توطئة :
1 ) تم الحديث في السابق عن شروط إتقان الاستخارة ، وكان ضمنها الشرط الثالث ( التوكل ) ثم تم شرحه أيضا ، ووهما متاحان على الرابطين :

http://www.profvb.com/vb/t141179.html

http://www.profvb.com/vb/t141254.html

2) كنت قد هممت بنشرها ضمن شرط التوكل ، ثم استخرت المولى ، ويسر أن تكون مستقلة لتظهر للناس بشكل أيسر ، والخير ما يسره الله وما خاب من استخار .

أولا : حتى لا تزل قدم بعد ثبوتها !!

1) نظرا لأهمية التوكل وارتباطه بالعقيدة وتوحيد الإلوهية ، وبكونه من حيث العموم نصف الدين ، وما يترتب على ذلك من أحكام مهمة ، و كذلك من حيث الخصوص بكونه شرطا لإتقان الاستخارة ، والاستخارة مبنية على التوكل من حيث العزم على الفعل ، وما يترتب على ذلك من شروط أخرى تقدم ذكرها ،وهي في نفس الوقت ثمار لحسن التوكل ، وكذلك يؤثر سلبا في تمييز التيسير من الصرف ، وكذلك قد يلتبس الأمر على البعض فيظن أن من التوكل على الله أن يأتيه في المنام ما يلهمه التيسير أو الصرف ، وهذه لا أصل لها ، ومنافي للتوكل . سنحاول بإذن الله هنا تسليط الضوء على قصص لا تصح التوكل لاتصح لارواية ولادراية ، بل معظمها إن لم تكن كلها ، من القصص التي ستأتي – بإذن الله – لا سند لها .

2) انتشرت في المنتديات وبعض الكتب قصص عن التوكل وهي لا تصح رواية ولا دراية ، بل ومنافية له ، وكما قال العلامة أبو إسحاق الحويني :

وما يقول أهل العلم : (( (الالتفات إلى الأسباب قدح في التوحيد، وترك الأسباب بالكلية قدح في التشريع)، إن من أعظم ما ابتليت به الأمة في عقيدتها فكرتان:
الأولى: التعلق بالأسباب وما يقابله من ترك العمل بها.
والثانية:
الاحتجاج بالقدر في فعل العباد للمعاصي والذنوب. وقد بيّن الله ورسوله هذه الأمور في الكتاب والسنة، وتضمن البيان التحذير من الانزلاق في مثل هذه العقائد الباطلة والأفكار الهدامة للدين، وقد عقل سلف الأمة هذا التحذير، حتى قال بعضهم: ومن ذلك المقولة المشهورة بينهم: (الالتفات إلى الأسباب قدح في التوحيد، وترك الأسباب بالكلية قدح في التشريع). وأردوا بذلك ، الرد على الذين غلو في الأسباب أو الذين جفوا عنها )) أهـ .

فهذه الأمة أمة وسطا ، وكما قال المولى سبحانه :
((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شهِيدًا)) . ((البقرة :143)
ولمزيد من الفائدة لتلك المحاضرة الصوتية للشيخ الحويني المفرغة ينظر الرابط http://audio.islamweb.net/audio/inde...audioid=103498

(( والقاص يروي للعوام الأحاديث المنكرة , ويذكر لهم ما لو شم ريح العلم ما ذكره , فيخرج العوام من عنده يتدارسون الباطل ، فإذا أنكر عليهم عالم قالوا : قد سمعنا هذا بـ " أخبرنا " و " حدثنا " ، فكم قد أفسد القصاص من الخلق بالأحاديث الموضوعة , كم لون قد اصفر من الجوع , وكم هائم على وجهة بالسياحة ، وكم مانع نفسه ما قد أبيح , وكم تارك رواية العلم زعماً منه مخالفة النفس في هواها ، وكم موتم أولاده [ يعني : جعلهم يتامى ] بالزهد وهو حي ، وكم معرض عن زوجته لا يوفيها حقها ؛ فهي لا أيم ولا ذات بعل " اهـ . الموضوعات " ( 1 / 32)) .

ومن هنا جاء الذم لهؤلاء القصاص في كلام كثير من السلف :

قال ميمون بن مهران - رحمه الله -
(( القاص ينتظر المقت من الله ، والمستمع ينتظر الرحمة )) .
قال الألباني رحمه الله - تحت حديث رقم ( 4070 ) من " السلسلة الضعيفة " - :
رواه ابن المبارك في كتابه " الزهد " بسندٍ صحيحٍ .

وقال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - :
أكذب الناس القُصَّاص والُّسوَّال ، وما أحوج الناس إلى قاص صدوق ؛ لأنهم يذكرون الموت وعذاب القبر ، قيل له : أكنت تَحضر مجالسهم ؟ قال : لا .
" الآداب الشرعية " لابن مفلح الحنبلي ( 2 / 82 )) .

منقول : ومتاح عن الرابط :
http://islamqa.info/ar/83731