2015-04-17, 16:26
|
رقم المشاركة : 3 |
إحصائية
العضو | | | رد: رقصة جسد | قراءة الذكتور زين العابدين أحمد محمود
(فانتزيا الرؤيةِ تُفكِّكُ واقعَّيةُ : الواقعِ - اللغةِ)..في فضاء الفانتازيا تتغيَّرُ كلُّ الثوابتِ ويجمحُ الخيالُ متجاوزاً أسوارَ الواقعيةَّة ، وتحيلُ الواقعَ إلى مجموعةٍ مِن الرؤى غير القابلةِ للمنطقةِ وتدرج الحدث..هذا ما بنتْ عليه الكاتبةُ "أقصوصتها / عالمها الفانتازي الموازي للواقعيَّة في الواقع واللغة ، ومِنْ ثمَّ كان لزاماً عليهَا أنْ تدهشنا وتقنعنا برؤيتها ولو التزمتِ الواقعيَّة في أيِّ جزءٍ من بنائِِها القصَصي لانهارَ بناؤها ولتقوَّضتْ عرائشُ جمالياتِها ..هي اقتحمت القصَّ بعنوانٍ واقعي :" رقصةُ جسد" متلازمةٌ منطقيَّة وعلاقةٌ إضافيةٌ واقعيِّة على المستويين : الواقعي ، واللغوي ، وإنْ كانت البنية النَّحويةِ مفتوحةً على فضاءات التأويل ويمكن أنْ تكون البنية الفاتازية إحدى هذه البنيات.... فالعنوان مبتور ..ولا أعلم هل هو عن قصدٍ من الكاتبةِ ، أمْ جاء عفويَّاً ، فهو إمّا أنْ يكونَ خبراً لمبتدأ محذوف مفتوح على فضاءات التقدير ، أو مبتدأً لخبر محذوف مفتوح أيضاً على فضاءاتِ التأويل... ربَّما الكاتبة - عن قصد أو غير قصد - أوقعتنا في إشكاليةٍ سردية وهي تذبذب الحكم على وعيها بالفن السردي وبتدرجه وبلغته ، فهي تفتتح سرديَّتها ببنية سرديَّة اعتيادية متوارثة "في ليلةٍ طويلة " موتيفة اعتيادية تفتتح بها الأمهاتُ والجداتُ مسروداتِهنَّ بنية خبرية ربَّما كانت درجةُ حرارة بلاغتها باهتة بعض الشيء ، ولكن ربَّما تريدُ الكاتبة العودة بآليات السرد إلى بداءَتِه وعفويَّته ...ثمَّ تعمدُ الكاتبةُ إلى استعراضِ اكتنازِ ذاكرتها السرديَّة بِجُمان الحكي من خلال الدخول مباشرةً في التهويل وتشكيل صورة الخرافة وتضخيم الصورة وشدِّ المتلقي إلى كهوفِ الحكي الموغلة في الغرابة والمجاوزة لتشحن وعي المتلقي بأكبر قدر من الطاقة الإيحائيَّة ، وكأنَّها بهذا التكثيف تستعيضُ عن برودةِ الجمل الخبرية التي استحوذت على النَّصِّ ..ونرى الغرائبيةَ تشكِّل الصورة السردية : " سرب السنونو يناجي السَّحاب بجرعة - لا أدري ماهيَّة الجرعة - تزيد مِنْ طولِه -عيني لاصقة بالزرقة - وقلبي معلق بدلو الخيبة ببئر الأحزان ...
أتوسد قاموس الذكرى ..وانتشل آخر نجمة
من ظهري..علها تزيد من رصيد النجمات..
التي مازلت في درج الجسد ..." كتلةٌ من الصور الغرائبية وحشد من فانتازيا اللغة لتعينَ الكاتبة على بناءِ مسرودتها وجعل المتلقي يغيب عن واقعه ويتجاوز منطقيَّةِ لغته ..هكذا هي تدرك غرائبية السَّرد ، وكأنَّنا معها في عصرٍ من عصور مصاصي الدماء وغابةٍ من الأشباح :" تبترُ يدها -تنتشلُ نجمةً من ظهرها - تتوسَّدُ نفسَها في غيبةٍ من شعورها ، في لحظةِ فقدٍ للوعي متعمَّدة ، هي تعبثُ بكلِّ تفاصيل الواقعِ ومنطقيته وتعبثُ أيضاً بمنطقيةِ اللغةِ وتحاولُ أنْ تشكلها بشكلٍ عفوي وعشوائي في هذه الفوضوية لتخمد نار الغياب الافتراضي ..هي تبعثرُ كلَّ شيء حتَّى اللغة لتصنع حالةً من الفوضويَّة ربَّما هي مولعةٌ بالفوضى الخلاَّقة - على مستوى البنية السردية على الأقل - المهم أنْ تعثرَ على ذاتها بعد تفكيك الواقع واللغة وتغييب الوعي لتعيد هيكلةَ كلِّ شيء ؛لتعثر على ذاتها وسط هذه الفوضى .عندها يصبحُ التفكيكُ ضرورةً لإعادةِ البناء ِ والترمميم ، والفوضي تصبحُ خلَّاقةً مبدعةً ، والفانتازيا تغدو منهجاً لصياغة الواقعية أو على الأقل نافذة جديدة لرؤية الواقع بشكلٍ مختلف أو من زاويةٍ مختلفةٍ لتخرجَ الذاتُ الإنسانيَّةُ من بين كلِّ هذه الفوضويَّة برَّاقةً ، محدَّدة المعالم ، بارزةً ، غير باهتةٍ ، واحد من اثنين لا ثالثَ لهما " أكون أولا أكون" ، لايهم المحصول أو نوعيته ، المهم تحصيل الفعل إثبات القدرة على تعاطيه ، وقد عبَّأتِ الكاتبةُ هذه الرؤية في قالبٍ " برجماتي " شعبي " ( المهم أنْ تمتليء القُفَّةُ عن آخرها) هو نوع من القناعة الشعبية ودرجة من درجات الإيمان لشريحة عريضة من المجتمع ، ربَّما هو محاولة لتحصيل الممنوع أو المفقود بقوَّة الفعل الجمعي / الشَّعبي ( القُفَّة ) / دالٌّ تراثي شعبي ، وقد استعانتِ الكاتبة بالمثل أو المقولة الشعبية على سبيل الاستعارة التمثيلية لتكرِّس لعالمها وجدلية الواقع / الفانتازيا / الذاتي والموضوعي ، راغبةً في أعادة هيكلةِ كلِّ شيء من خلال الهدم والبناء .غير عابئةٍ بالنمطيَّة والمثال والنموذج ، سواءٌ على مستوى الواقعِ أو اللغة ..المهم أنْ تصلَ برؤيتها إلى بؤرةِ الضوء ، بحيث يمكن للمتلقي أنْ يُبصرَها . | التوقيع |
المداد روحي أَكتب ولا أَمَلْ
فالروح تصدح والرِّواق ٱنْتشلْ
عُزلَة الأَصابعِ في الكلمةِ قُبَلْ
فَ بُحْ وَزدنِي ألمَْ...... لِحزنٍ تَوطَّن َوٱرْتَجَلْ
.فالقلب ربَضَ وشاح الحبِّ ...وَفشلْ السعدية الفاتحي | |
| |