتُضعف روابط المحبة، وتمزق وشائج الود بين الأهل وذوي القربى والأصدقاء والزملاء والجيران، وهي لا قرار لها ولا بقاء، تماما كالشجرة الخبيثة التي قد تنتعش وتهيج وترتفع أغصانها وتتعالى وتتشابك، ويُخَيَّلُ إلى بعض الناس أنها أضخم من الشجرة الطيبة وأقوى، ولكن هذه الصورة المبهرة لتلك الشجرة الفاسدة صورة خدَّاعة ومزيفة، على الرغم من أنها تبدو شجرة ضخمة، إلا أنها في الحقيقة نافشة وهشة... أي مجرد مظهر خادع مضلل، لكن تظل تلك الشجرة الخبيثة مزعزعة في مهب الريح؛ فجذورها سطحية جدا قريبة في التربة، حتى كأنها فوق الأرض... وما تلبث إلا فترة يسيرة يكسوها هذا الزخم الكاذب، ثم تذبل وتسقط وتتهاوى، وتُجتث من فوق الأرض، لأن لا رسوخ لها ولا ثبات ولا قرار!
ولعل سائل يقول: لِمَ ضرب الله تعالى لنا هذا المثل الحسي الذي يشبِّه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة، والكلمة الخبيثة بالشجرة الخبيثة؟! لنقرأ الإجابة الوضيئة المقنعة عند صاحب الظلال الشيخ سيد قطب ـ رحمه الله ـ حيث يقول:" ليس هذا وذلك مجرد مثلٍ يُضْرَب، ولا مجرد عزاءٍ وتشجيع للطيبين، إنما هو الواقع في الحياة، ولو أبطأ تحقُّقه في بعض الأحيان، والخير الأصيل لا يموت، ولا يذوي مهما زحمه الشرُ وأخذ عليه الطريق... والشر كذلك لا يعيش إلا ريثما يستهلك بعض الخير المتلبس به، فقلما يوجد الشر خالصاً، وعندما يستهلك ما يُلابِسُه من الخير فلا تبقى فيه منه بقية، فإنه يتهالك ويتهشم مهما تضخم واستطال...إن الخير بخير! وإن الشر بشر!"
وهكذا فالكلمة الطيبة سرٌّ عظيم من أسرار هذه الحياة، ولعلنا نلمس ذلك بأنفسنا، فكم من مشكلة كبرى كادت تندلع نيرانها ـ بين الأفراد أو العائلات أو القبائل، أو حتى بين الجماعات والأمم ـ وعصَمَ الناسَ ـ بفضل الله ـ من ويلاتها كلمةٌ طيبةٌ يقولُها رجلٌ مخلصٌ؛ فيريحُ الله تعالى بها الناسَ ويشفي صدورهم، ويُذْهِبُ غيْظَ قلوبهم، فتهدأَ النفوس ويُفْسَحُ المجالُ للعقل ليقول كلمته، ويعالَجُ الموقِفُ بحكمة ورَوِيَّةٍ، وتتبددُ بأمر الله تعالى سحبُ الغضب، ونُذُرُ الحرب التي لو اندلعت شرارتها لحل الخراب والدمار، ولَحرَقَ لهيبُها الأخضر واليابس، وصدق الله العظيم إذ يقول: ï´؟وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ، ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ï´¾ [سورة فصلت : 34].
إن الإسلام يسعى باستمرار إلى بناء وتأسيس الفضائل كلها في النفس الإنسانية، ويدعو إلى اللِّين والرحمة، والحلم والصفح، والعفو والتسامح، ويحثُّ دائما على التحلي بغير ذلك من مكارم الأخلاق، وتبنِّي خطاب إنساني راقٍ مع كل الناس، ولعَلَّ محور ذلك كله الكلمة الطيبة؛ فهي روح الفضائل، ووسيلة إظهارها والتعبير عنها!

ومن هنا نفهم حرص الإسلام البالغ على إشاعة الكلمة الطيبة، ونشر ثقافة احترام الآخر، والتلطف معه، والحرص على مشاعره وأحاسيسه، والرفق به، والمرونة في التعامل معه... وغير ذلك من مظاهر التراحم والتعاون والتفاهم بين الناس، قال تعالى: ï´؟وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًاï´¾ [سورة البقرة : 83] وقال عز من قائل: ï´؟وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًاï´¾ [سورة النساء: 5]، بل جعل الله تبارك وتعالى الكلمة الطيبة السديدة سبباً من أسباب حفظ الذرية ووقايتهم من المشاكل المختلفة، وحمايتهم من كل مكروه وسوء، قال تعالى: ï´؟وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ، فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًاï´¾ سورةالنساء: 9 .
ليس هذا فحسب بل جعل الإسلام القول السديد والكلم الطيب علامة ودليلا على التقوى وطاعة الله ورسوله، وسبباً لصلاح الأعمال، وغفران الذنوب، والفوز بالجنة، قال تعالى: ï´؟يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ï´¾ سورة الأحزاب: 70، 71.
ومن مظاهر حفاوة الإسلام بالقول السديد والكلمة الطيبة أنه جعلها خيراً من صدقة مادية يتبعها أذى ومضايقة وجرح للمشاعر والأحاسيس بنظرة زراية رامقة، أو كلمة أو إشارة جارحة... فقد عدَّ الإسلامُ هذه الكلمة الطيبة التي تقدم الدعم النفسي للفقير، وتبذل له المواساة والمؤازرة والمساندة المعنوية ـ عدَّها أفضل من الشيء المادي الذي يقدمه الغني للفقير ويتبعه بأي نوع من أنواع الإهانة والإيلام النفسي... قال تعالى: ï´؟قوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌï´¾ سورة البقرة: 263، بل جعل الإسلام الكلمة الطيبة صدقة، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:"كل سُلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس: يعدل بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل على دابته فيحمله عليها، أو يرفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة" رواه البخاري ومسلم وأحمد.
وأكثر من ذلك أن الإسلام عدَّ قول الخير علامة على كمال الإيمان بالله تعالى، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" رواه الشيخان البخاري ومسلم.

وقد حذر الإسلام أشد التحذير من فحش القول وبذاءة اللسان؛ لأن ذلك يثير العداوات بين الناس، ويزيل الحياء بينهم، ويجرِّئهم على ارتكاب المعاصي، وهتك الحرمات فيما بينهم، فضلا عن تعودهم الإساءة إلى بعضهم، وانتشار الثقافة الهابطة والكلمات الخارجة والبذيئة في المجتمع، ومجتمع هذه صفاته سيكون بعيداً حتما عن القيم والفضائل ومكارم الأخلاق، وسيكون بيئة خصبة للفساد والانحراف، وانتشار الجرائم واقتراف الآثام والمحرمات دون وازع من خلق أو ضمير... ومن هنا كان الوعيد الشديد لصاحب اللسان الطويل المجاهر بالمعصية وفحش القول، عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:"ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء" رواه الترمذي وابن حبان وصححه الألباني،وعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء" رواه الترمذي وصححه الألباني.
وعن معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟" قلت: بلى يا رسول الله! قال:"رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد" ثم قال: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟" قلت: بلى يا رسول الله، قال: "كُفَّ عليك هذا" وأشار إلى لسانه، قلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟! قال: "ثكلتك أمك!! وهل يَكُبُ الناسَ في النار على وجوههم ـ أو قال على مناخرهم ـ إلا حصائدُ ألسنتهم؟!!" رواه أحمد والترمذي وصححه، ورواه والنسائي وابن ماجه، وصححه الألباني.

وبعد، لعلنا في ظل كل ما تقدم نتأمل واقعنا جيدا، محاولين رصد حقيقة مجتمعاتنا وما يدور فيها من أحداث، وما يروج فيها من ثقافات تنعكس قطعا في كلامنا وتصرفاتنا، ثم لنتساءل: هل نحن راضون عن مستوى الحوار السائد بيننا في البيت والعمل والشارع... إلخ؟!
هل نتحلى بهدوء الأعصاب ونضبط انفعالاتنا ونسيطر على مشاعرنا؟!
هل نستخدم لغة راقية وألفاظ مهذبة في كلامنا مع بعضنا البعض؟!
هل نحرص على مشاعر الآخرين ونلتزم بعدم الإساءة إليهم وجرح أحاسيسهم؟!
هل نستخدم الكلام الطيب والحوار الهادئ لمناقشة مشاكلنا وعلاج أمراضنا المجتمعية المختلفة؟!
هل نعرف قيمة الكلمة الطيبة في حياتنا وحياة أسرنا ومجتمعاتنا؟!!

كم من زوج آلم زوجته وأبناءه بألفاظه القاسية وكلماته الجارحة وتلميحاته السيئة ونظراته المريبة وعباراته المؤلمة!!

وكم من رئيس أو مدير تسبب في كثير من الأذى النفسي والمعنوي لمن جعلهم الله تحت يديه من الموظفين والعمال؛ بسبب تأنيبه الدائم ولومه المستمر لهم وتفرقته في المعاملة بينهم، حيث يميز بينهم في المعاملة فيتباسط مع بعضهم ويمازحهم باستمرار، ويشدد النكير واللوم والتقريع على البعض الآخر، وكأن الصنف الأول لا يعرف إلا الصواب ولا يستحق سوى التدليل، والصنف الثاني لم يخلق إلا للأخطاء والسب والتوبيخ!

كم نسيء التعامل والكلام فيما بيننا: داخل بيوتنا ومع أحبائنا، وفي العمل والشارع، ومع الأقارب والجيران... فنتجهَّم في وجه هذا، ونغلظ القول لذاك... ونسدد لهذا لطمة قوية بعبارة جارحة، ونقذف في وجه ذاك كلمة قاسية كالصخر، كأنه بلا مشاعر مثلنا...!!! والغريب أننا نتساءل بعد ذلك بكل أسى ومرارة وحسرة: أين السعادة في حياتنا وحياة أسرنا ومجتمعنا كله؟!! والحقيقة هي أن الإجابة تكمن داخلنا نحن، ويمتلكها كل منا ويعرفها جيدا كل واحد فينا...!! فلعلنا نكون ممن ï´؟هُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِï´¾ [سورة الحج: 24]، ولعلنا نتأمل هذه الآية الكريمة، ثم نطبقها ونلتزم بها في كل تصرفاتنا وكل شؤوننا ï´؟مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ï´¾ [سورة النحل: 97].
المقالات المنشورة تعبر عن رأى كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأى لها أون لاين





    رد مع اقتباس
قديم 2017-06-16, 16:28 رقم المشاركة : 10
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: طيب الكلام من جليل عمل البر في شهر رمضان


الكلام الطيب من صفات المسلمين



بسم الله الرحمن الرحيم

إن الذي يعرف أثر الكلمة وخطورتها، يحتاط لها وينزلها منزلتها التي تليق بها، فالله تعالى خلق الكون بكلمة، ورفع السموات بكلمة، وبالكلمة كان آدام، وبالكلمة نحيا وبالكلمة ندين، وبالكلمة يُرفع الميزان بين الناس يوم القيامة.
وبكلمة يدخل العبد الجنة، وبكلمة يدخل العبد النار؛ قال صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ»([1])
وقال صلى الله عليه وسلم : «مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ»([2])
وقد غضب الله على بني إسرائيل بسبب كلمة حين قال: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة58] وكلمة (حطة) أي: حُط عنا خطايانا، فبدلوا القول محرفين ومغيرين : {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ} [البقرة59] قال العلماء: إن بني إسرائيل قالوا: (حنطة) فزادوا حرفًا في الكلام فلقوا من البلاء ما لقوا!.
والكلام يُعد شهوة من الشهوات كالطعام والجماع، لذا كان الصوم عن الكلام من العبادات التي يُتقرب بها إلى الله تعالى في الأمم السابقة، قال تعالى عن مريم: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا}[مريم26] وقد نُسخت هذه العبادة من شرعنا، وبقيت من الآداب السامية والأخلاق الفاضلة في الإسلام. فحين يُعجب الإنسان بنفسه وبمنطقه بين الناس يكون السكوت هاهنا واجب للمحافظة على القلب من الرياء والفساد، قال عبيد الله بن أبي جعفر: «إذا كان المرء يحدث في مجلس، فأعجبه الحديث، فليمسك. وإذا كان ساكتا، فأعجبه السكوت، فليتحدث»([3])
والسكوت في هذه المواقف صعب لا يستطيعه كثير من الناس بل الذي يقدر عليه من يعرف أثر الكلمة وخطورتها، ويعرف أنها قد تكون فيها هلاكه، قال خلف بن إسماعيل: قلت لسفيان الثوري: «إذا أخذت في الحديث نشطت وأنكرتُكَ، وإذا كُنْتَ في غير الحديث كأنك ميت! فقال: أما علمت أن الكلام فتنة»([4]) وقال عبد الله بن أبي زكريا: «ما عالجت من العبادة شيئًا أشد من السكوت»([5])
لذا؛ كانت قلة الكلام من وصايا العلماء والحكماء لأتباعهم فعن صالح بن أبي الأخضر قال: قلت لأيوب السختياني: أوصني، قال: «أقل الكلام»([6]) وكان الأوزاعي يقول لأتباعه وتلاميذه: «من عرف أن منطقه من عمله، قل كلامه»([7]) وكان الفضيل بن عياض يقول: «لا حج ولا جهاد أشد من حبس اللسان، وليس أحد أشد غمًا ممن سجن لسانه»([8]) وقال بشر الحافي: قال مرة رجل للمعافي: «ما أشد البرد اليوم، فالتفت إليه المعافى، وقال: أستدفأت الآن؟ لو سكت، لكان خيرًا لك»([9])
وقول مثل هذا جائز، لكنهم كانوا يكرهون فضول الكلام وكثرته، ويحذرون منه لأنه من الخطإ الكبير أن يطلق الإنسان لسانه فيما لا يعنيه، وأكبر منه أن يطلقه فيما لا يحل له.
قال ابن القيم لأن فضول الكلام يفتح للعبد أبواب الشر كلها وهو مدخل للشيطان فإمساك فضول الكلام يسد عنه تلك الأبواب، وقد قال صلى الله عليه وسلم : «وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ»([10])
وعَنْ أَنَسٍ قَالَ تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ يَعْنِي رَجُلًا أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «أَوَلَا تَدْرِي فَلَعَلَّهُ تَكَلَّمَ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ أَوْ بَخِلَ بِمَا لَا يَنْقُصُهُ»([11])
قال الذهبي: «واختلف العلماء في الكلام المباح، هل يكتبه الملكان، أم لا يكتبان إلا المستحب الذي فيه أجر، والمذموم الذي فيه تبعة؟ والصحيح كتابة الجميع لعموم النص في قوله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق18] ثم ليس إلى الملكين اطلاع على النيات والإخلاص، بل يكتبان النطق، وأما السرائر الباعثة للنطق، فالله يتولاها»([12])
وقد تكون الكلمة سببًا في هلاك إنسان أو إزهاق روحه، فعن خرزاذ العابد قال: «حدث أبو معاوية الرشيد بحديث: "احتج آدم وموسى" فقال رجل شريف: فأين لقيه؟ فغضب الرشيد، وقال: النطع والسيف، زنديق يطعن في الحديث، فما زال أبو معاوية يسكنه ويقول: بادرة منه يا أمير المؤمنين، حتى سكن»([13])
وهذا المتنبي هم ليفر ممن أرادوا قتله فقال له مولًى له: أين تذهب وأنت القائل:
فالخيل والليل والبيداء تعرفني * والطعن والضرب والقرطاس والقلم
فقال له: ويحك قتلتني ثم كَرَّ راجعًا فطعنه زعيم القوم برمح في عنقه فقتله، ثم اجتمعوا عليه فطعنوه بالرماح حتى قتلوه([14]).
وبكلمة واحدة يمكن أن تكون سببًا في إحياء نفس، قال القرطبي: روي عن بعضهم أنه قال: كنت واقفًا على رأس الحجاج حين أتي بالأسرى من أصحاب عبد الرحمن بن الأشعث وهم أربعة آلاف وثمانمئة فقتل منهم نحو من ثلاثة آلاف حتى قدم إليه رجل من كندة فقال: يا حجاج، لا جازاك الله عن السنة والكرم خيرًا قال: ولم ذلك؟ قال: لأن الله تعالى قال: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً} في حق الذين كفروا، فوالله ما مننت ولا فديت؟ وقد قال شاعركم فيما وصف به قومه من مكارم الأخلاق:


ولا نقتل الأسرى ولكن نفكهم * إذا أثقل الأعناق حمل المغارم
فقال الحجاج: أف لهذه الجيف أما كان فيهم من يحسن مثل هذا الكلام؟ خلوا سبيل من بقي. فخُلي يومئذ عن بقية الأسرى، وهم زهاء ألفين، بقول ذلك الرجل»([15])
ويمكن للكلمة أن تغير مجرى حياة إنسان فيتحول من حال إلى حال، وتكون سببًا في هدايته أو شقائه، فهذا عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد، وكان قبلُ من المترفين المختالين في مشيته، يلبس الحرير ويتقلب في النعم، قال له عبد الله بن كثير: «ما كان بدء إنابتك؟ قال: أردت ضرب غلام لي فقال لي: اذكر يومًا صبيحتها يوم القيامة»([16])
وهذا إبراهيم بن أهم كان ابن ملك من ملوك خراسان، وكان قد حبب إليه الصيد، قال: «خرجت مرة فأثرت ثعلبًا فهتف بي هاتف: ما لهذا خلقت، ولا بهذا أمرت. قال: فوقفت وقلت: انتهيت انتهيت، جاءني نذير من رب العالمين»([17])
والصيد من اللهو المباح ولكن اللهو لا يصح لكثير من الناس، ولا تنسجم نفوسهم معه، فهذه الأمة لم تخلق للهو والعبث، ولا يجب أن يأخذ اللهو من حياتها أكثر من الجد، بل الجد هو القاعدة والشاذ هو اللهو، أما أن يأتي العابثون واللهون ويحولون اللهو إلى اهتمامات وغايات ويشغلون الأمة به فهذا من الخطإ الذي لا يغتفر!.
وهذا الفضيل بن عياض، ذكروا أنه كان شاطرًا يقطع الطريق، وكان يتعشق جارية، فبينما هو ذات ليلة يتسور عليها جدارًا إذ سمع قارئا يقرأ {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد16] فقال: بلى! وتاب وأقلع عما كان عليه»([18]) فكان بعد ذلك أحد أئمة العباد الزهاد، وأحد العلماء الأولياء، وكان حسن التلاوة كثير الصلاة والصيام، وكان سيدًا جليلا ثقة من أئمة الرواية رحمه الله.
وهذا أبو سليمان الداراني يقول: اختلفت إلى مجلس قاص فأثر كلامه في قلبي، فلما قمت لم يبق في قلبي منه شيء، فعدت إليه ثانية فأثر كلامه في قلبي بعدما قمت وفي الطريق، ثم عدت إليه ثالثة فأثر كلامه في قلبي حتى رجعت إلى منزلي، فكسرت آلات المخالفات ولزمت الطريق»([19]) فأصبح بعدُ أحد أئمة العلماء العاملين، وقد حكى هذه الحكاية ليحيى بن معاذ فقال: عصفور اصطاد كركيا، يعني بالعصفور القاص وبالكركي أبا سليمان. (والكركيا طائر كبير).
وهذا الإمام العلامة الحافظ الكبير، محدث الديار المصرية وفقيهها، أبو جعفر الطحاوي الحنفي، صاحب التصانيف، وكان شافعيًا يقرأ على خاله أبي إبراهيم المزني، فقال له يومًا: والله لا جاء منك شيء، فغضب أبو جعفر من ذلك، وانتقل إلى ابن أبي عمران الحنفي، فلما صنف مختصره، قال: رحم الله أبا إبراهيم: لو كان حيًا لكفر عن يمينه»([20]).
وهذا جعفر بن حرب الكاتب كانت له نعمة وثروة عظيمة تقارب أبهة الوزارة، فاجتاز يومًا وهو راكب في موكب له عظيم، فسمع رجلا يقرأ {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد16] فصاح: اللهم بلى، وكررها دفعات ثم بكى ثم نزل عن دابته ونزع ثيابه وطرحها ودخل دجلة فاستتر بالماء ولم يخرج منه حتى فرق جميع أمواله في المظالم التي كانت عليه، وردها إلى أهلها، وتصدق بالباقي ولم يبق له شيء بالكلية، فاجتاز به رجلٌ فتصدق عليه بثوبين فلبسهما وخرج فانقطع إلى العلم والعبادة حتى مات رحمه الله»([21]).
وهذا الإمام الأوحد، البحر، ذو الفنون والمعارف، أبو محمد بن حزم، الأندلسي الفقيه الحافظ، المتكلم، الأديب، الوزير الظاهري، صاحب التصانيف، قال رحمه الله: إن سبب تعلمه الفقه أنه شهد جنازة، فدخل المسجد، فجلس، ولم يركع، فقال له رجل: قم فصل تحية المسجد»([22])
وهذا الحسن بن علي وكان مزواجًا مطلاقًا، ذكروا أنه طلق امرأتين في يوم، واحدة من بني أسد وأخرى من بني فزارة وبعث إلى كل واحدة منهما بعشرة آلاف وبزقاق من عسل، وقال للغلام: اسمع ما تقول كل واحدة منهما، فأما الفزارية فقالت: جزاه الله خيرًا، ودعت له، وأما الأسدية فقالت: متاع قليل من حبيب مفارق. فرجع الغلام إليه بذلك، فارتجع الأسدية وترك الفزارية»([23]).
وبكلمة طلق إسماعيل عليه السلام زوجته التي شكت حالها لإبراهيم عليه السلام ولم تكن تعرفه، وبكلمة ثبَّتَ إسماعيل زوجته الأخرى التي حمدت الله على حالها لإبراهيم الذي قال لها إذا جاء إسماعيل فقولي له إن شيخًا كبيرًا جاء وهو يُقرئك السلام ويقول لك: ثبت عتبة بابك.
وبكلمة لبث يوسف في السجن بضع سنين.
وبكلمة في حمية وعصبية أسلم حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم .
وبكلمة يكتبها كاتب في ختام كتابة قائلاً: (هذا ما كتبه الفقير إلى عفو ربه القدير) أستطيع أن أنقده وأقول له هلا قلت: (هذا ما خطه يراع العزيز بالله) فالكلمة الأولى ليست من الورع والأخيرة ليست من الكبر!.
وبكلمة الختام أقول: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا إنه على كل شيء قدير. والحمد لله رب العالمين.





    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 10:08 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd