أخي الشريف :

تعرضت صورة الأستاذ و الأستاذة لاستهداف مباشر روج له الإعلام باسلوب يتنافى مع الموضوعية و الانصاف . و بما ان الشجرة لا تحجب الغابة في عين العقلاء , كان لموضوع الأستاذة فاطمة وقع لمن يحتاج البرهان على أن هذا المجال به أبطال و بطلات لا يكترثون للأضواء و هم يصنعون مجد هذا الوطن رغم الصعاب باختلافها , عازمون على رفع التحدي و هم يحملون مشعل رسالتهم النبيلة .

الأستاذة فاطمة ــ حسب ما اطلعت عليه ــ مثال و قدوة للذين يبررون تهاونهم بظروف العمل الغير اللائقة رغم اتفاقنا على ضرورة توفير الشروط الموضوعية لعمل كل رجال و نساء التعليم في المجال الحضاري و القروي تطبيقا لمبدأ تكافئ الفرص و مفهوم العدالة عموما .
بالنسبة للقب ـ مولاة الموطور ــ فهو دلالة واضحة على التأثير الإيجابي لاشعاع الأستاذة الكريمة في محيطها الإجتماعي , و يبدو جليا أن الساكنة اختارت اللقب بدقة شديدة لتمييزها كامرأة تركب الدراجة النارية و هذا اشعاع آخر و انتصار للأستاذة كامرأة .

الأكيد ان هاته الأخت سعيدة بتحديها لمشاق العمل و مهام الأمومة و هي تلاحظ ملامح الإعجاب المزدوج كاستاذة مواظبة و نشيطة ثم كامرأة قررت تغيير تمثل المرأة في المخيال الجماعي لمحيطها.

و تبقى الأستاذة فاطمة أوـ مولاة الموطور ـ تموذج عملي للأستاذ و الأستاذة الحريص على تذوق نشوة السعادة و الإنتصار من شهد التحدي و الإصرار على الإشعاع حتى خارج فضاء العمل , إنها ايقونة مشرقة تسحب البساط من تحت ارجل العابثين و المسترزقين بصورة الأساتذة و تقول بصوت مرتفع يجب الاعتراف بجنود الخفاء و لو بكلمة شكر لا أقل و لا أكثر ....


موضوع في الصميم لأستادة متألقة تستحق التنويه و التكريم ...

شكرا جزيلا للأخ الشريف لطرحه هذا الموضوع الهادف لأن الإنسان بتكوينه في حاجة الى نموذج واقعي ليقتبس منه روح العطاء الغير مشروط .


تحياتي