2015-06-28, 07:41
|
رقم المشاركة : 28 |
إحصائية
العضو | | | رد: قصة : البدويّة .!!! من تأليفي . | ج7 أشعّة الشمس إلى البادية مُهيبة ، أرقبها كُلّ صباح ومَساء ، تمدّني بقوة طاقتها وديمومتها، فشروق الشمس فيه حيويّة ونشاط ومَساءاتها تعبير شفيفٌ كتقاسيم وجه بدويّتي .. ألتمس رقّتها وهُدوءها من ابتسامتها المؤدّبة ليستْ كسائر الوجوه الصّلدة ، فنظرة عيْنيها تتوقّد كـ "نمْرة" لكنّ رقّتها ولطافتها تُنسيني شقاوتي وسَمْت عصا أبي الْمُوجع ..!! البدوية شابة أعْجبتني ، ذاتَ جمالٍ باذخٍ أخّاذ .. ومُحيّاها سَاطع كما سُطوع الشمس في البادية.. ابتسامتها دافئة تُفْتنُ فَتْوتي الغضّة، صوتها الناعم يجذبني وبجسدها تَسحرني .. فكُلّما ألقيتُ نظرة مُنّيتُ نفسي بسعادة لا تنقطع ، لا صخْب فيها ولا قهْر ولا شِدّة عليها ولا غَدْر .. ومرةً بقيتُ مُتسمّراً لم أُغادر مكاني ، كأنّ أحداً دقّ مِسْمارٌ في المكان فأثبتني فيه ..!! لم أستطع الحراكْ ، تجمّدتُ كشيء صُبّ في شيء .! ترقبْتُ أن تدعوني لأقتربْ منها ، أنْ أُثرثر معها ولو قليلاً ، وددتُ لو تمنحني دفئاً، او تشفقَ على ما أنا فيه ولو بقدر ضئيل .. عَلّ وُجومي يتلاشىَ ، وعَلّ انحباس صوتي يتغيّر فأنبس بكلمة وأبزم بحرف اسمها ، حدّثتُ نفسي : ـ ألا تكون البدوية مُجرمة في حقّي ، لأنّها عَرّت حيائي فأنا شاب مُحترم أدّبني أبي بعصاً والتفّتني حبال النّخل .. ألا يكون هذا كُلّهُ مُقدّماتٌ لما أَشْعرُ به من لهيب حُبّها وصَنائع حُسْنها الباذخ الذي قلّبني إلى مودّة سائرةٌ إليها بقوة ، أليستْ هيَ من بدّلتْ حالة الشعور فأتجرأ بحُبّها بَعْد أنْ كنتُ خجولاً لا أقْدر لأنْ أبوح بمثل هذا الحُب .! آلمني موقفي وبدوتُ كمنْ لا يحتمل صَبْراً فمرور الوقتَ دونها يجعلني في ضيْق ، لكأنها خلخلتْ حواسّي وبللّتْ مَشاعري ، وأنا بها عَصِيباً ، أكاد أختنق إنْ تأخرتُ عن موعد وُصولي إلى باديتها ، أغْضب إن شغلني شاغلٌ، أو تكون حالتي في تقلّباتٍ كحالة التوقّعات المناخية ، ولكنّ حالتي بدتْ أكثر قسوة حين ترفضُ الأحتمالات والتكهّنات ، لا لشيء آخر غير أنّ دوافعي لا تُمكّنن منها ،بل تكون كخطّ سَيْر صَعبٌ يقودني إلى مُجريات لا تطمئنّني إلا حينما تُناديني سَعيد.!! الكاتب :حمد الناصري المرتاح سلطنة عُمان | التوقيع | لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .! لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!! الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.! | آخر تعديل المرتاح يوم 2015-06-30 في 05:52. |
| |