2010-11-30, 19:03
|
رقم المشاركة : 9 |
إحصائية
العضو | | | رد: ورطـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف السهول
و بعد كل ذاك الانغماس و التورط ...
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف السهول
يمتثل القلب لسلطان العقل و حكمه و يعود للفطرة السليمة .. شكرا أستاذي الكريم الفاضل . سلم قلمك الذي أقدّره . شكرا لك أستاذي الفاضل شريف السهول على مرورك المركز الجميل ..لكن اسمح لي أن أتساءل معك حين تقول :"..يمتثل القلب لسلطان العقل وحكمه"؛ هل العلاقة بين القلب والعقل علاقة تسلطية ام أنها تكاملية في تناغم وانسجام كما يحاول النص بيان ذلك ؟ ولمزيد من الفائدة ، واقتناعا مني بتكامل أقسام منتدانا الأغر ، أدرج مداخلتي حول موضوع "إلى كل ضمير حي" المقترح من قبل الأخ العزيز عازف الليل ،والمدرج ضمن القضايا الساخنة بمنتدى النقاش والحوار الهادف،لأنها -في نظري- تجلي جانبا مهما من طبيعة العلاقة بين العقل والقلب : "الحقيقة أنني استمتعت معرفيا وإدراكيا وقلبيا بالفيديو المصاحب للموضوع المهم الذي اقترحه علينا الأخ الفاضل العزيز عازف الليل ( مالك الحزين ) ، ورافقت الدكتور طارق رمضان لأكثر من عشر دقائق في مسيرة قلبية ، مسيرة حب للرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم في قلوب الناس كافة وفي قلب مجتمعه خاصة ، وفي قلب أسرته بصفة أخص ، فكان للجميع محبا وكان الكل له محبا ، لذلك وصفته أمنا الحبيبة عائشة رضي الله عنها بالقول: كان خلقه القرآن .. ولهذا السبب أحبه الجميع .. فما أحوجنا إلى الحب أساسا لسلوكاتنا ، وما أحوجنا إلى تطهير أفئدتنا من كل ما يعكر صفو هذه العاطفة النبيلة التي أودعها الله في قلوبنا لتكون لنا زادا نفسيا وإيمانيا وقلبيا يزودنا بالطاقة الدائمة والمتجددة ،لنكون قادرين على الاستمرار في خوض معارك الحياة بتوازن أكبر، وبمعنويات عالية ،وبأمل في كل ما هو جميل على الدوام ، وما أحوجنا إلى التربية القلبية .. فأين العقل من هذه الاختيارات القلبية ؟ لنتأمل التعريف التالي للقلب والعقل من قبل صاحب " إحياء علوم الدين " أبو حامد الغزالي ، يقول : " يطلق لفظ القلب على معنيين :أحدهما اللحم الصنوبري الشكل المودع في الجانب الأيسر من الصدر ، والثاني ، هو لطيفة ربانية روحانية لها بهذا القلب الجسماني تعلق ، وتلك اللطيفة هي حقيقة الإنسان ، وهو المخاطب والمعاقَب والمعاتَب والمطالَب .." ويعرف العقل بقوله : "العقل له معنيان : أحدهما يطلق ويراد به العلم بحقائق الأمور. والثاني يطلق ويراد به المدرِك للعلوم ، فيكون هو القلب " .. لنلاحظ التداخل / التكامل / الترابط / التعالق بين القلب والعقل .. وهو ما يفهم من قوله تعالى :" فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " وقد فسر القرطبي هذه الآيق الكريمة بالقول : " أضاف العقل إلى القلب لأنه محله ، كما أن السمع محل الأذن ، وقد قيل إن العقل محله الدماغ .. وقال قتادة : والبصر النافع في القلب ، وقال مجاهد : لكل إنسان أربعة أعين : عينان في رأسه ، وعينان في قلبه لآخرته ؛ فإن عميت عينا رأسه وأبصرت عينا قلبه لم يضره عماه شيئا ، وإن أبصرت عينا رأسه وعميت عينا قلبه لم ينفعه نظره شيئا " ( الأحكام في القرآن للقرطبي ) . وقد ورد في لسان العرب لابن منظور : " سمي القلب قلبا لتقلبه ، والقلب الفؤاد ، وقد يعبر عن بالقلب عن العقل ، قال الفرّاء في قوله تعالى :" إن قي ذلك لذكرى لمن كان له قلب " أي عقل ، وقال غيره : لمن كان له قلب أي تفهم وتدبر . انطلاقا مما سبق نستنتج أن للقلب أهمية كبرى وحاسمة ، وأن للعقل صلة وطيدة به ، وهي ما تكؤده نظريات علمية ، حين تشير إلى أن الدماغ يستقبل المشاعر والأفكار ، من خلال الحواس ، ويرسلها إلى القلب عبر شحنات كهربائية أو نواقل عصبية ، والقلب يمحص هذه الأفكار والمشاعر ، ويعيد إرسالها إلى الدماغ مشفوعة برأيه فيها .. والدماغ يختزن هذه المشاعر والأفكار في صورتها المعدَّلة - بواسطة القلب - لتعبر عن نفسها عند الحاجة . الخلاصة أن القلب يتدخل تدخلا مباشرا في عمليات العقل والوعي والإدراك وبقية الوظائف التي تنسب للدماغ ، وأن سائر الأعضاء تحتاج إلى القلب - بما فيها العقل - والقلب لا يحتاج إليها .. أفلا يكون تحررنا من الأفكار والمشاعر السلبية من القلب في تفاعله بالعقل ، وتعلقنا بالمشاعر والأفكار الإيجابية من القلب في تواشجه وتكامله مع العقل ، مع الدور الأساسي للقلب ؟ أليس لهذا السبب أنزل الله الوحي على قلب الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟ ( لنتذكر هنا معجزة شق صدره صلى الله عليه وسلم ).. قال الله تعالى : " نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المؤمنين " .. والقلب هو مصدر الاطمئنان الإيماني ؛ قال تعالى : " الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب " . وقال تعالى : " هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا " . وقال سبحانه : " إنما الممنون الذين إذا ذُكِر الله وجلت قلوبهم " .. تلك درر قرآنية تبرز دور القلب .. مما يجعل التحرر منه أمرا مستحيلا في كل اختياراتنا العقلية.. وأي محاولة للتجرد الكلي منه انتحار عقلي ... شكرا لك أخي عازف على مقترحك : استفدت منه كثيرا ، على الأقل حفزني على البحث في الصلة بين النـــهية والفـــــــــــؤاد." - وللإشارة فقد هممت بإدراج قصيصة "ورطة" ضمن هذا النقاش، وتراجعت في آخر لحظة ، وأدرجتها في القسم الأدبي مودتي وتقديري . | التوقيع | ما الخِلُّ إلا من أوَدُّ بقلبـــه *** وأرى بطرْفٍ لا يَرى بسوائه ( أبو الطيب المتنبي ) *********** | آخر تعديل محمد الورزازي المحمدي يوم 2010-11-30 في 19:07. |
| |