نامت الشعوب نوم العوافي,حتى خلناها ماتت ,ذرفنا عليها دمعا فياضا,وأقمنا لها نعوشا,واصطحبناها لمتواها الأخير,راضية مرضية.لكن في يوم غير ذي شمس,صحت من سباتها,وتململت وترنحت,فنفضت عنها الغبار,وخرجت للشارع,تجوبه طولا وعرضا وهي مزمجرة ,كما الأسود الجريحة,تركض ركضا ,وترفس رفسا,داعية للحرية.أصابنا منها الذهول.لم نكن نذري أن الأموات ستستفيق يوما ليعلو صخبها على علو السحاب,لكن علمنا فيما بعد أن الشعوب لم تكن ميتة بل حية ترزق,فقط سلبت إرادتها وحريتها,فاختارت الانزواء طوعا,والسير إلى جانب الحائط,إلى حين.ولما لم يعد يجدي ذلك نفعا,خرجت لتعانق الميادين,منددة بإسقاط رموز الفساد.  |