عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-11-25, 18:10 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

important سلسلة من روائع الإعجاز البلاغي واللغوي :دعوة للمشاركة



سلسلة:من روائع الإعجاز البلاغي واللغوي


الفرق بين فعل ( خلق ) و فعل ( جعل )



بسم الله الرحمن الرحيم

إن الخلق هو الإيجاد المبدئي من العدم، وهو فعل يدل على خاصية إلهية لا يجوز أن تنسب لبشر.
أما(جَعَلَ) فهو فعل يعني تقدير أو إنتاج أو إضفاء هيئة معينة وحال معين على شيء تم خلقه فعلاً قبلاً.


ودعنا نلاحظ النصوص القرآنية العديدة التي جمعت الفعلين معا لندرك الفرق بينهما.
قال الله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلالاً {81}﴾[النحل].

ويقول تعالى: ﴿ اللَّهُ الذي خَلَقَكُم مِن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يشاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ {54}﴾[الروم].
ويقول سبحانه:﴿وَهُوَ الذي خَلَقَ مِنَ الماء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا {54}﴾[الفرقان].
ويقول الله(عزَّ وجلّ):﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا {11}وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُودًا {21}﴾[المدثر].
ويقول الله العلي القدير:﴿يا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّاخَلَقْنَاكُم مِن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وقبائل لتعارفوا {13}﴾[الحجرات].
ويقول الله (جلّ في علاه): ﴿ ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى {38} فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى{39}﴾[القيامة].


ومن هذه الآيات الكريمات كلها نستطيع أن نلحظ أن معنى الفعل (خلق) يختلف لغويٌّا تمامًا عن الفعل (جعل)، وبالذات في نطاق الخلق والتقدير الإلهي للكائنات الحية.

ولكن هناك موضع واحد في قصة الخلق كلها يتم فيه التعبير بصورة متساوية بفعلي (خلق) و(جعل) عن قضية واحدة وبنفس المعنى، هذا الموضع هو المتعلق بخلق الزوج (الأنثى), بداية من الزوج الأول حواء عليها السلام حيث أن إيجاد حواء من جسد آدم عليهما السلام (أي خلق الخلية الأنثوية من الخلية الذكرية)، هو واقعة بيولوجية غير متكررة، ولن تحدث مرة ثانية على الأرض، فتلك الواقعة إذَن يمكن التعبير عنها تمامًا بفعل (خلق),
ولكن لأنها واقعة غير مسبوقة ولا متكررة وهي حادثة فريدة في التكاثر البشري ولا يمكن أن تحدث على الأرض حسب النواميس الإلهية، فهي إذَن أيضًا يمكن التعبير عنها بـ (خلق).
يقول تعالى:﴿يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الذي خَلَقَكُم مِن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا ونساء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الذي تساءلون بِهِ وَالأَرْحَامَ إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا{1}﴾[النساء].

وعلى هذا فالخلاصة، أن فعل (خلق) المعروف يختلف عن فعل (جعل) قرآنيٌّا، وإن كان ذلك لا يمنع اقتراب المعنى في بعض المواقف المحددة فقط، مثل الموقف المعبر عن خلق الزوج (حواء عليها السلام).






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2013-11-25 في 18:43.
    رد مع اقتباس