عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-09-16, 01:18 رقم المشاركة : 1
محمد محضار
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية محمد محضار

 

إحصائية العضو







محمد محضار غير متواجد حالياً


افتراضي الابتسامة الصفراء ..............لمحضار


رسم على وجهه ابسامة صفراء, ومسح دمعة نافرة سالت على خده الذابل . ظل يحملق في وجوه الاشخاص الحاضرين , كانت الموسيقى تصدح هادرة , وصوت المغني الشعبي الناشز يحطم السكون ..وكانت الفتيات وكذا بعض النمساء يرقصن بانتشاء ظاهر ..احيانا يتسلل الى جانبهن بعض الشبان وحتى بعض الرجال ليشاركوا في الرقص ..بدا له كل شيء اشبه بالحلم ..حاول استرجاع شذرات من الماضي الآفل ..قالت له زوجته وقد احست بشروده :
-الست سعيدا بحق السماء , ها قد عشت حتى زوجت اخر بناتك
رد عليها وهو يبتسم :
-بقدر ما انا سعيد ..بقدر ما انا حزين ..لانها ستفارقنا كأختيها ونبقى وحيدين..
قاطعته ضاحكة:
-هذا شيء جميل سيصبح لنا بيت جديد نأوي اليه متى شئنا
انها تحاول التخفيف عنه بكلماتها هذه ..الامر بالنسبة له يعلن عن اكتمال مهمته في الحياة ..لقد ادى واجبه ,واصبح عليه الان ان يقف مع صف المنتظرين..وتلك قصة اخرى.
سمع رجلا من الحاضرين يقول لزميله: هذا حال الدنيا ..شي طالع شي نازل..احس بان قوله يعبر عن حاله ..
كانت النكافة قد بدأت تردد لازمتها المعتادة في كل الاعراس , انطلقت الزغاريد وصلى الجميع على النبي..قال لنفسه ..ليفعل الزمن ماشاء ..الله موجود ..المهم ان تكون الصغيرة سعيدة ومرتاحة..الديون لا تهم والاقتطاعات المنتظرةمن الراتب الهزيل محتملة..فقد اصبحت له حصانة ضد الفقر وضيق ذات اليد ..يساعده في ذلك تدبير زوجته و حسن تصريفها لامور البيت..
هما يشتغلان معا ..ويكافحان معا ..الحياة بالنسبة لهما شغل ولاشيء غير ذلك..لحظات المتعة والحب و كل تلك الاشياء الجميلة التي يمكن ان يعيشها زوجان ظلت غائبةبالنسبة لهما.
لحظاتهما الحميمية كانت نسخا كاربونية متشابهة ..احاديثهما هي دوما عن المشاكل المادية, ومتاعبهما في العمل , ومصاريف البنات ولا شئ غيرذلك..الحياة بالنسبة لهما حساب وميزانية شهرية ,وتخطيط يجب احترام بنوده .
تاب الى نفسه عندما عادت زوجته لتقطع عليه لحظات استرجاعه لفصول حياته, وهي تهتف به :
-هيا ..هيا بنا لنأخد صورا مع ابنتك وعريسها
رد بصوت خافت:
-هيا هيا الله يكمل عليها هي وزوجها...

محمد محضار2004





    رد مع اقتباس