الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات الــــتــــربـــــويــــة الــــعــــــامــــة > منتدى المكتبة التربوية العامة > المواضيع التربوية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2014-11-26, 21:30 رقم المشاركة : 11
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مواضيع تربوية جد مهمة



السلوك الاجتماعي للطفل

ربَّما كانت أهمُّ حادثة في حياة الطفل الذي بلغ سنة واحدة من العمر شروعه في خطواته الأولى ، ويمثل ذلك بالنسبة إليه شكلاً من أشكال المعرفة ، كما يمثل أيضاً الاستقلال الذاتي عن الكبار الذين كان يعتمد عليهم اعتماداً كبيراً .

وفي السنة الأولى من العمر يعرف الطفل كيف يعبِّر عن نفسه ويفهِّم نفسه للآخرين بصورة جزئية باستعمال ألفاظ معيَّنة ، وبمزيد من الإيضاح عن طريق الإشارات والتعابير ، وعلى هذا النحو يتمكن الطفل أخيراً من تأسيس علاقة واتصال بالناس ، وتبدأ مرحلة جديدة بالنسبة إلى الطفل يشرع فيها في التلاؤم مع قواعد البيئة التي يعيش فيها عن طريق التقليد والاستحسان الذي يلقاه من الناس الذين يعيشون معه .

ومن الطبيعي أن يقوم الطفل - من دون قيود أخرى - بتكرار المواقف التي يتلقى إطراء عليها من الناس الذين يعيشون حوله بصورة طوعيَّة ، ويغدو بعد ذلك أكثر استقلالاً ، ومن جهة ثانية فالسلوك الذي يسلكه الطفل ثمَّ لا يسمع ثناء عليه أو إطراء له - بل ربما سمع توبيخاً وتأنيباً - يدفعه إلى الإقلال منه تدريجاً وعدم تكراره إلا نادراً .

وهكذا يتعلَّم الطفل أن هناك قواعد اجتماعية عامَّة ينبغي له أن يتكيَّف معها إذا أراد أن يسمع إطراء من الآخرين ، وبمرور الزمن يعرف الطفل أنَّ هناك أشياء يستطيع القيام بها ، وأشياء لا يستطيع القيام بها .

وأن هناك أشياء لا يقدر على القيام بها إلا في مواقف خاصة ، وبعد أن يبلغ الطفل السنة الثانية من العمر تتغيَّر المشكلات التي يصادفها في تدريبه الاجتماعي ، وتختلف باختلاف قدرة الطفل على القيام بأنشطة مختلفة بواسطة قدراته الحركية الإضافية ، وهي الأنشطة التي كان الآخرون يساعدونه في القيام بها .

وبعد أن يكتسب الطفل القدرة على حريَّة الحركة - كما هو واضح - يحاول الحصول على استقلاله ويشعر بأنه قادر على رفض القيام بأعمال معيَّنة ، بصورة عامَّة يتَّسم نشاطه في هذه السنِّ بشيء من الهيَجان ، فهو لا يهدأ لحظة واحدة ، ويبدو دائم الرغبة في الاستكشاف والإمساك بالأشياء والملاحظة .

كما أنه يستشيط غضباً من نفسه إذ هو عجز عن أداء أعمال من دون مساعدة شخص كبير ، ويصادف أن ينهمك في اللعب والاستكشاف ، إلى درجة أنه ينسى أمَّه فلا يذكرها إلاَّ إذا أصابه أذى ، أو وقع في مأزق فيهرع إليها حينذاك .

هذا ، وترتبط المشكلات التي يواجهها الطفل الذي بلغ سنتين من العمر تقريباً بقضية أساسية هي أنه تعوزه الخبرة ، وأنه لا يستطيع أن يقرِّر منذ البداية إذا كان قادراً على إنجاز ما يريد إنجازه أم لا .

فقد يصاب الطفل بإخفاق أو بخيبة أمل ، فلا ينبغي أن يكون ذلك سبباً في قلق الأم ، ذلك أن مثل هذا الإخفاق وخيبة الأمل يسهمان إلى حدّ ما في نموِّه النفسي ، ومهما يكن من أمر فحضور الأبوين أمر لازم ، وإن كان يجب ألاَّ يتحول إلى شكل من أشكال الحماية المفرطة ، والحقُّ أنَّ كثيراً من الآباء يعتقدون أن استقلال الطفل أمر غير طبيعي ، وأنَّه يؤدِّي حتماً إلى التأثير فيه بصورة سلبيَّة .

فهم لذلك يزيدون من رقابتهم عليه ، فمن الغريب حقاً أنْ ينظرَ الآباء إلى ابنهم على أنه قد أصبح ناضجاً عندما يرغبون في تعليمه السير أو الكلام ، ثمَّ نجدهم يخشون من تركه وحده عندما يناقشون مسألة استقلاله الذاتي ، فهم يحاولون تنظيم كل لعبة يلعبها فلا يدعونه وشأنه ولو لحظة واحدة ، إذ يخشون أن يؤذي نفسه أو يوقع ذلك حزناً في قلبه ، ولكنهم بهذه الطريقة يعيقون نموَّه العاطفي الطبيعي ، بل حتى نشاطه الحركي النفسي .

ومن جهة أخرى ، عندما يبلغ الطفل الثانية من العمر تقريباً يصبح اجتماعياً إلى درجة أكثر ، فهو يلعب وحده لفترات قصيرة من الزمن ، ولكنه يشعر بالسعادة إذا شاركه أحد في ألعابه ، أما عندما يدخل الطفل في الثانية فإنه يلاحظ ألعاب الآخرين وينجذب إليها ، وفي السنة الثالثة ، وبعد أن يندمج في المجتمع اندماجاً أكثر يسعى إلى صحبة الأطفال الآخرين ، ويشترك اشتراكاً فعالاً في ألعابهم .

والحقُّ أنَّ الباعث على هذا التكيُّف الاجتماعي بالغ الصعوبة بالنسبة إلى طفل في الثالثة من العمر ، وغالباً ما يتمثل هذا التكيُّف الاجتماعي في صوَرٍ شَتَّى ، منها اختطاف دمية من طفل آخر ، أو مجادلته أمر ما ، أو ربَّما تمثَّل أحياناً في هجرانه .

ومما يجدر ذكره أنَّ الأطفال يحلُّون مشكلاتهم بأنفسهم ، وينبغي فسح المجال أمامهم للقيام بذلك بعد أن شرعوا في حياة اجتماعية مناسبة ، وينبغي أن يتعلَّموا بالتجربة والخطأ كيف ينسجمون مع أقرانهم ، ومن الطبيعي جداً أن يلعب طفل في الثانية من العمر مع طفل آخر ، جنباً إلى جنب ، دون أن يشارك الواحد منهما الآخر في لعبته .

وفي أثناء السنة الثالثة ، وبعد مرحلة الاندماج الاجتماعي مع الأقران ، يظهر الأطفال تفضيلاً نحو صديق معيَّن يرغبون في مصادقته ، والبقاء على قُرب منه أكبر قدر ممكن ، وعلى الرغم من هذا التطوُّر الجديد في السلوك الاجتماعي للطفل الذي بلغ الثالثة من العمر ، فإنه يرغب كذلك في أن يقضي قدراً كبيراً من الوقت للقيام باستكشافاته وأعماله مستقلاً عن الآخرين .

بل حتى ضمن الأسرة نفسها ، كذلك يخطو الطفل البالغ ثلاث سنوات من العمر خطوات كبيرة في التكيُّف الاجتماعي والنموِّ العاطفي ، فيشرع في الاهتمام بأمِّه وأبيه ، ويصرف النظر عن جسمه ونفسه ، وتزداد لديه نزعة التعلق بوالديه في السنوات التالية ، ولكنها تتمثَّل لدى الطفل تمثلاً قوياً في السنة الثالثة تقريباً .

وربما كان لمدارس الحضانة أو غيرها من المؤسسات المشابهة دور قوي في عملية التكيُّف الاجتماعي ، فالمجال فيها مفتوح أمام الطفل للاندماج مع الأطفال الآخرين ، ولذلك فلا بأس أن تتعرَّف الأم على أمهات أخريات لديهنَّ أطفال من العمر نفسه ، فيخطو الطفل إذ ذاك خطوات سريعة في عملية التكيف الاجتماعي .

-******************************-






    رد مع اقتباس
قديم 2014-11-26, 21:31 رقم المشاركة : 12
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مواضيع تربوية جد مهمة



السلوك الحسن لدى الطفل

كلُّ أم تطمح في أن يكون طفلها ذا سلوك حسن مع أفراد أسرته وجيرانه وأقربائه ، وتشعر بالخجل فيما لو أساء التصرف بكلمة بذيئة أو مشينة ، إضافة إلى أن الطفل السيئ السلوك يكون منبوذاً محتقراً لدى الآخرين ، مما يؤدي إلى تعاسة الطفل وشقائه ، ولذا كان من الضروري أن يتحلَّى أطفالنا بالسلوك المهذَّب .

أما كيف نخطو نحو السلوك المهذَّب ؟ إنَّ السلوك المهذب لدى الطفل في مرحلته الأولى أمر يأتي بطبيعته تماماً كما أنه بطبيعته يمشي على قدميه دون يديه ، ولكن نحتاج معه إلى أمرين :

الأول : التعليم والإرشاد :

إنَّ الطفل في المرحلة الأولى من عمره يحتاج إلى تعليمه الآداب والأسس التي يتعامل بها مع الآخرين كباراً وصغاراً ، وعلى تعليم هذه المرحلة من العمر تقوم أخلاقه في المرحلة الثانية ، ولذا جاء في الحديث الشريف عن الصادق ( عليه السلام ) : ( دَعْ ابْنَكَ يلْعَب سَبعَ سِنين وَيُؤَدَّبُ سَبعاً ) .

وقد يهمل بعض الآباء ضرورة تعليم وإرشاد أبنائهم في السبع سنوات الأولى من عمرهم ، بحجة انشغالهم بأمور أخرى مهمة لطلب الدين أو الدنيا ، فيأتي التوجيه من المربِّي الإسلامي للآباء ، حيث يقول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( لَئِنْ يُؤدِّبُ أحَدُكُم وَلَداً خَيرٌ لَهُ مِن أن يَتَصَدَّقَ بنصْفِ صَاعٍ كُلّ يَوم ) .

ومع تأديب الطفل وتعليمه السلوك في المرحلة الأولى من عمره لا يحتاج إلى وقت بقدر ما يحتاج إلى وعي ومراقبة لسلوك الطفل ، والتدخل في الوقت المناسب ، مع مراعاة الشروط اللازمة ، وهي :

أولاً : ممارسة الوالدين للآداب :

إن تعليم الطفل في المرحلة الأولى من عمره آداب السلوك لا يأتي عن طريق إلقاء المحاضرات عليه ، وطرق أسماعه بجملة من النصائح ، بقدر ما يأتي عن طريق التزام الوالدين بالسلوك ، ولا يمكن لأيِّ فرد صغيراً أو كبيراً أن يلتزم بنصيحة المربِّي قبل أن يلزم نفسه بها .

ولذا نلحظ رسول الرحمة محمداً ( صلى الله عليه وآله ) يرفض طلب أمٍّ في نصيحة ابنها بعدم تناوله للتمر بسبب تناوله ( صلى الله عليه وآله ) للتمر في ذلك اليوم ، وطلب منها أن تأتيه يوم غد حتى يمتنع صلوات الله عن تناول التمر ليمكنه نصيحة الطفل .

نعم إن من الصعب جداً أن تطلب الأم من طفلها أن يعير لعبته إلى ضيفه الزائر ليلهو بها بعض الوقت ، ويجدها تمتنع من الاستجابة لطلب الجيران لماكينة فرم اللحم ، فالطفل يتعلم من تصرف أمه هذا إنَّه ينبغي الحرص على ما يملك ، ولذا تصرف - كما تعلم من والديه - بهذا الشكل مع الآخرين .

وهكذا أيضاً حين يدخل على أبيه مع ضيوفه ولا يؤدي التحية لهم ، فيطلب الأب منه بإصرار أن يسلِّم ، في وقت يجد الطفل أباه لا يؤدي التحية حين دخوله البيت .

ومن هنا أكَّدت التربية الإسلامية على ضرورة الالتزام بما يريدون من الأبناء ، والقرآن الكريم يوجهنا إلى هذه الحقيقة بقوله تعالى : ( كَبُرَمَقْتًاعِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوامَا لَا تَفْعَلُونَ ) الصف : 3 .

ثانياً : تعليم الطفل دون غضب وتوتر :

قلنا سابقاً أن الوالدين عليهما تعليم أولادهما أدب السلوك حتى يلتزموا به ، لأن الكائن البشري قابل للتعلم بخلاف الحيوان : ( عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْيَعْلَمْ ) العلق : 5 ، فالإنسان لا يمكنه النطق والتكلم بدون تعليم ، ولو ترك وحيداً لما تعلم الكلام واللغة ، أما الحيوان فيعجز عن النطق حتى مع التدريب والتعليم .

وكذلك لو تركنا صغير الإنسان في غرفة مع صغير الحيوان ، ووضعنا بجانبهما ناراً تشتعل ، نلحظ أنَّ الصغير يتوجّه إليها متصوراً أنها لعبة جميلة ، ويحذرها صغير الحيوان لإدراكه بالفطرة ، أما الإنسان فيدركها من خلال التعلم والتجربة .

ومن هنا كانت مسؤولية الآباء تعليم أطفالهم ، شريطة أن يكون بدون غضب وتوتر ، فكما أن الأم ترفض من زوجها قوله لها غاضباً حانقاً : كان يجب أن تقومي بزيارة للجيران ، كذلك الطفل يرفض التعلم مع الغضب والتوتر ، فلا يصح أن تقولي له وأنت غاضبة : من المفروض أن تحافظ على ملابسك من الاتساخ ، والأولى أن تقولي له بهدوء : كم هو جميل أن نحافظ على ملابسنا من الاتساخ .

فالطريقة الأولى تجعل الطفل معانداً للتعلم والعمل ، بعكس الثانية التي توصلنا وبسرعة إلى الهدف المطلوب .

الثاني : حب الناس :

إن تنمية الاستعدادات الفطرية والغرائز المعنوية لدى الطفل أمر يعود بالنفع عليه وعلى والديه والمجتمع ، ومن هذه الغرائز حب الناس ، ذلك لأنَّ كل إنسان اجتماعي بطبعه ، وكلما ازداد حباً لمن حوله زادت بهجته وأنسه في الحياة .

لذا نلحظ أن الإسلام اهتمَّ بهذا الأمر كثيراً ، حتى جعل العمل في خدمة الناس أمراً تعبدياً ، به يحصل المعبود على القرب الإلهي ، فقد جاء في الحديث القدسي : ( الخَلْقُ عِيَالِي ، أقْرَبُكُم مِنِّي مَجْلِساً أخْدَمُكُم لِعِيَالِي ) .

وعن الإمام علي ( عليه السلام ) : ( إِصْلاحُ ذَاتَ البَينِ خَيْرٌ مِنْ عَامَّةِ الصَّلاةِ وَالصِّيَامِ ) ، وعلى هذا الأساس يجب العناية بغريزة حب الناس التي تولد مع الطفل ، وتحتاج إلى رعاية الوالدين لتنمو وتتجذر ، ويمكن أن تكون الرعاية بالشكل التالي :

أولاً : سلوك الوالدين :

إن سلوك الوالدين ذو أثر فعَّال على تربية الطفل وبناء شخصيته ، والمنهج التربوي في الإسلام يحمل اتباعه على الانطلاق من قاعدة حب الناس في تربية النفس وفي العمل التغييري في الأمة ، فالمؤمن له حقوق وعليه واجبات ، وعليه أن لا يسخر من أخيه ، ولا يظهر عيبه ، ولا يخذله ، ولا يؤذيه ، ويكون معه في الشدَّة ، وإن سرَّه كان في ظِلِّ الله ، وإن آثره على نفسه حصل على القرب الإلهي .

وأخيراً : نجد أن الملتزم بالإسلام لا يمكن إلا أن يمتلأ قلبه بحب الناس كلما ازداد إيماناً وارتباطاً بخالقه ، فيكتسب الطفل من والديه ويتعلم في ظلهما حب الناس حين ترحب أمه بالضيف لأنه حبيب الله ، ولا ترضى أن يسمعها حديثاً من عيوب أقرانه لأنه من الغيبة التي حرَّمها الله ، وتعطي للجيران ما يطلبونه منها حتى لا تكون من المنبوذين في القرآن : ( وَيَمْنَعُونَالْمَاعُونَ ) الماعون : 7 .

ثانياً : المرور بالحوادث بوعي :

إنَّ الطفل في سنواته السبع الأولى كثيراً ما يرافق والديه ويكون أكثر الوقت معهما ، ويمكن للآباء الاستفادة من بعض القضايا والحوادث لإحياء غريزته في حب الناس ، فمثلاً حين المرور على البقال لشراء بعض الخضروات منه يمكن أن تحدث الأم طفلها عن الطعام الذي تعدُّه من الخضر يكون بفضل البقَّال الذي يذهب من الصباح الباكر - ونحن نائمون - إلى المزرعة ، ليأتينا بما نحتاج إليه من الطماطم والكرفس والخيار والبطاطا ، حيث يقوم الفلاح في المزرعة بحرث الأرض ، و ... .

وهكذا يمكن سرد قصة تهدف إلى تكافل الناس وحبِّ بعضهم للآخر ، ليستفيد منها في حبِّه للآخرين .

وأد الغريزة :

ومن خلال سلوك الوالدين والاستفادة من بعض القضايا والحوادث التي يمر بها الطفل وأخرى غيرها ، يمكن إنماء غريزة حبِّ الناس الوليدة في كل طفل ، كما نحذِّر في الوقت نفسه من وأد هذه الغريزة التي تؤدي بالطفل مستقبلاً إلى الشقاء ، فلا يمكن العيش براحة واستقرار والقلب لا يمتلك حباً للآخرين ، أما كيف نميت هذه الغريزة عند أطفالنا ، فتكون بالشكل الآتي :

أولاً : التعلم من الوالدين :

سلوك الوالدين مرة أخرى يفرض وجوده في التعليم ، ولكنه في هذه المرة ذو بعد سلبي ، حيث يقتل الغريزة الإنسانية بدل أن يرعاها ، فالأم مثلاً حين ترفض من طفلها الذي يصرُّ على ارتداء سروال الصوف في فصل الصيف بقولها له : إن الناس تضحك عليك حين يشاهدونك وأنت بهذا الشكل ، وحين تخشى عليه من الذهاب وحده لشراء حاجة ، فتقول له : إن ذهبت وحدك فسوف يختطفونك ويسرقون ما عندك .

فكل هذه الأقاويل وغيرها مع فرض صحتها تُميت علاقته مع الناس ، وتثبت في نفسه حِقداً عليهم ، لأنهم يقفون حائلاً دون تحقيق رغباته ، والأجدر بالآباء أن يمنعوا أبناءهم بأعذار أخرى ليس لها آثار سلبية على الطفل ، وبالخصوص في المرحلة الأولى من عمره .

كذلك حين تبدي الأم ضجرها من كل الضيوف الزائرين ، أو تجهد نفسها وأفراد عائلتها بترتيب وتنظيم البيت لاستقبال الضيوف ، اتِّقاءً لكلام الناس مع أحاديثها المتواصلة عن الشرور التي تتلقاها من الناس ، وصمتها عن كثير من المعروف الذي أسدي إليها ، فكل هذه التصرفات تعكس للطفل أن الناس مصدر للشر والأذى دوماً .

ثانياً : أثر القصص الهدَّامة :

إن للقصة أثراً بالغاً على نفسية الطفل في مرحلة حياته الأولى ، والقصة حين يستمع الطفل إليها مثل البذر الذي يستقر في التربة ليثمر بعد حين ، وينبغي على الوالدين التفكر بهدف القصة قبل سردها للطفل .

وقراءة بسيطة لقصة ليلى والذئب التي يعرفها أكثر أطفالنا مثلما يعرفون أسماءهم تجد أنها تصوِّر الناس بأنهم يظهرون لك الحب والولاء ، ويضمرون لك الشرَّ والعداء ، فمن خلال شخصية الذئب الذي يمثل بصورة الجدَّة المُحبة للأطفال ، كذلك قصة جُحا والحمار ، التي تصور الناس بأنهم يتصيَّدون حركات الأفراد للحديث عنهم بسوء ، ولابد من اتقاء شرورهم التي تلاحقك في كل حركة صحيحة أو خاطئة .

وقصة قطر الندى التي يتمركز محورها حول شخصية زوجة الأب المؤذية الحقودة ، التي تجعل الطفل قلقاً من أمثال هذه الشخصيات التي قد يُبتلى بها ، والأجدر بالأدب القصصي أن يعكس صورة زوجة الأب بالمربِّية الحنونة التي تحب الأطفال وترعاهم .

ثالثاً : الإكراه في الكرم :

كثير من الآباء يفرضون حالة الكرم على أطفالهم الصغار ، فالصغير حين يحمل قطعاً من الحلوى ، أو يلهو بلعبته المفضلة ، فتُبادر الأم حين مرورها بصديقة مع طفلها ، أو تزورها إحدى الصديقات ، بأن يعطيه جزء من قطعة الحلوى ، أو يشاركه في اللعب ، ويرفض طفلها ، وتلحُّ عليه كثيراً ، حتى يخشى غضبها فيعطيه ويشاركه .

فإن فرض الكرم على الطفل لا يخلق عنده خُلُق الكرم كما يتصور الوالدان ، بل تبعث في نفسه كراهية وحقداً للناس .

-***********************************-





    رد مع اقتباس
قديم 2014-11-26, 21:36 رقم المشاركة : 13
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مواضيع تربوية جد مهمة


سوء الطبع ونوبات الغضب والعصيان لدى الطفل

من المشكلات التي يصادفها الآباء لدى أطفالهم ما يتعلَّق بشخصية الطفل من غضب وسوء طبع وعصيان ، فالأطفال الصغار غالباً ما يبدون نوبات غضب تتمثل في ردود فعل من جانبهم على أوامر المنع التي يفرضها الآباء عليهم ، ولا تؤدِّي إلى نتيجة مجدية ، فالبكاء الشديد الذي يطلقه الطفل ، وضربة الأرض بأخمص قدميه ، وإطباق أصابعه بإحكام ، كلُّ ذلك يخفي وراءه حاجة الطفل إلى الأمان أو الاستقلال أو التعاطف الذي لا يجوز إنكاره عليه .




والطفل يتصرَّف على هذه النحو عندما يخفق في محاولته القيام بشيء لا يقدر على القيام به ، أو عندما يريد من الآخرين الاهتمام به ، أو عندما يمنعه الآخرون من أداء عمل يبدو بالغ الأهمية بالنسبة إليه ، فإذا كان هذا الجيشان العاطفي نادراً وقصير الأجل عُدَّ طبيعياً ، وزالت حِدَّته مع الزمن ، ومن جهة أخرى ، إذا رغبت الأم في عدم إطالة نزوع طفلها إلى هذه النوبات من الغضب فيحسن بها أن تحاول فهم ما يريد وتجيبه إلى طلبه .

بيد أن من المستحسن دائماً إبداء الحزم تجاه الطفل ، ومحاولة فهم ما يريد بدلاً من إرضائه عن طريق الاحتضان والعناق ، كما ينبغي عدم فسح الفرصة أمامه لكي يستفيد من هذا الموقف ، أما سوء الطبع فهو يشبه كثيراً نوبات الغضب ، من حيث أن الطفل السيئ الطبع يطلق العنان إلى البكاء ، ويُبدي تصلُّباً ، ويضرب الأرض بأخمص قدميه .

أما الفرق بين نوبة الغضب وسوء الطبع فهو أن الطفل في أثناء نوبة الغضب لا يزال يستطيع أن يفتح صدره للاستماع إلى صوت العقل ، أو يستطيع السيطرة على نفسه ، في حين أنه يفقد السيطرة على نفسه فقداناً تاماً عندما تصيبه نوبة من سوء الطبع .

ونوبات سوء الطبع كثيرة الحدوث بين السنة الثانية والسنة الرابعة ، والحقُّ أن الأطفال يعبِّرون عن استيائهم أو غيظهم أو عدم شعورهم بالأمان في نوبة سوء طبع ، مثلما يعبرون عن ذلك تماماً في نوبة غضب ، بيد أن الطفل عندما تستبد به نوبة غضب فإنه لا يرتقي فوق طبعه لأنه يفقد المنطق ، فهو يعتقد أنه ضحية ، وأنَّ الآخرين قد أساءوا فهمه .

وفي هذه الحالة ينبغي للأم أن تتجنَّب إرضاء طفلها ، وأن تحاول إفهامه منذ البداية أن هذه الطريقة لا تحقِّق له مأرباً ، ولعلَّ أهم ما ينبغي للأم عمله عندما تواجه نوبة من سوء الطبع لدى طفلها ، أن تحتفظ بهدوئها ، وأن تقدِّم إليه حلولاً بديلة ، وأن تسمح له بالتعبير عن غضبه من دون تدخل من جانبها .

ويحسن بها أن تتجاهله ، فإذا انتهت نوبة سوء الطبع فلا بأس في أن تشرح له أنه لا ينبغي للمرء التصرف على هذه الشاكلة ، وأن تشعره بِحبِّها له ، وتخبره بأن الأطفال جميعاً تصيبهم نوبات قليلة من سوء الطبع ، وأن عليه الإقلال منها قدر ما يستطيع ، فموقف الأم المتعاطف مع الطفل أجدى من موقف يعتمد على تقييد حريته وعقوبته .

فإذا تمكَّنت الأم من علاج النوبات الأولى من سوء الطبع لدى طفلها ، فمن المستبعد أن يكرِّرها علناً أو خارج البيت ، فإذا صدرت من الطفل نوبات من سوء الطبع كرَّة أخرى ، فينبغي للأم أن تعلم أن علاقتها بطفلها أهم من علاقتها بأيِّ جار أو صديق ، ولذلك فلا بأس في أن تدع طفلها يعبِّر عن غضبه من دون تدخل من جانبها ، ومن دون لفت الانتباه إليه .

أمّا تمرُّد الطفل فمن المعلوم أنه يبدأ في سن الثانية تقريباً أو في سن الثالثة بممارسة استقلاله ، وهذا الاستقلال بالغ الأهمية بالنسبة إليه ، ففي هذه السن يرغب في القيام بكلِّ شيء بنفسه ، من أكل ، ولباس ، واستكشاف ، بل حتى الغسيل ، ولا بأس في الانسجام مع مواقف الطفل هذه تاركين له قدراً كبيراً من الحرية ، كما أن من المفيد تطبيق الإرشادات التربوية التي تزيد من هذه العفوية .

فإذا رغب مثلاً في ارتداء لباسه فلا بأس في أن ندعه يقوم بذلك بنفسه ، ثمَّ نشرع بعد ذلك في تعديل ما لم يستقم أمره من لباسه بحنان وحب ، فالطاعة هي طريقة لتأسيس علاقة مع الطفل ، ولكنها لا تمثِّل كلَّ شيء في تربيته ، وفي الواقع أننا إذا رغبنا في تقويم عصيان الطفل على نحو صحيح ، وجب علينا أن نعرف أن الطفل الذي يبدي طاعة عمياء سوف يغدو شخصاً غير آمن ، كما يغدو اتِّكالياً في المستقبل .

ومن جهة أخرى إذا لم يرغب في قبول القواعد والتوجيهات التي تقدَّم إليه غداً يكون شخصاً قليل التحمل وعديم المسؤولية ، والحق أن التمرد الذي يبديه الطفل يمكن إرجاعه إلى دوافع مختلفة ، فربما أبدى الطفل تمرُّداً من أجل أن يلفت انتباه والديه إليه ، وهذا ما يحدث عندما تلد الأم طفلاً جديداً .

ومن الممكن إرجاع تمرُّدِ الطفل كذلك إلى اعتراضه على كثرة القواعد الملزمة التي يفرضها أبواه عليه ، أو إلى تأكيد ذاته ، وتأسيس علاقة مشابهة للعلاقة القائمة بين أبويه قدر الإمكان ، فإذا أبدى الطفل مثل هذا التصرف وجب اعتباره خطوة طبيعية نحو تكوين شخصيته المستقلَّة ، والقبول به مع محاولة الحدِّ منه قدر المستطاع .

وأخيراً فالطفل يحتاج إلى تعاطف وسلطة من أبويه في الوقت نفسه ، ولا سيَّما في هذه المرحلة الدقيقة التي ينتقل فيها من طور الطفولة الأولى ، ولا يقدر أحياناً على معرفة تدبير أعماله وردود فعله ، وما على الأبوين سوى التجمل بالصبر ، ومحاولة غرس الثقة والأمان في نفس طفلهما .

-********************************-






    رد مع اقتباس
قديم 2014-11-26, 21:38 رقم المشاركة : 14
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مواضيع تربوية جد مهمة


عدم ثقة الطفل بنفسه

نجد الوالدين يحيطان ابنهما بكل رعاية ، ويعيش معهما في أمن وطمأنينة حتى ، إذا تعلَّم المشي واللعب لجأ الوالدان إلى زجره ، وتوبيخه ، وضربه ، كلَّما عبث بشيء في المنزل ، فيضطرب نفسياً ، وتبدأ مشاعر الثقة بالنفس التي تمتع بها خلال العامين أو الثلاثة أعوام الأولى من عمره في الزعزعة ، ولعدم ثقة الطفل بنفسه أسباب نوجزها بما يأتي :

أولها :

التربية الاعتمادية والتفقد المستمر للطفل من قبل والديه ، وقد يصاحب ضعف ثقة الطفل بنفسه مخاوف أخرى غير واقعية ، تؤدِّي إلى إصابته بالتأتأة ، والانزواء ، والخجل ، والاكتئاب ، والتشاؤم ، لذلك نجد هذا الطفل وأمثاله يحجمون عن التكلم أمام الآخرين خوفاً من الخطأ أو النقد .

ثانيها :

مقارنة الوالدين طفلهم بغيره من الأطفال لإيجاد دافع عنده للجدِّ والاجتهاد ، لكن ذلك يؤدي إلى تثبيط عزمه ، وزعزعة ثقته بنفسه .

ثالثها :

تنشئة الطفل تنشئة اعتمادية ، بحيث يجد نفسه غير قادر على التصرف بمعنى في مواقف الحياة ، تصل إلى درجة أن بعض الأمَّهات لا يتركن طفلهن يتناول الطعام بنفسه ، أو يرتدي ملابسه بنفسه ، فيشعر بعدم قدرته على أداء هذه الأفعال بنفسه .

رابعها :

تدخُّل الكبار في كثير من شؤون الطفل لا يحقِّق له فُرَص اكتساب الخيرات اللازمة للاستقلالية .

خامسها :

اضطراب المحيط العائلي وتفشي المنازعات بين الوالدين يحرمان الطفل من الاستقرار أو الشعور بالأمن والطمأنينة ، فيفقد الثقة بنفسه .

سادسها :

النقص الجسماني كالعرج والحول ، والطول المفرط أو القصر الشديد ، والتشوُّه الخلقي ، والسمنة المفرطة ، والنحافة الشديدة ، وانخفاض مستوى الذكاء ، والتأخر الدراسي ، كُلُّها عوامل تسبِّب للطفل عدم الثقة بالنفس .

-******************************-






    رد مع اقتباس
قديم 2014-11-26, 21:40 رقم المشاركة : 15
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مواضيع تربوية جد مهمة


العلاقة بين الطفل والأم

تبدأ أهميَّة العلاقة بين الأم وطفلها بالظهور منذ اللحظات الأولى من حياة الطفل ، وتتمثَّل هذه الأهمِّيَّة في عوامل تبدو غير مترابطة في الظاهر ، لكن ينبغي في الواقع مراعاتها وفهمها فهماً صحيحاً ، وربَّما سأل سائل عن سبب توقَّف الطفل عن البكاء فوراً عندما تحضنه أمُّه بين ذارعيها ، أو عن سبب قدرة الطفل على تمييز الوجه البشري من بين الوجوه جميعاً ابتداء من لحظة الولادة .
إن هذه العوامل تفسِّر لنا العناية الكبيرة بالمولود الجديد في المستشفى منذ اللحظات الأولى من حياته ، ولعلَّ أسرع وأبسط طريقة لتعزيز العلاقة بين الأم ووليدها تقديم الوليد إليها في غرفة الولادة بالمستشفى ، أو عندما تتمُّ الولادة في المنزل ، والسماح لها بحضنه حتى قبل تغسيله ، هذا إن لم تكن هناك معالجات فوريَّة ينبغي إخضاع الوليد لها .
ويتعرَّف الوليد الجديد بسرعة على خواص أمِّه ، فهو يشم رائحة جسمها ، ويحسُّ بحرارته ، كما يتعرَّف على الخواصِّ الأخرى لسلوكها ، تلك هي بداية علاقة بين الطفل وأمِّه تظهر منذ الشهور الأولى من حياته ، ولقد ثبت فعلاً أن الأطفال الحديثي الولادة الذين تحضنهم أمَّهاتهم إلى صدروهنَّ يقلُّ بكاؤهم ، ويتكيفون بصورة أسرع ، ويتميزون بمزاجٍ هادئ ، ويصبحون أقلُّ عرضةً للإصابة بالأمراض من الأطفال الذين يبقون بعيدين عن أمهاتهم .
ومن العوامل المهمة الأخرى صوت الأم ، فهو يمنح الطفل الدفء والأمن ، ويشرع الطفل بتمييزه فور سماعه عن الأصوات الأخرى جميعاً ، ومن الحقائق المعلومة كذلك أن الفترة الرئيسية في الاتصال الأولي بين الأم وطفلها هي فترة الاثنتي عشرة ساعة الأولى ، والحقُّ أنَّ خمس عشر دقيقة حتى عشرين دقيقة من الاتصال بين الأم وطفلها تُعدُّ كافية لتوطيد علاقة صحيَّة سليمة بينهما .
أما إرضاع الأم لطفلها من ثديها فقد اختلفت فيه وجهات النظر ، ولكن ما ينبغي معرفته هنا أن الرضاعة من ثدي الأم - من الناحية النفسية - أفضل بكثير من الرضاعة بالزجاجة ، ذلك لأنها توجد رابطة لا تنفصم بين الطفل وأمِّه ، فالطفل يشعر بلذّة لا توصف من التغذية بالثدي .
والحقّ أن إرضاع الطفل من الثدي بعد الولادة مباشرة - أي : بعد تنظيفه وإلباسه - ربما كان أفضل طريقة لإيجاد ثقة متبادلة من الناحيتين النفسية والجسميَّة بين الطفل وأمّه ، فهذه الرابطة القائمة على القرب والحنان هي من أقوى الغرائز الاجتماعية ، وهي تبدأ منذ الولادة ، والأم تحقِّق بذلك غرضاً واضحاً يمليه عليها وضع طفلها العاجز الضعيف .
فالطفل يحتاج إلى رعاية وحماية وإلى تغذية كافية ومؤانسة ، وهو يبدي أنواعاً من السلوك تعبِّر عن رغبته في الاتصال والاقتراب من الكبار ، كالبكاء والتعلُّق بهم ، وتتبعهم بعينيه أو بكامل جسمه ، أو مجرَّد الإمساك بذراعهم ، وبهذه الصلة الوثيقة يتحقَّق هدف الطفل ، ويستطيع أن يسدَّ حاجاته .
والحقُّ أنَّ قيام شخص كبير بتوفير الطعام للطفل ، ورعاية حاجاته الخاصَّة الأخرى ، وقضاء قدر كبير من الوقت معه ، كل ذلك لا يؤدي بالضرورة إلى إيجاد مشاعر المودَّة ، بل يُشيع حتماً جوّاً ملائماً ، وذلك لأن مثل هذه الرابطة العاطفية يمكن أن تنمو نحو أشخاص لا يقومون بإلباس الطفل أو بتغذيته ، بل يتجاوبون وإياه تجاوباً قوياً ، أي أنهم يرغبون في تكييف سلوكهم مع حاجات الطفل الخاصَّة عن طريق اهتمامهم به ، وتعلُّمهم إشاراته الخاصَّة وتمييزها .
وهو الأمر الذي يفسِّر سبب تعلق الطفل بأمه دون المربية ، كما يفسر كذلك سبب العاطفة التي يبديها الطفل نحو أمِّه التي تقوم بمداعبته ، وتوليه اهتماماً بالغاً ، وفي الحقيقة أن التعلُّق بشخص واحد أو أكثر ليس مسألة ثابتة ، فهذا التعلُّق يتغير شكلاً ومضموناً بما يتفق وسِنِّ الطفل ، ومواقفه ، وعلاقاته مع أبويه .
فمع نموِّ الطفل تزداد قدراته الحسِّيَّة الحركيَّة ، ويزداد تبعاً لذلك احتمال مواجهته لأشياء ومواقف جديدة توسع دائرة علاقاته الاجتماعية ، فيصبح وجود الأم غير ضروري ، لتوفير الحوافز للطفل ، بل لأداء وظائف مختلفة ، ومهما يكن من أمر فإن دور الأمِّ يبقى مهماً في توفير التعليم لطفلها ، وتمكينه من ممارسة الأنشطة الثقافية والاجتماعية كافَّة .
-********************************-






    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 22:34 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd