لا ينكر أحد الدور الأساس والفعال لطرائق وأساليب التدريس في المجال التربوي.فبتتبع المراحل التاريخية لعلوم التربية ، نتبين الجهود والأشواط الهامة التي قطعها المفكرون عامة وعلماء التربية خاصة ، قديما وحديثا ،من أجل اكتشاف أو تطوير طرائق التدريس . ويعترف الباحثون في سيكولوجية التعلم والتعليم بوجود طرق واستراتيجيات تعليمية متنوعة ومتعددة ، وتختلف من حيث فعاليتها ومناسبتها أجرأتها باختلاف المتعلمين في بعض الخصائص ذات العلاقة الوثيقة بالتعلم كمستوى الذكاء ،ومستوى الرغبة والطموح ،ومفهوم الذات ، والمكتسبات السابقة،والخلفية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية . وسأحاول في هذا التدخل أن أكون عمليا وإجرائيا أكثر منه نظريا (تعريف الطرق –تصنيفاتها-أسسها –خصائصها.....) وأركز بالتالي على عنصرين أو تساؤلين هامين .
-ما هي الإشكالات التي يطرحها موضوع الطرائق البيداغوجية ؟
-ما الذي يمكن أن يسهم به المدرس في تطوير وتفعيل الطرائق البيداغوجية ؟
يطرح موضوع الطرائق البيداغوجية إشكالات كثيرة ومهمة وتحديات وعوائق يلزم كل الفاعلين التربويين مواجهتها وحلها بأنجع الوسائل الممكنة، نذكر من بينها .
-اكتظاظ الأقسام وعامل الإيقاعات الزمنية وعدم توفر وسائل ديداكتيكية .
-الفروق الفردية للتلاميذ وتدني مستواهم الثقافي .
-كثرة المواد واختلافها من حيث المحتويات والأهداف ووسائل تدريسها وتقويمها.
-عدم قدرة المدرس على التحكم في الأعمال الفردية.
-عدم ملاءمة هذه الطرائق لمستوى التلميذ الفكري والنفسي والاجتماعي.
-عدم تجاوب التلاميذ مع مدرسهم ،وعدم تفاعلهم مع أسلوبه في التدريس.
-صعوبة رصد العوائق و الميكانيزمات العائلية والاجتماعية.
- الطرق التبعة حاليا يغلب عليها أحيانا طابع الفرض والعقاب وسلطة المدرس .
-عدم اشراك المتعلم في اعداد وبناء المعرفة والتعلمات .
أما المدرس ، فبخبرته وتكوينه وكفاءاته ، يمكنه أن يقوم بأدوار فاعلة وأساسية في المجال، منها .
-اختياره لوسائل وتقنيات تعليمية وتنشيطية بناءة ومناسبة للأهداف التربوية .
-اختياره وتنظيمه للمادة الدراسية والتطبيقات والتقويم اختيارا محكما ومدروسا .
-المساهمة في تطوير الطرائق بناء على التكوين الذاتي والبحوث الميدانية .
-ابتداع منهجيات خاصة وفاعلة وبناءة ومتقنة .
-تحديد أهداف وكفايات مظبوطة وتصميم خطة محكمة للتدريس على ضوئها .
- وضع الطرائق على أسس علمية وتربوية ونفسية وعاطفية واجتماعية واضحة .