2015-06-01, 18:35
|
رقم المشاركة : 13 |
إحصائية
العضو | | | رد: قصة من حلقات ..... سالم و زوجته أمل | [ 4 ] شعر سالم بقلبه ينقبِضُ ، ورَدَّ على سلمان بارتباكٍ ، فلَم يَسْمَع حَديثَه مِن شِدَّةِ بُكائِهِ . سلمان : احضر فورًا . قال سالم بقَلَقٍ : هل أُمِّي بخير ؟ سلمان : ماتت .... أمي . ذهب سالم مُسرِعًا ليَرَى والدتَه ويُوَدِّعَها وهو يبكي بُكاءً مريرًا . وإخوتُه مِن حَوْلِهِ يُخَفِّفُونَ عنه ،
ويقولونَ له : هنيئًا لَكَ ؛ فقد ماتت وهِيَ راضيةٌ عنكَ ، وكانت تدعوا لَكَ حتى فارَقَت الحياةَ :""" اسْوَدَّت الدُّنيا بعَيْنَي سالم ؛ فَقَدْ فَقَدَ أغلَى مَخلوقٍ في هذه الحياة .
وبعد أن صَلَّوْا عليها ودفنوها ، ذَهَبَ لمَنزله ليُغيِّرَ ملابِسَه ، ويَستَعِدَّ للعَزاء . وما أن فتح بابَ المنزل ، حتى وَجَدَ زوجتَه في وجهه ثائِرةً تُؤنِّبُه وتُوَبِّخُه
على غِيابِهِ وعَدَمِ رَدِّهِ عليها . فقال لها بقُوَّة : ابتعِدِي عن وَجهي في هذه اللَّحظة . نَظَرَت له ، فرأت في وَجهِهِ حُزنًا وهَمًّا ، فسألته : ما بِكَ ؟ سالم : انعَمِي بحياتِكِ ، فقد فارَقَت أُمِّي الحياةَ :""" حاوَلَت مُواساتَه والتَّخفيفَ عنه ، ولكنَّه ما عاد يُطيقُها ولا يُطيقُ قُرْبَها .
ومَرَّت الأيَّامُ بطيئةً على سالم ، وهو يشعرُ بأنَّه حَيٌّ ومَيِّتٌ في آنٍ واحِدٍ . وبعد مُرُور عِدَّةِ أشهُرٍ على وفاةِ والدتِهِ ، وهو يزدادُ نُفُورًا وبُغضًا لزوجتِهِ ، فاجأها أحدَ الأيَّامِ بقوله : سأتزوَّجُ بامرأةٍ أخرى ، فإن أردتِ البَقاءَ بمَنزلكِ وتربيةَ أبنائِكِ ، فلَكِ ذلك . وإن أردتِ المُغادَرَة لبيتِ أُمِّكِ ، فاذهبي وَحدَكِ واترُكي أبنائي . لم تُصَدِّق أمل ما تسمع . ولا يُمكِنُ أن يكونَ هذا زوجَها المُطيع ، الوَدُود ، الطَّيِّب . صَرَخَت ، وغَضِبَت ، وقامت بتكسير ما تقعُ يداها عليه . ولكنَّه لم يُبالِ بها ، وغادَرَ المنزل . وبكُلِّ هُدُوءٍ تَمَّت خِطبتُه لنجلاء . وكانت فتاةً جميلةً وخجولةً ومُحِبَّةً ، شعر حين رُؤيتِهِ لها بأنَّها دَعْوَةُ والدتِهِ له . وعند عَودتِهِ للمنزل ، وَجَدَ أمل قد غادرته إلى غير رَجْعَةٍ ، وطالَبَت بالطلاق ؛ فهِيَ لا تتحمَّلُ وجودَ امرأةٍ أخرى في حياتِهِ . فطلَّقها بكُلِّ سُرُورٍ . دخلت أمل على والدتِها بحقائِبِها باكيةً مُتألِّمَةً ، وقالت لها : ها أنا يا أُمَّاه نَفَّذْتُ نَصائِحَكِ القيِّمة ، فعُدتُ لبَيتِكِ كما غادرتُه ، ولكنَّ قلبي مكسورٌ لفِراق أبنائي . جعلتِ مِنِّي رَجُلًا ، فتَخَلَّيْتُ عن أُنُوثتي وسيطرتُ على زوجي ، حتى ما عاد قادرًا على أن يتنفَّسَ . وعندما أفاق كَرِهَني بنفس الدرجةِ التي أحبَّنِي بها ، وخَسِرتُ كُلَّ شيءٍ :""" كان زوجًا رائعًا ، ولكن توجيهاتكِ لي جعلتني أتصرَّفُ بغير طبيعتي . كان شَبَحُ طلاقِكِ يُطارِدُني . وها هو تاريخُكِ يتكرَّرُ معي . سامحكِ اللهُ يا أُمَّي :""""" أمَّا سالم فتَمَّ زواجُه من نجلاء ، وعرف معها معنى الحياة الزوجية الحقيقيَّة .
فكانت زوجةً تُطيعُه وتحفظُه في ماله وبيته ، ولا يقعُ نظرُه منها إلَّا على كُلِّ جميل . كان هو الرَّجُلُ وله الكلمةُ الأولى والأخيرة ، وكانت تُنَفِّذُ طلباتِهِ بكُلِّ سعادة ، وكانت لأبنائِهِ الأُمَّ الحَنُونَ ، والمُرَبِّيةَ الفاضِلة . ويومًا بعد يومٍ تزدادُ مَحبَّتُه وتقديرُه لها .
وحَمِدَ اللهَ أن عادت له رُجُولَتُه وشعر بكيانِهِ وتخلَّصَ مِن تسلُّطِ أمل وسيطرتِها .
منقول | التوقيع | اللهم بارك لي في أولادي ووفقهم لطاعتك واهديهم وخذ بأيديهم إليك وارزقهم النجاح والفلاح فى الدنيا والآخرة وأولاد المسلمين أجمعين ربي أرزق ذريتي صحبة الأخياروخصال الأطهار وتوكل الأطيار ربي بلغني فيهم غاية أمالي ومناي وارزقني برهم بحولك وقوتك ربي متعني ببرهم في حياتي وأسعدني بدعائهم بعد مماتي | |
| |