2018-01-02, 12:22
|
رقم المشاركة : 38 |
إحصائية
العضو | | | رد: في وداع عام مضى... وعلى أعتاب عام جديد 2018 | تَباريحُ عَامٍ مَضىَ وَتَرَاتِيلُ عَامٍ قَادِم..! محمّد محمّد الخطّابي * أنيناً وشَكْوَى طوَالَ الحَوْلِ كَثيرةً عَلَينا وما يأتي به العامُ القادمُ أَبْرَحُ حال الحَوْل..والحال لم يعد هو الحال..وانصرمت الشّهور، ومرّت الأيّام، ودارت السّاعات التي لا سلطة ولا سطوة ولا هيمنة لنا عليها..غيرُ مأسوفٍ على زمنٍ ينقضي بالهمِّ والحَزَن.. وتبقى لنا ومضات الذكريات التي تدغدغ خلايا ذاكرتنا الوَهِنة، وتلامس شِغاف وأعطافَ قلوبنا المكلومة، وتناغي ثنايا أفئدتنا المهمومة، وتلتئم بها ولها ومعها جوارحُنا المُعنّاة.. لم يعد لنا من بقايا وشظايا الزّمن الذي فات، ومات، ومضىَ وانقضىَ سوىَ قبضٍ من ريح، أو حصادٍ من هشيم... هذه الهنيهات السّعيدة والعنيدة، واللحظات الرّغيدة والوئيدة، التي تبعث بداخلنا شعاعَ الأمل، وتوقد فينا جذوة العيش، وتوقظ في أعماقنا نعمة المحبّة، وتُحيي في أحشائنا إشعاعَ الرّجاء، والتّوق نحو البقاء رغم المكابدة والعناء، والإحساس العارم، والداهم، والصّارم، والغاشم بمأساة الفناء..! وقديماً قيل: ما أضيقَ العيش لولا فسحة الأمل..وقيل: "الماضي فات والمُؤمّل غيبٌ / ولك السّاعة التي أنت فيها". ها قد غشيتهم ساعةُ الصّفر وجاءت إليهم تُجَرْجِرُ أذيالها، ومعها تدنو وتقتربُ لحظةُ الهَوَس، والنَّزَق، والفرح والمرح، وها قد أزفتْ هنيهةُ (توديع عامٍ - واستقبال آخر) ..فإذا بالكلّ يصيح بصوتٍ جهوري: أطفئوا المصابيحَ بُرهة...ثمّ أوقدوا الشّموعَ، والقناديل، وانشروا الأنوارَ، وانثروا الضّياء..فإذا الوجوهَ باشّةً هاشّة ضاحكة، وإذا القلوبَ تخفق سعادةً وهناءةً وحبوراً، وتلمح الأيدي وهي تمتدّ في جَذلٍ نحو أخرى لتُصافحَهَا مهنّئةً إيّاها بانسياب حِقبةٍ من الزّمان وانقضائها، وبزوغ أخرى. كلّ المدن والحواضر الكبرى تسبحُ في ثبجِ فضاءٍ أثيريٍّ بهيج، وأضواءُ النيّون ملأت الدّنيا، انتشرت، وسطعت في أماكن بعينها، واستمرّ الظلامُ الدامسُ مُطبِقاً في أماكن أخرى، كثيرون منّا يجهلونها، قليلون منّا يعرفونها..عاقرت الكؤوسُ بعضَها بعضاً، وانفرجت الأشداقُ من فرط القهقهات، وزاغت العيونُ من فرط النظرات، وانتفخت الأوداج، وتاهت العقول. ويظلّ آخرون ..المنسيّون، المُهمّشون، يلفّهم البردُ القارس الزّمهرير الذي يَصْلىِ المَقْرورَ، ويُبيحُ كلّ محظور، ويُجمّد الثلج الصقيع المتكاثف الجسومَ الهزيلة، وأبدانَ عاصبي البطون النحيلة المُرمّلة، الذين يمزّقُ أوصالَهم الطّوىَ، ويُغلفهم البؤسُ والتعاسةُ، ويسكنهم الضنكُ، وتسربلهم الكآبة.. هناك دائماً وفرة، وزيادة، وغزارة، وهناك تضخّم فائض، أو فيضٌ متضخّم... ولكن بالمقابل دائماً ثَمَّةَ عَوَزٌ، وخصَاصَةٌ، وفاقةٌ، وفقرٌ، واحتياج، وقبضٌ من ريح، وحصادٌ من هشيم، ولفحات لاسعة من برد قارس. | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2018-01-02 في 12:48. |
| |