الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات الــــتــــربـــــويــــة الــــعــــــامــــة > منتدى المكتبة التربوية العامة > المواضيع التربوية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2014-11-26, 21:41 رقم المشاركة : 16
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مواضيع تربوية جد مهمة




العقوبة والتهديد

تختلف العوائل بعضها عن بعض في شكل العقوبة الموجهة للأبناء ، وكلٌّ يدافع عن طريقته في العقاب وأثره في التربية ، ونحن هنا نستعرض ثلاث حالات يحتاج فيها الوالدان للعقوبة ، والتي هي :
الأولى :

سوء السلوك ، فحين يستعمل الطفل الكلمات النابية ، أو يسيء إلى الآخرين ، فلا يجد والده غير العقوبة رادعاً عن قلة الأدب .
الثانية :

التصرفات الخاطئة ، وهي حالة أخرى يوجِّه فيها الآباء عادة العقوبة لأبنائهم حين يكون الطفل ثرثاراً ، أو غير مبالٍ في اتِّساخ ملابسه ، وتنظيم حاجاته .
الثالثة :

العناد ، فإن عدم طاعة والديه تدفع الآباء إلى عقوبة أبنائهم ، وإن الآباء - وبالخصوص أولئك الذين يستخدمون العقوبة القاسية - عليهم التريُّث قليلاً ليفكروا بأن ما أوصل الطفل إلى الحالة التي جعلته معانداً ، أو قليل الأدب ، أو غير ذلك ، هي نتيجة سوء تربيتهم له ، فما هو ذنب الأبناء إذن ؟
نحن لا نقول إن على الوالدين ترك أبنائهم مطلقاً دون عقاب ، بل نؤكد على اختيار العقوبة المفيدة الرادعة للطفل ، حيث نلحظ أن أنواع العقوبة التي تعارف عليها أفراد مجتمعنا هي باختصار :
1 - الإيذاء الجسدي ، بأن يستخدم الوالدان ضرب الطفل ، أو شَدِّه إلى أحد أركان البيت ، أو حرق أجزاء بدنه ، إلى غير ذلك من العقوبات الجسدية .
2 - الإيذاء النفسي ، مثل الشتم والسبِّ ، والقول للطفل بأنَّنا لا نحبك ، أو عدم تكليمه لمدة طويلة ، إلى غير ذلك من الأساليب المؤذية .
فكل أنواع هذه العقوبة سواء أكانت جسدية أو نفسية حسب المنظور الإسلامي للتربية خاطئة ، حيث ينصُّ الحديث الشريف : ( دَع ابْنَكَ يَلعَبُ سَبع سِنِين ، ويُؤدَّبُ سَبعاً ، وألْزِمْه نَفْسَكَ سَبع سِنين ) ، فالسبع سنوات الأولى من حياة الطفل تحمل عنوان اللعب ، واللعب يعني تعليمه وإرشاده دون إلزامه وتحمُّله لمسؤولية فعله .
والعقوبة تعني تحميله مسؤوليات العمل ، إضافة إلى أن الأذى الجسدي والنفسي الذي نسببه للآخرين هو من الذنوب الجسيمة التي لا ينفع الاستغفار وحده لمحوها ، بل نحتاج معها إلى الديَّة ، والديَّة ضريبة مالية تحدد قيمتها على الأثر الذي يتركه الأذى الجسدي أو النفسي ، وبدون الديَّة لا يمكن تحقق العفو الإلهي إلا بعفو المقابل ورضاه .
فالنهي عن استخدام العقوبة المؤذية للجسد والنفس لا تعني مطلقاً ترك الطفل يتمادى في غَيِّه دون فعل شيء ، فالمربِّي الإسلامي يدعونا إلى إظهار الخطأ بشكل لطيف ، وبدون أذى للطفل ، ويعتبره من أفضل أنواع العقوبة الرادعة لخلوها من الآثار السلبية على نفسية الطفل ، بالإضافة إلى الجوانب الإيجابية في إعداد الطفل في مرحلته الأولى لتحمُّل المسؤولية .
جاء في الحديث الشريف عن أحد أصحاب الإمام المعصوم قائلاً : شكوتُ إلى أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) اِبناً لي ، فقال : ( لا تضربه واهجره ، ولا تُطِل ) ، فالمربي الإسلامي في الوقت الذي ينهى عن استعمال الضرب الذي هو ذا أثر سيئ على الجسد ، كذلك ينهى عن الإيذاء النفسي بقوله ( عليه السلام ) : ( لا تُطِل ) ، أي لا تُطِل مُدَّة عدم تكليمك إياه - الهَجْر - والاكتفاء بهجرانه لمدة قصيرة بسبب خطئه .
فإن توضيح الخطأ للطفل من أهم الأمور في هذه المرحلة ، ولكن البعض من الآباء يعاقبون أبناءهم دون أن يعرفوا ما الذي ارتكبوه ، أو إن الأم تنظر إلى طفلها فلا تمنعه من عمل يمارسه ، وفي وقت آخر يتعرَّض للعقوبة بسبب الفعل ذاته .
فإن هذه الحالة تُشوِّش الطفل كثيراً ، فلا يميز بين الخطأ والصواب ، وحين يأتي الطفل إلى أمه باكياً لأن لعبته انكسرت بيديه أو عند أصدقائه ، وبكاؤه دليل معرفته للخطأ ، فلا يصح من الأم أن تعاقبه ، فما دام يفهم الخطأ فعليها أن تكون معه ، تبدى تأسُّفها وحزنها لما حدث له .
التهديد :

إذا كانت العقوبة لغرض التأديب ، فليطمئن الوالدان بأنَّ التهديد يضعف من أثر التأديب ، كيف ؟ لأن التهديد وحده دون تنفيذ العقوبة كأن تهدِّد الأم صغيرها بالضرب أو حرمانه من شيء يحبه ونفَّذت التهديد ، فالسلبيات تدخل في أنواع العقوبة المؤذية التي لها آثار سلبية فضلاً عن عدم جدواها في التأديب ، وإذا لم تنفذ التهديد فهو خطأ جسيم آخر لأنه يضعف من شخصيتها أمام الطفل .
ومن هنا نلحظ أن التهديد سواء نفذ أم لم ينفذ فلا فائدة مَرْجوَّة منه ، ولا يصل بالوالدين إلى الهدف الذي ينشدانه في تأديب الطفل ، حتى بالتهديد المثير للذعر ، كتخويفه بالشرطة ، أو بمن يسرقه ، أو بالحيوان المفترس ، ويجب على الوالدين تركه لأنه يؤثر على مشاعره ، ويزيد في مخاوفه ، ويثير قلقه .
ولعل سائلاً يقول : لماذا تقرُّ التربية الإسلامية أسلوب التهديد ؟ كما جاء في الآية الكريمة : ( فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ) الماعون : 4 - 5 .
وجوابه : إن العقوبة الإلهية للعبد تختلف عن العقوبة التي يستخدمها الوالدان للطفل ، لأنها - العقوبة الإلهية - نتيجة طبيعية لفعل العبد ، مثل حصاد الأشواك لمن زرع بذرته ، أو فشل الطالب الذي انشغل باللعب واللهو في وقت الامتحان ، كما تختلف عن عقوبة المربين بأنَّها عارضة على الإنسان ، مثل ضرب الوالدين للابن لعدم اهتمامه بدراسته ، أو طرد الفلاح من المزرعة لعدم زرعه النباتات المثمرة المفيدة .
فالعقوبة الإلهية إذن نتيجة طبيعية لفعل الإنسان ، وعقوبة الوالدين نتيجة غير طبيعية لفعل الأبناء ، ومن هنا كان التهديد الذي استعمله القرآن يختلف تماماً عن التهديد الذي يستعمله المربُّون ، فهناك اختلاف كبير بين أن تقول للطالب مثلاً : الويل لك إن لم تهتم بدراستك ، فإن الفشل نصيبك ، أو : الويل لك إن لم تهتم بدراستك ، فإن الضرب المبرح نصيبك .
فالنوع الأول من التهديد مفيد في التأديب والتربية ، لأنه لا يستبطن العقوبة المؤذية من جهة ، ولأنه يلفت النظر - وبدون إيذاء - إلى الخطأ الذي ينتظر الفاعل ، أما النوع الثاني من التهديد فهو غير مفيد لعدم تأثيره في الفاعل ، وللأسباب التي ذكرناها في موضوع التهديد ، ومن هنا كان الأسلوب القرآني في تربية العبد باستخدام التهديد مفيداً ومثمراً ومؤثراً .
فالعوامل النفسية التي تكمن وراء استخدام الوالدين أنواع العقوبة القاسية تجاه أخطاء أبنائهم ، وكما يراها علماء التربية الغربيون هي ما يلي :
1 - تعرُّض الوالدين في صغرهم لنفس العقوبة التي يستعملونها مع أبنائهم ، كَرَدَّة فعل نفسية يندفع إليها الفرد حين لا يتمكن من ردِّ الأذى عنه ضعيفاً في الصغر .
2 - تنفيس لحالة الغضب التي يعايشها المعاقب بسبب توتره من كلمة أو إهانة أو مشكلة يعاني منها لا يقدر على مواجهتها فتنعكس على الأبناء .
3 - شعور الوالدين بالعجز تجاه تصرفات أبنائهم الخاطئة أو مع الآخرين ، لضعف شخصيتهم ، وعدم ثقتهم بأنفسهم ، الأمر الذي يدفعهم إلى العقوبة القاسية مع أبنائهم للتغطية على ضعفهم والخروج بمظهر القوة .
-********************************-






    رد مع اقتباس
قديم 2014-11-26, 21:43 رقم المشاركة : 17
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مواضيع تربوية جد مهمة



العناد عند الأطفال

إنَّ العناد مشكلة تعاني منها أكثر الأمهات ، وهو مصدر تعب ونكد لهنَّ ، والأم تحرص دوماً على طاعة ولدها لها ، ولذا تظل متحيرة حيال رفضه لما تريد منه ، ولا تدري كيف تتصرف إزاء عناده ، ومع أن العناد ليس غريزة تولد مع الطفل كما تتصور بعض من الأمهات ، بل هو مؤشر على خلل في نفسية الطفل نتيجة سوء التعامل مع غرائزه الفطرية النامية في المرحلة الأولى من عمره .
فالطفل حين بلوغه السنتين تبرز استعداداته الفطرية التي تحتاج إلى رعاية واهتمام لبناء شخصيته المتَّزِنة ، وأي خطأ أو انحراف عن الطريق الصحيح والسليم يجعله معانداً ، فالعناد إشارة خطر تدل الوالدين على ضرورة تقويم وتعديل سلوكهم ، ولذا جاء في الحديث الشريف : ( رَحِمَ اللهُ مَنْ أعَانَ وَلَدَه عَلَى بِرِّه ) .
ولكي يتجنب الوالدان حالة العناد عند أبنائهم لابد من الإشارة إلى كيفية التعامل الصحيح مع الطفل في المرحلة الأولى من حياته ، وهي كما يلي :
أولاً : إشباع حاجات الطفل :

إن الطفل في المرحلة الأولى من عمره - أي : من سنة إلى سبع سنين - يحتاج إلى الحب والحنان لتنمية قدراته النفسية ، كما يحتاج إلى الطعام والماء لتنمية قدراته الجسدية .
وكل فرد يحتاج إلى قوة النفس لممارسة نشاطاته الحياتية ، وتعتبر حجر الأساس في النجاح في الممارسات اليومية ، فالطالب في المدرسة يحتاج إلى قوة النفس مع المذاكرة لتحقيق النجاح ، لأن المذاكرة مع ضعف النفس لا تنفع شيئاً ، والمعلم يحتاجها أيضاً ، وكذلك الطبيب ، وكذلك الزوجة والأم .
وتاريخنا الإسلامي يسجل للأمة الإسلامية قوتها وصلابتها في مواجهة قريش وعدتها وعددها ، بما أوتيت من ثقة بالنفس يحمله أفرادها ، إضافة إلى أن باب خيبر الذي يعجز الرجال الأشداء عن حمله استطاع الإمام علي ( عليه السلام ) بقوة نفسه أن يحمله ، وليس بقوته العضلية .
فإن إشباع حاجة الطفل من الحب والحنان ضروري ، لذا أكدتها التربية الإسلامية في النصوص التالية : فعن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( أحِبُّوا الصِّبْيَانَ وارْحَمُوهُم ) ، وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إنَّ اللهَ لَيَرْحَمُ الرَّجُلَ لِشِدَّةِ حُبِّهِ لِوَلَدِهِ ) ، وعنه أيضاً ( عليه السلام ) : ( بِرُّ الرَّجُلِ بِوَلَدِهِ بِرُّهُ بِوَالِدَيهِ ) .
ولا يكفي أن نحمل الحبَّ لأولادنا في قلوبنا ، بل ينبغي من الوالدين إظهار الحب لهم من خلال السلوك ، مثل تقبيلهم ، وجاء في الحديث الشريف عن الإمام علي ( عليه السلام ) : ( مَن قَبَّلَ وَلَدَه كَانَ لَهُ حَسَنَة ، وَمَن فَرَّحَهُ فَرَّحَه اللهُ يَومَ القِيَامَة ) .
وجاء رجل إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : ما قَبَّلتُ صبياً قط ، فلمَّا ولَّى قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( هَذَا رَجُلٌ عِنْدَنَا إنَّه مِنْ أهلِ النَّارِ ) .
وكذلك بإدخال الفرح إلى قلوبهم من خلال حمل الهدايا لهم ، والتوسعة عليهم ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فاشْتَرَى تُحْفَةً فَحَمَلَها إلى عِيَالِه كَانَ كَحَامِلِ صَدَقَةٍ إلَى قَومٍ مَحَاويج ، وَليَبْدَأ بالإِنَاثِ قَبْلَ الذُّكُور ، فإنَّه مِنْ فرَّح ابْنَه فَكأنَّما اعْتَق رَقَبةً مِنْ وُلْدِ إسْمَاعِيل ) ، كما قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ وُسِّع عليه ثمَّ قَتَّرَ عَلى عِيَالِه ) .
ثانياً : الاهتمام بوجود الطفل :

إن الطفل بحاجة أيضاً في السبع السنوات الأولى من حياته إلى شعوره بأنه يحتلُّ في قلوب والديه مكاناً مُهمّاً ، سواءً أكان ذكراً أو أنثى ، ذكياً أو بليداً ، جميلاً أو قبيحاً ، وينبغي للوالدين الانتباه إلى هذه الناحية ، مثل الإصغاء إليه حين يتحدث ، وأخذ مَشورته في القضايا العائدة إليه ، واحترام رأيه حين يختار ، ونحن نلحظ أن المربِّي الإسلامي يوجِّهنا إلى هذه المعاني .
ففي قصة النبي إبراهيم ( عليه السلام ) الذي جاءه الأمر الإلهي في الذبح ، ومع أن الأمر الإلهي لا يتغير ولا يتبدل ، لكن النبي إبراهيم ( عليه السلام ) لا ينفذه إلا بعد المشورة : ( يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى ) الصافات : 102 .
كذلك سيدة النساء فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) تحرص على إسماع أبنائها دعاءها لهم في صلاة الليل مع استحباب إخفائه ، والسبب واضح ، لتأكيد اهتمامها بهم ، وبأنهم يحتلُّون في قلبها مكاناً ، الأمر الذي دعاهم إلى الاستغراب والتساؤل عن السبب في أن يكونوا في المرتبة الأخيرة في تعدادها للمؤمنين في ركعة الوتر ، فتقول لهم ( عليها السلام ) : ( الجَارُ ثُمَّ الدَّارُ ) .
إن من المؤسف أن نجد بعض الآباء لا يهتمون بوجود الأبناء ، فيتجاهلونهم في وجود الضيوف ، فلا يقدِّمون لهم الطعام ، ولا تعطى لهم فرصة في الحديث .
ثالثاً : تمتُّع الطفل بالحركة الكافية :

لابد أن يحصل الطفل على الحرية في المرحلة الأولى من حياته ، فلابد أن يجد المكان المناسب له في لعبه ، وحركته ، وترتيب لوازمه ، دون تدخُّل الكبار ، ولابد أن يجد الحرية في الحركة دون تحذير ، وأن لا يجد من يعيد ترتيب ممتلكاته بعد أن رتَّبها بنفسه ، وأن يجد الحرية في ارتداء ما يعجبه من الملابس ، واختيار ألوانها .
فما دام هو السيد في هذه المرحلة وهو الأمير فلابد أن يكون ترتيب البيت بشكل يتناسب مع حركته ووضعه كذلك ، ويجدر بالوالدين التحلِّي بالصبر للحصول على النتائج الحسنة .
-*******************************-





    رد مع اقتباس
قديم 2014-11-26, 21:45 رقم المشاركة : 18
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مواضيع تربوية جد مهمة




الغضب عند الطفل وعلاجه

إن الغضب من الغرائز الفطرية المادية التي تولد مع الإنسان ، ويختلف تماماً عن التوتر ، فالغضب مفيد لأجل الحفاظ على النفس والدفاع عنها ، وبه يستطيع ردِّ الاعتداء والانتصار لمظلوميته ، وهو بهذا المقدار صحيح ومطلوب ، بل يعد التقصير فيه مهانة للنفس في المنظور الإسلامي ، ويعرضه للحساب في محكمة العدل الإلهي .
ولذا قالوا : ( من استُغْضِبَ ولم يَغضب فهو حِمار ) ، فمن اعتُدي عليه ورضي بذلك دون الدفاع عن حقِّه ونفسه فهو تدنَّى عن الإنسانية إلى حيث الحيوانية ، باستثناء العفو الذي هو خير بالنسبة للأخوة المؤمنين .
فإن زيادة الغضب بالاعتداء على المتعدي بأكثر مما سببه للآخر مرفوض أيضاً في المنظور الإسلامي ، كالتمثيل بجثة القاتل ، أو تعذيب السارق ، فقال تعالى : ( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ) البقرة : 194 ، والقاعدة الفطرية الصحيحة في الإنسان هي الغضب الذي يدفع لردِّ الاعتداء مقابل أي عدوان يتعرض له .
ويجد الأبوان - عادة - بوادر الغضب عند أبنائهم وبشكل ملحوظ في السنوات ما بين الثلاث إلى الخمس ، فلا يكتفي الطفل حينها برَدِّ الأذى عنه ، بل يعمد إلى إيذاء نفسه بالتمرغ في الأرض ، وضربها بيده ورجليه ، وحتى رأسه ، وكذلك يكسِّر ما وجده أمامه .
وهذه الحالة إن وجدنا الطفل يقوم بها في الأسبوع مرة أو مرتين فهو أمر طبيعي ، وإن إيذاء نفسه وبهذا الشكل فلأنه يجهل الطريقة التي يردُّ بها الاعتداء عن نفسه ، أو لشعوره بالعجز أمام المعتدي عليه ، أمَّا إن تكررت أكثر من ذلك فهو أمر غير طبيعي ويحتاج إلى علاج .
وقبل أن نبدأ بعلاج الحالات المرضية لابد أن نشير إلى أمور مهمة ، نذكِّر بها الوالدين باعتبارهم المسؤولين الأولين في زيادة الغضب عند أبنائهم ، فلا الوراثة لها أثر على غضب الطفل وزيادته ، ولا هو خُلق يتعلمه من الآخرين ، بل زيادته تعود إلى تعرُّضِه لسوء التربية ، ونضرب لذلك أمثلة كالتالي :
1 - تنفيذ ما يريده بعد غضبه :

فإن بعض الأمهات حين يأتي الطفل إليها طالباً قطعة من الحلوى ، أو جلب لعبة معينة ، فترفض طلبه أولاً لانشغالها بحديث أو أمور المنزل ، فيغضب الطفل ويعلو صراخه وضجيجه ، وتحاول الأم إسكاته بالغضب عليه ، أو بأساليب متعددة ، وهو لا يكفُّ عن الصراخ والضجيج ، إلى أن تعجز الأم فتستجيب له وتعطيه ما أراد .
إن هذه الطريقة تدفع الطفل إلى زيادة غضبه ، والأولى بالأم أن تستجيب له في أول الأمر ، أو لا تستجيب له مطلقاً ، وإن زادت المدة التي يصرخ فيها .
2 - معاملته بلطف عند غضبه :

إن الطفل حين يغضب ويجد الوالدين يتعاملان معه بلطف في ظروف معينة ، ويستجيبان له في وجود الضيوف مثلاً ، أو في زيارة أحد الأصدقاء ، هذه حالة تشجع الطفل إلى زيادة الغضب في هذه الأوقات ، والأولى أن يكون التعامل بالاستجابة أو الرفض لطلباته في كل الأوقات بأسلوب واحد ، حتى لا يستخدم غضبه كورقة ضغط على والديه .
3 - إصابته بتوتر النفس :

إن الطفل حين تصاب نفسيته بالتوتر الذي تعود أسبابه إلى ما ذكرناه سابقه يتعرض إلى ازدياد نوبات الغضب وتكررها في أوقات مختلفة .
4 - توجيه الأوامر إليه بصرامة :

إن الطفل في مرحلته الأولى تأبى شخصيته النامية أن توجه إليه الأوامر بحِدَّة وتهَكُّم ، لأن عدم احترام شخصيته يعتبر أحد أنواع الاعتداء التي تثير غضب الطفل ، بل كل إنسان .
العلاج :

إن من الخطأ الاستهانة بالتصرفات التي تثير غضب الطفل ، وعدم الاكتراث بمعالجتها وبشكل سريع ، لأن زيادة الغضب تجعله متوتراً ، وبعد مرور الوقت يصبح عدوانياً مشاكساً يفتقد إلى المحبِّ والصديق ، بل حتى إلى الحياة الحلوة الهانئة .
والطفل حين تأتيه نوبة الغضب يجدر بالوالدين التعامل معه بشكل يختلف عن التعامل معه في الأوقات الطبيعية ، وهو كالتالي :
1 - عدم مناقشته :

إن الطفل في السبع سنوات الأولى من حياته حين يغضب يصبح بشكل لا يفهم ولا يسمع ما يقال له ، فالغضب يسدُّ منافذ وعيه الكبير تماماً ، فلا فائدة إذن أن يقول الوالدان أو يعترضا عليه بكلمة أو فعل .
2 - قبول غضبه :

حين ترفض الأم طلب طفلها في مرحلته الأولى ، يهيج ويصرخ ويضرب رأسه بالأرض ، أو يحاول تكسير كل حاجة أمامه ، وينبغي أن تمسك الأم طفلها بحنان ، وتمنعه من حركته المؤذية لنفسه ، أو أحد أفراد أسرته ، والحذر في مثل هذه الحالة أن تمسكه بعصبية وقسوة ، بل بقبول ورضا .
لأن الغضب في هذه المرحلة - ولعدم استجابة والديه له - تعتبر طبيعية ، لا يُحاسب عليها أولاً ، وتُقَابَل بلطف ثانياً .
3 - عدم معاقبته :

يحسن بالوالدين أن يتركا الطفل الغاضب وشأنه ، ويتحلَّون بالصبر وعدم معاقبته ، وكذلك مكافأته ، فليس من الصحيح أن تقول الأم لطفلها الغاضب وهو في المرحلة الأولى من عمره : لو تسكت أعطيك قطعة من الحلوى ، أو تقول له : إذا لم تكف عن الصراخ سأضربك .
4 - الاستمرار بالمطالبة :

لعل الأم تطلب من طفلها في مرحلته الأولى أن يخلع ملابسه ، أو يرتِّب أشياءه بشكل ودِّي وجذاب ، ولكن الطفل يثور ويغضب ، ويرفض الاستجابة للطلب .
وفي هذه الحالة على الأم أن تتركه في حالة غضبه ، دون أن تقول أو تطلب منه شيئاً ، حتى يرجع إلى وضعه الطبيعي ، ثم تكرر طلبها منه بشكل ودِّي أيضاً ، وهكذا تستمر دون عصبية وحدة حتى يستجيب لها ، لأجل إفهام الطفل أن الغضب لا يحول دون الانصياع للأمر ، فيستخدم الغضب في كل مرة لا يريد فيها الاستجابة لوالديه .
-*************************************-






    رد مع اقتباس
قديم 2014-11-26, 21:52 رقم المشاركة : 19
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مواضيع تربوية جد مهمة


الطفل المدلَّل


لربما سأل سائل : هل يؤدي اتِّباع طرق تربوية صارمة إلى نتيجة إيجابية ، كترك الطفل يستمر في البكاء ، وعدم هزِّه في المهد ، وعدم إجابته إلى طلباته كل مرة ؟ والجواب عن ذلك هو النفي ، فحتَّى السنة الأولى من العمر يبكي الطفل لأنه يرغب حقا في الحصول على شيء ، ولا يملك القدرة على الشعور بالدلال .
وبعد السنة الأولى يشعر الطفل الذي يجد تلبية دائمة لرغباته في نهاية المطاف بأنه متعلِّق بأمه تعلقاً مفرطاً ، ولا يقبل استجابة سلبية منها ، ويصبح معتمداً عليها ، ولا يقدر أن يكون مستقلاً عنها ، وتتجسَّد هذه العوامل إذا بقي والداه تحت رحمته يحققان كل نزوة من نزواته ، ولا سيَّما عندما يكون هو بكر والديه ، أو إذا جاء هذا الطفل لوالديه بعد طول انتظار .
وطبيعي أنَّ الأبوين يوليان اهتمامهما كله للطفل ، ويحاولان عدم حرمانه من أي شيء حتى يصلا إلى مرحلة فرض وجودهما عليه بصورة مستمرة ، وبعد ذلك عندما يبتعدان عنه ينتابه شعور بالهجر يورثه إحساساً بالقلق وعدم الاطمئنان ، فيميل إذ ذاك إلى المضايقة والتشكي .
والدلال في معظم الأحوال لا يفسد الطفل إذا كان هذا الطفل يتلقَّى في أثناء الحياة اليومية القدر المناسب من الحنان والاهتمام والتعاون ، ولكن بشرط أن يترك وشأنه لفترات معينة من الزمن .
وخلاصة القول : أنَّ الطفل بحاجة إلى الأنس والحنان قبل كل شيء ، ولكن ينبغي أن يتاح له المجال ليكتسب استقلاله الذاتي ، ففي ذلك يتمثل النمو المتوازن الحقيقي له ، وربما كان هذا هو الطريق الوحيد لتوازنه ، ومن دون هذا التوازن تبرز عيوب التربية .
والحق أن هذا القول ينطبق على الأطفال الصغار ، لأن برنامج التربية يختلف باختلاف السن ، فالطفل الحديث الولادة يبكي من الألم ، فتأخذه أمُّه ، وتحضنه بين ذراعيها وتهزه فيهدأ .
وعلى النقيض من ذلك إذا خُدش طفل في الثانية أو الثالثة من العمر نفسه ، أو سقط من مرتفع ، وجب على أمِّه أن تواسيه ، وتعمل كل ما في وسعها لإرضاء شعوره ، وأن تخفِّف في الوقت نفسه من هول الحادث ، وتبعد انتباهه عنه بجعله يفكِّر في أشياء أخرى ، وصرف اهتمامه عن بكائه وألمه إلى حدٍّ كبير .
والحق أنه ينبغي للأمِّ الاهتمام بطفلها في الحالات جميعاً ، وعدم قصر اهتمامها به على بكائه ، أو تعرُّضه لمشكلة معيَّنة ، فذلك يفسد الطفل ويجعله بكاَّء ، فلا بأس في أن تحضن الأم طفلها وترعاه عندما يكون في مزاج سعيد ، حتى لا يشعر بضرورة اللجوء إلى البكاء والغضب عندما يواجه موقفاً غير سار .
فإذا شعر الطفل أو اعتقد أنَّ والديه لا يمنحانه وقتهما إلا عند بكائه وصراخه ، أخذ إذ ذاك بالتمثيل وتجسيد كل ما يتعرَّض له من المواقف التافهة ، لذلك ينبغي الاهتمام بالطفل وإحاطته بالحنان في حالة هدوئه ، فذلك يورثه ثقة في النفس أثناء نموِّه ، ويمنحه مزيداً من السعادة .
وعندما يبلغ الطفل السنتين تبرز مشكلة تربيته من دون تدليله ، ففي السنة الثانية يبدأ الطفل بإطلاق الرفض المتمثل في ( اللاءات ) ، والسنة الثانية هي سنة صعبة ، لأنها سنة تجارب واستقصاء ، وفي السنة الثانية هذه يبدأ الطفل بالمشي والكلام ، ويمثل ذلك ثورة صغيرة في طريقة حياته السابقة التي كانت تتسم بهدوء نسبي حتى هذه المرحلة ، والطفل عند انتهاء سنته الأولى يستطيع إظهار عواطفه من غضب وغيره وحب واستياء عن طريق إشارات مميَّزة واضحة .
أما في السنة الثانية فهو يستطيع السير إلى أماكن لم يكن حَظُّه منها سابقاً سوى أن ينظر إليها بعينيه ، وهذا ما يمنحه ثقة في نفسه ، كما يستطيع الإمساك بالأشياء وامتلاكها ، وأن ينطق بالأسماء ، ولا سيَّما كلمة ( لا ) ، وهذا الاستقلال الحديث للطفل ربما أضفى عليه صفة العدوانية والجرأة ، فأوجد موقفاً مُحرجاً أمام الحنان الذي تمنحه إياه الأم ، ويزداد هذا الموقف إحراجاً مع استقلال الطفل الذاتي .
وفي هذه المرحلة ينبغي للأبوين اتخاذ موقف مختلف إزاء الرفض والنفي لدى طفلهما الذي يرفض ، وعلى سبيل المثال : إرجاع شيء سبق أن أخذه ، أو لا يرغب في الطعام إلا إذا حصل منهما على كل ما يريد ، ومن الطبيعي أن يفضِّل التعامل وإياه بطريقة وسطى ، لا تجعل منه طفلاً مدلَّلا ينال كل ما يرغب فيه ، ولا تكبح كذلك محاولاته الأولى للاستقلال بصورة فظَّة .
وعلى الأم أن تقبل استقلال طفلها الذاتي ، وإنجازاته الأولى ( واللاءات ) التي يقذف بها في وجه كل شخص ، ومن جهة ثانية فإن على الأبوين ألا يقمعا موقف التحدِّي هذا بشدة ، وإن قبلاه من جانب طفلهما ، إذ ليست هذه المرحلة سوى مرحلة عابرة يفترض أن تزول بعد أشهر معدودات .
ومهما يكن من أمر ، فإن تلبية مواقف الرفض من جانب الطفل في أثناء هذه الفترة لا تعني تدليل الطفل ، بل هي في الحقيقة جزء من نموِّه النفسي .
-********************************-






    رد مع اقتباس
قديم 2014-11-26, 21:54 رقم المشاركة : 20
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مواضيع تربوية جد مهمة


كيف يتصل الطفل بالآخرين ؟


يلجأ الطفل إلى الاتصال بالآخرين منذ أيامه الأولى عن طريق البكاء أو الابتسام ، والحقيقة أنَّ عدم قدرة الطفل على الحركة والكلام خلال السنة الأولى من عمره يمنعه من لفت انتباه الآخرين إليه ، وشرح رغباته لهم ، فعن طريق البكاء والابتسام يتمكَّن الطفل من التفاعل مع البيئة التي يعيش فيها ، ويستخدم هذه الأشكال من الاتصال ، ليُجيب عن المنبهات والدوافع التي يتلقاها من الوسط المحيط به .
وهو لا يملك أيَّة وسيلة أخرى للاتصال غير البكاء ، عدا ما يرتسم على وجهه من تعابير ، ولذلك ينبغي لأمه أن تعرف كيف تفسِّر صراخه .
البكاء وأنواعه :

في الواقع أن بكاء الطفل يؤدي غرضاً أساسياً ، وهو دعوة الناس إلى الاقتراب منه ، لأنها الوسيلة الوحيدة المتاحة للوليد من أجل إشعار الآخرين بحاجاته الجسميَّة أو العاطفية ، ومن الممكن تقسيم البكاء الذي يلجأ الطفل إليه بعد الولادة مباشرة إلى أنواع ثلاثة :
النوع الأول :

وهو يتميَّز بطابع منخفض غير منتظم يأخذ بالارتفاع والانتظام ، ويرتبط هذا النوع من البكاء في معظم الأحوال بالجوع ، أو بالانزعاج الجسمي ، الناجم عن الحرارة أو البرد مثلاً .
النوع الثاني :

وهو يتمثل في نشج غاضب يتميَّز عن النوع الأول بطول مدَّته ، وينشأ عن عدم قدرة الطفل على تحريك نفسه حسبما يرغب .
النوع الثالث :

وهو يرتبط بالألم ، ولذلك ينبغي للأم أن تعرف كيف تميِّز هذا النوع من البكاء ، إذ ربَّما تطلَّب حضور طبيب ، والبكاء المرتبط بالألم يبدأ بصورة فجائية وبصوت عال ويعقبه لهاث قصير .
والطفل لا يختار النوع المناسب من البكاء للإفصاح عن ذاته ، فهو لم يكتسب القدرة على ذلك بعد ، بل هو يكتفي بالتفاعل بطرق مختلفة ، بحسب الظروف التي تثيره ، وذلك لإشعار الآخرين باعتراضه المسموع على الجوع والظمأ والبرد والحرِّ والألم ، فالطفل يهدف أن ينقل بغرائزه إلى الآخرين رسالة ينبغي تفسيرها بصورة صحيحة ، حتى يتمكن الآخرون من مساعدته قدر المستطاع .
ويُعدُّ البكاء اللغة الأولى للطفل ، إذ حتى لو لم يكن البكاء معبِّراً عن شيء خاص بصورة دقيقة ، فهو يعد دائماً شكلاً من أشكال الالتماس ، ولذلك من المستحسن الإسراع إلى الطفل بغية مراقبته ، ومعرفة سبب بكائه ، وفي البداية يكون البكاء تلقائياً معبراً عن مجموعة من المنبهات العضوية التي تدفع الطفل إلى الانفجار بالبكاء دون ما سبب معيَّن .
وبمرور الزمن ، وبعد أن يهرع أبواه مراراً لإرضاء حاجاته ، يكتسب بكاؤه طابعاً معيَّناً ، وينشأ إذ ذاك عن قصد معيَّن تثيره معرفة الطفل للنتائج التي يؤدِّي إليها بكاؤه ، وعلى الأم أن لا تلجأ إلى إخراج طفلها من مهده وحمله عندما يطلق صوته في البكاء فحسب ، فهذا خطأ ترتكبه الأم ، لأنها بذلك تغرس في نفسه فكرة خاطئة ، مفادها : أن البكاء وحده هو سبيله للاتصال بأبويه .
وفي الحقيقة أن هناك آراء متعدِّدة في التعامل مع الطفل الباكي ، فمن الناس من يرى أن يترك الطفل يبكي ، وحجَّتهم في ذلك أن الهرع إليه بصورة مستمرة قد يفسده ، وهناك فريق آخر من الأمَّهات يستبد الخوف الشديد بهنَّ لدى بكاء الطفل ، فيبذلن كل ما في وسعهن لتلبية حاجاته .
والقول الفصل في ذلك - كما هو الحال دائماً - أن خير الأمور أوسطها ، وهذا ما أثبتته التجربة ، فلا بأس في التعرف على أسباب البكاء عند الطفل قدر المستطاع ، ولكن ينبغي عدم مواساته ساعات طويلة بعد إرضاء حاجاته الأساسية .
الابتسام :

أما النوع الآخر من أشكال الاتصال ، الذي يلجأ الطفل إليه فهو الابتسام ، والابتسامة هي استجابة اجتماعية خاصة ، والطفل لا يلجأ إليها لإيجاد الاتصال مع الآخرين ، بل للمحافظة على هذا الاتصال .
فالأم تزيد من اهتمامها بالطفل بسبب ابتسامه ، وتنشأ إذ ذاك رابطة المحبة الأولى بينها وبينه ، وإذا كان البكاء يرتبط بحاجات الطفل الجسمية فالابتسام يرتبط بحاجاته العاطفية ، والحق أن بَسْمة الطفل عند الولادة تمثِّل إطلاقاً عفوياً لمشاعره ، أكثر منها استجابة مرتبطة بمنبِّهات خارجية خاصة ، ومع نموِّ الطفل تتخذ البسمة العفويَّة طابعاً اجتماعياً ، فيشرع الطفل إذ ذاك بالابتسام للوجه الذي يألفه .
وحقيقة الأمر أن الطفل يظلُّ يبتسم حتى الشهر السابع في أي وجه ، سواء أكان ذلك الوجه معروفاً لديه أم كان غير معروف ، وباسماً كان ذلك الوجه أم عابساً ، وفيما بعد ذلك ترتسم الابتسامة على شفتي الطفل عندما تقع عيناه على وجهٍ باسم ، سواء أكان ذلك الوجه لأحد أفراد أسرته أم كان لشخص يُحبُّه الطفل .
أمّا الأم فيسعدها كثيراً أن تكتشف بأن طفلها قد أصبح قادراً على هذا النوع من الاندماج الاجتماعي ، ولكن ينبغي ألا يغيب عن ذهنها أنَّ هذا التقدم الذي أحرزه طفلها يمثل إلى حدٍّ كبير وظيفة من وظائف البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها ، وما عليها إلا أن تشجِّع طفلها على الابتسام ، حتى يتحول عن البكاء ، ويلجأ إلى هذا الشكل السار من أشكال الاتصال .
-****************************************-






    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 20:27 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd