التعليم بالمغرب أضحى مختبرا للتجارب والفرضيات ، فالتعليم بقطاع الدولة نعرف جميعا ما يحصل فيه ، وفي القطاع الخاص نصطدم بمفارقات غريبة تستدعي الوقوف طويلا ، إلا أن الحال كما هو عليه لاشيئ يتغير ...أما عن تكافئ الفرص فهو شعار من شعارات الدولة الكاذبة ، تخفي وراءه ظلما عمودي ينزل من الدولة والحكومة إلى الشعب ، فالجميع يعرف أن الحديث عن تكافئ الفرص بهذا البلد أضحى أمرا كالهواء ، نقرأ عنه ...نتكلم عنه...لكننا لانجد له أثرا في الواقع المعاش ، فواقعنا يكذب كل تلك الشعارات التي يرفعونها تلوح باسم تكافئ الفرص والشفافية وغيرها...الشعارات شيئ والواقع شيئ آخر.
وشكرا على الإدراج أستاذة أم القمرين

تحياتي ...

لم تكن عملية اصلاح نظام الباكالوريا وليدة وقفة تقويمية لازمة ،بل جاء الهيكلة بعملية قيصرية ارتجالية ....انه الاصلاح السياسي للمنظومة التربوية ....الامر التاريخي يجب جره لحاضرنا لمعرفة اشكالات الاصلاح...
يحكي التاريخ غير البعيد ان المدرسة المغربية بقيادة طلاب الجامعة كانت المحرك للشارع في ما يهم المطالب بالدمقرطة وكرامة العيش ....يقص التاريخ ان التلميذ /الطالب /الاستاذ لهم الكلمة الفصل في القول ....لهم الثقة الكاملة في الشؤون الحياتية ....ثم كثرت الاضرابات واشتدت بدعم الاحزاب الوطنية لها ،مما خلق مازقا دائما لاطفاء الخرجات الطلابية للمطالبة بالاصلاح من طرف وزارة الداخلية....
ففي مطبخ الداخلية تمت الطبخة الاصلاحية ،الهدف الاساسي منه هو الهاء التلميذ /الطالب طيلة السنة بالمراقبة المستمرة/الامتحانات الموحدة /الاسدس الاول،الثاني/الامتحانات الاشهادية ....الهاء كانت الوصفة السحرية منه ليست تجويد قيمة الشهادات الاشهادية بل يستهدف عنوة كف السياسة عن مداخل الثانويات والجامعات ...فتم المراد بحمد الله؟؟؟؟ وتم ابتكار نقطة السلوك...والامتحان الجهوي ....من السنة الاولى من سلك الثانوي ثم تم التراجع الى السنة الثانية (6)...انه الامر الذي وطن السلم المدرسي /الجامعي بالمغرب....

الحق ان الطالب اصبح كالتلميذ في الابتدائي يمتحن في المقروء ،فلما نرتجي منه الكفاءة العلمية....

اعود الى موضوع النقط ...فنحن في المغرب لا نستغرب من بعض المظاهر فهي تعايشنا ونتعايش معها بأريحية ونمارسها في حياتنا الفردية والجماعية ....النفخ في النقط يمارس بمكشوفية ودون استحياء....انه تبرج المدرسة بالكشف الفاضح عن تمفصلاتها ...نفخ في النقط يمارس من القسم الاول ابتدائي الى متتالية الجامعة ... خريطة مدرسية تتحكم في رقاب التلاميذ بالنجاح والرسوب ،تلميذ عبارة رقم بياني ضمن مديرية التخطيط ....

البحث عن الاسباب هي الامر المقدور عليه من حيث الارتكاز على ضمائر المخاطب /المخاطبة والسكوت عن المتكلم "انا"...
اسباب تتعدد بالتحولات الاجتماعية ،تتشعب عمقا واتساعا سياسيا/اقتصاديا /ثقافيا...اسباب جعلتنا جميعا (اسرا/اساتذة/ادارة/سلطة مركزية) نلهث وراء حصد نقط للمتعلم حتى ولو بطرق غير قانونية ،متمها التزوير ....و الابصام على الشواهد الاشهادية بالموافقة والرضا عن الامر....

فاذا كانت الاسباب حاضرة عند اعلى هرم سلطة المنظومة التربوية فلما القول بان الجسم التعليمي بصحة جيدة ....؟؟؟فصك السلامة للمنظومة لا يعفينا من عرضها على "السكانير " للكشف عن الجراثيم التي تنخر ولا زالت تنهش المنظومة التربوية بانتقال الداء الى عناصر اخرى...

بيع النقط /النفخ في المعدلات ...امور عدة لم نستطع ولو مرة من الصياح ضدها بقول "لا" ....انه بيع اجيال المستقبل عبر سمسرة متدنية ....انه النفخ في البيانات ونسب النجاح ....انه الغربال الذي نرضي منه وقايتنا من الشمش المحرقة ....

لا نستخف بالامر ،فالنقد اسهل من بناء صرح منظومة متوازية الاركان ....منظومة تهتم بالاصلح "الكفاءات" وتعالج المتعثر بالادماج البيداغوجي ....

السلام عليكم
أشكركم جزيل الشكر على طرح هذا الموضوع الشائك و المركب

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن المراقبة المستمرة في البكالوريا

و هناك إشاعات قوية حول تغيير نظامها في السنة المقبلة

شخصيا أدعم حذفها من نقطة الباك

ليس من منظور اكاديمي و ليس من منظور تقويمي
لكن في إطارها الحالي نعاني معها كثيرا و في كل سنة دراسية
فهناك جانب مصلحة التلميذ في نقطة الباك و تمكينه من نقطة متكافئة مع ما يحصل في فصول أخرى و هناك جانب مصلحة التلميذ في قيمة النقطة و عكسها للمستوى الحقيقي له فمصداقيتها لها فائدة تكوينية كبيرة

أما من الناحية الأكاديمية و من ناحية منطق نظام الباك الحالي المقسم إلى ثلاث أجزاء:
المراقبة المستمرة+ الجهوي +الوطني
فأظن أن واضعي هذا النظام أرادوا ثلاث أنواع من التقويمات المختلفة حتى تعطى فرص اكبر للتلاميذ لتعويض نقص واحدة في الأخرى و لإبراز أنواع مختلفة من القدرات لا تختفي في نمط واحد من التقويم و هذا المنطق يقتضي عدم المقارنة المباشرة بين نتائج كل صنف من الأصناف

و أكرر هنا أني من الداعمين لتغيير هذا النمط و لو أدى إلى حذف احتساب المراقبة المستمرة

إن ما أشرتم إليه سيدتي الفاضلة من تفاوت كبير في النقط في مثال من التعليم الخاص أؤكد لكم أنه توجد منه آلاف من الحالات في التعليم العمومي و أزيد فأقول إذا تم حذف احتساب نقط المراقبة المستمرة في الباك فنسبة النجاح في التعليم العمومي ستعرف تراجعا كبيرا و كبيرا أما تأثيرها على التعليم الخاص فسيكون فقط في الميزات و المعدل العام أما نسبة النجاح فيه فلن تتأثر كثيرا

إن ما يثار حاليا هو مشجب جديد للتعمية عن المشاكل الحقيقية في التعليم

إن نقطة المراقبة المستمرة أدت إلى مشاكل كثيرة و خلقت احتقانا و توثرا بين الآباء و التلاميذ و الأساتذة و الإدارة و زادت من استفحال الساعات الإضافية المصلحية و الغير مفيدة و اختلطت مع الدعم الحقيقي الذي قد يحتاجه أي تلميذ في أي وضعية دراسية

لقد مارسنا أنماط مختلفة في نظام الباك
و أظن أن النظام الحالي استنزف و آن الأوان لتغييره

لكن البديل ما هو ؟

طريقة معالجة الأمور حاليا لدى المشرفين لا تبشر بخير
فالإثارة الإعلامية و منطق التشكيك في مهنية و كفاءة و نزاهة الأساتذة و البحث عن متهم جاهز لإلصاق جميع التهم به
لن تؤدي إلى شيء

و ما أشرت إليه عندي شواهد منه

أعطيكم سيدتي الفاضلة مثالا مضحكا مقززا في نفس الوقت
في الامتحان الوطني الحالي
كل مادة يجرى فيها الاختبار يكون أستاذ مداوم حاضرا في مركز الامتحان و يكون مختصا في المادة و يدرس أقسام الباك فيها
في كل السنوات السابقة كان يعطى للأستاذ الموضوع عند فتح الأظرفة حتى إن كان هناك خطأ او مشكل في الاستنساخ يتأتى له التدخل المباشر

في هذه السنة قرروا أن لا يحصل المداوم على الموضوع
هل هو تشكيك في النزاهة ؟
هل هي حماية له ؟
لا أدري
لكن ماذا جرى ؟
على الشبكة العنكبوتية تكون المواضيع مطروحة بعد دقائق من الاختبار
و هذه هي المفارقة المضحكة
و هي مثال صارخ أن مقاربة الإصلاح أو العلاج مقاربة مبنية على منطق مختل و رؤية ضيقة
و لا حول و لا قوة إلا بالله


سيدتي الفاضلة لقد فتحت علينا مواجع و مواجع و مواجع كدنا ننساها أو نتناساها مع نهاية الموسم الدراسي
لكن الموضوع هام
فجزاكم الله كل خير على غيرتكم على القطاع و على حرقتكم على وضعيته المزرية
تقبلوا مني فائق الاحترام و التقدير
و قد تكون لي عودة للموضوع إن شاء الله
و السلام
بالتوفيق