أحيانا تطفو المدن الصغرى على سطح الأحداث و المحادثات الجارية في العالم لتخلق التميز ولفت الانتباه. والفقيه بن صالح التي تقترن مؤخرا بفضيحة روبي وبيرلوسكوني،وعكس ما تدعي بعض المنابر أن أهلها محرجون منها،فهم يتداولون الأمور ببعض السخرية و الطرافة، ويستغربون كيف لقاصر متوسطة الجمال مقارنة بالمنتشرات في إيطاليا ومن مختلف الجنسيات أن توقع في حبالها رئيس الوزراء الذي تذيق حكومته الجالية المغربية الأمرين بقوانينها، وإن كانوا يتمنون لو استغلت العلاقات الحميمية لتحسين ظروفهم وتقديم بعض التنازلات لمواطنيها،فمالم تأتي بها العلاقات الديبلوماسية قد تأتي به العلاقات الجنسية. و دفعته للجوء إلى المدينة للبحث عن صك براءة يعفيه من المتابعة القضائية والفضيحة.


وفي خضم الحديث عن البحث الامريكي لملاذ أمن أو منفى يرضى بقبول العقيد،تتبادر إلى الأذهان إمكانية لجوءه الى المدينة لعدة أسباب،فرئيس مجلسها البلدي سبق له أن أهدى لمعمر سرجا من مهرجانها للفروسية والذي لم ينعقد هذه السنة،ولكن بالمقابل أقامه القذافي في طرابلس وفي نفس التوقيت عندما استقبل الرؤساء الافارقة،كما أنه السباق في إنتهاج سياسة زنقة زنقة،بيت بيت. وأنامعي الملايين وهي سياسة فعالة وناجحة في الانتخابات، وسيجد الضيف المهووس بالزعامة بعض الاجواء المواتية له،فمقابل خيمته وقربها سيجد "النوالة" الشهيرة أوباب عزيزية الفقيه بن صالح،كما يمكنه التربع على إفريقيا المحطة، واستقطاب الأفارقة المقيمين بها.ومن هناك يمكن له تنفيذ تهديده بفتح أبواب إيطاليا أمام المهاجرين السريين بإعادة أحياء عملية (لحريك) التي كسدت في المدينة. وروبي التي أدعت سابقا أنها حفيدة مبارك،أقترح عليها بيرلوسكوني حفلا جنسيا جماعيا إفريقيا دله عليه العقيد.

وسكان المدينة يشبّهون أداء العامل في العمالة الجديدة بأداء النيتو خلال الحرب في ليبيا ، ابتدأ قويا ثم سرعان ما فتر حماسه، واستبدل محاربة الفساد الشوارع. بمحاربة façades
وبالنسبة للرئيس اليمني الذي قد يلوذ ببني عمير فلسبب تاريخي واجتماعي،فالابحاث والدراسات تقول أن أصل بني عمير يعود إلى اليمن الذي هجرت منه بعض القبائل هربا من جفاف سد وبحثا عن الكلأ لتسطوطن بالمنطقة.

وفوق هذه الاسباب والمعطيات هناك سبب وجيه اخر قد يدفع مبارك للندم لأنه لم يلجأ إلى مسقط حفيدته روبي،وهو ضريح الولي الصالح الفقيه بن صالح الذي يتبرك به رئيس المجلس البلدي ونائبهاالبرلماني قبل الانتخابات ،ليفوز بولايات متتالية لم يفز بها أي منهم،ولم تزحزحه عنها لا الانتخابات ولا الاحتجاجات ولا المجلس الأعلى للحسابات.