عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-03-10, 13:26 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي قصص الأنبياء قصة داوود عليه السلام-


قصص الأنبياء قصة داوود عليه السلام-


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قصص الأنبياء-
قصة داوود عليه السلام

في الحلقة الماضية إنتهينا عند معركة وقعت عند بني إسرائيل وبالتحديد في فلسطين تلك المعركة التي وقعت في عهد" طَالُوتَ" وَجَالُوتَ" لما تقاتلا الفريقان وانسحب كثير من جيش أهل الإيمان ولم تبقى إلا ثلَّة قليلة تلك الثلَّة القليلة التي قاتلت جالوت وجنوده كانوا من أهل الإيمان ومن أهل الصبر في هذه الثلة القليلة كان هناك شاب إسمه داوود وكان شابا شجاعا قويا مُقاتلا جَلْداً بارز من بارز قائد الكفار جالوت وكان جالوت رجلا قويا شجاعا بطلا مُحَصَّناً مُذَرَّعاً فتواجها داوود عليه السلام وهو شاب في مقتبل حياته مع جالوت وبنو إسرائيل يترقبون الكل منهم يخاف من جالوت لكنها قوة الإيمان لكنها تربية الرحمن لمن لذلك الشاب الذي رفع المقلاع وفقأ رأس جالوت فصرعه على الأرض فكبر أهل الإيمان وانتصر المؤمنون{ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وءاتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلمَهُ مِما يَشَاءُ}
كل بنو إسرائيل أحبوا هذا الشاب الذي صار ملكا عليهم والغريب أن بني إسرائيل كانت ذرية الملوك معروفة وذرية الأنبياء معروفة ما كان يجتمع هذا مع هذا إلا في داوود عليه السلام فصار ملكا نبيا وبرضا بني إسرائيل كلهم فقد كان ملكا قويا حاكما عدلا شجاعا أحبه بنو إسرئيل كان قصير القامة أزرق العينين قليل الشعر حسن الخلق طاهر الصدر والقلب كان كثير العبادة كما أخبر نبينا صلى الله عليه وآله وسلم عنه قال أحب القيام إلى الله قيام داوود كيف كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سُدسه { كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} نومهم قليل { كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} ما كان ينام الليل {وَبِالأَسْـحَـارِ هُمْ يَسْـتَغْـفِـرُونَ }
تَخَيَّل داوود عليه السلام كل ليلة يقوم بما يقوم أنزل الله عزوجل عليه التوراة كتابه التوراة وكان يقرأه بصوت حسن كان يُرتل التوراة ويترنم بها أكثر من سبعين صوتا كل صوت أحلى من الآخر وتخيلوا كان داوود عليه السلام يخرج من بيته كل صباح وكل عشي يخرج يترنم بالزابور يقرأه صوت ثاني وثالث كل صوت أحلى من الذي قبله بسبعين صوت كان يترنم بالزابور ويرفع صوته فتأتي الطيور فوقه تُظلله ليس هذا فقط بل كانت الطيور تردد مع داوود الزابور وكانت الجبال تردد مع داوود الزابور { يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ } رَدِّدِي معه { يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ } كانت العبادة في القمة كان يقرأ كان يذكر الله كان يبكي من خشيته كان طاهر القلب نقي السريرة كان كثير العبادة ليس هذا فقط
بل من كثرة تسبيحه وذكره لله عز وجل أسمعه الرب عز وجل تسبيح الجبال { وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ} فقد كان يسمع الجبال تسبح الله عز وجل هل الجماد يُسبح نعم وإن من شيء إلا يُسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم جعل الله عز وجل داوود عليه السلام يفقه تسبيح الجبال ويفقه تسبيح الحصى ويفقه تسبيح الطيور إنه داوود عليه السلام كان يسمع تسبيح الجماد ليس هذا بل كان أيضا يصوم كثيرا يصوم يوما ويفطر يوما كان صوَّاماً قواماً كثير العبادة سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوما أبا موسى الأشعري يقرأ القرءان بصوت جميل فقال له يا أبا موسى يا أبا موسى لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داوود فلا أحد يفوق داوود ولا آل داوود في الصوت الحسن في ذكر الله عز وجل وطاعة الله جل وعلا في التسبيح في الزابور في الذكر صوت حسن لا بالفسق ولا بالفجور لكنها بعبادة الله جل وعلا
في الليل قوام وفي النهار صوام وفي الجهاد مجاهد في سبيل الله يذكر الله كثيرا { وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً } داوود منهم { وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } أكثر بل كل بني إسرائيل رضوا بداوود عليه السلام نبيا وحاكما عدلا قويا إنه من إنه داوود عليه الصلاة والسلام مع أنه كان عابدا مع أنه كان خاشعا مع أنه كان يصوم يوما ويُفطر يوما إلا أنه كان رجلا قويا يأكل من كسب يده { وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ } صاحب القوة ألاَنَ الله عز وجل له الحديد كان داوود بيده يُذيب الحديد لا يحتاج إلى نار ولا يحتاج إلى مطرقة بل كان بيده مُعجزة أعطاه الله عز وجل إياها { وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ } وماذا كان يعمل داوود عليه السلام بالحديد كان يُلَيِّنُ الحديد ويجعل منه ذروعا أول من صنع الذروع داوود عليه السلام كما قال الله عز وجل { وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ } أي لتستفيدوا من هذه الذروع في الحروب
{ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ? فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ } فكان يعمل كل يوم بيده فإذا صنع ذرعا باعه للناس بيعا يعمل من كسب يده فإذا باع إشترى طعاما ليأكله لم يقل أنا حاكم لم يقل أنا ملك لم يقل أنا نبي أرفع يدي إلى السماء فيأتني الطعام والشراب أبدا بل كان يعمل بيده وكان يصنع الحديد والذروع واللباس فيبيعه فيشتري منه طعاما ليأكله هذا داوود عليه السلام ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال أطْيَبُ الطَّعَامِ مِنْ كَسْبِ الرَّجُلِ يَدَهُ إذا عَمِلَ عَمَلاً وَكَسبَ مالا واشترى طعاما فأكله هذا أطعم وأطيب الطعام وإن داوود عليه السلام كان يأكل من كسب يده { وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ }
صاحب القوة والعمل والصنعة لم يقول أنا أصوم فلا أعمل لم يقول أنا أقوم الليل لا أحتاج للعمل لم يقل أنا نبي مشغول بالعبادة والدعوة إلى الله ولا أعمل بل كان يعمل بيده وكان يتكسب وكان يترزق وكان يفعل ويفعل فيبيع الذروع والحديد ويصنع للناس ما يحتاجون إليه بل قال الله عز وجل يعلم داوود عليه السلام يقول إذا صنعت فأتقن الصنعة لا تعمل أي ذرع ولا تعمل أي لباس ولا أي خُودَةٍ ولا أي شيء يستفيد منه الناس بل إذا صنعت مسمارا لتضعه في مكان فقدر هذا المسمار وقدر في السرد الله عز وجل يقول لداوود عليه السلام أن إعمل سَابِغَاتْ أي ذروع تغطي الناس وقدر في السَّرد أي قدر المسمار الذي تضعه فلا يكون كبيرا ولا يكون صغيرا ولا يكون بحجم لا يتناسب مع الذرع الذي تصنعه بل قدر يا دوود في السرد إن الله يحبه إذا عمل أحدكم عملا أن يُتقنه نعم كان قائما كان ذاكرا كان مصليا كان صائما وفي نفس الوقت كان يعمل بيده يتكسب وكان يعمل فيحصل على بعض دريهمات يشتري به طعاما ويبني به مُلكهفلم ينتظر الطعام يأتيه من السماء ولا الرزق يخرج له من تحت الأرض بل كان يعمل بيده ويتكسب ويتوكل على ربه عز وجل

***
أعطا الله عز وجل داوود عليه السلام مُلكا عظيما وحُكما سَديدا وكان يجلس للناس يتحاكمون إليه إذا إختلفوا فيأتي إليه المُتخاصمون ويحكم فيهم بحكم الله عز وجل لأنه يعلم إن الإنسان إذا حكم لابد أن يحكم بالعدل { وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ } لابد أن يحكم الإنسان بالعدل وإلا لا يحكم في مرة من المرات دخل إليه رجلان أتى إليه رجل يَدَّعِي على صاحبه أنه سلبه بقرته حاول داوود عليه السلام أن يعرف الظالم من المظلوم والناس مجتمعون يريدون أن يسمعوا ويعرفوا حكم داوود عليه السلام أحكم الناس في زمنه إنتظر داوود لم يعرف أجَّلَ الحُكْمَ بالقضية إنتظر إلى الليل يصلي قيام الليل ويدعو الله جل وعلا لأنه يؤمن أنه ما اُوتِيَ الإنسان من العلم إلا قليلا
دعا الله جل وعلا فأوحى الله إليه أن أقتل الرجل المُدَّعِي سُبحان الله القضية بقرة سُلِبَت وإن كان كاذبا فلِمَا أقتله فلَّمَا أصبح الصباح واجتمع الناس ينتظرون أن يسمعو من داوود عليه السلام حُكمَهُ في هذا الرجل فجاءه داوود عليه السلام قال يا فلان يقول للمدعي الذي يقول أن بقرته سُلِبت منه قال له يا رجل إن الله عز وجل أوحى إلي أن أقتلك فماذا صنعت ماذا فعلت هل هذه البقرة بقرتك هل أنت صادق بهذا الإدعاء فأقسم الرجل والناس ينظرون قال والله الذي لا إله غيره إن البقرة بقرتي ولقد سُلِبْتُها أن الرجل أخذ بقرتي وأنا صادق فيما أقول تعجب الناس كيف يحكم داوود عليه السلام على رجل بأنه يُقتل وهو صادق في دعواه
فإذا بالرجل بعد أن ألَحَّ عليه داوود وعلم أن الله عز وجل فاضحه لا محالة قال الرجل لقد قتلت أب الرجل قبل زمن ولم يدري أحد بهذا الأمر فكبر الناس وعلموا أن داوود عليه السلام لا يحكم إلا بحكم الله عز وجل فأمر داوود بهذا الرجل فقتل { وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ } داوود عليه السلام { وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ } النبوة { وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ } لا زال داوود عليه السلام يحكم في المتخاصمين يجلس في مجلس الحكم والناس تأتي إليه عليه الصلاة والسلام ويحكم بحكم الله عز وجل كان من أحكم الناس في زمنه أحبه كل بني إسرائيل ما إختلف إثنان إلا وحكم داوود فيهما عليه السلام في مرة من المرات كان داوود عليه السلام جالسا فتسور عليه السور رجلان ففزع منهم داوود عليه السلام { وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ } ما دخلوا عليه من الباب بل تسوروا الجدار ودخلوا على داوود عليه السلام ففزع منهم داوود
من الذي أدخلكما إستعجل حكم داوود عليه السلام أردوا الحكم من داوود ودخلوا عليه فجأة بغير إستأذان { إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ } لاتخف جئنا نتخاصم إليك يا داوود { خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ } إهدينا يا داوود إلى حكم الله عز وجل ما الخبر ما الذي حدث تكلم الأول وهو يبكي عند داوود عليه السلام أنظروا إلى الأسلوب الذي جاء به الأول الذي أراد أن يصور لداوود عليه السلام أنه مظلوم قال أنظر إلى صاحبي أنظر إلى أخي وصاحبي عنده تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نعجة ولم يكتفي بالنعاج التي عنده وأنا لا أملك إلا نعجة واحدة وغصبني هذه النعجة أنظر إليه وهو يبكي وداوود يستمع إليه داوود يسمع لهذا الرجل والأول ساكت سمع أن الأول له تسع وتسعون نعجة
وهذا الذي يتكلم ليست له إلا نعجة واحدة قال وأخذ مني هذه النعجة وأعزني في الخطاب أسلوبه أحسن من أسلوبي وكلامه أفضل من كلامي ويستطيع الجدال وأنا لا أستطيع الكلام وأخذ مني هذه النعجة { إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ } لي فقط نعجة واحدة فغصبني إياها وأخذها مني وأعزني في الخطاب فإذا بداوود عليه السلام لأول مرة في حياته يحكم مُستعجلا مهما كَمُلَ الإنسان لابد من الخطأ فكل بني آدم خطاء وهذا خطأ داوود عليه السلام لم يسمع من الذي عنده تسع وتسعون نعجة ربما يكون الحق معه قال داوود عليه السلام {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ } كثر من الناس وكثير من الأصحاب يظلم بعضهم بعضا داوود عليه السلام حكم بغير أن يستمع من الأول
فأخبره الله عز وجل أن هذا إختبار لقد إستعجلت الحكم يا داوود حتى لا يظن الناس أن هناك إنسان معصوم إلا إذا عصمه الرب عز وجل يا داوود إختبار لكنك لم تُوفق فيه { وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ } فجلس داوود عليه السلام يبكي ويصلي ويسجد لله طِوال عمره على هذا الذنب { فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ } فغفر الله عز وجل ذلك وأعطاه الله عز وجل مغفرة من عنده وجعل له حُسن المئاب وإنا له عندنا لزلفى وحسن مئاب وظل داوود طِوال عمره عابدا ذاكرا مُحِبّاً لربه عز وجل يفصل بين الناس بالحق أحبه بنو إسرائيل كم أحبه القوم لأنه كان عادلا حكيما هذا داوود عليه السلام ظل طِوال عمره في عبادة ربه عز وجل

***

عاش داوود عليه السلام في عبادة ربه عز وجل كان عابدا صالحا تقيا مؤمنا كثير الصلاة كثير الصيام نذكر في قصة آدم عليه السلام لما مسح الله عز وجل على ظهره ونزلت كل الذرية رأى فيهم شخصا يُزهِرْ يُضيئ من هذا الشخص سأل آدم عليه السلام ربه عز وجل من هذا قال هذا إبنك داوود نبي من أنبياء الله عز وجل سأل آدام ربه كم عمره يا رب قال ستون عاما قال يارب زِدْ من عمره قال لن أزيده إلا من عمرك يا آدم قال خذ من عمري أربعين عاما فأعطِهِ إياها فلما وصل آدم عليه السلام إلى العمر الذي طلبه ناقصا أربعين عاما قال بقي من عمري أربعين عاما قال أعطيتها لِداوود فنسي آدم ونسيت ذريته فأتم الله عز وجل لآدم ألفا وأتم الله عز وجل لداوود مائة عام
في ذلك اليوم وكان داوود عليه السلام شديد الغيرة ما يرضى أن يدخل رجلا إلى بيته بغير عِلمه في يوم من الأيام وكان خارج البيت وجدت إمرأته رجلا غريبا في صحن الدار في البيت فصاحت المرأة من أنت من الذي أدخلك لو علم بنا داوود لفعل وفعل فجاء الخبر لمن لداوود عليه السلام فرجع إلى البيت ودخل وغضب لما رأى رجلا غريبا في بيته قال من أنت ومن أدخلك بيتي وكيف دخلت فقال الرجل بكل ثقة قال أن الذي لا اُمنع من الحُجاب ولا أخاف الملوك أنا شخص لا أخاف أحدا ولا يمنعني أحد من دخول بيته فقال داوود وقد كان فَطِناً قال إذا أنت ملك الموت قال نعم أنا ملك الموت فقال داوود عليه السلام مرحبا بالموت كيف لا يقولها وهو نبي من أنبياء الله كيف لا يقولها وقد قضى حياته بصيام وصلاة وقيام وذكر وعبادة لله عز وجل كيف لا يقولوها رجل عابد مثل داوود عليه السلام
فقٌبض داوود وعمره مائة عام { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي } كم حزن بنو إسرائيل على داوود عليه السلام فقد أحبوه حُبا عظيما إنه داوود الذي أعطاه الله الملك والحكم والنبوة كل بنو إسرائيل كانوا يحبون داوود عليه السلام فلما مات ضج الناس بالبكاء حزنت أمة بني إسرائيل في ذلك الزمن حُزنا عظيما شديدا أما جنازته فقد كانت جنازة مَهِيبَةٍ حضرها عشرات الألآف من الناس من الذين حضروا جنازته أربعون ألف راهب أربعون ألف راهب يسيرون في جنازة من داوود عليه السلام في تلك الجنازة أصيب الناس بالحر الشديد حر شديد أصابهم فذهبوا إلى سليمان إبن داوود ذهبوا إلى سليمان فقالوا له يا سليمان يا سليمان قد أهلكنا الحر في جنازة أبيك فأرسل إلينا طيرا تظللنا وقد كان سليمان يكلم الطير فنادى سليمان عليه السلام بالطيور فجاءت الطيور فظللت الناس وتشابكت الطيور وصار منظرا عظيما مهيبا في جنازة داوود
حتى إختنق الناس من كثرة الطيور لم يأتي هواء ولا ريح الناس فخاف الناس الهلاك فذهبوا إلى سليمان عليه السلام وقالوا له يا سليمان اْمُرِي الطير فلْتُفَرِّجْ عنا شيئا فأمر سليمان عليه السلام الطيور وقد كان يكلمها أمر سليمان عليه السلام الطيور ففرجت شيئا فشيئا وجعلت تحجز فقط الشمس عن الناس في جنازة من في جنازة داوود ذهب الرجل الصالح توفي الرجل العابد الذي كان يصوم يوما ويُفطر يوما نبي الله الصالح صاحب الصوت الجميل توفي نعم مات لأن كل نفس ذائقة الموت كل إنسان وإن كان أصلح الناس فإنه ستأتيه مَنِيَتُهُ يوما من الأيام طويت صفحة من صفحات الأنبياء ومات داوود عليه السلام
من الذي جاء بعد داوود عليه السلام أي نبي أرسله الله عز وجل للبشرية بعد داوود سوف نتكلم في الحلقة القادمة بإذن الله عن نبي وهو سليمان عليه السلام ما قصته مع الطيور ما قصته مع النمل ما قصته مع الهدهد ما قصة سليمان عليه السلام مع الوحش والطير من سخره الله عز وجل لأجل سليمان قصة سليمان مع الجن مع الشياطين مع الخيل مع بِلقيس قصص عظيمة رُوِيَّت في نبي الله سليمان عليه السلام هذه القصص وتفاصيلُها وغرائبها سوف نوردها لكم إن شاء الله في الحلقة المقبلة كونوا معنا أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته





    رد مع اقتباس