2017-06-16, 15:10
|
رقم المشاركة : 5 |
إحصائية
العضو | | | رد: طيب الكلام من جليل عمل البر في شهر رمضان | القول الحسن والكلم الطيب وحسن عواقبها على العباد في المعاش والمعاد أما بعد:
فيا أيها الناس اتقوا الله حق تقاته، واسعوا في موجبات ثوابه ومرضاته واتقوا أسباب سخطه وعقوباته، واستبقوا الخيرات، واستغفروا من الخطيئات، وأدوا حقوق البريات، واستكثروا من الحسنات، وما تتحقق به رفعة الدرجات، قبل أن يقال فلان مات، قد حيل بينه وبين الأمل وانقطع منه العمل، وارتهن بالخطيئة والزلل ومضى إلى الله عز وجل. عباد الله:
إن القول الحسن، والكلم الطيب من أعظم أسباب كثرة الحسنات ورفعة الدرجات، وحط الخطيئات، وعلو المنزلة عند رب الأرض والسموات؛ ولذا كثر في القرآن والسنة ذكر فضائلها وحسن عواقبها والأمر بها، والثناء على أهلها، والنعي والذم لمن أعرض عنها وتكلم بضرهما تذكرة من الله تعالى للعباد وهداية منه إلى سبيل الرشاد، وإرشادًا إلى موجبات الفلاح والإسعاد قال تعالى ï´؟ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ï´¾[1]، وقال سبحانه ï´؟ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ï´¾[2] وقال جل ذكره ï´؟ فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً ï´¾[3] وقال تبارك اسمه ï´؟ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ï´¾[4]، وقال عز من قائل ï´؟ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ï´¾[5]، وقال جل شأنه: ï´؟ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ï´¾[6]. أيها المسلمون:
ومن بيان النبي - صلى الله عليه وسلم - بشأن الكلم الطيب وحسن عاقبته على أهله في العاجلة والآجلة قوله - صلى الله عليه وسلم -:"أفش السلام، وأطب الكلام، وصل الأرحام، وصلي بالليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام" رواه أحمد، وفي الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ويعجبني الفأل، قيل وما الفأل؟ قال الكلمة الطيبة" متفق عليه، وصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: "اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة" وقوله - صلى الله عليه وسلم - "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليسكت"، وقوله - صلى الله عليه وسلم - "والكلمة الطيبة صدقة" وعن جندب رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "أربع من أطيب الكلام، وهن من القرآن لا يضرك بأيهن بدأت، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر" الحديث رواه مسلم وغيره، وفي حديث عمرو بن عنبسة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: "طيب الكلام، وإطعام الطعام"، وسئل - صلى الله عليه وسلم -: أي الكلام أفضل؟ قال: "ما اصطفاه الله لملائكته سبحانه وبحمده" وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن في الجنة غُرفًا يُرى ظهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، فقال أبو موسى: لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن ألان الكلام، وأطعم الطعام، وبات لله قائمًا والناس نيام"؛ رواه أحمد وغيره، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك ل له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة وكانت له عدل عتق عشر رقاي وكتبت له مائة حسنة ومحت عنه مئة سيئته، وكانت حرزًا له من الشيطان يومه ذلك حتى يمس، ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك، ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كان مثل زبد البحر"؛ متفق عليه. معشر المؤمنين:
الكلم الطيب وحسن القول هو ذكر الله تعالى ودعاؤه، والتذكير بنعمه وحقه على عباده، والدعوة إليه وتلاوة كلامه، والتبليغ عن نبيه - صلى الله عليه وسلم - رسالته وهديه وسنته والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنواهي بالحق والتواصي بالصبر والتواصي بالمرحمة وما يتحقق به الإصلاح بين الناس وقطع دابر الفتن والشرور، وكل قول يستحسن ذووا العقول الراجحة والفطر السليمة، ويتحقق به صلاح القلوب وسلامة الصدور، وطيب النفوس بدلالة الآيات المحكمات والأحاديث الصحيحة الثابتة عن خير البرية، قال تعالى ï´؟ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ï´¾[7]، وقال جلا وعلا ï´؟ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ï´¾[8] إلى قوله ï´؟ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ï´¾[9]، وقال سبحانه ï´؟ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ï´¾[10] وقال تعالى ï´؟ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ï´¾[11] وقال سبحانه ï´؟ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ï´¾[12] وقال تعالى: ï´؟ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ï´¾[13]. أمة الإسلام: إن حسن القول وطيب الكلم من أسباب التذكر والخشية وصلاح الأعمال، ومغفرة الذنوب، وبها تقطع ذرائع للخصومة وتسد أبواب الفتنة وتتقي أسباب الشقوة في العاجلة والآجلة، وبهما تشيع المودة والمحبة، ويحصل بها التعاون على الخير والبر والمرحمة وبهما تسد منافذ الشيطان وتتقى شرور أهل الشر من الإنس والجن وبهما تتضاعف المثوبة، وتكفر الخطيئة وترفع الدرجة، وبها ينال رضى الرحمن وتحصل الغرفة العلية في الجنان فهما جماع الخير في الدنيا والآخرة وتقاة من الشر في العاجلة والآجلة.
فعودوا أنفسكم حسن القول وطيب الكلم تنالوا الفلاح والغنم وتتقوا الشقوة والغرم في الدارين، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ï´؟ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ï´¾[14] الآيات. | |
| |