الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > المنتدى الإسلامي > الا عجاز العلمي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2013-12-03, 08:27 رقم المشاركة : 11
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: معجزة الخلية العصبية


كيف يتفاعل الدماغ مع الوسط والبيئة والناس؟ ولماذا وكيف يتجهَّم الوجه ويقطِّب ويعبس ويستنكر عندما يشاهد عدواً لدوداً؟ كيف يقوم الدماغ بكل هذا الإبداع ووزنه لا يزيد عن (1200) غرام؟


لقد فشل العلم على الرغم من تطوّره في كشف سبب حدَّة الذكاء لدى البعض وبلادته لدى البعض الآخر؟ كما فشل العلماء في تحديد أماكن الذاكرة وأماكن المحاكمة العقلية، وهل هي داخل الخلايا العصبية أم خارجها؟ وهل هي في القشرة الدماغية أم في أدغال الدماغ، التي ما زالت ظلمات لم يدرك العلماء شيئاً عن واقعها ووظائفها؟ وإن كانت داخل الخلية العصبية، ففي أيٍّ من هذه الخلايا التي قدِّرت بـ(100) مليار خلية؟ وفي أيِّ جزء من جسم الخلية؟ وهل هي في النواة أم مثبتةٌ على الكروموسومات وداخل بنيان الجينات؟ أم في اللويفات العصبية؟ أم في حبيبات نيسل Nissel التي لا توجد إلّا في الخلايا العصبية؟ أم أين يا ترى؟

ما زالت الإجابات من أسرار الخالق الحكيم، عالم الغيب والشهادة، خالق هذا الدماغ المذهل والعليم وحده بأسرار خلقه:
(عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) (الرعد/ 9).
(عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا) (الجن/ 26).
وقال عزّ من قائل:
(وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالأرْضِ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (النمل/ 75).
وقال سبحانه وتعالى: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (الأنعام/ 59).
من آيات الحكمة الإلهية والخلق المذهل أن جعل الحكيم العليم خلايا الدماغ ثابتة لا تفنى ولا تتغير ولا تتجدد طيلة الحياة، ولو كانت متجدِّدة على الدوام كخلايا الدم ونخاع العظام وبطانة المعدة والأمعاء وخلايا الجسم الأخرى كافة فإنّ هذا يعني أنّ ما قد تمّ تخزينه من علوم ومعلومات ومعارف وخبرات ومهارات ستزول كلها عندما تزول الخلايا القديمة وتتجدّد، وهذا يعني بقاء الإنسان جاهلاً على الدوام ولن يدرك شيئاً ممّا يحيط به، ولن يعرف الناس، ولا حتى أقرب المقربين إليه، فيكون بذلك في عداد الأنعام أو دونها مقاماً وذكاءً ووعياً.
من معجزات الخلق بقاء أجزاء كبيرة من الدماغ البشري مقفرة ومجهولة الوظائف، فبدت للعلماء وكأنها غابات يستحيل اقتحامها واستكشافها، أو عوالم وكواكب تعذَّر بلوغها وكشف معالمها وأسرارها!!..
لقد تبيَّن للعلماء أنّ عدد خلايا الدماغ ثابت لا يتغيَّر منذ الولادة وحتى الشيخوخة وصعود الروح إلى بارئها. لقد قدّروا عددها بحوالى مئة مليار خلية، واكتشفوا في كلٍ منها حبيبات وجسيمات دقيقة جدّاً تتهادى في سيتوبلازم الخلايا تهادي السفينة على سطح البحر، فسموها بحبيبات نيسل نسبة للعالم الذي اكتشفها. كما شاهدوا تحت المُجْهِرْ لييفات في غاية الدقّة تسبح جنباً إلى جنب مع تلك الحبيبات. لقد فشلَوا في تحديد وظائف هذه اللييفات وتلك الحبيبات، وإن قال البعض: إنها مركز حفظ الذاكرة والإبداع والنشاطات العقلية للدماغ كافة، ولكن هذا الكلام بقي فرضيات يعوزها الإثبات.
لقد وجد العلماء أنّ الخلية العصبية الواحدة تتشابك مع ما ينوف على (180) ألفاً من الخلايا العصبية المجاورة، وبذلك فإنّ أيّ تحريض يبلغ إحداها سيصيب المجموعة كلّها في اللحظة نفسها، ليس هذا وحسب، بل سيبلغ التحريض من خلال الزوائد الشجرية الكثيفة المحيطة بخلايا الدماغ إلى جميع خلاياه فتتحرَّض برمّتها في أقلّ من ميلي ثانية واحدة.
تصوّر عزيزي القارئ دماغاً يستقبل في لحظة واحدة ملايين الأحاسيس فيحلِّلها ويفسِّرها في اللحظة نفسها ثم يُصدر قراراته وأوامره إلى العضوية جميعها وباللحظة عينها أيضاً!!..

كيف سيكون حال هذا العضو البالغ الحيوية والنشاط؟ وبماذا يمكننا تشبيهه؟


إنّه لا شك أشبه ما يكون بعالمٍ عظيم يزخر بالمعجزات والخوارق وبالظواهر العلمية الأخّاذة. كما تبدو الخلية الواحدة وكأنها مدينة صناعية كبيرة مكتظة بالمعامل العملاقة المعقّدة، وهي مكتظّة بالناس، وشوارعها كثيرة ودائمة الحركة والصخب، ومستودعاتها ممتلئة بالمحاصيل وبالمنتجات من كل صنف من أصناف الصناعات، وموانئها مزدحمة بالبوارج والطائرات، وأناسها هائجون مائجون دائبون عاملون، وجنودها وحرّاسها مستنفرون وحريصون، وحكامها نشطون يقظون، وربهم وخالقهم حكيم خبير رحيم، لا تأخذه سنة ولا نوم ولا يؤووده حفظهم وهو سميع وعليم.


هذا على مستوى الخلية الواحدة! فما بالك بمئة مليار من مثلها؟!!..

وكما سبق وأشرنا، فإن وزن الدماغ البشري لا يزيد عن (1200) غرام، ولكن الجزء النشط منه يتمثَّل في القشرة الدماغية التي لا تزيد سماكتها عن (4 إلى 5) مم، وهي سنجابية اللون ووزنها لا يزيد عن (120) غراماً فقط.


وعلى الرغم من ضآلة حجم ووزن الخلايا الفاعلة في الدماغ، إلا أنها مصدر الإبداع والمهارات، وهي مركز الخيالات والتأمّل والتفكير والتحليل والتركيب، ومنها يتَّقد الذهن، ومنها تبرز قريحة الشعراء وفلسفات المتفلسفين وعبقرية العلماء والرياضيين والفيزيائيين، وهي التي تحدِّد صفات المرء ومعالم شخصيته، وهي السرُّ وراء تمييز الله لبني آدم وتفضيلهم على مخلوقاته كافة! فهل بإمكان علماء الجن والإنس أن يأتوا بمثل هذا الصنع وبهذا الحجم والشكل والوزن، ثمّ يقوم بكل هذه المهام المذهلة؟ لا وألف لا وإن اجتمعوا له.


إنّه إعجاز ما بعده إعجاز، وقدرة إلهية فذّة لا تعدلها قدرة:

(هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (لقمان/ 11).
لقد دأب العلماء في مشارق الأرض ومغاربها وبذلوا قصارى جهدهم وعلومهم وإمكاناتهم وتعاونوا في ما بينهم وتبادلوا الآراء والمعلومات والنظريات والخبرات علَّهم يصلوا إلى سرِّ الخلق والحياة، فمنهم من صنع بيضة دجاج، ومنهم من حاول تركيب الأحماض النووية المختلفة، ومنهم من حاول صناعة الأميبا والجراثيم التي ابتدأت منها الحياة (بحسب معتقدات الماديين والملحدين) ومنهم ومنهم، ثمّ اجتمعوا ليتدارسوا ما وصلوا إليه في مجال الخلق والإبداع والتطوُّر. لقد جاؤوا من كل فجٍ عميق، من أقصى الأرض وأدناها، من أقصى الشرق وأدناه، ومن أقصى الغرب وأدناه، ومن أقصى الشمال ومن الجنوب، اجتمعوا ليعلنوا فشلهم وخذلانهم وعجزهم، وليقرُّروا أنّ الخلق كل الخلق لله وحده ولا يتمّ إلا بأمره سبحانه. لقد قالوا: إنّ نفخ الروح في أيِّ مادة أو كتلة عضوية صنَّعوها أمر فوق قدرات البشر، فبقي سرُّ الروح والحياة بيد الله وحده:
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا) (الإسراء/ 85).
لقد اجتمعوا ليعلنوا فشلهم، ثمّ عادوا بخفيِّ حنين يجرّون وراءهم أذيالاً من الخيبة طويلة، وتعلوهم رؤوس سخيفة واجمة مطأطئة متكدِّرة ومخذولة.
هل يتصور إنسان فيه بعض العقل ويتمتَّع بشيء من الحكمة والمنطق السويِّ أن تُوجِدَ خلايا الدماغ نفسها بنفسها؟ أو أن توجد بمحض الصدفة وهي على هذه الدرجة من الدقّة وإبداع التصميم والقدرات المذهلة؟ وهل يمكن لذرات وجزيئات الخلايا في الجهاز العصبي التي يقدَّر عددها بمليارات المليارات أن توجد نفسها بنفسها، ثمّ تكوِّن الخلايا بما تحتويه من عضيّات دقيقة كحبيبات نيسل والميتوكوندريا واللويفات والشبكة الإندوبلازمية والليزوزومات وأجهزة كولجي والنوى والكروموسمات وما تحمله من جينات وما يكتنفه الجين الواحد من شيفرات إلهية مذهلة؟ وهل يمكن للخلايا أن تجتمع مع بعضها بعضاً وعددها (100) مليار خلية على هذا النحو المتناسق وأن تتخصَّص كل مجموعة منها بوظيفة لا تتعدّاها فتلتزم بها أبد الآبدين؟ أم أنّ الصدفة قد أوكلت لهذه المراكز العصبية مهامها، وأوجدت لها شبكة معقّدة من الألياف العصبية تصلها بباقي أجزاء الجهاز العصبي؟

لقد تأكّد لنا وبشكل ماديٍّ وتجريبي طبيعة العلاقة بين الحواس الكثيرة والدماغ،
فما هي طبيعة العلاقة بين الدماغ والعقل؟ وبين العقل ومراكز الإبداع والتفكير وتخزين المعلومات والكلمات واللغات؟

وما هي صلة الوصل بين الروح والعقل؟ أو بين النفس البشرية والدماغ؟ أو بين النفس البشرية والعقل؟ وما هي النفس البشرية؟ وما هي الروح؟ وما هو العقل؟ وأين يستقركل منها؟ وما وزنه وشكله ولونه؟


يقول العالم المستشار الهندسي الدكتور "كلوم هاثاواي"، الذي صمَّم العقل الإلكتروني للجمعية العلمية لدراسة الملاحة الجوية بمدينة لانغلي فيلد في أميركة: "كان من أسباب إيماني بالله ما قمت به من أعمال هندسية. فبعد أن اشتغلت سنين طويلة في تصميم أجهزة إلكترونية وكومبيوترات، صرت أقدِّر كل تصميم وكل إبداع أشاهده. ثمّ خلصت إلى نتيجة مفادها: إنّه مما لا يتَّفق مع العقل والمنطق أن يوجد التصميم البديع المذهل للعالم من حولنا، والذي يتألف من أعداد هائلة من التصميمات المعقّدة الفذّة من غير إبداع إلهي عظيم لا نهاية لحكمته وعلمه.

حقيقة أنّ هذه الطريقة من الاستدلال العقلي على وجود الله قديمة وقديمة جدّاً، إلّا أنّ العلوم الحديثة صقلتها وجعلتها أكثر وضوحاً وأسطع نوراً وأقوى حجّة وإقناعاً منها في أيِّ وقت مضى.

إنّ كل ذرة من ذرات هذا الكون العظيم أكثر تعقيداً من ذلك العقل الإلكتروني الذي صنَّعته بيديّ. فإن احتاج هذا الكومبيوتر إلى مهندس وإلى مصمِّم وإلى منفِّذ لينجزوه وليخرجوه إلى عالم الوجود، فإنّ الجسد مليء بالأجهزة والأعضاء الحيوية التي ينجز كل منها من المهام الفسيولوجية ما يعجز عنه عشرات الآلات من الأجهزة الدقيقة والكومبيوترات، لابدّ وأنّه هو الآخر بحاجة إلى خالق حكيم، وعالم مبدع ليوجده. وإذا قمنا بمقارنة أعقد وأضخم العقول الإلكترونية بالعقل البشري، ستتجلّى لنا عظمة الله وإبداعه وحكمته في كل ما خلق في ملكوته الواسع العظيم".
(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (فاطر/ 28).
وقال سبحانه:
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ).
وقال عزَّ من قائل: (مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (يونس/ 5).
وعلى الرغم من التطور الكبير الذي طرأ على العقول الإلكترونية، فإنّها تبقى أجهزة صمّاء تعمل على تطبيق قواعد معيّنة تبعاً لمعلومات تمّ تلقينها إيّاها من قِبلِ عقول بشرية هي أعظم وأبهى.
لقد تمكّن العقل الآلي من إيجاد علاقات معيّنة تبعاً لأصول ومعلومات محدّدة تم زرعها فيه، ولكنه عاجز كلّ العجز عن التفكير ذاتياً وعن استخدام المنطق، كما أنّه يفتقر إلى المحاكمة العقلية، ولا يتذوّق الجمال ولا يستمتع بالموسيقى ولا يضحك لفكاهة جميلة إن سمعها أو تمّ تلقينه إيّاها، ولا يطرب إذا ما سمع طرفه عذبة، ولا يبكي ولا يتألّم ولا يحسّ، ولا يملك الإرادة. بينما يقوم العقل البشري بتحليل نفسيّة الناس وينتقدها، ويعالج كل خللٍ طرأ عليها. أمّا العقل الآلي فإنّه يبقى جماداً لا يدري من هذه الأمور شيئاً.

يقول العالم "روبرت هورتون كاميرون" المتخصِّص في الرياضيات وفي التحليل الرياضي والقياس، والأستاذ في جامعتيِّ برنستون ومنيسوتا الأميركيتين: "بإمكاني تصميم عقل إلكتروني قادر على لعب الشطرنج، ولكنه سيبقى آلة صمّاء لا تسعد إذا ربحت، ولا تتأثّر بالخسارة، ولا تشمت عند خسارة اللاعب المنافس لها، كما لا يمكن لهذه الآلة أن تحلِّل الأمور ولا أن تفلسفها بشكل منطقي كما يفعل العقل البشري.


ثمّ يتابع البروفسور كاميرون قائلاً: إنني أؤمن بوجود الله، وعلى يقين تام أنّه الخالق لهذا الكون وللناس أجمعين بسبب ما زوَّدني به من انفعالات، لأنّ الإنسان سيبدو في دونها كالحيوان أو كالجماد. كما أؤمن بوجود الله العليِّ القدير، لأنّه وهبني القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب، وجعلني أنشد العدل في معاملاتي مع الناس، كما جعلني أدافع عن حقوقي وأحرص على نيلها من خلال الإرادة التي وهبني إيّاها.


إنني أؤمن بوجود الله الحكيم بسبب ما قدَّره في عقلي من ذكاء وإرادة ومن قدرة عجيبة على الشعور والإدراك. فعندما أريد عمل شيء ما سيعمل فكري بهذا الشيء ثمّ يصنع القرار، ثمّ يهيِّئ لي الإرادة لأنفِّذ ما أريد تنفيذه. ولولا الإرادة لما كان لأحدنا كيان ولا وجود".

هذا الخلق الفذُّ السويّ الذي لا يمكن له أن يكون أحسن ممّا هو عليه، والذي يدلُّ على مدى عظمة الصانع وقدرته، لابدّ وأن يكون من صنع الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد:
(صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) (النمل/ 88).
نعم إنّه الله:
(الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) (السجدة/ 7).
الذي قال سبحانه:
(مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ) (الملك/ 3).

يتابع البروفسور كاميرون حديثه قائلاً: "إنني أدرك وجود الله من خلال البصر والبصيرة التي وهبني الله إيّاها؛ أما البصر فهو ما نتعلَّمه في حياتنا وما نكتسبه من علوم وثقافات وخبرات من خلال الحواس ومن خلال الأخذ والعطاء، ومن التعامل مع الناس ومن خلال التفاعل مع البيئة والمجتمع الإنساني.


أما البصيرة فإنّها ذلك النور الإلهي الذي يُفرغه الله في قلوبنا فيكشف لنا به ما تعذَّر علينا فهمه، كالإيمان به سبحانه وتعالى. إذاً لابدّ لمن يسعى وراء الإيمان من أن يتأمّل ويتبصَّر في ملكوت الله وفي عظيم قدرته حتى يتمكَّن من إدراك آياته الخالدة في كل مخلوقاته، بعد ذلك يستخدم عقله وحكمته وبصيرته ليستدلّ بها على حقيقة الوجود الإلهي والهيمنة الإلهية التي وضعت نواميس الكون والطبيعة، وكل ما يسعى فيها من نجوم ومجرات، وتعاقب الليل والنهار وتعاقب فصول السنة، والمدِّ والجزر وغير ذلك مما يزخر به الملكوت العظيم".


يردف البروفسور كاميرون فيقول: "إنني أؤمن بالله لأنّه وهبني العقل وكرَّمني بالحكمة والبصيرة التي ميَّزتني عن سائر المخلوقات فنلت بها شرف خلافة الله على هذا الكوكب الجميل".

فالعقل والحكمة والبصيرة نعمٌ من نعم الله الكثيرة علينا:
(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الألْبَابِ) (البقرة/ 269).
وبالحكمة والبصيرة سيستدلّ الإنسان على وجود الله وسيستيقن أنّه الواحد الأحد خالق هذا الكون والمالك الوحيد لهذا الملكوت العظيم وما يزخر به من سماوات ومجرّات ونجوم:
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأولِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران/ 190-191).
قبل أن أنهي حديثي عن أوجه الإعجاز الإلهي في الجهاز العصبي، أحبُّ أن أذكِّر الملاحدة والمادِّيين والماركسيين والداروينيين وأتباع نظرية الخلق الذاتي والتطوّر وبقاء الأصلح والطبيعيين والذين يدَّعون أنّ الإنسان يخلق الإنسان من خلال التناسل – بالآية (73) من سورة الحج:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ).
كما أحب أن أذكر لهم الآية (111) من سورة الإسراء:
(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا).

لذلك كان حقاً علينا الابتعاد عن الملحدين الضالين المضلين، ونبذ أفكارهم وسمومهم وفلسفاتهم، وألا نتخذ الكافرين أولياءً وأصحاباً من دون الله ابتغاء عزَّة زائفة أو عرضٍ زائل أو جاهٍ دنيوي.

(الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) (النساء/ 139).
وتأملوا في قوله سبحانه وتعالى في هؤلاء الملاحدة وفلسفاتهم:
(وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) (المائدة/ 77).

المصدر: كتاب الإعجاز الإلهي في خلق الإنسان وتفنيد نظرية داروين






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2020-11-11, 21:09 رقم المشاركة : 12
فسحة امل
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
إحصائية العضو







فسحة امل غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

افتراضي رد: معجزة الخلية العصبية


ملف عن الخلية العصبية غاية في الأهمية يجعلنا نقول سبحان الله .
عمل متقن وشيق يا صانعة





التوقيع

أعلل النفس بالآمال أرقبها...ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 23:13 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd