أخلاقيات المهنة تمنع قبل أن يصدر أي وزير ، الاستاذ الشريف الذي يحترم نفسه وعمله وتلاميذه والمجتمع ، تمنعه من العمل في التعليم العام وبعده الخاص، وبعد هذا وذاك في الساعات الاضافية..فهو من جهة يسطو على فرص المعطلين والمؤهلين للعمل في مثل هذه المهام ، وأغلبهم شباب فقير وربما متزوج وله اطفال..ومن جهة لا يمكن لاي استاذ ان يقوم بمهامين في مؤسستين ..الا على حساب التلميذ اي المهنة أي االمجتمع..وأنا كرجل تعليم اعمل منذ منتصف التمانينيات لم أشتغل ساعة واحدة بالمقابل مهما كان الثمن لانه لا يرضيني التجارة بمهنتي..لكنني مستعد للعمل متطوعا متى كا ذلك في مصلحة تلاميذي بشرط ان يتم في المدرسة التي اعمل بها وليس في مقر حزبي أو جمعية انتخاباوية...ومن جهة اخرى ان تهافت بعض -الاساتذة -على التعليم بالفلوس وهم يشتغلون بالتعليم العمومي والكثير منهم خارج السلم ، جلب العار على سمعة رجل التعليم الذي بدا المجتمع ينظر اليه كتاجر في القطع الارضية والسيارات المستعملة والساعات الاضافية والعمل في العام والخاص ..لا هدف له الا جمع المال ..وفي نهاية الامر لن يبقى الا أستاذا..لكنه غير محترم.
ان مثل هذه القرارات الصادرة عن الوزارة ضرورية ، لأنها في صالح تخليق المهنة ، وانا وان كنت رجل تعليم لا انظر لها من هذه الزاوية وانما انظر اليها كأب لا يقبل ان يدرسأبناءه أستاذ متعدد المهام ومتعدد الوجوه...واما التستر وراء تحسين الدخل فاقول الحمد لله رجال التعليم بالف خبر لا ينقص بعضنا الا الضمير والقناعة وماء الوجه..