الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات الــــتــــربـــــويــــة الــــعــــــامــــة > منتدى المكتبة التربوية العامة > المواضيع التربوية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2014-11-26, 21:55 رقم المشاركة : 21
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مواضيع تربوية جد مهمة



كيف يتم التعامل مع الأبناء

إنَّ المربي الإسلامي يلزم الوالدين بأنواع من أساليب التعامل ، موزَّعة على مراحل ثلاث من حياة الأبناء ، وينبغي للوالدين معرفة وتوفير حاجات الأبناء في كل مرحلة ، وهي باختصار كالآتي :
المرحلة الأولى :

وفي هذه المرحلة ينبغي على الوالدين التعامل مع الطفل على أساس حاجته التي تتميَّز بما يلي : اللعب ، السيادة ، وكما جاء في النصوص الشريفة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( الولَدُ سَيِّد سَبْع سِنين ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( دَعْ ابْنَكَ يَلْعَبُ سَبْعَ سِنِين ) ، وعنه ( عليه السلام ) أيضاً : ( أهْمِلْ صَبيَّكَ تَأتي عَلَيهِ سِت سِنِينٍ ) .
ولعب الطفل التي تتحدث عنه الرواية تعني عدم إلزامه بالعمل فيما يتعلم من والديه ، وسيادته تعني قبول أوامره دون الائتمار بما يطلبه الوالدان ، أما إهماله فهو النهي عن عقوبته ، فهذه المرحلة تكون نفسية الطفل بيد والديه ، كالأرض الخصبة بيد الفلاح ، تتلقف كل ما يبذر فيها من خير أو شرٍّ ، ففي الحديث الشريف : ( قَلْبُ الحَدَثِ كالأرْضِ الخَالِيَةِ ، مَا أُلقِيَ فِيهَا مِنْ شَيءٍ قَبِلَتْهُ ) .
المرحلة الثانية :

وفي هذه المرحلة يجدُر بالوالدين التعامل مع الطفل على أساس ما يلي : عبودية الطفل ، أدب الطفل ، فقد جاء عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( الولَدُ سيِّد سَبع سِنين ، وعَبْد سَبْع سِنين ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( دَع ابْنَكَ يَلعَبُ سَبْع سِنين ويُؤَدَّبُ سَبعاً ) ، وعنه ( عليه السلام ) أيضاً : ( أهمِلْ صَبيَّكَ تَأتي عَلَيهِ سِت سِنين ، ثُمَّ أدِّبْه في سِت سِنين ) .
فعبوديَّة الطفل تعني طاعة والديه فيما تعلَّم منهم في المرحلة الأولى ، وأدبه تعني التزامه بالنظام وتحمُّله للمسؤولية ، وهذه المرحلة بالنسبة للوالدين تشبه عند الفلاح وقت نمو الزرع الذي بذره وظهور الثمر .
المرحلة الثالثة :

تختلف هذه المرحلة عن الثانية في أنَّ الأبناء أصبحوا في المستوى الذي يؤهلهم لاتِّخاذ مناصبهم في الأسرة ، فالولد - ذكر أو أنثى - في هذه المرحلة يكون وزيراً لوالديه ، ومستشاراً لهم ، فقد جاء عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( الوَلَدُ سَيِّد سَبع سِنِين ، وعَبْد سَبع سِنِين ، وَوَزير سَبع سِنين ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( دَع ابْنَكَ يَلعَبُ سَبْع سِنين ، ويُؤدَّبُ سَبعاً ، وألْزِمْهُ نَفسَكَ سَبع سِنِين ، فإنْ أفْلَحَ وَإلاَّ فَإنَّه لا خَيْرَ فِيهِ ) .
وعنه أيضاً ( عليه السلام ) : ( أهمِلْ صَبيَّكَ تَأتي عَلَيه سِت سِنِين ثُمَّ أدِّبْهُ فِي الكِتَابِ سِت سِنين ، ثُمَّ ضُمَّهُ إليكَ سَبْعَ سِنين ، فأدِّبْهُ بِأدَبِكَ ، فإنْ قبلَ وصلحَ وَإلاَّ فَخَلِّ عَنْهُ ) ، ففي هذه المرحلة يكون الولد كالنبات الذي حان وقت قطف ثماره ، فهو وزير لوالديه كالثمر للفلاَّح ، ووزير الملك الذي يحمل ثقله ويعينه برأيه .
ولقد دعا النبي موسى ( عليه السلام ) ربَّه أن يكون له وزير في مهمَّته الصعبة : ( وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي ) طه : 29 .
ثم إنَّ إلزام الوالدين للولد في هذه المرحلة وضمُّه إليهما كما جاء في النصوص الشريفة تعني كونه مستشاراً لهم ، الأمر الذي يفترض قربَه ودنوَّه من والديه ، أمَّا إن كان الولد في هذه المرحلة غير مؤهَّل لهذا المنصب في الوزارة والاستشارة فهذا يرجع إلى سوءِ التعامل معه في الصغر .
فعدم وجود الثمرة يرجع إلى البذرة لا إلى التربة الخصبة ، كذلك نفسية الطفل التي تنبت ما بذر فيها ، ولا عِلاج لهذه الثمرة الرديئة ، ولا ينفع الأدب معها ، وهو ما تشير إليه الرواية : ( فَخَلِّ سَبِيلَهُ ) ، أو ( فَإِنَّهُ لا خَيْرَ فِيهِ ) .
-*******************************






    رد مع اقتباس
قديم 2014-11-26, 21:57 رقم المشاركة : 22
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مواضيع تربوية جد مهمة


اللعب والتقليد

ينهمك الطفل في اللعب - خلال السنة الأولى من عمره - انهماكاً يأخذ عليه وقته كله ، ويشغف باللعب من دون دمى حقيقة بين يديه ، والحق أن اللعب لدى الطفل يتمثل في استعمال الأشياء وتخيلها ، وترتبط الألعاب الأولى للطفل بِمُتَع عملية معيَّنة ، كالإمساك بالأشياء وتحريكها ، وما إلى ذلك .
ويلاحظ أيضاً أن الطفل يجد متعة خالصة في إكمال حركة لم يكن قادراً على إكمالها من قبل ، وهذا ما يثير في نفسه استجابة ممتعة تحفزه على إنجاز حركات متقدِّمة ، وإن مما يثير الطفل ويمتعه - كما سبق أن ذكرنا - أن يكون هو مسبِّباً لشيء معين ، كأن يشد حبلاً مثلاً فيؤدِّي ذلك إلى تحريك دمية أو إخراج صوت منها .
والطفل يميل إلى هذه الألعاب ميلاً نفسياً ، فيشعر إذ ذاك باستقلاله وابتعاده عن أعماله السابقة ، ولهذا فإن الدمى التي تثير الطفل - كالأشياء التي يسهل ضغطها ، أو يلذ لمسها أو تذوقها أو الاستماع إليها أو مجرَّد النظر إليها - تسهم في التطوُّر الفكري والاجتماعي للطفل ، فعن طريق اللعب يتصل الطفل بالعالم .
وفي حقيقة الأمر أنَّ الألعاب هي رياضة الحياة التي لا تُضاهى ، وهي تمثل اللقاء الأول للطفل مع جسمه وبيئته ، وعن طريق اللعب يشرع الطفل في إدراك العلاقات بين الأشياء ، أو بين الفضاء وبين تنسيقه العضلي ، وهكذا يبدأ يدرك بصورة خاصة أنه يستطيع أن يعدِّل بيئته بأفعاله ، ثم إن مجرَّد استعمال الأطفال الصغار جداً للأشياء القريبة منهم يشكل منبِّها حسِّياً بالغ الأهمية ، وهذا ما يوفر للطفل طريقاً ملموساً ممتعاً نحو تجارب جديدة تُعدُّ جوهرية فيما يتعلَّق بنموه .


أما التغيرات التي تطرأ على الطفل في الشهر السابع أو الثامن تقريباً فهي تتيح للأم أن ترى طفلها قد بدأ يلهو بالأصوات ، فإنه شرع فعلاً باللغو لنفسه ، وبتقليد الأصوات البسيطة الموجَّهة إليه ، وأما التطور اللفظي فإنه يرتبط باهتمام بالغ لدى الطفل في الدمى التي تخرج أصواتاً أو موسيقى ، ولذلك ينبغي أن ترضي الدمى في هذه المرحلة تلك القدرات الجديدة المتطوِّرة لدى الطفل .
ولا بأس في استباق هذه الحاجات بوضع دمى معيَّنة أمام الطفل ، كساعة ذات عصفور ، أو حيوانات ، أو صناديق تحتوي في داخلها على دمى متحركة ، أو أجراس أو دمى تصدر أصواتاً ، وبين الشهرين الثامن والتاسع يستطيع الطفل الجلوس وحده منتصباً في فراشه ، ويرى البيئة المحيطة به من زاوية مميَّزة شديدة الاختلاف ، ويتَّسع مدى رؤيته إلى حدٍّ كبير ، ويتمكن إذ ذاك من تحريك نفسه بمزيد من السهولة ، ومن استعمال الأشياء المحيطة به .
ولا تقتصر حركاته على الإمساك بالأشياء بل على رميها وتكديسها ، ويمثل ذلك كله تطوراً في ذكائه يوماً تلو يوم ، فالدُّمى التي تتحرَّك تلقائيّاً مثلاً ، والألعاب ذات العجلات ، والقطارات والسيارات الصغيرة ، وغير ذلك تعدُّ ذات نفع كبير للطفل ، بعد أن تعلَّم الزحف على أطرافه الأربعة .
والحق أن الطفل يحب أن يَجرَّ ألعابه المفضلة حيثما يزحف ، وذلك في محاولاته الأولى للتحرك مستقلاً عن الآخرين ، ولكن ينبغي للأم أن تحذِّر من وضع دُمى كبيرة حوله ، فالطفل لا يزال يحتاج إلى أن يسند نفسه بإحدى يديه على الأقل ، وعندما يصبح الطفل قادراً على المشي تتَّخذ الدمى طابعاً مختلفاً بالنسبة إليه ، ففي هذه المرحلة يصبح الطفل قادراً على أن يصل إلى الأشياء الجديدة ويرفعها عن الأرض ، وفي هذه المرحلة أيضاً يكون قد برع في استعمال يديه على وجه معيَّن .
وتنشأ لديه رغبة قويَّة للاستكشاف باستعمال جسمه ، وتتمثل في تسلُّق كل شيء ، ومحاولة الوصول إلى كل ركن من أركان البيت ، وبذل كل ما في وسعه للهرب من حظيرته النقالة ، وهذه المرحلة بالغة الأهميَّة في حياة الطفل ، فهي تزوِّده بالوسائل اللازمة من أجل تطوُّره العقلي ، وتمكنه كذلك من تنمية ثقته بذاته ، تلك الثقة المؤسسة على شعوره باستقلاله .
فالطفل يحتاج إلى اللعب ، وإلى تدريب عضلاته ، وبناء الثقة في ذاته ، ولكنه يحتاج في الوقت نفسه إلى بيئة سليمة ، فيها شخص كبير يكون دائماً إلى جانب الطفل ، ضماناً لحمايته ، من دون هيمنة عليه ، ولذلك على الأم ألاَّ تدع القلق يستبد بها إذا رأت طفلها يكثر سقوطه خلال شروعه في السير ، ولعلَّ من الأجدى أن تسعى الأم إلى الإقلال من عدد سقطاته بدلاً من أن تهرع إلى مواساته ، والدمى المتوافرة ، وهذا من سوء الحظ لا تقدِّم المتعة البالغة للأطفال الذين شرعوا بالمشي لِتَوِّهِم .
وفي الحقيقة أن الطفل يُحبُّ التجوال والاستكشاف ، لذلك ينبغي للأبوين إيجاد الألعاب لطفلهما ، كما ينبغي لهما إرضاء هذه الحاجات لدى طفلهما ، فهي ضرورية للطفل الذي تجاوز السنة الأولى من العمر ، ولا بأس في أن تشرع الأم في إنشاء مَمَرَّات ومنحدرات محميَّة بالوسادات أو المواد الليِّنة ، كالبطانيات أو الأثاث الصلب المكسو بالمواد اللَّيِّنة لتخفيف وطأة الصدمات أو السقوط .
ولا بأس كذلك في أن توفِّر الأم لطفلها علباً من الورق المقوَّى ، حتى تتيح له الفرصة لإنشاء فراغات جديدة ، أمَّا الدمى التي تجذب انتباه الأطفال الأكثر نضجاً وذكاء فهي التي يمكن تركيبها أو تجميعها ، فالطفل يفرغ من عملية الاستكشاف ليرضي غريزة أخرى لديه ، وهي عملية الابتكار .
ولعلَّ من الأفضل أن تختار الأم لطفلها لعباً على شكل عمارات تركب الواحدة فوق الأخرى ، أو يدمج بعضها في بعض ، أو دمى مؤلَّفة من أجزاء بسيطة قابلة للفكِّ والتركيب ، وينبغي للأبوين اختيار هذه اللُّعَب ملائمة لسنِّ طفلهما ، لئلاَّ يهجرها ويتركها من دون استعمال إذا كانت فوق مستواه العقلي .
كما ينبغي للأبوين اختيار لعب طفلهما بِحُريَّة دون ما إصغاء إلى نصائح الآخرين ، أو التأثر بالدعاية المرافقة للُّعَب ، ومع الزمن يمكن اختيار لعب أكثر تعقيداً تثير القدرات الحركية النفسيَّة لدى الطفل ، وتوقظ فضوله .


ولعل من المستحسن أيضاً إرضاء جانب آخر من جوانب الإبداع لدى الطفل ، بتقديم ورق وألوان وأقلام وعجين ، ومن الطبيعي أن تختار الأم لطفلها أصباغاً مأمونة لا أثر للسّم فيها ، كما ينبغي لها أن تراقبه وتعلِّمه استخدامها .
وبعد ذلك يشرع الطفل بالاستجابة المناسبة لما يقدَّم إليه من منبِّهات ، ويبدأ ذكاؤه بالتطوُّر والنمو عن طريق الألعاب المختلفة ، ومن الممكن أن ترصد الأم تقدُّم طفلها رصداً مباشراً عن طريق اللعب ، ومن جهة أخرى فإن تقليد الكبار يُعدُّ أمراً أساسياً في تطوُّر الطفل .
وأول دليل على التقليد يتمثَّل في ألعابه الأولى ، ففي أثناء اللعب يستخدم الطفل حواسَّه ، وينسق بين عضلاته وحركاته ، ويشحذ قدراته العقلية كلها ، ويزيد خياله وقدرته على التكيُّف الاجتماعي ، ويبدأ الطفل في الشهر الثامن عشر بممارسة الألعاب الرمزيَّة التي تعتمد على موقف معيَّن يكون أساساً لها ، وتعتمد الألعاب الرمزية الأولى على تقليد إشارات الكبار وسلوكهم ، ولكن يستعاض فيها عن الأشياء الحقيقية بأشياء وهميَّة .
-*******************************-






    رد مع اقتباس
قديم 2014-11-26, 21:58 رقم المشاركة : 23
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مواضيع تربوية جد مهمة



مرحلة الاستكشاف عند الطفل

تتخذ ظاهرة الاستكشاف لدى الطفل أهميَّة بالغة بعد السنة الأولى ، إذ يشرع في مواجهة مواقف وأشخاص جُدُد يؤثِّرون في تجاربه التعلُّمية الأولى من مختلف النواحي ، ومهما يكن من أمر فالاستكشاف يرتبط بظاهرة أخرى ، ألا وهي التضاؤل التدريجي لتعلُّق الطفل بأمِّه ، ويزداد التعلق الخاص بأشخاص معينين بصورة فورية بعد بروز هذه الحاجة لديه ، ويتناقص عنده التعلق بأشخاص معينين مع مرور الزمن .
وذلك على نقيض القدرات الأخرى التي يتعلمها الطفل ، والتي تتزايد مع تقدُّمه في السن ، إذ يصبح الطفل مع الزمن قادراً بصورة متزايدة على تصور أمِّه ، ويتخذ من شكلها وسلوكها وجه مقارنة في تجاربه الجديدة ، ولا يعود وجودها ضرورياً له ، فيشرع الطفل بالابتعاد عنها بصورة تلقائية ، ويزداد هذا الابتعاد بصورة تدريجية .
وفي هذه المرحلة ينبغي للأم أن تضطلع بأصعب دور لها ، فالأم هي التي يتوجب عليها - وإن بدا ذلك متناقضاً مع طبيعتها - أن تدفع طفلها إلى الانفصال عنها ، حتى يكتسب معرفة بالعالم الخارجي ، ولربما بدا ذلك سهلاً في بادئ الأمر ، ولكن التجربة أثبتت أن الأم هي التي تحول دون تحرر طفلها ، وربما كان ذلك دون قصد منها .
والحق أنّ عملية الانفصال عن الطفل أمر صعب دائماً ، وإن كانت مقرونة بمراقبة الأم لطفلها ولتصرفاته ونموه عن كثب .


وفي الشهور الأولى من حياة الطفل توفر الأم له الحوافز اللازمة الملائمة لسنِّه ، وواقع الأمر أن مواقف المجازفة والمغامرة التي يقفها الطفل تعتمد بصورة مبدئية على علاقته بشخص راشد ، يدفعه أو يحفزه تقريباً على الإفادة من جميع الفرص المتوافرة في البيئة التي يعيش فيها .
وبعد شهور معدودات ، وإذ يشرع الطفل في إبداء قدرته على التصور ، فإنه يستطيع أن يشعر وحده بدوافع جديدة ، كما يستطيع كذلك أن يبدأ في استكشاف بيئته ، وفي أثناء السنة الأولى من حياة الطفل يرتبط أمنه النفسي وسعادته كل منهما بالآخر ارتباطاً وثيقاً ، والحقيقة أنه من غير المحتمل أن يتوقَّع من الطفل أن يبدأ بمواجهة بيئته إذا لم يطمئن إلى وجود أمِّه .
وجدير بالذكر أن على الأم أن توقظ في نفس طفلها المحاولات الأولى لديه ، وأن تحافظ على هذه المحاولات ، فغياب الأم يؤدِّي إلى كَبح مبادرات الطفل ومحاولاته الأولى ، وفضلاً عن ذلك ، فإن المغامرات التي يباشرها الطفل تختلف باختلاف الشعور بالثقة الذي تمكنت الأم من غرسه في نفسه .
وتتمثل أهمية العلاقة بين الأم وطفلها في الحماسة ، والمشاركة والدوافع ، والمقترحات التي يبديها الطفل بمساعدة أمّه ، فالأمّ المُثلى توفِّر لطفلها بيئات جديدة ، وألعاب وألواناً ، وأجواءً نفسية ومشاعر ، أجل إنَّها توفر له كل ما يشجعه ويشغل وقته بصورة كاملة في آن واحد .


وينبغي للأم - فضلاً عن تأسيس علاقة المشاركة هذه في عملية الاستكشاف التي يباشرها الطفل والموافقة عليها - أن تنشئ لطفلها - ولا سيَّما في البيت - عالماً مادياً يثير فضوله ، وهو عالم مهم جداً بالنسبة إلى طفل في السنة الأولى من العمر ، فينبغي لها مثلاً أن تملأ حجرة طفلها بعديد من الأشياء الصغيرة ، والتماثيل والألعاب الجذَّابة ، التي يسهل على الطفل استعمالها ، وتثير فيه شغفاً بالاستكشاف اللَّمسي والمرئي .
ومن جهة أخرى ينبغي كذلك عدم الاستخفاف بحاسة السمع لدى الطفل ، بل يجب تنبيهها ببضعة أجراس أو أصوات عذبة .
ثم إن نمو قدرات جسمية جديدة لدى الطفل يبرز حاجة الطفل إلى الحرية من أجل مواجهته الواقع الخارجي الذي يجذبه ، وهي حاجة جديدة مُلحَّة ، وفي هذا المجال ينبغي للأم ألا تفرط في تقديم المساعدة لطفلها ، إذ يكفي أن ترشده إلى مرحلة الاستكشاف من دون أن تتتبع أعماله خطوة بعد خطوة .
أما إذا أثقل الأبوان على طفلهما بحضورهما الدائم ، وتقديم اقتراحاتهما وحمايتهما التي كان الطفل بحاجة إليها في بادئ الأمر ، فذلك يثير في الطفل عصبية وأثراً معاكساً ، فيوحي إليه بأنه قد فقد الحرية التي كان يحسب أنه قد أكتسبها ، وعلى هذا النحو يشعر الطفل بشيء من الاضطهاد من جانب أبويه ، وينتهي به الأمر إلى صراع دائم بين حقوقه أو التضحية بإرادته وشخصيته في سبيل رغبات الآخرين ، وذلك بقبوله تدخلاتهم المستمرة في شؤونه .


والحقيقة أن النشاط الذي ينبغي للطفل ممارسته وحده من دون تدخل من الآخرين هو استكشاف بيئته ، ومن هنا فإن الطفل الذي تلقى تدريباً حسناً وطمأنة من أمِّه يثق بقدرته ، ويرغب في إثبات ذلك ، ولكن الأمر ليس كذلك فيما يتعلق بالأنشطة الاجتماعية التي يمارسها الطفل ، والتي تتصل باكتشاف أناس آخرين .
فالطفل يشعر بالحاجة إلى شخص مألوف قريب منه ، يستطيع أن يساعده في مجال يتعرَّض فيه لكثير من المآزق العاطفية ، وعلى هذا نقتصر على أمرين مختلفين ، يحتاجهما الطفل خلال السنة الثانية من عمره :
أوَّلهما : رغبته في استكشاف عالمه الجديد بنفسه ، وثانيهما : حاجته إلى جماعة حوله ، نتيجة شعوره العميق بعدم الأمن ، وحقيقة الأمر أن الطفل لا يشرع فقط في استكشاف العالم الخارجي ، بل يحاول كذلك السيطرة على جسمه وإمكاناته الباطنة ، ولهذا السبب فإن كل ما اعتاد الطفل لا يكفيه بعد بلوغه الشهر السابع أو الثامن ، وتصبح حظيرته النقالة التي كان يلعب فيها ضيِّقة .
كما تغدو الدمى التي كان يقضى أيّاماً كاملة في النظر إليها واللعب بها غير ممتعة بالنسبة إليه ، وفي الحقيقة يشرع الطفل في التماس الحرية للتحرك في أرجاء البيت ، ومن الطبيعي أن يمنح الطفل هذه الحرية وتحت إشراف أمه ، لمدة ساعات معدودات كل يوم ، ولكن لا ينبغي للأم منحه الحرِّية الكاملة ، فوضعه الجسمي لا يساعده على السيطرة على حركاته ، فقد يوقعه في مواقف مغيظة خطرة عليه وعلى الأشياء المحيطة به .
ومن الجدير بالذكر أن منح الحرية للطفل بصورة مفرطة ربما كان له أثر سلبي في شخصيته ، فقد يدفعه ذلك إلى الوحدة ، ويوقع الكآبة في نفسه ، ويشعره بهجر الناس له ، وربما كان الحل الأمثل الوسط بين حجز الطفل في الحظيرة النقالة ومنحه الحرية المطلقة هو إنشاء ركن كبير في حجرته ، يقضي فيه أوقاته ، أو في أي مكان تقضي فيه الأم عادة معظم وقتها .
وينبغي أن يكون هذا الركن حافلاً بالأشياء الممتعة غير المؤذية ، وينبغي للأم كذلك إبعاد الأشياء الحادة عنه ، فربما أصابت عينيه بالأذى ، أو ربما ارتطم رأسه بها ، ولعلّ من المستحسن أن تضع الأم سجادة أو بطانية تحميه من السقوط المباشر على الأرض الباردة ، وتخفف من وطأة سقوطه عليها ، ومن العوامل المهمة الأخرى أيضاً هو توفير دعائم للطفل ، تسهل حركاته الأولى .
ومن الجدير بالذكر أن الحياة العصرية والبيوت الحديثة أصبح إنشاؤها يعتمد على المنطق بصورة متزايدة ، كما أصبحت محدودة المساحة ، فالضِّيق النسبي في الأمكنة المكشوفة - كالحدائق والحقول التي يستطيع الطفل التحرك فيها بحرية واستقلال منذ السنة الأولى من عمره فصاعداً - تحدُّ في الواقع من الاكتشافات والتجارب التي كانت مألوفة في السابق .
وهكذا فقد أصبح الطفل في العصر الحديث ضحية لمقتضيات البيئة والمجتمع الراهن ، ولذلك كان واجب الأم حماية طفلها قدر ما تستطيع ، وبذل كل ما يمكنها لإنشاء مكان خاص به يستطيع أن يطوّر فيه استقلاله وينمّي الثقة في نفسه وفي قدراته .
-***************************************-






    رد مع اقتباس
قديم 2014-11-26, 22:00 رقم المشاركة : 24
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مواضيع تربوية جد مهمة



المرحلة الفمية والفطام

تأخذ نفسية الطفل بالتبلور منذ الشهور الأولى من حياته ، ولقد كشف علم النفس الحديث عن الأهمية الأساسية للمرحلة الفميَّة في صياغة مستقبل الطفل ، والمرحلة الفميَّة هي - على التحديد - تلك الفترة التي تعقب الولادة مباشرة ، وتمتد حتى الشهر الثاني عشر من حياة الطفل .
ولقد ثبت أنَّ من الصعب كثيراً - إن لم نقل : من المستحيل - على الوليد الجديد التمييز بين النهار والليل والنوم واليقظة ، إذ يتركز اهتمامه الرئيسي على التغذية ، والتغذية تتمثل بالنسبة إليه في ثدي أمه ، فالثدي هو الشيء الأول الذي يتعرف الطفل عليه في الواقع الجديد الذي يعيش فيه ، وهو يحاول عن طريق أفعاله الانعكاسية ، وعواطفه ودوافعه الحركية ، تجنب الألم والتماس لذة رضاعة الثدي .
ويعرف الطور الأول من حياة الطفل - وهو طور بالغ الأهمية في نموه النفسي - بالمرحلة الفميَّة ، لأن هذه المرحلة ترتبط بصورة أوَّلية بالفم ونشاط الفم ، وتقسم المرحلة الفميَّة أحياناً إلى فترتين ، وفق العلاقة التي تتوطد بين الطفل وأمه ، وتسمى الفترة الأولى بالمرحلة الفميَّة ، أو مرحلة الرضاعة من الثدي ، وتمتد من الولادة حتى ستة أشهر .
أما الفترة الثانية فتعرف بمرحلة المضغ ، أو المرحلة السادية الفميَّة ، أو مرحلة الخضم وهي الأكل بجميع الفم أي بوحشية ، وتمتد هذه المرحلة من الشهر السادس تقريباً حتى الشهر الثاني عشر .


وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن الفترة الثانية من المرحلة الفميَّة هي المرحلة التي يتمثل فيها أكبر قدر من عدوانية الطفل وساديَّته ، أما في أثناء فترة المضغ والعض التي ترافق فترة ظهور أسنان الطفل ، فالطفل يظهر امتعاضاً شديداً من طريقة إشباع حاجاته إلى الطعام ، وتتسم هذه الفترة برغبة الطفل في العضِّ والقضم ، والتهام ثدي أمه التهاماً شرساً ، لأنه لا يشبع حاجته إلى الطعام إشباعاً كاملاً .
وتفسَّر عدوانية الطفل هذه بأنها محاولة من جانبه للتمسك بشيء يعده حيويّاً بالنسبة إليه ، ولا يريد أن يفقده ، وتتصف المرحلة الفميَّة بوجود أعمال انعكاسية معينة توجد منذ الولادة ، والحق أن منعكس الرضاعة ليس مجرد استجابة لمنبِّه يشعر به داخل فمه ، بل إنه أكثر تعقيداً من ذلك .
فالطفل يشرع عند الولادة بإدارة رأسه عندما يلمس خدَّه ، ويفتح فمه عندما تلمس شفتاه ويرضع عندما يشعر بمنبه داخل فمه ، ويبلع عندما يصل الطعام إلى مؤخَّرة حلقه ، وتتطور عملية الرضاعة هذه بسرعة بعد الأيام الأولى ، لتشمل البحث عن ثدي الأم عندما تسند الأم طفلها إلى جسمها ، فيبدي حركات دالَّة على الرضاعة عندما تعد الأم نفسها لإرضاعة ، فيمص إبهامه وغير ذلك من الأشياء .
وتختلف الحاجة إلى الرضاعة من حيث شِدَّتها وطول فترتها من طفل إلى طفل ، فمن الأطفال من يرضى بالرضاعة من الثدي أو من زجاجة الرضاعة ، ومنهم من يرغب في الاستمرار بالرضاعة بالرغم من شبعه ، ومع بداية الشهر الثاني يبدأ الطفل بإبراز لسانه ورفع إبهامه إلى فمه لمصِّه ، وفي أثناء ذلك يمص الطفل أصابعه أو أي شيء آخر يلامس فمه ، ويشرع في البحث عن إدراك العالم الخارجي وتعرفه بواسطة الحواس الخمس .
ومن الجدير بالذكر أن هذه الفترة لا ترافق نهاية المرحلة الفميَّة ، وإن كان كثير من الناس يعتقدون ذلك ، فالدوافع الفميَّة تستمر لسنوات ، وأحياناً تستمر طوال الحياة ، وإن كانت هذه الدوافع تفقد بالطبع أولويتها ، ومن جهة ثانية ينبغي لكل أمٍّ أن تعلم أن طريقة الفطام تؤثِّر في النمو اللاحق للطفل تأثيراً عميقاً .
فالفطام الذي يتم على عجل بطريقة متبلِّدة يعوزها الشعور - ولا سيما إذا كان الطفل يعتمد بصورة أساسية على حليب أمه - فغالباً ما يثير في الطفل مشاعر القلق وعدم الارتياح والتهيج ، ويدفعه إلى نوبات من الغضب والأحاسيس السلبية نحو أمه ، وكذلك يدفعه إلى تحريك لسانه باستمرار بما يوحي بحاجته إلى الرضاعة ، كما يحمله على الأرق والبكاء .
وينشأ أحياناً اضطراب حقيقي ناجم عن الفطام يؤدِّي إلى أنواع عديدة من الأمراض الهضمية ، والتقيؤ المتكرر ، وعدم رغبة الطفل في بلع الطعام الذي يقدَّم إليه ، والحق أن الفطام يستلزم تكيّف فم الطفل وفق وضع مختلف يبدأ بالشفتين ثم باللسان ، فإذا لم يحفز الطفل على تكييف فمه بمواجهة هذا الموقف الصعب من الناحية النفسية على الأقل فهو لا يبدي دائماً رغبة في ذلك .
والفطام الذي يتَّسم بالصرامة المفرطة ولا يراعي حاجات الطفل تمارسه في العادة الأمهات اللواتي يرغبن في اتباع النظام الشديد الصارم ، الذي تعوزه العاطفة والحنان ، وهذا الأسلوب ينمو عن تربية تتسم بالقسوة والصرامة في مواجهة المواقف الصعبة ، ولذلك تنشأ بين مثل هؤلاء الأمهات وأطفالهن علاقة تقوم على الاستياء القوي المتبادل ، والذي يتمثل في حوادث متكررة وطويلة من الانتقام ، وربما عادت إلى الظهور في المستقبل .
ومن جهة أخرى هناك فئة من الأمهات لا يفطمن أطفالهن حتى وقت متأخر ، ويدل هذا التأخير في الفطام على حرصهن الشديد على أطفالهن وحمايتهن لهم ، إذ لا يرغبن في فقدان الصلة بهم ، لذلك يحضنَّ أطفالهن أطول مدة ممكنة ، وربما دل سلوك هؤلاء الأمهات على أنَّهن يلتمسْنَ كذلك تعويضاً عن مشاعر سابقة أو حقيقية بخيبة أمل واستياء من أزواجهن ، أو ربما كُنَّ ينشدْنَ الوحدة فحسب .
أما الأطفال الذين ينشئون برعاية أمَّهات يبدين قدراً مفرطاً من الحماية لهم فغالباً ما تتكوَّن لديهم مشاعر معاكسة مزدوجة ، فيبقون متعلقين بأمَّهاتهم بطريقة تكاد تكون غير سليمة ، فهم اتِّكاليون سلبيون ، لا يقدرون على التصدي للإحباطات والمصاعب التي تواجههم في الحياة اليوميَّة ، ويلتمسون العون فوراً عندما تواجههم مشكلة صغيرة .
عيوب المرحلة الفمية وعاداتها :

لقد رأينا أنَّ الطفل الصغير يمر بالمرحلة الفميَّة ، وهي الفترة التي يكون فيها أهم جزء من جسمه هو فم الطفل وحواسه ، وتستمر بعض مظاهر المرحلة الفميَّة بعد السنة الأولى من حياة الطفل ، فالأم تلجأ إلى الحلمة الصناعية ( المصَّاصة ) مثلاً تَهْدِئَة لطفلها حتى يكفَّ عن البكاء أو يمتنع عنه ، ولكن ينبغي عدم إعطاء الحلمة الصناعية للطفل فوراً إذا لم يكن محتاجاً إليها .
ولا بأس في أن يستعملها الطفل بديلاً عن مصِّ إبهامه حتى السنة الثانية من عمره على الأقل ، وبصورة عامة تتناقص حاجة الطفل إلى الحلمة الصناعية مع الزمن ، ويتناقص كذلك اهتمامه بجسمه ، ولكن الأطفال يغرمون بالمصاصة أحياناً ويطلبونها حتى بعد فترة الفطام .
أما التفسير النفسي لحاجة الطفل إلى المصِّ فترتبط بشكل من السلوك الطفولي المصحوب عادة بأشكال أخرى من عدم الأمان ، فالطفل الذي يبقى متعلقاً بالحملة الصناعية لمدَّة طويلة جداً ، يحتمل أن يكون استعماله إياها بديلاً عن اهتمام والديه به .
وهنا ينبغي البحث عن سبب هذا الشعور بعدم الأمان ، والشيء نفسه يقال عن مص الطفل لأصابعه ، وهي طريقة طبيعية لإرضاء الحاجة الأساسية للمصِّ لدى الطفل في أثناء الشهور الأولى من حياته .
فإذا استمر الطفل في ممارسة عملية المصِّ حتى السنة الثانية أو الثالثة تقريباً ، فليس ذلك في معظم الأحوال على الأقل سوى عرض من أعراض اضطراب عاطفي ، والطفل يلجأ إلى هذه الحركات ليسلِّي نفسه بها فبعضها يمتعه ، وبعضها الآخر يذكره بطفولته الأولى .


ويمارس الطفل عادة مصِّ الإبهام عندما يشعر بالاكتئاب والتعب والتضايق ، أو عندما يتوجَّس خيفة من الوسط الذي يعيش فيه ، أو من الغرباء ، وهو يحتاج إلى مناخ عاطفي معيَّن لا يصح تجاهله أو إهماله ، فإذا لم يحظَ بالاهتمام والرعاية وبقي لمدة ساعات طويلة مع دمية يلعب بها ، تعذَّر على الأبوين منعه من مصِّ إبهامه ، ولكن إذا لقي تجاوباً وعطفاً ومزيداً من المؤانسة تضاءل تعلُّقه بطفولته الأولى ، وزادت اهتماماته ورغباته .
ومن الضروري ألا يتدخل الأبوان بطريقة آمرة لقمع هذه النقيصة غير المهمة لدى الطفل ، والتي تزول مع الزمن ، فتدخلهما يؤثِّر فيه تأثيراً سلبياً ، ويزيد من قلقه ، وربَّما كان من المستحسن اللجوء إلى وضع شيء بين يديه بغية حمله على الإقلاع عن عادة مصِّ إبهامه ، ومهما يكن من أمر فإن من الضروري معرفة سبب هذه العادة وإيجاد حلٍّ صحيح لها ، ومن المفيد في الوقت نفسه إطراء الطفل عند امتناعه عن مصِّ إبهامه ، فذلك يشجعه على الإقلاع عن هذه العادة .
وفي السنة الثالثة تقريباً ينزع الطفل غير الآمن إلى قضم أظافر يديه ، وهذا رد فعل طفولي على القلق والتوتر اللذين يصيبان الكبار كذلك ، وعن طريق هذه العادة الذميمة ينفِّس الطفل عن عدوانيته ، ويخفف من وطأة القلق الذي يعانيه ، ويشعر بالسرور في الوقت نفسه ، وعند محاولة حمل الطفل على الإقلاع عن هذه العادة ، ينبغي للأبوين تقصي الأسباب الداعية إليها ، وهي ترجع عادة إلى التربية التي ينشأ الطفل عليها .
-**********************************-






    رد مع اقتباس
قديم 2014-11-26, 22:02 رقم المشاركة : 25
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مواضيع تربوية جد مهمة


مشكلة تأجيل الواجبات المدرسية

من المعروف أن العديد من الأطفال يتقاعسون عن أداء واجباتهم المدرسية ، فيؤجِّلون كتابة تمارينهم وحفظ دروسهم بحجة إنجازها فيما بعد ، إن هذا الأمر سيسبب الكثير من المشكلات للأطفال ، ويجعل مستوى تحصيلهم الدراسي أقلّ بكثير من زملائهم المجدّين .

يقول الأختصاصيون في تربية الأطفال : إن عادة التأجيل هذه يمكن التخلص منها باكتشاف السبب الحقيقي الكامن وراء هذه العادة ، ثم وضع خطة مناسبة للتغلب عليها ، وهذا الأمر سيعزز ثقة الطفل بنفسه وبمقدراته .

أسباب المشكلة :

هناك عِدّة أسباب شائعة تكمن وراء عادة التأجيل عند الأطفال ، وهي :

الأول : ضعف الحافز :

فالطفل الذي يكون الحافز لديه ضعيفاً تجاه الدراسة ، يمكن التعرف عليه بسهولة ، لأنه لا يهتم أبداً بإنجاز مهمته ، ولا يقدِّر في الواقع الفوائد والنتائج الإيجابية للواجبات المدرسية التي تنجز بشكل جيد ، وكل هذا يكون في النهاية نتيجةً للإهمال واللامبالاة ، وعدم اكتراث الطفل بالتعلم لأجل نفسه ، أو حتى ليكون فرداً جيداً في نظر الآخرين .

الثاني : التمرد :

فالطفل المتمرِّد يؤجِّل وظائفه ، أو يحاول التملُّص منها كنوع من المقاومة لبعض الضغوطات التي يتعرض لها في منزله ، وكطريقة لمعاقبة والديه .

الثالث : عدم التنظيم :

فالطفل المهمل غير المنظم لا يجد دائماً كل الأدوات التي يحتاجها لإنجاز واجباته ، فقد يترك أحد كتبه ، أو دفتر الملاحظات لديه في المدرسة ، ولذلك نجده دائماً يبحث عن أشيائه الضائعة ، وهذا ما يسهم في تأخير إنجازه لدروسه وتمارينه .

الرابع : كره المادَّة :

بعض الأطفال يؤجِّلون ، أو حتى يتوقفون عن قراءة كتب أو قصص يجدونها مملة ، وهكذا هو الحال بالنسبة للطفل الذي يكره مادة من المواد الدراسية ، فيستمر في تأجيلها إلى أن يكتشف أنه لم يعد أمامه متسع من الوقت .

حَلّ المشكلة :

قد لا تنطبق طريقة واحدة على كل الأطفال الذي يميلون إلى تأجيل المهام والوظائف المترتبة عليهم ، ولكن مع ذلك ، هناك بعض الوسائل التي قد تساعد الأهل في جعل طفلهم يتغلب على هذه العادة السيئة ، ونذكر منها :

أولاً : المراقبة :

في البداية يجب أن يدرك الأهل ماهيَّة المشكلة التي يتعاملون معها ، ويراقبوا طفلهم ليلاحظوا نوع التأجيل عنده ، ثم عليهم أن يفكروا بما شاهدوه ، وأي سبب من الأسباب السابقة يمكن أن ينطبق عليه ، فهل يمكن أن تكون خلافات في المنزل مثلاً ؟ .

ثانياً : العطف والحنان :

من الناجح أن يوفّر الأهل لطفلهم شيئاً من العطف والحنان ، وبدلاً من توبيخه ، يمكن محاولة معرفة حاجته وميله إلى تأجيل واجباته ، أي يجب التعاطف مع الأمور التي يعاني منها حتى لو كان هو من يسببها لنفسه .

ثالثاً : التواصل مع المدرسة :

يجب معرفة وضع الطفل النفسي في مدرسته ، وطبيعة تصرفاته ، لأن هذا يساعد الأهل على التعامل بسهولة أكبر معه ، وعلى الأهل أن يدركوا أن توتر الطفل واكتئابه قد يؤديان إلى التأجيل ، وقد يكون تأجيل الواجبات أيضاً نتيجةً لخلافات عائلية .

رابعاً : القدوة :

ليس على الأهل أن ينتظروا طفلهم لكي يحل مشكلته بنفسه ، فإذا كان أحد الأبوين يؤجل القيام ببعض الأمور فإن الطفل سيقلده بشكل تلقائي ، أي : أن أسلوب الحياة المتَّبع في البيت هو الذي يؤثر في الطفل وتربيته بالدرجة الأولى .

خامساً : المشاركة :

الطريقة التي تجعل الطفل يشارك بدلاً من أن تبدو وكأنها توجهه هي الأفضل ، ففي لحظة سعيدة يمكن القول للطفل : ما الذي يمكننا فعله لنساعدك على إنجاز واجباتك المدرسية في وقتها ؟ .

-*************************************-






    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 17:15 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd