2011-08-28, 14:22
|
رقم المشاركة : 10 |
إحصائية
العضو | | | رد: استراتيجية الذئــــاب .. |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطيفة المزاج
من ذا الذي أكل مساحات الأراضي و مساحات الأحلام و مساحات الأمنية و مساحات الفرح و مساحات الأمان؟ أليس هو الذئب الخبير راس أطنان من حقد يزرعه في ظل دائرة الأحلام لتنبت أوزارا.. كيدا.. صيدا.. يفترسنا يقطع أوصالنا إربا إربا يشعل نارا أليس هو من يجدبك للإغراء يغريك فتنقاد إليه تترنح في دربه و حين يتمكن منك تتوه حينها يتفنن و يمعن في التعذيب هي جزر أحلامنا الواهية وحدها خريفية المنظر و اللون هي الذئاب أستاذي القدير محمد كيف لها أن تشبع ؟ و هذا الخراب العربي الكبير وليمة تزيد من شهيتها لإبتلاعناإنها تلتهم الأحلام على مرأى مناو ليست الإحلام فقط المستقبل ايضاو خاصة و أننا نستقبلها بالإحضان و ندعوها الى مائدتنا هي استراتيجية الذئاب حيكت لنا على أيدي حماة الديمقراطية ورعاة الانسانية .الثوب الكفن المفصل على قياس سذاجتنا تهورنا و تذاكينا لفرط ما علقنا على مشجبها عجزنا و تخلفنا و تناحرنا لفرط ما تامرنا على انفسنا و تامرنا مع اعدائنا على بعضنا بعضا وقعنا بملء وعينا في فخ االمؤامرة الكبرى . ها هو الذئب يطبق فكيه علينا و لن يوجد من يصدقنا ان نحن صحنا في كل المحافل و على المنابر اننا ضحية مؤامرة شاملة كاملةو الأكثر خبثا في استراتيجيتها التدميرية المتقنة ألم يحن الوقت لإيقاظ الخلايا النائمة للذعر العربي؟ هل غفى الذئب بنا حين هدهدناه و ناغيناه في مهد الاحلام ؟ و هل صمت حين ملأنا بأحلامنا و اطعمناه إياه؟ و هل فتح لنا دراعيه حين لجأنا إليه ؟ الذئب سيصول و يجول و يأكل منا ما يشاء حتى نجد يوما باب الوطن خارج التغطية و نحن لازلنا في سباتنا الشتوي الطويل للنصوصك سيدي نكهة خاصة تفوح بجميع القضايا الجادة دمت متألقا و دام قلمك خير حضن لكل قضايا أمتنا العربية احترامي و تقديري من خصائص الذئاب - أستاذتي الراقية لطيفة المزاج- أنها من أقوى الحيوانات التي حباها الله بحاسة شم قوية جدا ؛ فهي قادرة على اشتمام رائحة الإنسان ، ورائحة الفرائس والدم من مسافات بعيدة .. هكذا وظفت الذئاب المتطورة - في عصرنا الراهن - قوة حاستها الشمية للإيقاع بضحاياها ، وفي رصد وتتبع الحالمين منهم إما لاقتناص الحالمين منهم ،أو لوأد أحلامهم في المهد اتقاء تطورها وكبر حجمها .. ومن سمات الذئاب - سيدتي الفاضلة -أنها حيوانات غير قابلة للترويض البشري ..والواضح أن الصورة انعكست فصارت الذئاب هي التي تروض البشر فكرا وسلوكا ولباسا وحركات وأحاسيس وآمال ... ومن وسائلها الأشد فتكا في ذلك الإغراء بكل أشكاله .. الذئاب أيضا تحرص كل الحرص ، كما هو معلوم ، على اختيار الأفضل والأجود ضمن القطيع ، والقاصية منه أساسا:" إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية " ، لذا تعمل على تشتيت القطيع لكي تنفرد بالسمينة "البينة سمنتها" .."فكيف لها أن تشبع" وشهيتها في ازدياد لالتهام مزيد من الأماني والأحلام والأراضي وما تحوي من المقدرات ،والبحار وما تثوي من الخيرات ؟؟ ألسنا من مهد لها السبيل ؟ ألسنا من دعاها إلى موائدنا بدعوى الكرم الحاتمي تارة ، وتحت عناوين هلامية تارات كثيرة ؟؟ الذئاب -استراتيجيا -لا تهاجم فرائسها إلا حين تطمئن - بذكائها الغريزي-على غفلة الرعاة ؛ ولنا في تخلي الأسرة عن وظائفها التربوية ، وتخلي المسؤولين عن مهامهم ومسؤولياتهم والتفرغ لمصالحهم الذاتية ، و تخلي الدول عن مناصرة القضايا المصيرية العادلة ...خير نماذج ... تلك استراتيجية مدبرة بدهاء وذكاء وحرفية ومهارة عاليتين تحت عناوين عدة من قبيل الإصلاح والديمقراطية وحماية حقوق الإنسان ... وهي شعارات ومكتسبات جميلة ومدهشة ومغرية في وقعها على العقل والوجدان ..لكنها تثوي خلفيات أخرى لا يدركها غير الاستراتيجيين الذئاب .. وقد تغلغلت الذئاب وسط القطعان بسبب العلل الكثيرة التي تعاني منها أجسامها وعقولها ، وبسبب حرص "خرفانها" على الولائم والغنائم والأعلاف اللذيذة .. فمن سيصدق أن عقلية القطيع هي التي تتحكم في ردود فعل القطيع ؟ ومن سيصدق تعرضه لمؤامرات حاك الذئاب الكبار المحنكون تفاصيلها وأسرارها بعناية ؟؟!!! سذاجة ما بعدها سذاجة ان تستنجد الضحية بالذئب !! لقد التهمت الذئاب المعدلة - أستاذتي المبدعة - الأجود والأفضل ، سيرا على نهج الذئاب الأصلية .. ومزقت الأوصال ، وجوعت الجياع ،بعد أن أوهمتهم بالكرم والرعاية وخدرتهم بالشعارات ... ونحن مازلنا في سباتنا الذي يستغرق كل الفصول للأسف.. أليس من السذاجة ،بعد كل هذا ، الاستنجاد بالذئاب ؟؟!! بوركت أستاذة لطيفة المزاج .. أشكر لك كرم التفاعل الجاد مع نصوصي ، وذلك ليس بعزيز من شاعرة مفكرة .. تقبلي صادق تقديري واحترامي | التوقيع | ما الخِلُّ إلا من أوَدُّ بقلبـــه *** وأرى بطرْفٍ لا يَرى بسوائه ( أبو الطيب المتنبي ) *********** | آخر تعديل محمد الورزازي المحمدي يوم 2011-08-28 في 14:30. |
| |