الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات الثقافة والآداب والعلوم > منتدى الإبداعات الأدبية الحصرية > القصة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2010-04-09, 14:17 رقم المشاركة : 1
محمد محضار
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية محمد محضار

 

إحصائية العضو







محمد محضار غير متواجد حالياً


افتراضي صالح .................نص لمحمد محضار



دوار السبت كان يبدو هادئا, وغبش الصباح ينقشع عن سمائه رويدا. عبر الحقول الجرداء الممتدة ملء الافق , لاحت بعض الأشجار العارية ومناطق من نبات الصبار .
وعند ربوة لالا تيوشانين 1وهو إسم يطلقه أهل المنطقة على شجرة تعلو الربوة , بدت مدرسة الدوار بثوبها الابيض , يحوطها سور من الطوب والحجارة اقامه الأهالي, وعلى بعد امتار منها , قام بئر عام حفرته السلطات الفرنسية إبان إستعمارها للمغرب , قديما كانت مروحته الهوائية تدور فتنقل الماء الى المجاري الإسمنتية , لكنها مع مرور الزمن تقادمت ولم تعد تعمل, فأصبح الاهالي يستعملون الدلاء للحصول على الماء , وهناك عند حافة الطريق المزفت المؤدي إلى المدينة وقف محمد أحمق الدوار , وهو طفل لايتعدى عمره العشر سنوات يقذف الكلاب بالحجارة تارة , او يمارس طقوسه الغريبة تارة أخرى . أطفال الدوار كانوا ينحدرون نحو المدرسة متأبطين محافظهم القديمة وأثر عمش النوم مايزال على عيونهم, كان صالح بينهم يمشي وحده الهوينى , محفظته الصغيرة تتدلى خلف ظهره , يحك يديه المتسختين إلى بعضهما حتى يتدفأ , وهو يتجشأ رائحة الزيت البلدي (زيت الزيتون)الذي اعتاد على تناوله عند الافطار.

وداخل ساحة المدرسة بدا المعلمون بميداعاتهم البيضاء يذرعون ساحتها جيئة وذهابا في انتظار موعد الدراسة. اما المدير فكان في مكتبه الصغير , منكبا على إعداد بعض الوثائق التربوية والإدارية كعادته.
اتكأ صالح على السور الطوبي منفردا عن التلاميذ , الذين انصرف بعضهم الى الحديث في زمر, وانبرى بعضهم الاخر في اللعب. عيناه كانتا تلاحقان جحشا صغيرا يلهو ويتمرغ في التراب قرب أمه المنصرفة الى أكل بعض الحشائش القصيرة. هاهما الآن تنتقلان الى ملاحقة دجاجة منفوشة الريش تتبعها كتاكيتها .إن مثل هذه المشاهد تأسر فكر صالح , وتثير في داخله نشوة غريبة , فقد كان يجد متعته مع الحيوانات أكثر مما يجدها صحبة الأطفال من سنه, فهو مثلا يحب مداعبة حمار جده . جده هذا الذي يرتدي ثلاثة جلابيب وبرنوسا خلال أيام الله كلها دون أن يميز بين صيف أوشتاء, هذا الأخير كان يعنفه كثيرا ويطارده متى رآ ه يداعب حماره..
حل موعد الدراسة , بدأ التلاميذ يدخلون مصطفين الى ساحة المدرسة .انضم صالح الى زملائه الذين وقفوا امام باب القسم.
داخل حجرة الدرس كان ساهما كعادته لا يعرف ماذا يدور حوله اويجري, كان التلاميذ يرفعون اصابعهم باستمرار , وأصواتهم ترتفع وهو لا يفعل شيئا. انه عامه الأول بالمدرسة وهو يعيش حالة ارتباك وتشتت , كثرة التلاميذ كانت تمنع المعلم من الإهتمام بامره.
كان وجهه الصغير واجما , وعيناه القسطليتان زائغتين تبحثان عن موقع دون جدوى , وأنفه الدقيق يفرز مادة المخاط المنساحة على شاربيه, ترى ماذا يدور بخلده...؟؟؟
اليوم قبل ان يغادر البيت في الصباح , عاش من جديد فصول الخصومة المعتادة بين والديه , وتكررت نفس المشاهد التي ألفها , فأمه تبكي وجلا, وأبوه يصب عليها جام غضبه , ويطوح بعصاه الغليظة في وجهها ,رافعا عقيرته بالصراخ العاصف, لم تكن هناك قوة تستطيع ان تحوشه عنها فهو مالكها وصاحب الحق فيها , ناهيك على ان أفراد أسرتها فوضوا أمرها كليا له , حتى يقوم نشوزها, وهي لا تملك سوى السمع والطاعة , لم يكن صالح يفلت من وحشية أبيه فكثيرا ما بصق في وجهه , او ركله بقدمه وهو يردد لازمته المعتادة..ابتعد يا ابن العاهرة...وقد كان كل يوم يمر يزرع فؤاد الصغير حقدا وضغينة على والده , بل إنه تمنى له أكثر من مرة الموت حتى يرتاح , وترتاح معه أمه المغلوبة على أمرها.
انتهت الحصة الدراسية الصباحية , واندفع التلاميذ كالعادة نحو باب القسم يحثون الخطى الى دورهم , فعصافير بطونهم تزقزق وعليهم ان يسكتوها بالخبز والشاي..
اجتاز صالح بوابة المدرسة وسط نفر من أصحابه وهو صامت ,كان يسير مطأطأ الرأس, لكنه سرعان ما رفعه عندما مرق بالقرب منه بعض التلاميذ راكضين نحو البئر , كان هناك جمع غفير من النساء والرجال يكونون دائرة وأعناقهم مشرئبة نحو شيء ما, وعلى مقربة منهم بدت سيارة الدرك جاثمة, اندفع صالح بوازع غريزة حب الإستطلاع نحو الجمع ومالبث ان انسل من بين الاقدام , ووقعت عينه على الشيء الذي التم حوله الناس, كان جسد امه وقد تبلل كليا بالماء, واكتست بعض مناطقه ببقع من الوحل.اندهش أول الامر ولم يصدق عينيه وتردد برهة قبل ان يندفع نحو الجسد المسجى , فيحركه بقوة صارخا ملء صوته: (أمي أمي أفيقي انا صالح )
دون ان يتلقى جوابا ..حاول أحد الدركيين أن يبعده عن الجسد بلطف زائد , لكنه تشبث به, ودفن وجهه في الصدر الحبيب الذي طالما ضمه , وانسلت الدموع حارة من عينيه . كيف يحدث هذا ؟؟ من سيدفع عنه الآن شر والده ؟؟ من سيوقف وحشيته؟؟..لقد قض مضجعه, وقصت اجنحته وليس له بعد اليوم إلاالسماء ....
1 هذه الشجرة توجد بدوار السبيت ببلعشاشكة منطقة السماعلة دائرة وادي زم.
محمد محضار وادي زم يناير 1986
نشرت هذه القصة بجريدة العلم يوم الاربعاء 12 فبرير 1986

ملحوظة: بعد مرور عشر سنوات على كتابة هذا النص اخبرني احد الزملاء ان صالح رحل عن هذا العالم ..فالى روحه الطاهرة والبريئة اهدي هذا النص..................







: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=106995
التوقيع




رب ابتسامة طفل خير من كنوز الدنيا أجمع

    رد مع اقتباس
قديم 2010-04-12, 01:53 رقم المشاركة : 2
محمد محضار
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية محمد محضار

 

إحصائية العضو







محمد محضار غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صالح .................نص لمحمد محضار


صالح فتى صغير يحلق في دروب الحلم والأمل






التوقيع




رب ابتسامة طفل خير من كنوز الدنيا أجمع

    رد مع اقتباس
قديم 2010-05-02, 00:43 رقم المشاركة : 3
محمد محضار
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية محمد محضار

 

إحصائية العضو







محمد محضار غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صالح .................نص لمحمد محضار


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد محضار مشاهدة المشاركة
صالح فتى صغير يحلق في دروب الحلم والأمل

أجمل اللحظات ما مر بنا ..دون ان نحس به...





التوقيع




رب ابتسامة طفل خير من كنوز الدنيا أجمع

    رد مع اقتباس
قديم 2010-05-02, 07:34 رقم المشاركة : 4
محمد يوب
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
إحصائية العضو








محمد يوب غير متواجد حالياً


وسام المشرف المتميز

افتراضي رد: صالح .................نص لمحمد محضار


أخي السي محمد أنت لا تكتب القصة وإنما تحمل معك كاميرا تصوير تعكس واقع البادية المغربية وتكتبه أدبا جميل هذه البانوراما التي نسجت خيوطها من خلال هذا العمل الجميل . صالح ماهو إلا نموذج من نماذج الأطفال المغاربة الكثيرين الذين يعانون ويلات الفقر و القهر وألم السلطة الأبوية وفقدان الأم التي رحلت عنه دون استئذان .
إهداء جميل لروح صالح الذي عاش غريبا ومات غريبا لكن أناملك خطت هذه الكلمات التي رسخت صالحا في أدهان القراء.
محمد يوب






    رد مع اقتباس
قديم 2010-05-12, 10:34 رقم المشاركة : 5
سفيـان القـاديـري
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية سفيـان القـاديـري

 

إحصائية العضو









سفيـان القـاديـري غير متواجد حالياً


وسام المركز الثالث في بنك الأستاذ للمعلومات العامة

افتراضي رد: صالح .................نص لمحمد محضار





التوقيع











لا تقٍرأ و ترحل شارك ولو بشكرا
    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
.................نص , لمحمد , محضار , صالح


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 07:55 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd