تازوطا " بناية متفرّدة في منطقة دكالة . بنايات أسطوانية الشكل تجسد جزءا من موروث دكالة العمراني والثقافي . «تازوطا TAZOTA".. إنها تلك البنايات الأسطوانية الشكل التي ينفرد بها إقليم الجديدة. هياكلها تقوم على حجارة مصفوفة بدقة وعناية متناهيتين. جدرانها مغلفة، من الداخل، بالطين المخلوط بالتبن والقصب؛ فيما يشبه "التابيا" التي كانت مسخرة في القرن 12 الميلادي وبعده لبناء عدد من الأسوار التاريخية. وإذا كانت الروايات متعددة حول أصل تسمية "تازوطا"، فإنها تكاد تجمع على أنها كلمة بربرية تعني "القصعة الكبيرة"، وهي شبيهة ب"التوفري"، بما تعنيه الكلمة من عمق في الثقافة البدوية الأصيلة. وكانت بنايات "تازوطا" منتشرة بشكل كبير في دكالة العميقة ذات الطبيعة الحجرية، وبمرور الأيام زحف البناء الإسمنتي فتراجعت إلى أن كادت تختفي وتندثر. ويعود بعث هذا النمط العمراني ذي الشكل الأسطواني من جديد، إلى محمد حكار وبالضبط بمنطقة الشعيبات، التي تبعد ب 35 كيلومترا عن الجديدة في الطريق نحو أولاد افرج، في إطار استراحة تازوطا التي تؤسس اليوم لسياحة إيكولوجية تنمو وتزدهر في صمت. كلمة (تازوطا) تعني بالأمازيغية (القصعة) أو الإناء الدائري الشكل، وهو المعني الذي يفسر كون هذا البناء الذي ترجع جذوره إلى أكثر من مئة سنة صمم على شكل دائري وهرمي من الأحجار فقط دون إضافة أي مادة من مواد البناء ،واغرب ما يؤكده سكان المنطقة أن شكل تازوطا الهندسي حين يتداعى بنائها فإن انهيار أحجارها ياتي بالتساقط خارجها دون أن تسقط ولو حجرة واحدة بداخل البناء لقد حيرتنا الأحجار الكبيرة والطريقة التي سوّى بها إنسان دكالة بناء تازوطا ليضمن بها حاجات حياته اليومية، منذ سنين خلت .