عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-02-15, 14:30 رقم المشاركة : 1
بلابل السلام
بروفســــــــور
إحصائية العضو







بلابل السلام غير متواجد حالياً


وسام المشاركة

وسام حفظ سورة الكهف

وسام المرتبة الأولى في مسابقة القرآن الكريم والتجو

افتراضي سيدي الإدماج ..كفانا إزعاج







سيدي الإدماج ..كفانا إزعاج





حديثي عن الادماج سيكون برؤيتي البسيطة والمتواضعة بعيدا عن التعقيدات الاصطلاحية البيداغوجية التي ميعت الحقل التربوي .


حقيقة قبل خضوعي للتكوين في بداية هذا الموسم الدراسي لم أكن أعلم الشئ الكثير عن بيداغوجيا الإدماج ، وانتقادات السادة الأساتذة لها وبشدة أفقدني حماس البحث في كنهها ، جُل انطباعي عنها أنها بيداغوجيا دخيلة على الجسم التربوي كسابقاتها ، وأنها تسعى للرفع من مستوى المتعلم والذَّوْذ عنه وتثمين كل ما يصدرعنه ولو كان خطأ ، قياسا على القاعدة الفقهية التي تثبت الأجر للمجتهد سواء أخطأ أو أصاب " يعني هذاك الصفر خاصو يتلغى من قاموس المصححين ..ليس عندنا تليمذ يساوي صفر "

بعد التكوين النظري العقيم تكرست قناعتي بلاجدوى هذه البيداغوجيا ، خصوصا أن التكوين ركز على التنظير لواقع غير واقعنا .ولم يهيئ أرضية سليمة ليزرع فيها بذرة الإدماج ، فلا المقررات المناسبة جاهزة ، ولا الكراسات أحضرت في موعدها ، ولا توقيت التأطير كان مناسبا ...

ولكن إحقاقا للحق أقول أن فكرة البيداغوجيا أعجبتني :
جميل أن نقدم للتلميذ مجموعة من الموارد ثم نقيم مدى استفادته منها بهذه الطريقة التي تنمي عنده مهارة حسن التوظيف للموارد ، وحسن التعبير عنها بأسلوبه الخاص ، وجميل أن نقوم بمتابعة تعثرات التلاميذ ومعالجتها للرقي بمستوى المتعلم ..ولكن هذا مستحيل في ظل الواقع الذي يعيشه تعليمنا .

لماذا ؟

هناك إكراهات تحول دون تطبيق هذه البيداغوجيا ،فمثلا بالنسبة لمادة التربية الإسلامية عدد الأقسام التي ندرسها 12 قسما ، وكل قسم يفوق عدد تلاميذه 36 تلميذا . فعندما أقوم مثلا بوضعية إدماجية المفروض أن أصححها لأقف على مجمل التعثرات وأقوم بتفييئ التلاميذ ومن ثم أبحث عن حلول لمعالجتها فكيف يمكنني القيام بذلك مع 400 تلميذ ؟
والمضحك المبكي ما يسمى بالمعالجة المؤسساتية ، إذ يقوم مدير المؤسسة – كما أخبرونا بإنشاء أقسام خاصة بالمتعثرين ، ويسند تدريسها لمختصين تبعا لطبيعة التعثرات " غير كولوا لي على من كيضحكوا هاذ الناس ؟"

بالنسبة للمناهج فالإشكال مطروح بحدة في المادة ، إذ أن الدروس المقررة خلال السنة 50 درسا بمعدل 25 درسا كل دورة، والمفروض تدريس كل درس في ساعة واحدة فقط ،وفي كثير من الأحيان ساعة واحدة لا تكفي مع بعض الدروس فنضظر لتدريسها في ساعتين، والغريب أن يُطلب منا تنفيذ مخطط الادماج دون توفير المقرر المناسب ، وكحل ترقيعي طُلب منا إدماج بعض الدروس مع بعض وتدريسها في ساعة واحدة ، مثلا " تدريس دروس العلاقة بين الوالدين وصلة الرحم وحقوق الجار في ساعة " ..فبالله عليكم إن كانت ساعة واحدة لا تكفي لدرس فكيف بثلاث دروس ؟؟؟

أضف إلى ذلك أن التلميذ سيصبح مطالبا في إطار البيداغوجيا الجديدة بحفظ كل الدروس في نهاية السنة " 50درسا " فهل تلميذنا بمؤهلاته الضعيفة قادر على هذا التحدي ؟

إشكالية أخرى طٌرحت وهي طريقة التوصل بالكراسات والتي تثير الضحك والاشمئزاز في نفس الآن ، حيث يطلب من الأستاذ الذهاب على رأس كل حصة للحراسة لاحضار الكراسات وعدٍّها قبل التسليم وبعده ، واحتساب هذا الزمن في التعامل مع الوضعية لم يؤخذ بعين الاعتبار ، حيث تم التقسيم على أساس : 10 دقائق لقراءة الوضعية وشرحها +5 دقائق للتشاور بين التلاميذ بعد تقسيمهم الى مجموعات + 30 دقيقة للانجاز الفردي + 10 دقائق لشبكة التحقق " وفي الغالب الحصة العادية لا تبدأ الا بعد 5 دقائق بعد التحاق التلاميذ بالقسم ، فأين زمن " سير واجي للحراسة "
وماذا لو تأخر الحارس العام في الحصة الاولى ولم يحضر الا في 8و20 أو 8 و30 ؟؟؟؟

خلاصة القول أني لم أستسغ هذه البيداغوجيا ولم ألمس من خلالها فائدة أو إضافة نوعية للتلميذ ، فأسابيع الإدماج بالنسبة لكثير من التلاميذ أسابيع للراحة من عناء الحفظ وإنجازالواجبات المدرسية، وليست أسابيع للاسثتمار كما هو مخطط لها .و قدسألت العديد من التلاميذ فلم يبدوا استحسانهم للإدماج .


طالما أن هدفنا هو منفعة التلميذ ..فاعلموا يا سادة أن الإدماج لا نفع فيه ، وأنكم تهدرون المال العام فيما لا نفع فيه ، ملايين الأموال صرفت في هذه البيداغوجيا والنتيجة مليون صفر ، ولا أدري لم وزارة التربية الوطنية تتعامى عن كل الصرخات وكأنها بشار جديد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


عباءة الادماج فضفاضة ..
هاالعار إِلَى قيسوا علينا قبل ما تخيطو وتلبسونا ..
راه ولنا ضحكة بهاذ المخططات العشوائية .

هذه رؤيتي البسيطة لكابوس الإدماج ..وأنتظر تأييدكم أو تصويبكم





التوقيع


آخر تعديل بلابل السلام يوم 2012-02-15 في 14:41.
    رد مع اقتباس