الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات التواصل العام > - منتدى الإستقبال و التعارف - > { منتدى الخيمة الرمضانية }


{ منتدى الخيمة الرمضانية } رمضان فرصة ذهبية للتوبة والمغفرة والعتق من النار فلنغتنمها قبل ان يُقال مات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2013-07-12, 19:06 رقم المشاركة : 11
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: فضل الصوم و أسراره


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزرقاء مشاهدة المشاركة
شكرا على الإفادة

بارك الله لنا في رمضان

وأعاننا على حسن صيامه وقيامه


شكرا جزيلا على المرور الكريم





    رد مع اقتباس
قديم 2013-07-12, 22:50 رقم المشاركة : 12
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: فضل الصوم و أسراره


خطبة الجمعة - أسرار الصيام .
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1974-09-13

بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى :

الحمد اللَّهِ الذي بنعمته تتم الصالحات ، وبنور وجهه تشرق الظلمات ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أهل التقوى وأهل المغفرة ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، اتقى الله فوقاه ، واعتصم به فكفاه ، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وعترته أجمعين .

الغاية الحقيقة من الصوم :
اسرار الصيام :

وبعد : فقد جاء شهر الصيام ، وكل منا متلهف إلى قدومه ، والحمد لله ، ولكن لا ينبغي للمؤمن أن يكون كالناقة التي عقلت لا تدري لم عقلت ، ولا تدري لم أطلقت ، لا يدري لم صام ولا يدري لم أفطر...
إن العبادات أيها الأخوة ومنها الصيام لها غايات كبرى وحكم عظمى فإن لم نبلغها فلا أقل من أن نعرفها حتى نسير نحوها وفي طريقها .
فإذا ما خلت العبادات من هذه الغايات ، انقلبت إلى طقوس ووثنيات ، وقد جاء الإسلام ليحرر الإنسان من الجمود و العبوديات .
فالله تعالى غني عن تجويعنا وتعذيبنا ، غني عن عبادة تبدأ بترك الطعام وتنتهي بتناوله .
إن ترك الطعام والشراب ليس بشيءٍ إذا ما قيس بما يتبعه من منهيات .
فلماذا فرض الله علينا الصيام ليس علينا فحسب - نحن المسلمين- بل على الذين من قبلنا كما جاء في القرآن الكريم ..؟
قالوا من أجل أن نحس بجوع الفقير ، وقالوا من أجل صحتنا ، وقالوا من أجل
اقتصادنا ، وقالوا من أجل أن عبوديتنا لله عز وجل ...
كل هذا صحيح ، ولكن الأصح من ذلك أن نرجع إلى كتاب الله فننظر في حكمة الصيام وغايته كما جاءت فيه و ها نحن أولاء نستمع إليه وهو يقول :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾
[ سورة البقرة الأية : 183 ]
إذا من أجل التقوى والتقوى ما هي ؟ أهي الطاعة كما يقول بعضهم ؟ لقد وردت آيات التقوى في القرآن الكريم أكثر من مائتين وخمسين مرة ...
فلم كل هذا التركيز عليها ؟...
الحقيقة يا إخوتي أن التقوى لغةً من ( وقى ) والوقاية لا تكون إلا من الخطر والحياة محفوفة بالمخاطر , فهي خضرة نضرة سمها في دسمها فيها منزلقات ومتاهات ، نساؤها حبائل الشيطان ، ومالها يغري ويشقي ، والأهل والولد ركون واستغناء ، وشهواتها مستعرة في أبهى حللها ، وفتنها يقظة في أجمل أثوابها ، وزخارفها وزينتها في أوج اتقانه .
فكيف يتقي الإنسان الانجذاب إلى هذه المغريات ؟
وكيف ينجو من خطر الانغماس في تلك الشهوات ؟
وكيف يترفع عن المزاحمة في جمع الثروات ؟
وكيف يصمد أمام إغراء النساء الفاسقات ؟
وكيف يرى كسبه حرام هو أم حلال ؟
وكيف يرى إنفاقه أفي طاعة الله أم في معصيته ؟
قد يقول أحدكم ليس ينجيا منها إذا إلا أن نأوي إلى صومعة في جبل شاهق فنتقي بها هذه المغريات والفتن .
ونقول له إن الإسلام دين متوازن لا يقر الانزواء عن الناس ولا التقوقع على الذات ولا الهروب في الملمات ، ولا يقر المواقف السلبية , ولا التواكل البغيض ، ولا العجز الكسول .
هذه المغريات والفتن لا تتقى بالهروب منها ، ولا بالقفز عليها ..!
هذه المغريات والفتن لا تتقى إلا بمواجهتها بنور ساطع كشاف يظهر حقيقتها ونتائجها لابد من نور ساطع كشاف يظهر حقيقة هذه المغريات ونتائج الانغماس في الشهوات ونهاية جمع المال والثروات ، وكيف تكون حياة من أغواه الشيطان بحبائله ، وكيف يكون الكسب الحلال ولإنفاق الصحيح ، وما جدوى المباغتة في الزخرفة والتزيين .
كما لابد للسمكة إذا أرادت النجاة من ترى الشص الكمين في الطعم اللذيذ .
هذا النور أيها الإخوة ؛ ليس كنور الشمس يكشف لك ظواهر الأشياء وصورها ولكنه نور رباني ينفذ إلى بواطنها فيكشف لك حقيقتها ونتائجها ومؤداها وخيرها من شرها وحقها من باطلها وصحيحها من زائفها .
فلو وضعت يدك وأنت مغمض العينين على شيء ناعم الملمس لين المجس إنسيابي الخطوط ثم فتحت عينيك فإذا هو حية رقطاء في نابها السم الناقع عندها تنتفض مذعوراً منها لقد ركنت إلى ملمسها الناعم و مجسها اللين حينما جهلتها ، وابتعدت عنها حينما رأيت سمها وكذلك الدنيا تغر وتضر وتمر كما قال عليه الصلاة والسلام .
فهناك البصر والبصيرة ، فبنور الشمس تبصر فترى ظواهر الأشياء وبنور الله تتفتح بصيرتك فترى حقائقها , ونتائجها فتقبل على الخير , وتتقي الوقوع في الشر ، وهذه هي حقيقة التقوى التي شرع الصيام من أجلها :
﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾
[ سورة الحج الأية : 46 ]
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ﴾
[ سورة طه الأية : 124-126 ]
أي كذلك كنت أعمى في الدنيا .
وقال الإمام الغزالي : التقوى نور يقذفه الله في القلب ...
أما الإمام فقد شكا إلى شيخه و كيع سوء حفظه فقال :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأنبأني بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاص
ففي التقوى_ يا إخوتي _ نجاة من كل سوء وراحة من كل مجاهدة فالتقي لا يتجشم مشقة ولا عناءً في اجتناه المعاصي لأنه يرى حقيقتها ومؤداها كما أن من رأى الأفعى لا يحتاج إلى جهد في إقناع نفسه كي يبتعد عنها .
إن العقبة الكبرى أيها الأخوة هي هذه الرؤية فإن صحت عرف العبد الخير من الشر والحق من الباطل والنافع من الضار ولسنا بحاجة بعدها إلى أن نحمله على اتباع الحق والخير لأن الإنسان بدافع من فطرته وحبه لذاته يتمنى لنفسه كل خير ويكره لها كل سوء .
لذلك كان نبينا الكريم يدعوا فيقول :
(( اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ))
(( اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل ، أو أزل أو أزل ، أو أظلم أو أظلم ، أو أجهل أو يجهل علي ))
رمضان والطريق إلى مرضات الله :
والآن إلى القرآن الكريم لنر ما يؤيد هذه الحقائق أو لترو أن هذه الحقائق مستقاة من آياته البينات .
قال تعالى :
﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾
[ سورة النور الآية : 35 ]
﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾
[ سورة البقرة الآية : 257 ]
﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ ﴾
[ سورة الرعد الآية : 16 ]
﴿ مَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾
[ سورة النور الآية : 40 ]
﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
[ سورة الأنعام الآية : 122 ]
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾
[ سورة الحديد الآية : 28 ]
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾
[ سورة البقرة الآية : 183 ]
فالصيام في ضوء القرآن الكريم فرصة سنوية لإخراج الإنسان من الظُّلُمَات إلى النُّور من ظلمات المعاصي إلى نور الطاعات من ظلمات الشهوات إلى نور القربات من السير المضني وراء المال والثروات إلى نعيم التقلب في رحمة الأرض والسماوات ، من الأثرة إلى المؤاثرة ، من المصلحة إلى المبدأ ، من الشهوة إلى العقل ، من دنس المادة إلى طهر الروح ، من شقاء الحياة إلى نعيمها .
والصيام فرصة سنوية لإخراج المؤمن من مرتبة العباد الطائعين إلى مرتبة العلماء المستنيرين ، وشتان بين المرتبتين .
أيها الأخوة ؛ إنكم لن تبلغوا درجة التقوى و الإستنارة بنور الله إلا إذا اتصلتم به ، واستعذتم به واعتصمتم بحبله ، ولن يكون ذلك إلا بالاستقامة على أمره والعمل الصالح من أجله , ورمضان فرصة ذهبية لهذه الصلة .
لذلك
عن أبو هريرة قال عليه الصلاة والسلام :
(( من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة بأن يدع طعامه وشرابه ))
[ صحيح عند ابن خزيمة ]
فمن أجل أن يكون صومكم طريقاً إلى التقوى يجب أن يكون صحيحاً و لا يصح بترك الطعام والشراب فحسب , لأن ترك الطعام والشراب فقط ليس بشيءً كما قال الرسول الأعظم صلوات الله عليه :
(( رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر ))
فيا أيها الأخوة لا تجعلوا صيامكم جوعاً وعطشاً ، ولا تجعلوا قيامكم تعباً وسهراً ، لا تجعلوا صيامكم عادةً من عوائدكم تؤدونها كل عام وأنتم ساهون لاهون ، لا تجعلوا صيامكم بعيداً عن أقوالكم وأفعالكم ، لا تجعلوا صيامكم حسرةً في قلوبكم يوم جمعكم .
لتصم أفواهكم عن الطعام والشراب ، ولتصم سائر جوارحكم عن المعاصي والشبهات
صونوا أعينكم عن النظر إلى المحرمات وتتبع العورات .
صونوا ألسنتكم عن لغو الحديث , وعن الغيبة والنميمة والبهتان .
صونوا آذانكم عن الاستماع إلى الملهيات .
صونوا أيديكم عن البطش والأذى .
صونوا أرجلكم عن السير إلى بؤر الشيطان .
صونوا قلوبكم عن كل خاطر تستحيون من الجهر به .
إذا صمتم هكذا كانت الصلوات الخمس ولاسيما صلاة التراويح مائدة ربانية إليها تجلسون ومن شهدها وثمارها تأكلون ، عن أبو هريرة رضي الله عنه قال قال عليه الصلاة والسلام :
(( إِني أبيتُ يُطعمني ربي ويَسقيني ))
[ صحيح عند ابن خزيمة ]
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾
[ سورة البقرة الآية : 183 ]
والحمد لله رب العالمين





    رد مع اقتباس
قديم 2013-07-12, 23:36 رقم المشاركة : 13
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: فضل الصوم و أسراره


منقــــــول بتصرف

عندما تتأمَّل في الصيام، تجد فيه معنى عظيمًا في العبودية، لا يوجد في غيره من العبادات، وهو أنَّه العبادة الوحيدة التي يمكنك أن تتلبَّس بها أطول وقت، وتكون فيه كلَّه قائمًا بالعبادة، لا تنخرم في لحظة واحدة.
ولهذا استحبَّ من استحبَّ من السلف الوصال، وحملوا النهي عنه على أنَّه مخصوص بمن يضعِفه، فقد أرادوا تحقيق هذا المعنى الذي لا يوجد مثله إلاّ في ملائكة الله -تعالى- التي تتواصل العبادة بلا فتور أبد الدهر.
بل هي العبادة الوحيدة التي يمكن أن يجمع معها العابد في وقت أدائه لها كلَّ العبادات الأخرى؛ ولهذا عظُم أمره عند الله تعالى حتى قال -جلَّ وعزَّ- في الحديث القدسي: "إلاَّ الصوم فإنّه لي وأنا أجزي به" (متفق عليه). وبلغ من تعظيمه أن اختار الحقُّ -سبحانه- شهر الصوم ليكون الشهر الذي يُنزل فيه القرآن، وفيه ليلة القدر، وتفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، ويعتق الله فيه كلَّ ليلة من النار من شاء أن يعتقهم.
فالصائم متعبِّد لله -تعالى- في صحوه، ونومه، وشُغله، وفراغه، وصمته، وكلامه،
وكما أنَّ القرآن يرتقي الصوَّام إلى فهم معانيه أكثر من غيرهم
ولهذا صار رمضان شهرَ القرآن، وكان النبيُّ يواصل الصوم فيه؛ لأنَّ جبريل إنما كان يراجعه القرآن في رمضان.
وشُرع فيه بعد الصوم في نهاره، قراءة القرآن في المساجد في صلاة جماعة في ليله.
ولنرجع إلى ما ذكرناه أوَّل المقال، وهو ما في الصوم من الخصوصية في التعبد، فإن قيل: فالصائم إنما منع من النكاح والأكل والشرب، غير أنَّ في النفس شهوات أخرى تطلبها، فكيف يتحقق ما ذكرته من المعنى؟ فالجواب: أنَّ النبي لم يدع بيان هذا، فقال: "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". والزور هو الباطل كله، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ} [الفرقان: 72]؛ أي: لا يحضرون أماكن الباطل.
وقال -عليه الصلاة والسلام- للصائم: "فإن سابَّه أحدٌ أو شاتمه، فليقل: إني امرؤ صائم".
وذلك لأنّ الصائم متلبسٌ بالعبادة الدائمة كما ذكرنا، ففيه شبهٌ من المصلِّي، وكما أنَّ المصلّي لا يأكل، ولا يشرب، ولا يتكلّم، فكذلك الصائم، غير أنه لما كان تحريم الكلام على الصائم مع طول وقت الصوم، مشقّته عظيمة، مع ما يترتب عليه من مفاسد، أبيح للصائم الكلام، وشُدِّد عليه فيه، وأمَّا الصلاة فجعلت الكلمة فيه عمدًا تبطل الصلاة.
ومن أسرار الصوم أيضًا أن الله -تعالى- يبسط فيه موائد رحمته لعباده، ويظهر لهم بعض ما في كنوزه من الخيرات، وأعظم ذلك أنَّه يغلق أبواب النار، ويفتح أبواب الجنان.
فتُفتح قلوب المؤمنين إلى نيل ما في الجنة بالعمل الصالح، ويُغلق عليهم ضدُّه، إذ كان بين ذلك الإغلاق للنار، والفتح لأبواب الجنة في السماء، وبين هذا الإغلاق والفتح في قلوب أهل الإيمان، ارتباطٌ وثيق.
ولهذا تفتح أبواب الجنة كلّها كما صح في الحديث لمن يتوضّأ، فيتشهَّد بعد وضوئه، وقال العلماء: لأنه تطهر من الذنوب بالوضوء، وأتى أعظم العمل الصالح بالشهادتين، فتمَّ له من الإيمان ما تمّ، ففتحت له أبواب الجنة.
فكأنَّ مفاتيح أبواب الجنة في نفوس المؤمنين، وقد أعطاهم الله -تعالى- بإيمانهم القدرة على ما لا يطيقه أحد من الخلق أجمعين.
كما أعطى الصائم القدرة على أن يوصل إلى الله -تعالى- المتمجد في علاه على عرشه العظيم، ما هو أطيب من ريح المسك، فيجد الله -تعالى- تلك الرائحة الزكيّة من عبده الصائم، وقد قال بعض العلماء: لو لم يكن للصوم إلاّ هذا الفضل العظيم لكفاه.
ومن أسرار الصوم أنَّ الله -تعالى- يمرّن فيه المؤمن ضعيف الإيمان على قتال عدوِّه، فيعلّمه القتال، ويدرّبه على فنونه، ويُبقيه في هذا المعسكر شهرًا كاملاً، حتّى يصلُب عوده، ويتخّرج منه مقاتلاً، قويًّا، صلبًا، لا يلين.
وذلك أنَّ الله -تعالى- يسلسل الشياطين في شهر الصوم، ويمدُّ المؤمن بعبادة الصوم، وهي عبادة متواصلة، ترقى بالنفس إلى كمالات الإيمان، كما ذكرنا، فتصير صورة المؤمن مع عدوِّه، وكأنَّ الشيطان موثقٌ إلى سارية، والمؤمن يوجه السهام إليه، فيتدرَّب على حربه شهرًا كاملاً، فيدع الشهوات، ويتجنَّب قول الزول، ويملك غضبه حتى لو سبَّه أحدٌ، أو شاتمه، فيعوِّد نفسه بذلك على التحكُّم في القوّة الغضبيَّة، والقوَّة الشهوانيَّة، وهما مدخلا الشيطان على الإنسان.
ويقول العارفون في النفس البشرية: إنَّ في مدة الشهر سرًّا خفيًّا، وهو أنّ الإنسان لا يصبر على شيء شهرًا كاملاً إلاَّ صار له سجية لعام، حتى يأتي رمضان الذي بعده، فيعيد التدريب، وهذا من أسرار تحريم تأخير القضاء إلى أن يأتي رمضان التالي.
كما ذكر العلماء أنَّ العبد لا يصبر على شيء عامًا واحدًا، إلاَّ صار له سجيَّة بقية عمره، ولهذا كان عمر يضرب للتائب سنة، وفي عقوبة الزاني تغريب عام.
هذا والصائمون في رمضان أقسام؛ أحدها: من يرتقي مع رمضان، وهم الصالحون الذين أعمروا أيامهم كلَّها بالعمل الصالح، فلا يجدون في رمضان مجالاً لزيادة، فهم مرتقون أصلاً، لكن جاء رمضان فزاد ثواب أعمالهم أضعافًا مضاعفة. وهم صفوة الصفوة، وهم قليل جدًّا في الأمة، لكنهم قطب رحاها، وسر قوتها، وعلاها.
والثاني: من يرتقي به رمضان، ثم يبقى في رقيِّه، ولا ينزل عن درجته بعده، وهم الصالحون الذين كانوا مقصّرين في منازل السائرين، فلمّا جاء رمضان رقي بهم، فعلوْا به، وبقوْا.
والثالث: من يرتقي به رمضان، لكنّه ينحط عن منزلته التي بلغها فيه إلى أدنى منها بعده، وهؤلاء أكثر الصالحين من أهل الاستقامة.
والرابع: من ينتشلهم رمضان من الغفلة أو المعاصي، فيصلح حالهم بسببه، ويرتفعون عن درجة الظالمين أنفسهم إلى المقتصدين، وقد يبقون فيها، أو يلتحقون بأحد الأقسام السابقة في رمضانات أخرى، وهؤلاء هم موكب التائبين في رمضان، وفي كل رمضان قوافلٌ للتائبين، بل أكثر التائبين يتخرجون في مدرسته.
والقسم الخامس: من يمرُّ عليهم رمضان على أنه مناسبة للتهاني، والموائد، والمجالس، والسهر، يصومونه صيام العادات، كما يصلون صلاة العادات، فيكونون بعد رمضان، وفيه، كما كانوا قبله، طاعاتهم هي هي، ومعاصيهم، وهم غالب الصائمين، نسأل الله أن يهديهم ويصلح أحوالهم





    رد مع اقتباس
قديم 2013-07-13, 09:00 رقم المشاركة : 14
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: فضل الصوم و أسراره


منقــــــــــــــــــــــــــول بتصرف

إن المؤمن إذا اكتشف ملكوت الشيء ، وانتقل من الفقه الظاهري إلى الفقه الباطني ، فمن الطبيعي أن يزداد تفاعله بذلك الأمر.. (لو يعلم المصلّي ما يغشاه من جلال الله ، ما سرّه أن يرفع رأسه من سجوده ولم يطق الخروج من المسجد ، ولا يرى في نفسه قدرة على أن يخرج من صلاته إلى حركة الحياة الدائبة. إذن، المشكلة أننا محجوبون عن ملكوت العبادة ، ولهذا تمل.. كما نلاحظ على الحجاج لبيت الله الحرام ، حيث البعض منهم يعد الأيام لكي ينتهي من موسم الحج ، ويرجع إلى أهله ووطنه وشغله.. فهذا الإنسان لو انكشف له ملكوت الكعبة والمسجد الحرام وهذا المكان المبارك ، لما خرج من مكة إلا طرداً !.
فعلينا أن نتلمس ذلك الملكوت ، ويمكن ذلك إما عن طريق التأمل ، أو بمراجعة النصوص الشرعية الواردة من الكتاب والسنة.. وعندما نراجع النصوص المباركة بالنسبة للصيام ، نلاحظ أنها تفيد أن هنالك بعد آخر للصيام ، إن هذا البعد لا يرى بالعين المجردة ، وفي حديث عن رسول الله (ص) : (الصائم في عبادة الله ، وإن كان نائماً على فراشه ، ما لم يغتب مسلماً).. فملكوت الصوم متمثل بالنور ، ولكن الإنسان يغتاب ، وإذا بهذه الغيبة تبطل أثر ذلك الملكوت.
إذن، لو علمنا هذا الملكوت ، أولاً لحاولنا أن نبقي ذلك.. ومن المعلوم أن الإنسان المراقب لنفسه ، إذا ارتكب ذنبًا -جل من لا يسهو !.. ومن منا لم يخطئ ولا يرتكب الذنب- ؛ فإنه يحس بقبض وإدبار وضيق في النَفَس والنّفس ، إن هذه الأحاسيس تجعله لا يقدم على الحرام.. فالأمر لا يحتاج إلى أن ينذر نذراً ، ولا يحتاج إلى أن يقسم قسماً ، ولا يحتاج أن يعاهد الله تعالى عهداً ؛ هو عندما استشم هذه الريح المنتنة من الحرام ، فإنه تلقائياً لا يقترب من ذلك الأمر.. إذن، فائدة اكتشاف ملكوت العبادة -ومن العبادات الصوم- ، أن الإنسان يحاول أن لا يرتكب أمراً ، في ذلك الأمر إفساد لذلك الملكوت.
ويصل الإنسان المراقب إلى درجة من التكامل ، أنه يرى أن حتى بعض اللذائذ المباحة التي توافق المزاج ، يرى بأن هذه اللذة أيضاً قد تشكل حجاباً..
من ملكوت الصيام : القرب إلى الله عزوجل.. كما أن الصلاة معراج المؤمن ، كأن الصلاة أداة ترفع الإنسان إلى الأجواء العليا ، كذلك الصوم له معراجية ، والدليل على معراجية الصوم هذا الحديث المعروف : (إنّ للصائم عند إفطاره دعوةً لا تُردّ).. ولهذا نقول للصائمين تريثوا قليلاً.. صحيح، أن الإنسان جائع وعطشان ومرهق ، ولكن هو صائم من الصباح إلى الليل ، فليتريث قليلاً ولو دقيقةً واحدة، ويستحضر حوائجه وبتوجه.. ولو كان لوحده ، فليحاول أن يطيل الحديث والمناجاة مع الرب.. فما أجمل أن تختلط دموع الصائم بالمناجاة مع شربة الماء ، في ساعة الإفطار !..
ومن المعلوم أن الملكوت أمر قد لا يطابق الظاهر، والدليل على ذلك أن هذه المادة المنتنة التي تنتج من عدم الأكل والشرب في الفم ، هي عند الله تعالى أطيب من ريح المسك ؛ لأنه هو تعالى يعلم ملكوت هذا العمل.. قال النبي (ص) : قال الله تبارك وتعالى : (كلّ عمل ابن آدم هو له ، غير الصيام هو لي وأنا أجزي به ، والصيام جُنّة العبد المؤمن يوم القيامة ، كما يقي أحدكم سلاحه في الدنيا ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله عزّ وجل من ريح المسك).
إذن، من خلال هذه الكلمات إن شاء الله تعالى ، نحاول أن نصل إلى معنى إجمالي لحقيقة الملكوت الذي أراه الله عز وجل إبراهيم الخليل (ع) : {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ}.. هو الذي ينبغي أن يرينا.. وأي شهر وأية ليلة ، أفضل من هذه الليالي والأيام ، لنصل إلى ملكوت العبادات : صلاةً ، وصوماً ، وقراءةً لكتاب الله عزوجل.
الملاحظ أن العبادات المهمة الثلاث : الصلاة ، والصيام ، والحج ؛ مقرونة بسلسلة من التروك.. وخاصة بالنسبة إلى الإحرام، إذ نلاحظ أن هنالك محرمات وتروك عجيبة.. ولهذا تلاحظ المحرم مرتبك في إحرامه : لا يقلع نبات الحرم ، لا يسقط من بدنه شعرة ، لا يجرح نفسه ، لا يجادل ، لا يشم الطيب... ومن المعلوم أنها أمور متعارفة في حياته اليومية ، فكل إنسان يعبث برأسه ، ويستعمل الطيب ، ويحك بدنه ، ويقتل الهوام ، ويقتلع النبات ، ويصطاد صيداً ؛ ولكن هذه الأمور ممنوعة في طريق الحج.. ونلاحظ أن المصلي مأمور بسلسلة من التروك : الأكل ، والشرب ، والالتفات عن القبلة ، والفعل الماحي لصورة الصلاة ، وغير ذلك.. ونلاحظ في الصيام سلسلة من التروك أيضاً : الطعام ، والشراب ، والغبار ، وما شابه ذلك..
إذن، يبدو أنه الإنسان لا يتربى إلا من خلال التقيد.. الإسلام -والله العالم- يريد أن يعلم الإنسان ويدربه على أنه إذا أراد أن يقول : لا ، للمألوف ، أمكنه ذلك.. يريد أن يعلمه أن يقول : لا ، لما اعتاده.. فإن طبيعة الإنسان طبيعة استصحابية ، تراه مدمن على الدخان ، أو مدمن على الطعام ، أو مدمن على الشراب ، أو مدمن على حالة معينة... والذي تأسره حالة من الحالات ، فإن هذا الإنسان له ما يقيده في حركته إلى الله عز وجل .. إن هذه العادات رغبات ، تذل الإنسان في كثير من الحالات.





آخر تعديل بالتوفيق يوم 2013-07-15 في 17:07.
    رد مع اقتباس
قديم 2013-07-15, 17:06 رقم المشاركة : 15
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: فضل الصوم و أسراره


منقــــــــــــــول بتصرف

إن من أهم تروك الصائم هو الكف عن الطعام و الشراب..
أولاً : ينبغي أن نقول بأن هذه التروك إنما تعطي ثمارها ، إذا كانت عن طواعية ورغبة واقتناع داخلي.. فالذي يصوم رغم أنفه ، أو الذي يصوم خوفاً من عذاب الله عز وجل ، وهو كاره لفعله ، ولما يرى الطعام والشراب في شهر رمضان ، يتمنى لو لم يكن صائماً ، أو يتمنى لو لم يُشّرع الصيام ، فإن هذا الإنسان بالتأكيد لا يصل إلى ملكوت الصيام.. إن الذي يحب أن يصل إلى ملكوت الصيام ، فإن الخطوة الأولى في المقام ، أن يكون ذلك عن طواعية وميل.. هو يرى بأن هذا محبوب للمولى ، المولى يحب منه أن لا يأكل ، وهو خالق الطعام ، وهو خالق البدن ، وهو خالق الفم ، وهو خالق الجهاز الهضمي ، وقال له : لا تدخل هذا ، في هذا.. هذا ملكي.. وهذا ملكي.. كم من الجميل أن الإنسان في شهر كامل يلتزم بهذا الأمر ، منطبقاً عليه قوله تعالى في وصف المؤمنين : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} !..إذن، الإنسان المؤمن في كل التروك : الصلاتية ، والإحرامية ، والصيامية ؛ الخطوة الأولى : أن يعمل ذلك بميل.

ثانياً : قد يقوم البعض بالعمل عن ميل وعن رغبة ، ولكن لا يستثمر هذا الترك.. نلاحظ البعض في شهر رمضان -وهذا هو الغالب- أنه كأنه ينتقم من الصيام !.. فما لم يأكله في وجبة الغذاء والعشاء ، إذا به يأكل أضعاف ذلك في الليل !.. إذن، هذا الكف عن الطعام والشراب ، لم يصبح كفاً.. هو تَرَك الصيام والشراب ، ولكن لم يكف نفسه عن الطعام والشراب.. لو كان صادقاً في كفه ، لأكل الفطور بالمقدار اللازم ، وتوقف عن الطعام والشراب -كما هو المأمور به- إلى الوجبة اللاحقة -وجبةالسحور-.. أما أن يأكل ساعة بعد ساعة ، وكأنه يريد أن يعوض هذه القيود النهارية ، فمن الطبيعي أن هذا الإنسان سوف لن يصل إلى مسألة الثمرة المتوخاة ، من خلال كف النفس عن الطعام والشراب..
ومن المناسب أن الإنسان إذا جلس على مائدة الطعام والإفطار ، أن يغلب عليه شيء من التفكير ومن التدبر ، كما قال النبي (ص) : (واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه ، جوع يوم القيامة وعطشه).. الإنسان لا يعلم قدر الماء الهنيء العذب البارد ، إلا على مائدة الإفطار.. عندما يغلب به العطش ، ويشرب الماء ، متذكراً عطش الأولياء والشهداء في نصرة الدين ، ليحاول أن يخرج من مائدة الإفطار بهذا الزخم المعنوي.. ومن المعلوم أن الامتلاء إفطاراً ، سوف يفوت على الإنسان توفيقات الليل في شهر رمضان.. والإنسان بحاجة إلى ساعة لتلاوة القرآن ، وللحديث مع الرب ، والبطن الممتلئ -كما هو معلوم- غير مستعد لتلقي الحكمة الإلهية.

وأخيراً : بعض الأوقات الإنسان تنازعه نفسه للطعام والشراب ، في شهر رمضان أو في غير شهر رمضان.. أحدهم له كلمة جميلة يقول : الطعام قبل أن يؤكل لا لذة فيه.. فالطعام على المائدة لم يدخل الجوف ، ولم يمر على حليمات التذوق في اللسان ، فلا لذة في هذا الطعام.. والطعام إذا تجاوز الحلقوم ، رب العالمين لم يجعل خلايا تذوق وتلذذ من الحلقوم فنازلاً.. إذن، لحظات التلذذ هي هذه الثواني البسيطة ، حيث يمر الطعام على اللسان فحسب ، إذ من المعلوم بأن التذوق باللسان فقط ، لا بالحلق ، ولا بجوانب الفم الداخلية.. إذن، قضية ثواني من مرور الطعام على اللسان ، هل هذا الأمر يستحق أن يقدم الإنسان على أكل طعام محرم ؟!.. أو أن يقطع مسافات بعيدة ، لأجل أن يذهب إلى مطعم ما ، ليأكل طعاماً شهياً ؟!.. هل هذا الجهد يتناسب مع ما يحصل عليه ؟!.. وهذا البطن الذي يصفه النبي (ص) قائلاً : (حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه).. هذا الجهاز إذا امتلأ بشيء ما ، مما يؤكل ، ارتفعت الشهية ، وارتفع إصراره لتناول طعام شهي..
ولهذا علينا أن نتعود على الطعام البسيط ، وعلى الطعام الذي لا تفنن فيه.. البعض من الصلحاء يحب الطعام الذي هو قريب إلى مصادر الطبيعة





    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 11:09 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd