الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات المــنــظـــومــــة الـــتـــعـلـيـمـيـــة > منتدى الثانوي التأهيلي > الجذع المشترك > التربية الإسلامية-الاجتماعيات-الفلسفة-التربية البدنية-الترجمة-التوثيق


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2009-04-12, 10:36 رقم المشاركة : 1
admin
الإدارة الأولـــى
 
الصورة الرمزية admin

 

إحصائية العضو








admin غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي الإنسان والثقافة



التعايش أم الصراع بين الثقافات والحضارات
لقد أضحى التسليم بالتعددية الثقافية الراهنة من لدن كافة المجتمعات بمثابة تحصيل حاصل. ومرد ذلك إلى عدة أسباب:
  1. أن القضايا التي كانت تحسب في دائرة الشأن الداخلي كقضايا حقوق الأقليات الثقافية والدينية.. أصبحت خارجية من صميم اهتمام الخارج.
  2. أن قضايا عالمية كالتنمية وحركة رؤوس الأموال تحولت إلى قضايا تهم الشأن المحلي لكونها مرتبطة ارتباطا كبيرا بالأمن الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي.
  3. لم تعد السيادة مرتبطة بالقرار السياسي الداخلي، إذ أصبحت تتحكم فيها عوامل خارج الحدود الوطنية ضمن نظام عالمي له قوانين خاصة به.
  4. سيادة ديمقراطية تعدد الثقافات وإصرار مجموعة من المؤسسات الدولية على دفع الدولة إلى احترامها وإيجاد الآليات القانونية والمؤسساتية.
إن التعددية هي ظاهرة إنسانية تاريخية تعرفها كل المجتمعات بسبب اختلاف طبيعة ومصالح البشر، وهذه التعددية لها وجهان:
الأول، إيجابي حيث تصبح التعددية عامل قوة وتعمق التطور السياسي والاجتماعي، وبهذا المعنى يكون فهم التعددية في الدول المتقدمة.
والثاني، سلبي، حيث تصبح التعددية خطرا يهدد الدولة الوطنية والتماسك الاجتماعي، وتفتح الباب أمام الأطماع الخارجية، وهذا هو التوجه السائد للتعددية في كثير من دول العالم الثالث التي تواجه مشكلات الاستقلال ومحاولات الاختراق الخارجي. ولهذا يمكن أن تكون التعددية عامل قوة كما يمكن أن تكون عامل ضعف وذلك حسب الصيغة السياسية المطروحة.
إن التعددية الثقافية إذن إما أن تكون:

  • تعددية عالمية.
  • تعددية داخل دولة تشمل عددا من الإثنيات والمناطق حسب تاريخها.
  • تعددية متعايشة مع ثقافة قوية.
  • تعددية ثقافية مفروضة نتيجة لظروف سياسية خاصة: هجرة جماعية مثلا.
  • تعددية ثقافية ناتجة عن متطلبات اقتصادية (حالة اليد العاملة المهاجرة من أجل كسب لقمة العيش بدولة أخرى)
  • تعددية ثقافية نتيجة لاختيار شخصي (سياحة مثلا أو استقرار في مناطق جديدة)
لهذا تتعدد الثقافات داخل المجتمع الواحد كما تتعدد في نطاق الحضارة الواحدة فتختلف، وتتمايز، مثلما تأتلف أو تتنافر وتتصارع وتتحد وتتنافس لكنها في تحاورها وتجاورها تخلق آليات تعايشها ومعايير التبادليه فيما بينها. غير أن ظاهرة العولمة الراهنة كشفت وتكشف وجود صراع للثقافات والحضارات.
إن للعولمة تاريخا محكوما بتحولات عميقة ترتبط برأسمالية القرن التاسع عشر. وإذا كانت فلسفة الأنوار دافعت عن كونية العقل والإنسان ومبدأ التقدم (كوندورسيه) فإن وضعية أوكوست كونت على الرغم من ثورتها الإبستمولوجية، قد بدأت ترتب أوراق فلسفة جديدة مبنية على فرض نموذج واحد للمعرفة والتطور وواضعة للتاريخ نهاية محددة متمثلة في الهيمنة البورجوازية. هذه الأدلجة الجديدة للفلسفة لصالح هيمنة محددة، شكلت منطلقا خطيرا على الصعيد المعرفي والتاريخي تمثل في وضع حد فاصل بين شعوب متقدمة، عقلانية، وأخرى بدائية ما زالت تعيش المرحلة الميتافيزيقية حسب نظرية المراحل الثلاث الشهيرة لدى كونت.
إن خطاب العولمة الآن يجد سنده الكبير في الأنثروبولوجيا الاستعمارية المتمركزة حول العرق وحول ثنائية شعوب بدائية/شعوب عقلانية متحضرة. كما أن فلسفة هيجل باتت تشكل المنطلق الأساسي لأغلب منظري العولمة، وذلك استنادا إلى أطروحة "نهاية التاريخ". فكونية المطلق الهيجلي سقطت بمجرد وضعه ذاك التمايز الشهير بين الغرب، العقلاني والحر، وما أسماه بالعالم الشرقي المؤسس على أرضية الاستبداد. وكان هذا الفيلسوف العظيم ممهدا لأخطر تصور استشراقي استفادت منه الكثير من النظريات الكليانية والعرقية ضدا على الجدل الهيجلي ذاته.
إن أطروحة نهاية التاريخ والعلاقة الدموية بين العبد والسيد والصدام الحضاري تشكل الخلفية الفلسفية لكل دعاة العولمة. وقد حاول صامويل هانتغتون أن يخفي العلاقة السببية بين نظام العولمة و ظهور أشكال صراع جديدة في البلدان التابعة رغم إقراره بأن "العالم معرض لأزمة هوية شاملة، حيث كل الشعوب والأمم تسعى للإجابة على السؤال: من نحن؟ ويجيبون بالرجوع إلى كل ما هو عزيز عليهم، أجدادهم، دينهم، لغتهم، تاريخهم، قيمهم، عاداتهم، مؤسساتهم، وبالتحامهم في جماعات ثقافية على شكل عشيرة، مجموعة إثنية، مجموعة دينية، أمة وأخيرا على شكل حضارة". لم يكن هذا المفكر سوى فاتحا لفهم غربي مؤسس على الرغبة في استغلال كل التمايزات العرقية والثقافية والدينية لصالح نظام العولمة وذاك بإذكاء الحروب الأهلية والتطاحن الديني وهو الأمر الذي يبين أن نظام العولمة يريد إقرار هيمنة مطلقة وفرض نمط أحادي الجانب في المعرفة والوجود وهو ما تسعى إليه بكل قوة الليبرالية المتوحشة. لقد بات من الواضح أن نظرية العولمة مازالت في حاجة إلى الوضع الأنثروبولوجي الذي تعيشه الشعوب التابعة، من أجل تأييد عملية الاستغلال والاستلاب، وهو الأمر الذي يتطلب ضرورة التفكير في كل إمكانيات التحرر بعيدا عن الخصوصية الضيقة التي لن تبرر إلا سيكولوجيا الخضوع والاضطهاد. فماذا إذن عن علاقة الخصوصية بالهوية الثقافية كمشروع ثقافي بديل يراد له أن يخترق إرادة خطاب العولمة في الهيمنة؟
إن المعارك الثقافية هي أعمق تجربة يمكن لمجتمع أن يخوضها من أجل تجاوز رواسب الماضي وأطر التقليد وآليات الاستلاب الفكري والهيمنة الإيديولوجية. إنها إرادة إحلال هيمنة محل هيمنة أخرى، لكن على أرضية التحرر. وهذا تشهده كل هوية ثقافية فاعلة ومتفاعلة مع الخاص والكوني. إن البعد الثقافي هو معيار أولي لتحديد طبيعة مجتمع ما. و في غياب هوية ثقافية يكرس المجتمع الاستلاب واللافاعلية. وإذا كان المنظور الثقافوي يدافع عن الثقافة كمنطلق وهدف وزاوية نظر، فإنه يغفل تداخل مجموعة عوامل في تدمير ثقافة ما أو نهوض هوية ثقافية. إن الثقافي ليس وحده مؤسسا للوجود، مما يعني أن مناقشة إشكالية الهوية الثقافية لا تبتعد عن طرح قضايا التحرر والتغيير الاجتماعيين والتنمية المستقلة. فمجتمع مركب لا ينحل إلا على أرضية المعارك الشاملة. وبالفعل تعطى الأولوية للجانب الثقافي لكن ليس في انفصلا عن المعارك السياسية والاقتصادية. فمجتمع تآكلت بنيته الاجتماعية والاقتصادية لن ينتج وعيا عقلانيا بالعالم، بل فقط تأجج المكبوت الديني كرفض لواقع استغلالي هيمني متصالح مع نظام العولمة لكن لا ينتج إلا ثقافة البؤس والحرمان. إن المعركة الثقافية لن تنجز إلا داخل سيرورة إنجازات اقتصادية وسياسية، وإلا سيتخرق المجتمع عنصران متضادان هما الأصولية الرافضة للعولمة والغرب والليبرالية في شكل لاعقلاني. ولن يكون التوفيق بين الأصولية والليبرالية في شكل ما يسمى بالوسطية هو المخرج، لأن ذلك سيعيد إنتاج نفس الماضي دون أدنى تلمس لمكمن الخلل وهو غياب مشروع اجتماعي متكامل وقواه الفاعلة.
إن العولمة هي معركة ثقافية و اقتصادية. فالبحث عن السوق لترويح البضائع لا يتم بمعزل عن تدمير الثقافات "المستضعفة"، كما أن استثمار الرأسمال المالي يرتبط بتوظيف الرأسمال الرمزي في اتجاه العصبية والطائفية والحجاج الديني. مما يؤكد أن الاختراق الثقافي لنظام العولمة لن ينفصل عن تحديد الموقع داخل المنظومة الاقتصادية الكونية. فالعولمة، إذن، لا يمكن اختزالها في الثقافة بل هي استراتيجية معرفية-اقتصادية وسياسية. إنها نسق يلفظ كل من هو دونه أو يبتلعه وفق معدل الربح. كما أن معرفة الهوية الثقافية ليس مجالها هو الثقافي فقط، بل حتى السياسية والاقتصاد. مما يعني أن الثقافي سيبقى لاحقا في الشروط الراهنة للمعرفة الاقتصادية. إذ أن تجدد الرأسمالية المتوحشة سيزيد حتى من الاقتلاع الفكري والثقافي. إن معركة الهوية الثقافية ليست هي الثقافة إذن بل الوجود الاجتماعي بكل مستوياته.
صحيح أن خطاب العولمة يرفض كل تنازل لصالح ثقافات الشعوب غير الغربية. محافظا على التراتبية الثقافية التي دافع عنها الأنثروبولوجي الاستعماري. لكن الأهم بالنسبة للشعوب هو إقرار تحرر شامل يساهم في كسب رهان الهوية الثقافية الذي هو معركة صعبة وليس مجرد نداء لرفض الوصاية الغربية. ومن المعقول القول بأن آخر ملجإ للدول التابعة هو الثقافة، لكن كيف يتجادل الدفاع عن الثقافي والبحث عن المورد الاقتصادي داخل نظام السوق؟
أثبتت التجارب أن كل تقدم اقتصادي يدفع في اتجاه الانفتاح الثقافي وتصليب الهوية (نموذج الصين، اليابان) وأن كل تخلف وتبعية اقتصادية لا تزيد إلا من فرض البؤس الثقافي. وهنا يكون البحث عن هوية ثقافية داخل نظام التبعية والانفتاح اللاعقلاني والغير مخطط، مجرد ترميم لثقافة ممزقة لن تساهم في معركة التحرر. وإذا كان كل مجتمع مطالب بتحصين ذاته ثقافيا فهو مجبر كذلك على خوض المعارك الاقتصادية لكن في اتجاه التحرر الاجتماعي من كل آليات الاستغلال والاستلاب الداخلية والخارجية.
ينبغي إذن البحث عن سبل التعامل الجدلي والنقدي مع نظام العولمة، وهو الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في مطلب الهوية، ليس على غرار الطرح الخصوصي، أو على شاكلة دعاة الإندماج المطلق في النظام الغربي، بل وفق عملية بناء نقدي للثقافة والرأسمال الرمزي الموجودين بداخل المجتمعات الجنوبية، دون حنين للعبة الرهان على الأصول، أو رغبة في الانكفاء الدراماتيكي داخل شعار الأصالة. إن هوية ثقافية نقدية قادرة على الربط بين الثقافي والاقتصادي والكشف عن مفارقات خطاب العولمة، تبقى هي المدخل لتجاوز الكثير من العوائق المعرفة والسيكولوجية التي حكمت سواء الخطاب التقليدي أو الإيديولوجيا الليبرالية. مما يعني أن بناء هذه الهوية هو نفسه مشروع معرفي لن يستقيم إلا على أرضية النقد والعقلانية والاختلاف.






: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=1173
    رد مع اقتباس
قديم 2009-12-09, 16:08 رقم المشاركة : 2
oustad
هيئة التشريع سابقا
مراقب عام سابقا
إحصائية العضو







oustad غير متواجد حالياً


افتراضي الطبيعة والثقافة


الطبيعة والثقافة
1 . دلالات كلمة الثقافة:
يعتبر مفهوم الثقافة من أكثر المفاهيم تداولا ولكنه أيضا من أكثرها غموضا وتلونا. فالتعاريف التي اقترحت في المائة سنة الأخيرة على الأقل بلغت حدا من التنوع يصعب معه الاتفاق على تعريف واحد ومحدد لكلمة الثقافة . وإذا كان كرويبر (Kroeber) وكلوك هون(Kluckhohn) _ عالما الأنتروبولوجيا الأمريكيان _ قد صنفا قبل ربع قرن ما لا يقل عن 160 تعريفا للثقافة , فإن التفرعات التي تبلورت بعد ذلك تزيد ولا شك في عدد هذه التعاريف المقترحة. أمام هذا لا نستغرب إذا, آن تكون من بين الأعمال الأكاديمية بحوث تنحصر في تتبع المغامرة التاريخية لكلمة ثقافة (.-Philippe beneton: contribution à l’histoire d’un mot) مبينة كيف أصبحت هذه الكلمة ضحية النجاح الذي حظيت به! لا يستغرب أيضا آن يكتب:ادكار موران E.Morin. بعد مرور قرن على أول تعريف انثروبولوجى معروف للثقافة : « الثقافة بداهة خاطئة ، كلمة تبدو وكأنها كلمة ، ثابتة. حازمة والحال أنها كلمة فخ خاوية ، منومة ، ملغمة ، خائنة . . . الواقع أن مفهوم الثقافة ليس أقل غموضا وتشككا وتمددا في علوم الإنسان منه في التعبير اليومي».
اكتسبت كلمة ثقافة (آو culture) معناها الفكري في أوروبا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر. فالكلمة الفرنسة كانت تعنى في القرون الوسطى الطقوس الدينية (cultes).ولم تعبر عن فلاحة الأرض إلا في القرن السابع عشر. أما في القرن الثامن عشر فقد عبرت عن التكوين الفكري عموما وعن التقدم الفكري لشخص.خاصة ما يتطلبه ذلك من عمل وما ينتج عنه من تطبيقات . هذا هو المعنى الموجود في المعاجم الكلاسيكية ولكن انتقال الكلمة إلى الألمانية في النصف الثاني من القرن الثامن عشر أكسبها لأول مرة _ وقبل رجوعها إلى فرنسا _ مضمونا جماعيا فقد أصبحت تدل خاصة على التقدم الفكري الذي يتحصل عليه الشخص أو المجموعات أو الإنسانية بصفة عامة ، اكتسبت كلمة ثقافة هذا المضمون في ألمانيا موازاة لتصور عام لتاريخ البشرية اعتبرت فيه درجات التقدم الفكري معيارا أساسيا للتمييز بين مراحل تطوره . أما الجانب المادي في حياة الأشخاص . والمجتمعات فقد أفردت له اللغة الألمانية كلمة حضارة ( Civilisation).
2. المقابلة بين الثقافة والحضارة:
إن الاستعمال الفرنسى لكلمة ثقافة يشمل مختلف أبعاد التقدم فكرية كانت أو مادية ، لكن التصور الألماني يميز بين الثقافة بمعناها الروحي والفكري والعلمي وبين الحضارة بمعناها المادي. وقد أدى هذا التمييز إلى افتراض تدرجية تمر بالإنسان من إنسان متحضر إلى إنسان مثقف فإلى إنسان مكون.
أما الفريد فيبر A.weber , فيميز بين الحضارة (على أنها جملة المعارف النظرية والتطبيقية غير الشخصية وبالتالي تلك التي يعترف إنسانيا بصلاحيتها ويمكن تناقلها)، وبين الثقافة (على أنها جملة من العناصر الروحية والمشاعر والمثل المشتركة التي ترتبط في خصوصيتها بمجموعة وزمن معينين) هذه المقابلة هي أكثر المقابلات استعمالا. ولكن الاستعمال عرف مقابلات أخرى. منها مثلا:
. (أ) ما يكتفي يكتفي باعتبار الثقافة :هي جملة الوسائل الجماعية المستعملة في التغلب على الوسط الطبيعي . (العمران والتكنولوجيا وتطبيقاتها...) و تصبح الحضارة : جملة الوساثل التي يستعملها الإنسان للسيطرة على ذاته، ولتطوير نفسه روحيا وفكريا.
(ب ) ومنها ما يجعل من الثقافة جزء من حضارة أعم جغرافيا فيحصر. الثقافة على مجتمع معين ء ويجعل من الحضارة جملة الثقافات التي توجد بينها روابط معينة وحسب هذا الاستعمال ` تكون هناك مثلا : ثقافة تونسية أو سورية ...وحضارة عربية .أو ثقافة فرنسية وأخرى جرمانية أو أنجلو سكسونية. وحضارة أوروبية.
3. الدلالة الأنثروبولوجية للثقافة:
إن بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر عرفت انتقالا للفظتي ثقافة وحضارة من المفر د إلى صيغة الجمع . ومع انتقال كلمة ثقافة إلى انجلترا وجدت نفسها مرادفة عموما لكلمة حضارة كما ظهر ذلك عند تايلور:Taylor(1832-1917) . وقد صادف هذا الترادف ميلاد المفهوم الانثروبولوجى للثقافة .
من المتفق عليه عادة أن أول تعريف أنثروبولوجى للثقافة هو ذلك الذي اقترحه الانجليزى تايلورفي كتابه "الثقافة البدائية" الصادر سنة 1871:"الثقافة أوالحضارة بالمعنى الاثنوغرافي الواسع: هي. هذه الكل المعقد و الذى يشمل المعارف والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون والتقاليد وكل القابيات والتطيقات الأخرى التي يكتسبها الانسان كعضو في مجتمع."
ومن تعاريف أخرى لاحقة اعتبر الثقافة «مجموعة مترابطة من أساليب التفكير والاحساس والعمل المتشكلة إلى حد ما تتعلمها وتشترك فيها جماعة من الأشخاص يكونون مجموعة خاصة متميزة » . الفهم الأنثروبولوجي للثقافة,بهذا المعنى يحتل فيه مفهوم الوساطة مكانة جوهرية و أساسية: الكأس مثلا وساطة بين الإنسان والماء, فهو بذلك يدخل في عداد المنتوج الثقافي بالمعنى الأنثروبولوجي.
وتبقى الإشارة إلى التعلم كأحد الركائز الأساسية في التعريف الأنثروبولوجي : باعبار أن ما هو ثقافي لا يورث بيولوجيا وإنما ينتقل عن طريق الأخذ والاستيعاب الاجتماعي. على هذا الأساس يقال عن الثقافة أنها «ارث اجتماعى» أو أنها «ما يتعلمه الفرد للعيش في مجتمع خاص». وتدخل الثقافة هنا في سيرورة التنشئة الاجتماعية.
4. الفطري والطبيعي:
. إن الخصائص الفطرية تمثل بالنسبة لعلماء البيولوجيا كل المعطيات الوراثية لدى الفرد، والتي يحملها منذ ولادته مبرمجة في خلاياه ، فهي ما يمثل وجه القرابة بين الإنسان والحيوان ، لذا يتم إلحاقها عادة بالطبيعة . أما المكتسب فهوكل ما يتعلمه الفرد تعلما ، فينضاف إلى الطبيعة . فكيف ينضاف المكتسب إلى الطبيعي؟، وما مكانة كل منهما في وجود الانسان ؟ (تفاعل الفطري والمكتسب - جاكار).
يقوم التأويل البيولوجي على تحديد خصائص مورفولوجية تحدد´الإنسان ( حجم الجمجمة وشكلها ، المشي على القدمين على نحو دائم ...) أووراثية (تتعلق بالمورثات التي تشكل بنية خلاياه ) تميز الانسان عن غيره من الكائنات . ويحاول ذلك التأويل أيضا تقييم مكانة كل من الغرائز و المكتسبات لدى الانسان . ورغم صعوبة التمييز بين الفطري والمكتسب حينما يتعلق الأمر بالإنسان ، فإن خروج الإنسان من الطبيعة حسب و جهة النظر البيولوجية كان نتيجة تحولات طبيعية : "فلم يكن الفارق الوراثي كبيرأ بين الانسان المفكر وأجداده ذي الذكاء المتواضع ، فلم تلزمه سوى بعض التغيرات الجزئية في الصبفيات لكي يرتقي إلى مرتبة العقل ويرتاد المغامرة الإنسانية." (جان روستان ).
يعني هذا التصور أن "طبيعة" الإنسان تكمن في رصيده الوراثي، وأن "طبيعة" النوع البشري قد تحددت مع التحول الصبغي الذي أصبح بموجبه الإنسان إنسانا والذي لم يقم بعده سوى بمراكمة تقنياته وفق استعدادات ظلت ثابتة من حيث تجهيزاتها العضوية والغريزية.
وبمعنى أوضح:فإن الطبيعة الإنسانية هي الأسس البيولوجية للثقافة لذلك وكما يقول مالينوفسكي:"يجب على نظرية الثقافة أن تعتمد على البيولوجيا...لأن إشباع الحاجيات الأولية أو العضوية للانسان وللجنس تكون الحد الأدنى للشروط التي تخضع لها كل ثقافة".
لكن يبدو أن النظر إلى الإنسان من زاوية "طبيعته" البيولوجية يؤدي إلى تجريده وفصله عن مجموع الروابط التي تربطه بالوسط الإجتماعي. ذلك أن ما نتصور أنه حقيقة أصلية للإنسان، ليس سوى فكرة مجردة لا يمكن أن نجد مقابلها في الواقع ، وأن الإنسان المجرد عن كل التقنيات والعادات والمؤسسات لا يمكن تصوره بأي حال من الأحوال.
مقابل النظرة البيولوجية ، إذن ، تقوم نظرة سوسيولوجية ترى أن الإنسان هو نتاج المجتمع والتربية . نجد هذه النظرة لدى المذاهب الانثروبولوجية كما رأينا,والتي ترى أن الإنسان كائن حي لا يجد صورته النهائية إلا بالثقافة ، وهو أكثر الكائنات حاجة إلى التربية إذ يولد دون قدرة على مواجهة الحياة ، ولا يكتسب هذه القدرة إلا من الآخرين الذين يعلمونه تقينات العيش التي توفر له الطبيعة إمكانياتها. "الإنسان نتاج المجتمع " - دوركايم.
الثقافة بهذا المعنى, ليست شيئا آخر سوى مجموع أشكال الفكر والمؤسسات القارة التي تكون نظاما يضمن للجميع وحدة ثابتة تتغير بعض أوجهها ومظاهرها. إنها كونية في التجربة الإنسانية ،و حتى الوقائع الأكثر "طبيعية"، كالأكل والموت والجنس تعاش من خلال سلوكات منظمة ومتوارثة بحيث تظهر كأنها "طبيعة ثانية" للإنسان ترسم حدود المباح والممنوع والواجب ، أي ترسم قواعد للسلوك.
وتضفي هذه النظرة على الثقافة، إضافة إلى طابعها الكوني الشامل للإنسانية جميعها، طابعا نسبيا.يتمثل في تعدد التجليات الثقافية.
مع المدارس الانثروبولوجية والسوسيولوجية يتم تجاوز الموقف الماهوي والأخلاقي للإنسان,ويتم الانفتاح على الثقافة وسوسيولوجية الثقافة، و توضع مسألة الطبيعة الإنسانية في سياق نظام يحدد طبيعة الإنسان ويتحكم فيها ، وهو من إنتاج الإنسان نفسه ، هذا النظام هو"الثقافة" نفسها.





التوقيع

هدية لسعيدة السعد، وفضيلة الفضل، ألف مبروك على الشفاء.
http://www.youtube.com/watch?v=g-i3X...eature=related

لِأَجْلِكِ الرُّشْدُ، شِعِرٌ جابِرُ *****عقْلٌ رَزانٌ، وفِكْرٌ عامِرُ.


صَدْعًا بِحَقٍّ، بِصَوْتٍ جاهِرُ *****صُبْحًا بِجِدٍّ، وَ ليْلًا ساهِرُ.

بِنْتُ الرّشيدِ ابنِ رُشْدَ سُلالةً*****أيْ، جودُ عِلْمٍ، حِجاجٌ باهِرُ.

~ La Femme est un homme amélioré ~
    رد مع اقتباس
قديم 2010-02-07, 10:20 رقم المشاركة : 3
faris
أستـــــاذ(ة) متميز
 
الصورة الرمزية faris

 

إحصائية العضو







faris غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الإنسان والثقافة


شكرا أخواني الاعزاء على الافاذة






التوقيع

ليس كلما يلمع دهب فالورد به أشواك كذلك

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإنسان , والثقافة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 15:46 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd