الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > منتدى الأسرة



إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2016-01-29, 15:24 رقم المشاركة : 6
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: سلسلة :البيوت أسرار (قصص من واقع الأسرة المغربية )دعوة للمشاركة





كانت الشمس أول من يرى عينيها فبالرغم من الحزن الكبير الذي يسكنهما ... لطالما أحبت الشمس وعشقت نورها ...
ربما لأنها كانت تمنت أن تكون حياتها واضحة، رائعة ،صافية مثل الشمس

تبقى أمنية في حياتها مليئة بالأسرار التي تجيد إخفائها خلف ستار الفرح والحبور ...



كانت خفيفة الظل ... قصتها بدأت مع بدايتها ونسجت حروفها بدموع الألم والأمل ... أسرة مفككة الأواصر ...
أب لا مبالي ...
أم غارقة في بحور اليأس ...
إخوة صغار وكبار كل في شأنه ..
أما هي فكان يربطها شيئ ما في الأعلى ...

وكأن شيئا هناك يقول لها أن الفرج قادم و أن الأمل باق ..




مرت الأعوام وهي تتخبط في دوامات الحياة الا متناهية ...
حفلات .. صديقات ...سفر ...
كانت تظن أن سعادتها هناك ولكن شيئا ما في أعماقها ييحسسها أن شيئا ما على غير ما يرام.

ولكنها كانت تسير مع الركب تحاول إخفاء ما يعتريها من غموض وشك ..
إلى درجة أنها لم تعد تميز بين الحقيقة والخيال ...

وجدت ملجاءها في الشبكة العنكوبتية حيث تعرفت على العديد من الأصدقاء واستطاعت في وقت وجيز أن تكون علاقات جيدة تتسم بالبراءة ...

إلى إن فوجئت في أحد الأيام بذئب بشري كانت تعتبره أحد الأصدقاء يتربص بها

استطاع اختراق جهازها والحصول على صور شخصية لها والتلاعب بهم ثم بدأ بتهديدها للخروج معها ...

لم تعرف لمن تلجأ أو تلوذ ،فعائلتها كلا في واد ولا تربطها بهم علاقة قوية
تمكنهم من استيعاب حجم المصيبة ...

بكت ... صرخت ... ضربت نفسها لم تتصور يوما أنها بهذه السذاجة ...
ماذا تفعل الان ليس هناك من ملجأ الا الله ..
قامت وصلت ركعتين ونادت في الظلمات يا الله أجرني يا الله اجرني ...
بكت كما لم تبكي يوما ...

ثم قامت وشعرت بنفسها تسير نحو جهاز الحاسوب تفتحها ثم بدأت بإرسال رسالة الى كل من تعرفه في أحد المواقع التي ترتدها ....

في تلك الأثناء كان هناك شاب ملتزم يقوم بالنصح والإرشاد لهؤلاء الشباب
فقرأ رسالتها وتأثر كثيرا ...

بعث لها برسالة يهدئها فيها ويصبرها ثم نصحها بإبلاغ ذويها أو على الأقل والدتها من ثم إبلاغ أجهزة الأمن حتى تستطيع إيقاف هذا الوحش البشري لانها ان لم تفعل فسيوقع بغيرها الى أن تقف إحداهن في وجهه ...




في البداية رفضت ولكنها استجمعت قواها وأخبرت والدتها التي تفاجات بموقف ابنتها الايجابي والواعي ،فحاولت استدراك الأمر وإصلاح ما يمكن إصلاحه وتم إبلاغ أجهزة الامن التي ترصدت ذلك الرجل وتم ولله الحمد ايقافه ...




شعرت الفتاة براحة لم تذقها منذ شهور وعزمت على أن تصبح أكثر حرصا وألا تخوض في مواقع الشبهات ...

ولكن في داخلها شعرت بالفضل يعود لذلك الشاب ولم تدري كيف تعلق قلبها به وظنت انه بإمكانه أخذها لطريق الالتزام ...

فبدأت بإرسال بطاقات الشكر والعرفان له و سؤاله عن بعض المواضيع الدينية ثم أخبرته انها تريد الإلتزام وارتداء الحجاب فسر لذلك وشجاعها ...

وكانت تشعر في كل يوم يمضي بتعلقها أكثر به بالرغم من أن محادثتها له لا تتعدى حدود السؤال والجواب ولكن تعلقت بالتزامه وحرصة ودينه وأخلاقه ...




إلى أن صارحها يوما بأنه يشعر بشيء ما اتجاهها ولكن المفاجأة .........
أنه متزوج وأنه يحب زوجته ولا يريد أن يؤذي مشاعرها فلطالما وقفت بجانبه وضحت من أجله ...

و لذلك طلب منها أن تتوقف عن مراسلته قائلا لها: الحمد قد سلكت بداية الطريق وبإذن الله ستكميلينه بالصبر والعمل ...

كانت الصدمة شديدة وقوية عليها وكأن أحلامها تهوي على رأسها ...
ولكنها استجمعت قواها وقررت أن تمضي قدما فالهادي والمثبت الله ..
قررت أن تتوب وتسلك طرق الهداية ...
وبالفعل ملأت فراغها بحفظ القرآن الكريم ولله الحمد أتمته ...
ورزقها الله الزوج الصالح والذرية الطيبة ..




لم يكن الطريق سهلا ..
ولكنها تدرك عظيم نعم الله عليها لبقائها فيه ...
كانت لا تفارقها الآية الكريمة
(انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)

فالله هو الهادي وهو المثبت وما علينا الا الدعاء والتوجه اليه
فهو الملجأ وهو الركن الشديد.





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2016-01-29, 15:39 رقم المشاركة : 7
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: سلسلة :البيوت أسرار (قصص من واقع الأسرة المغربية )دعوة للمشاركة






في مساء ليلة شاتية.. و أنا أنام في أحضان أمي الغالية.. أنظر إلى نافذة الغرفة لأرقب قطرات المطر.. كنت أتأمل جمال المنظر..
يا له من منظر جميل.. حتى غفوت و دخلت في نوم عميق..




استيقظت على نبرات صوت أمي الحانية و هي تناديني.. أمل.. استيقظي يا بنتي.. حان وقت المدرسة.. أسرعي فأنا بانتظارك على مائدة الإفطار..
أسرعت إلى النافذة.. لأرقب شمس يوم جديد.. يا ل روعة المنظر..
سقطت عيني على الشاب الذي يقنط في غرفة السائق الخارجية.. فهو يسكن هنا منذ أن كنت طفلة.. كانت أمي تغضب عندما أقف على النافذة لألقي نظرة عليه.. أو حتى عند سؤالي عليه!!.. منظره يحزنني.. فهو شاب أعزب في الثلاثين من عمره..كنت أتسأل كثير .. يا ترى ما الأمر الذي أجبره على هذه العيشة.. أين أمه؟ .. أين والده؟.. أين إخوته؟.. ما قصته..
كنت أحب النظر إليه.. فهو يشبه أخي خالد..
قاطع صوت أمي أفكاري و تساؤلاتي؟؟..
ـ أمل.. أين أنت يا حبيبتي لقد تأخرت؟..
أسرعت إلى والدتي و قبلتها على رأسها.. و ذهبت حيث مدرستي..





و في يوم من الأيام كنت أتذكر أنا ووالدتي أجمل الذكريات.. فها هي صورة والدي ( رحمه الله).. و هاهي صور أخي الأكبر..
هنا كنا في مزرعة جدي.. هنا عندما كنا عند عمتي.. و هذا حفل ميلادي عندما أكملت السنتين من عمري.. و هنا.. و هنا..
فها هو والدي الذي تركني ووالدتي و أنا في السادسة من عمري.. و ها أخي الذي ذهب عنا و أنا في الثانية من عمري..
آه يا لها من ذكريات .. ليتها تعود..
التفت إلى والدتي.. سألتها عن وفات أخي.. كيف فارق الحياة..
فأجابتني.. بأنه حادث شنيع.. و سقطت دمعاتها و لم تستطع أن تكمل حديثها.. إنها أم.. يؤلمها هذا الموقف.. أغلقنا ألبوم ذكرياتنا.. فقد حان وقت النوم.. ودعت أمي و ذهبت لغرفتي..
تذكرت أني نسيت كتابي في غرفت أمي.. علي أن أذهب لإحضاره..
و هنا كانت أمي تغرق في دموعها.. و تقف بجوار النافذة و ترفع يديها إلى السماء.. و تدعو الله له..
ـ سامحك الله يا بني.. سامحك الله.. لماذا فعلت هذا.. فأنا و أختك في أمس الحاجة إليك.. و كانت تبكي بقوة!!..
أخذت كتابي و خرجت.. لم تشعر بذلك.. كانت دائما تحزن عندما تتذكر أخي.. فهو فلذة كبدها.. كان كبيرها.. كم أفتقد إلى حنانك يا أخي..





ذات يوم.. عدت إلى المنزل..بحثت عن أمي في أركان المنزل.. منزلنا صغير لكني لم أرها.. ذهبت إلى غرفتها.. و لكني لم أعثر عليها..
لم أجدها.. آه تذكرت لقد قالت لي أنها قد تتأخر في عملها لهذا اليوم..
أسرعت إلى النافذة كي ألقي نظرة على ذالك الشاب..أمره يحزنني.. يا ترى ماذا يخبئه وراءه من قصة؟..

قاطع سلسلة أفكاري أمر غريب.. يا لها من فاجعة.. إني أرى والدتي تخرج من غرفت ذلك الشاب.. أغلقت النافذة.. و بسرعة أغلقت الستار.. و ذهبت لغرفتي!!..
و أنا في رأسي تساؤلات.. يا ترى ما لذي جعل والدتي تذهب إليه لوحدها.. و بدون مرافق؟!!..

بعد عودت أمي.. ذهبت لغرفتها و كأنه شيء لم يكن.. و لكن تدور تساؤلات في خاطري لم أرى لها جوابا.. ما سر تواجد أمي في غرفة الشاب.. يا ترى ما سر في قصته.. لماذا أمي تمنعني من حتى النظر إليه.. يا إلهي عقلي لم يعد قادر على التفكير .. و لكن كيف سأسألها؟!!..

ها أنا وصلت إلى غرفة والدتي.. و هي كالمعتاد تقف على النافذة تنظر إلى غرفة ذالك الشاب!!. يا إلهي ما الذي كان يدور بينها و ذك الشاب؟!!..

لم تشعر والدتي بوجودي حولها.. ولكن الحزن كان يبدو عليها.. دموعها بدأت تسقط.. و أخيرا كالمعتاد رفعت يداها لتدعو لأخي خالد؟!..
و لكن تفاجأت بدعائها!!.. إنها تدعو له بالتوفيق و النجاح في حياته..كانت تدعو له بالهداية و الصلاح.. ألم يمت!!؟.. و ما قصت ذالك الشاب.. هل يذكرها بأخي فقط؟..
بدأت أشك!!.. بل أتيقن.. فأنا كثير ما أسمعها تدعو له بالتوفيق و النجاح.. لم أسمعها تدعو له بالرحمة و المغفرة.. أمعقول يكون ذلك الشاب هو....!!... لا.. لا أعتقد..
إذا كان أخي فلماذا حرمنا منه و نحن في أمس الحاجة لرجل معنا!!.. لماذا لم يسكن معنا.. يا ترى ما سبب وجوده في غرفة خارج المنزل!!..
زادني الأمر فضولاً.. لدي رغبة في معرفة ذلك الشاب.. ولكن كيف؟..
بعد الغداء ذهبت والدتي لتريح جسدها من مشاق ذلك اليوم!!.. نعم.. فهي دائما تسعى لأعيش حياة سعيدة بعيدة عن الدين.. و عن تفضل عمي علينا بماله..





خطرت في بالي فكرة!!.. لماذا لا أذهب و أعرف ما قصة ذلك الشاب.. و إذا كان أخي لماذا هو خارج منزلنا..!!
أعددت طعاما و وضعته على العربة.. و أخيرا عزمت على الذهاب لتلك الغرفة..
و أخيرا وصلت إلى باب غرفته و التردد يضعفني.. تماسكت.. طرقت الباب.. ففتح لي الباب.. ابتسم في وجهي.. ابتسامة المشتاق.. وسقطت دموعه.. و أخذني في أحضانه..
ثم قال: كم اشتقت إليك يا أمل.. لقد كبرتي يا صغيرتي.. يا لك من جميلة..
أدخلني إلى غرفته التي بدت عليها ملامح العزوبية.. فهنا كأس متسخ.. و هنا ملابس.. و الغبار الذي غطى المكان.. و هنا.. وهنا....
قال.. سامحيني لو كنت أعرف أنك ستزورينني لرتبت المكان..





كان سعيدا جدا بوجودي.. ينظر إلي بنظرات اشتياق.. و أخيرا سقطت عيني على صورة قديمة لعائلتي الصغيرة.. نعم.. صورة لي و أمي و أبي و أخي.. هو.. إنه أخي!!..

لكن.. ما قصته؟.. ما سبب بعده عنا!.. تساؤلات و تساؤلات تدور في رأسي لم أرى لها تفسيرا..
قدمت له الطعام.. و كنت أنظر إليه.. يا إلهي كأنه منذ زمن لم يأكل..
نظرت إلى الساعة.. لقد تأخرت.. أوه لم أعرف قصته بعد!!.. والدتي إذا علمت لن تغفر لي خطئي!!..
انتهى من طعامه.. استأذنته بالخروج فأنا تأخرت..
دفعت عربة الطعام أمامي و خرجت.. دخلت المنزل.. كانت والدتي تناديني.. أصابني الخوف لو علمت!!!..
ذهبت لها.. كم اشتقت لك يا عزيزتي..
و جلسنا سويا.. نحكي قصصنا لهذا اليوم.. حتى سرقنا الوقت.. فذهبت لأنام.. فغدا مدرسة!!.. و أنا لا زلت لا أعرف سبب وجود هذا الشاب (أخي) خارج منزلنا.. فكرت.. و فكرت.. كيف أعرف قصته..
و أخيرا اهتديت لفكرة.. سأدعي المرض حتى لا أذهب غدا إلى مدرستي.. و انتهز غياب والدتي و أذهب إليه.. ليقص علي قصته..
و بالفعل فها قد أتى يوم جديد.. و نفذت خطتي.. و صدقتني أمي المسكينة.. و ذهبت تبحث عن لقمة العيش.. و أنا قمت بإعداد مائدة الطعام لأخي..




طرقت الباب.. فتح بلهفة.. و قال:
ـ ماذا حل بك.. هل تشكي من شيء يا عزيزتي.. لماذا لم تذهبي إلى المدرسة؟......
قاطعته.. و قلت: هل لي أن أدخل؟..
ـ تفضلي..
دخلت غرفته الفوضوية و جلست أرتبها بعض الشيء.. حتى أجد لي مكان يمكن الجلوس به؟.. فقلت له:
ـ لماذا تسكن في مكان كهذا؟.. لماذا أنت خارج منزلنا؟.. لماذا أنت لا تعيش معنا و بيننا و نحن بحاجة لرجل يقف معنا؟.. ما قصتك؟.. لماذا..؟.. لماذا..؟..

نظر إلي نظرة حزينة و منكسرة و قال:
ـ عندما تخرجت من المدرسة.. التحقت بكلية الهندسة.. حاولت ألبي رغبت والدي.. كان دائما يتمنى أن يراني مهندس.. كان يتمنى أن أرفع رأسه بين زملاءه.. فأنا ابنه الكبير..
بدأت الدوام في الجامعة.. و هناك..
سكت و نزلت دموعه.. أسرعت لإحضار المناديل.. لم أتحمل أرى دموعه تسقط.. ناولته المنديل.. مسح دموعه.. و أكمل القصة قائلا:
تعرفت على مجموعة من الشباب.. آه.. لم أعلم أنهم سيئين.. لو كنت أعلم لما التحقت بهذه الكلية.. كنا نقضي معظم الوقت و نحن معا.. حتى أصبحنا نسهر كل ليلة سويا..
تدهورت دراستي.. كاد أن يضيع مستقبلي.. كنت أعود دائما للمنزل و أذان الفجر يعلو في أركان المنزل.. لقد عان والداي في تلك الفترة الكثير الكثير.. حتى أصبحت أغيب عن المنزل أيام..
و أخير وصل الحال بي إلى.. إلى السكر..




بكى بشدة.. حاولت تهدئته.. و بعد وقت ليس قصير هدأ و أكمل قصته..
ـ كنت لا أرى والدي إلا لأطلب منه المال فقط!!.. ابتسم في وجهي و قال:
أنت لا تتذكرين هذا فقد كنت في الثالثة من عمرك..

عدت يوما و أنا في حال.. لا أعرف نفسي.. فاصطدمت سيارتي بسيارة جارنا أبو أحمد و هو في طريقه إلى المسجد.. ر أني والدي و أنا على هذا الحال.. أبكيت والدي لسوء حالي.. فهو للمرة الأولى يراني على حالي هذا.. أكملت طريقي و أنا بهذه الحال البشع إلى المنزل.. و ذهب هو ليصلي بصحبة جارنا..
عاد والدي و رآني و أنا على عتبة المنزل نائم.. لقد جنيت على نفسي.. أدخلني والدي.. و أغلق الباب.. و في اليوم التالي.. تفاجأت بردت فعل والدي:

أبي يطردني من المنزل.. طردني من بيتنا الذي تربيت فيه.. طردني من العش الصغير الذي بناه لنا.. حزنت كثيرا.. فأنا لا أعرف أين أذهب..
حاولت أن أستسمحه.. أرسلت جارنا بأن يبلغه أني سأتحسن و لكن رفض و بشدة.. و بعد عدة محاولات.. سمح لي بأن أسكن هنا.. لكنه غير مسئول عني.. و أنا تحملت مسؤوليتي بنفسي.. و هذا ما جنته يداي..

و بهذا أصبحت بعيدا عنكم.. رغم محاولاتي في التقرب إليكم.. بحثت عن عمل لأعيش منه.. تابعت دراستي.. و صارعت الحياة كي أعيش..
تدهورت حالت أبي الصحية بسببي.. حطمت أحلامه.. حطمت أحلام والدتي المسكينة.. كانت دائما تتألم على حالي.. لكن ليس بوسعها فعل شيء..
توفي والدي و هو غاضب عني.. ووصى والدتي بأن تنسى أنها أنجبت ولدا.. أجبرها على نسياني.. و مات و أنا السبب..

أكملت دراستي.. حتى تخرجت.. و كنت كثيرا ما أحاول التقرب من والدتي.. لكنها كانت ترفض.. مجبرة.. لا تريد أن تعصي أمر والدي.. لا أنكر أنها كانت تحن تشتاق لرؤيتي.. و أعلم أنها تدعو لي كل يوم.. و لكن.. والدي!!.. رحمه الله..
هذه القصة التي حاولت أمي أن تخبؤها عنا طيلة الأيام.. هذا هو الهم الذي تكتمه أمي في صدرها..

بكى.. و بكيت لما أسمع.. لم أتوقع أن والدي كان بهذه القسوة.. لماذا فعل ذلك؟!!..

أكمل حديثه قائلا.. إني أحاول أن أصلح الأمور.. فأنا أقنع والدتي.. فهي كلما تشتاق لرؤيتي تزورني.. و لكنها لا تريد أن تغضب والدي حتى و هو تحت التراب!!.. عجزت عن إقناعها.. فأنا تخرجت من الجامعة منذ زمن.. و أبحث عن زوجة تشاركني حياتي.. فمن سترضى بي إذا علمت قصتي..

حملت نفسي و دخلت المنزل و أنا أحمل هم أخي.. و أتساءل كيف سأقنع أمي..
أمي لا ترفض طلبي.. فأنا ابنتها الوحيدة.. هي كانت تقول هكذا.. دائما تأخذ رأي في أمورها.. فكيف أمر أخي الوحيد.. لا أعتقد أنها سترفض.. و لكن كيف سأبدأ معها الحديث..

هاهي أمي تعود من عملها منهمكة.. ذهبت إلى أحضانها مسرعة.. آه كم اشتقت إليك يا أماه!!..

و مضى اليوم و أنا لا أعرف كيف سأفاتحها بأمر أخي.. كيف أخبرها بأني كشفت سرها.. سر أخي..




ذهبت إلى غرفتها.. و كعادتها اليومية..تقف إلى النافذة.. و ترفع يديها بالدعاء.. بنبرات صوتها المسموعة.. و تنظر إلى غرفته من نافذتها..
اقتربت منها بدون أن تشعر.. و وقفت بجوارها.. و همست إليها هل اشتقت إليه؟!..
بكيت كثيرا و قالت: كيف لا.. و هو ولدي الوحيد؟!..
فقلت: و أنا كذلك..
بكت والدتي.. و استمرت له بالدعاء.. و أخفت صوتها عني..




قلت لها: لماذا تقسي على قلبك يا أماه.. لماذا؟؟!.. لماذا تحرميه من العيش بيننا في عشنا الصغير؟.. لماذا يا أماه؟!.. أليس هو ابنك الوحيد.. أليس هو فلذة كبدك.. ألم تشتاقي للمتنا.. تذكري يا أماه عندما كان يلاعبني بالأرجوحة في طفولتي..حين كنا صغارا.. تذكري عندما كانت ضحكاتنا تعلو من فرحتنا.. تذكري الأيام الجميلة يا أماه!!..
لماذا نحرم منه و نحنا في أمس الحاجة لرجل يعيننا.. لرجل يحمل عنك عبئي الذي تركه والدي.. لرجل يحميك و أنا من هذه الغابة التي نعيش فيها..
أمي.. كلنا معرضون للخطأ.. لماذا لم تغفروا له غلطته.. فها أنا كسرت صورة والدي.. و سامحتني على غلطتي.. فلماذا لم تسامحيه!!.. أمي!!
أخي قد تحرج.. و حقق حلم والدي.. إنه يبحث عن زوجة.. فمن ستقبل به و أمه ترفضه؟!..
و بكيت على صدرها الحنون.. بكيت بكاء شديدا..




و أخيرا اقتنعت أمي بكلماتي.. و ها أخي قد تزوج بفتاة حسناء.. و لديه من الأولاد من يملأ عشنا الصغير بالمرح و السعادة..!!





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2016-01-30, 22:28 رقم المشاركة : 8
tanmirt
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية tanmirt

 

إحصائية العضو








tanmirt غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 3

مشارك في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

مسابقة المبشرون بالجنة 3

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المشارك

وسام المشارك

افتراضي رد: سلسلة :البيوت أسرار (قصص من واقع الأسرة المغربية )دعوة للمشاركة


لقد استمتعت بقراءة هذه القصص المعبرة عن واقعنا المغربي وعشت معها لحظات شيقة شكرا.






التوقيع

    رد مع اقتباس
قديم 2016-01-31, 00:30 رقم المشاركة : 9
tanmirt
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية tanmirt

 

إحصائية العضو








tanmirt غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 3

مشارك في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

مسابقة المبشرون بالجنة 3

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المشارك

وسام المشارك

افتراضي رد: سلسلة :البيوت أسرار (قصص من واقع الأسرة المغربية )دعوة للمشاركة


لطيفة بأخلاقها...لطيفة بابتسامتها ...لطيفة في معاملتها ...اسمها لطيفة.
إمرأة في سن الأربعين متزوجة ولها أربعة أبناء في عمر الزهور، الإبن الأكبر 22سنة ,الإبنة الثانية19 سنة ,الإبنة الثالثة 12سنة والعنقود الاخير عمره 8سنوات....
كانت لطيفة نعم الزوجة ونعم الأم ...ملتزمة بدينها في لباسها وفي معاملتها مع الاخر...
درست في المجلس العلمي فتخرجت على أساس أن تكون مرشدة دينية ...وفعلا كانت ومازالت نعم المرشدة في مسجد حيها ...تعطي دروسا في التجويد وتحفيظ القران والأحاديث النبوية ...بل كانت أيضا تعطي دروسا لمحو الأمية في إحدى مدارس الحي فأحبها الجميع الكبير والصغير الشابة
والعجوز .
تعلمت النساء تجويد القران والقراءة والكتابة والدروس الدينية والوطنية على يديها.فأصبحت محبوبة من طرف الجميع لحسن معاملتها وصبرها اثناء تلقينها للدروس ... تصورو امراة عجوز لاتعرف القراءة ولا الكتابة أضحت تتلو آيات قرآنية بقواعد التجويد بل تستظهرها (سورة الملك ...سورة البقرة ...سورة الفاتحة....)


لطيفة امرأة ذات ابتسامة دائمة لا تفارقها ...وجهها بشوش جميل ...متواضعة وكريمة مع كل من يسألها ...
كانت لطيفة تتحدث كثيرا عن زوجها تحبه وتقول بأنه نعم الزوج والوالد والحبيب يوفر لها جو العمل ...يعينهاعلى عملها لأنه مؤمن به ...بل يساعدها على انجاز أعباء المنزل ليتسنى لها القيام بعملها خارج البيت ...


ذات يوم وبالضبط يوم الخميس على الساعة الثالثة بعد الزوال كانت تلقي محاضرة بمركز فضاء العجزة عن موضوع ّ"حسن معشرة الزوج في سن متقدمة"فقالت أثناءها "إن المرأة مهما بلغت من العمر يجب ألا تفارق زوجها ...بل عليها أن تتقرب منه أكثر وتلزم فراشها معه ...وتعينه على مرضه وضعفه ...ولاتعتبر ملازمتها له كما تقول بعض النساء "حشومة حنا كبرنا كلها يشد بيتو" ثم ختمت قولها "أنا شخصيا لن أفارق زوجي حتى يدفنني أوأدفنه هههههههه"

في تلك اللحظة رن هاتفها :السلام عليكم ...ماالذي حصل ؟...أنا آتية ...أنا آتية

اعتذرت للحضور وعيناها مليئتان بالدموع :"سأضطر للمغادرة زوجي الحبيب أصابته أزمة قلبية ...ونقلوه إلى المستشفى"




خرجت تائهة لاتعرف ماوقع ...نور حياتها في خطر ...شعلة طريقها بدت في زوال ...اللهم أعنها على المصاب ...دموعها توقفت ...وقلبها

خائف من الخبر.

لولا إيمانها لسقطت أرضا ولكنها تسلحت بقوة هذا الإيمان ...بثقتها بالله ...إلى أن وصلت .

هناك في المصحة اتجهت نحو زوجها النائم على السرير :"مابك عزيزي ؟...لقد تركتك في صحة جيدة ...ما الذي أصابك؟"

أجابها بصعوبة "أحس بضيق في صدري ...وبصعوبة في التنفس ...أظن أنها النهاية"

"لا ...لا...تقل ذلك يازوجي العزيز ...أزمة ستمر بإذن الله تعالى"

فضغط على يدها مبتسما ينظر إليها نظرة مودع فأحست به يتطق بالشهادة ...فسلم روحه للخالق ...إنا لله وإنا إليه راجعون.

حاولت إيقاظه ولكن هيهات ...هيهات ...أختي لطيفة ...لقد مات سندك...مات زوجك الحنون...زوجك الصديق.

بقوة جمعت نفسها واحتضنت أبناءها تبكي في صمت تواسي أكبادها لتهون عليهم المصاب.

عند عودتها إلى المنزل لاتتصوروا عدد النساء والرجال الذين كانوا في انتظارهم أصدقاء...جيران...أهل...أطفال ...كلهم قدموا التعازي وطلبوا المغفرة لزوجها ودعوا لها بالصبر على فراقه .

أما أختنا لطيفة بلباسها الأبيض ووجهها المتنور كانت صابرة... صامدة... رغم حجم الصدمة ...تردد الدعاء ...وترد التعزية بكلام الله نعم المرأة المسلمة ...قالت للمعزيات:
"لعل العمل الذي كنت أقوم به فضله كبير على زوجي فلولاه ما رأينا هذا العدد الهائل ممن تبعوا جنازة زوجي... وصلوا وراءه...ودعوا له بالمغفرة ...أحمد الله تعالى وأطلب منه أن يسلحني بالقوة على تحمل أعباء تربية أبنائي وإتمام مسيرة حياتي التي بدأتها مع زوجي المرحوم الحي في قلبي"



قصة سيدة تسكن حينا مر شهر على وفاة زوجها الطيب فعلا الطيبون للطيبات والطيبات للطيبين.






التوقيع

    رد مع اقتباس
قديم 2016-02-24, 09:24 رقم المشاركة : 10
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: سلسلة :البيوت أسرار (قصص من واقع الأسرة المغربية )دعوة للمشاركة


قصة رائعة أختي تانميرت ...وأنا أقرؤها سالت دموعي لا أدري ربما تمنيت لو أكون في ذلك الموقف الإيماني الرائع لزوجة مؤمنة اختارت الوفاء والمحبة شعارا لحياتها الزوجية.

بوركت ...وبوركت جهودك وإضافاتك الشيقة

لا تغيبي ...فلك ...ولحروفك اشتياق






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 03:39 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd