واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)--

كشفت دراسة علمية حديثة أن بعض أنواع القشريات، ومنها سرطانات البحر المعروفة باسم "الكابوريا"، لديها قدرة على الشعور بالألم، كما يمكنها تذكر ما يسبب لها تلك الآلام.




وتعليقاً على نتائج الدراسة، قال البروفسور بجامعة "كوينز" في بلفاست بأيرلندا الشمالية، بوب إيلوود، وهو أحد المشاركين في إعدادها، إنه" يجب إعادة النظر بالطريقة التي يتم التعامل بها مع القشريات في صناعة الأغذية."
تم إجراء البحث، الذي نشرت نتائجه في مجلة Animal Behavior، عبر وصل أسلاك كهربائية بقشور سرطانات من نوع "هيرمت"، حيث تم إرسال صدمات كهربائية خفيفة داخل بعضها، ولم يخرج من القشور إلا السرطانات التي أصيبت بالصدمات، مما يشير إلى إحساسها بالألم.




وبعد ذلك قام العلماء بوضع قشور جديدة لرؤية إذا ما كانت السرطانات ستذهب إليها أو ستعود إلى القشور القديمة، وتبين من التجربة أن السرطانات التي نالت الصدمة، لم تعد إلى القشور القديمة، بل ذهبت إلى القشور الجديدة بعد فحصها.
ووفقاً للدراسة، فإن هذا التصرف ليس مجرد رد فعل، بل إن هناك عملية عصبية داخلية تجري في أجسام السرطانات.



وأشار إيلوود، في بيان صحفي، إلى أنه "كان هناك جدل مطول حول إذا ما كانت القشريات، والتي تشمل السرطانات والقريدس والسرطانات البحرية، تشعر بالألم، ونحن نعلم، عبر دراسات سابقة، بأنها قادرة على استشعار محفزات مضرة، ولكن قد يكون هذا مجرد رد فعل دون أن يكون شعوراً بالسوء، وهو الذي نربطه بالألم عادة."



وأضاف أن "هذا البحث يظهر أن السرطانات على استعداد لترك القشور المريحة وذلك لتجنب الإحساس بالألم"، كما أكد على ضرورة حماية القشريات، بعد هذا الاكتشاف، ودعا إلى سن تشريعات بهذا الصدد، إسوة بالثدييات التي تحكمها وتحميها القوانين.
وأوضح في هذا الصدد، أنه "لا يوجد هناك أي حماية لهذه الحيوانات، ربما باستثناء بعض الولايات في أستراليا، وذلك على اعتبار أنها لا تشعر بالألم، فمع الفقاريات، نحن ملزمون بأخذ الحيطة والحذر، ولكني أعتقد أننا يجب أن نتعامل مع القشريات بنفس الطريقة."




ومن المعروف أن سرطانات هيرمت لا تملك قشرة خاصة بها، بل تسكن في أجسام أخرى، وعادة ما تكون هذه الأخيرة قشور رخويات فارغة.
وتميل سرطانات هيرمت إلى اختيار أنواع معينة من القشور، وتخرج عادة من تلك القشور التي لا تفضلها كثيراً