عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-02-13, 20:23 رقم المشاركة : 1
حامل المسك
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية حامل المسك

 

إحصائية العضو








حامل المسك غير متواجد حالياً


مدرسة حامل المسك هل أنت معاق؟؟ قصة معاق في حفظ القرآن..


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
وعلى آله وصحبه أجمعين


هل أنت معاق؟؟ همة معاق في حفظ القرآن..

سؤال أود أن أطرحه عليكم.. قد يبدو غريبا.. لكن بعد قراءتك لهذه الكلمات ستزول الغرابة وتنقضي.. وسأترك الجواب عن السؤال لكل واحد منكم..

كنت جالسا بجامع القرويين.. بعد صلاة العصر.. إذ طلع علينا طفل صغير السن لا يتجاوز 12 من عمره.. ابتلاه الله في بدنه.. فكان يمشي بصعوبة ورجليه ملتصقتان ببعضهما البعض.. حتى وقف أمامنا..

ظننته سيسأل عن مكان الوضوء أو عن شخص ما داخل المسجد.. أو.. أو... لكن.. صدمني بعدما نطق وبصعوبة – لأن فمه لا يكاد يطاوعه في النطق بالحروف جيدا - .. تعرفون ماذا قال؟؟

قال : أريد أن أستظهر عليكم ثمنا من القرآن الكريم.. لم أكن وحدي حينها.. بل كنا أربعة.. نظرت في وجوههم أتفحص.. هل أصابتهم الدهشة التي أصابتني؟؟ هل علا وجوههم الذهول؟؟ نطق أحدهم بين صمت رهيب.. وكأنه استصغر أمر الغلام.. أو ظن أن به مسا.. قال : يا بني.. عليك أن تذهب إلى فقيه.. قاطعته بدون أن أشعر.. لا.. لا.. تعال واجلس وأنا أنصت إليك.. تقدم ذلك الصبي وهو يجر رجليه نحوي ثم جلس.. وبدأ بالاستعاذة ثم افتتح قول الله عز وجل من سورة طه : قال قد أوتيت سؤلك يا موسى ولقد مننا عليك مرة أخرى إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى... الآيات..

كان يقرأ ولا أكاد أفهم ما يقول لولا أنني أحفظ هذه السورة.. وهو يقرأ كنت أرمقه بعيني.. نظرات إشفاق.. لكن ليست عليه.. بل على نفسي.. نعم.. أشفقت على نفسي.. كيف أن هذا الغلام المعاق في جسده عنده هذا التوجه النبيل.. وقرناؤه كانوا قبل قليل يلعبون بالجامع والناس يصلون العصر؟؟ انتهى من الثمن وبدأ الحوار الآتي :

قلت له : ما شاء الله عليك.. هل تحفظ السورة بأكملها؟؟..

قال : نعم..

قلت : كم تحفظ من القرآن؟؟..

قال : نصفه الثاني.. (يقصد من سورة مريم إلى سورة الناس)

قلت له : وهل تحفظ في دار القرآن؟؟

قال : نعم.. بعين السمن.. (وهو مكان بعيد عنا يحتاج لركوب الحافلة للذهاب إليه)

واستطرد قائلا : أريد أن أذهب إلى دار القرآن النهضة.. (وهي دار قريبة منا) لأكمل الحفظ هناك..

قلت له : أنت تسكن بعيدا عنها وهذا صعب عليك..

قال : سوف أستعمل الحافلة للذهاب والإياب.. سألته عن سبب تمسكه بدار القرآن النهضة.. فأخبرني أن السبب هو الوقت الكبير الذي تفتح فيه دار القرآن أبوابها للطلبة.. فوعدته أن أفعل.. لكن حتى يذهب هو أولا.. وإذا لم يتم قبوله والموافقة على التحاقه بحلقة التحفيظ سأتدخل حينها..

وافق على اقتراحي بمضض.. وقام مودعا وأنا أرمقه حتى غاب عن ناظري..

بعد سماعك أخي الكريم للقصة.. ألم تشفق أنت كذلك على نفسك؟؟؟ ألم تحتقر نفسك؟؟؟ صحة ومال ووقت ولا تفكر في حفظ آية واحدة من القرآن.. أليس هذا هو الغباء بعينه؟!! أليس هذا هو الخسران المبين؟؟! أن تمتلك كل لوازم عمل الخير ولا تقوم بعمله.. بل ولا تفكر في عمله.. وأي خير أعظم من حفظ كتاب الله العزيز..

ألم يقل حبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم : " خيركم من تعلم القرآن وعلمه "..

ليس خيرنا من ملك الدور والقصور.. لكن خيرنا من عمل لبيته وسط القبور..

إنني لأخجل وأستصغر نفسي أمام هذا الغلام المعاق.. الذي إذا نظرت إليه لن تعيره أدنى اهتمام.. لكن عندما تعرف طموحه وأهدافه وهمته.. حينها تستحق أن تحكم على نفسك بأنك أنت المعاق.. فالمعاق ليس من فقد أحد أعضاء جسده أو عنده خلل عضوي.. بل المعاق - حقا وصدقا - هو من عاقته نفسه عن الصالحات..

فهل تستطيع الآن الجواب عن السؤال : هل أنت معاق؟؟؟

يا نفس.. جدي فقد جد المجدون..

يا نفس.. اجتهدي فقد اجتهد المجتهدون..

يا نفس.. أترضين بالهوان والدون؟!..

أقول ما تقرأون أو تسمعون.. وأسأل الله لي ولكم همة في حفظ كتابه.. وحرصا على تدبره والعمل بما فيه..

إنه ولي ذلك والقادر عليه..
×××××××××××××
كتبت هذه الكلمات قبل أربع سنوات.. وهأنذا أضيف خبرا جديدا : وهو أن صاحبنا قد أتم حفظ كتاب الله عز وجل ونال المرتبة الأولى وبذلك استحق جائزة عمرة إلى الديار المقدسة.. وقد ذهب والده عوضا عنه.. فهنيئا للوالد الكريم وهنيئا لصاحبنا صاحب الهمة الشماء التي تناطح السماء بل الجوزاااااء..





    رد مع اقتباس