مشروب من إنتاج «كوكاكولا» يتسبب في تسمم خطير لمواطنين سيقضيان العيد بمستعجلات الرباط

سيقضي شابان مغربيان، أحدهما متزوج وله أطفال والثاني يبلغ من العمر 39 عاما، عيد الأضحى داخل قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط بعيدا عن أسرهما، بعدما كادت حياتهما تشرف على الهلاك على إثر شربهما مشروبا غازيا من نوع «أكواريوس» الذي
تنتجه شركة «كوكاكولا». وعلمت «المساء» أن أسرتي كل من «جلال محمد» و«علي تسافت» ستتقدمان بدعوى قضائية ضد الشركة المنتجة للمشروب بعد الانتهاء من تحقيقات رجال الأمن، الذين تكلفوا بالإشراف على القضية. وشرح أب «جلال محمد» في اتصال مع «المساء» بأن القضية بدأت مساء الجمعة الماضية عندما كان ابنه رفقة صديقه على وشك تناول مشروب غازي، وحكى ما جرى قائلا: «بمجرد أن تناول تسافت جرعة صغيرة مست لسانه ومن الألطاف الإلهية لم تلج إلى جهازه الهضمي، حتى انطلق يعدو صارخا في اتجاه المرحاض ليتقيأ، وهنا تناول ابني جرعة مماثلة ليرى ماذا حدث لرفيقه ليشرع بدوره في التقيؤ الشديد مثل صديقه». ويمضي الأب «مولاي أحمد» في حديثه موضحا «بعدها نقلناهما على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي ابن سينا حيث قضيا معا ساعات حرجة، حيث انتفخ لساناهما بشكل غريب وصارا أسودي اللون، مثلما وقع لشفاههما التي انتفخت بدورها بشكل مخيف متخذة اللون الأسود نفسه». وتؤكد الأسرتان أن الأطباء المعالجين أكدوا لهما أن الأمر يتعلق ب«مادة سامة غير معروفة وشديدة التأثير»، مبرزين لهما أنهما لو تجرعا تلك المادة لكانت الكارثة، وأنه لو «شرب جرعة صغيرة من ذلك المنتوج طفل لا يتجاوز 12 عاما لأصيب بسكتة قلبية على الفور». وأكد «مولاي أحمد» ل«المساء» أنه اتصل بالشركة صاحبة المنتوج وطالبها بإيقاف توزيعه فورا خشية أن تكون قد تسربت مادة سامة مماثلة إليه في مدن ومناطق أخرى «لكن دون جدوى، إذ أنني برغم اتصالاتي المتكررة لم يرد علي أحد». ويشرح الوالد الذي أصيب بصدمة بعد الحادثة التي كاد ابنه ورفيقه يفقدان حياتيهما على إثرها، بأنه حمل عينة من المنتوج إلى مختبر السلامة الصحية بالرباط لتحديد المادة السامة الموجودة به والتي عجز عن معرفتها الأطباء، ووجه انتقادات لاذعة للمركز الوطني لمحاربة التسمم الذي «ولجنا بابه عساه ينفعنا في تحديد ماهية المادة السامة الموجودة بالمشروب الغازي، لكنهم أجابونا بأنهم لا يتوفرون على الإمكانيات اللازمة لذلك، وهم الذين لا ينفكون يتحدثون عن إنجازاتهم في محاربة التسمم في مختلف مناطق البلاد». وحاولت «المساء» الاتصال بالشركة صاحبة المنتوج بالمغرب لمعرفة موقفها لكن تعذر ذلك، في الوقت الذي تؤكد فيه الأسرة أن تاريخ الصلاحية المثبت على المنتوج كان سليما ولا يثير أي شكوك.
المساء : 19 - 11 - 2010