الموضوع: يوميات قزم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-10-17, 22:01 رقم المشاركة : 1
ابو العز
نائب مدير الأفكار والمشاريع الأستاذية
 
الصورة الرمزية ابو العز

 

إحصائية العضو








ابو العز غير متواجد حالياً


مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المسابقة الترفيهية المرتبة 2

وسام المركز الأول مسابقة الإبداع الأدبي

وسام المشارك

مسابقة كان خلقه القران2

وسام المشاركة

وسام المشاركة

وسام الرتبة الثانية في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر ي

khaterah يوميات قزم


جئت لهذه الدنيا بالتطبيل والتهليل والزغاريد.ترعرعت في كنف والدي ووالدتي.كنت نشوانا مزهوا بحياتي.ألعب مع أقراني وألهو.أتنطط هنا وهناك عابثا بكل ماهو أمامي,كأي طفل صغير.لكن مع مرور الوقت,لاحظت أن جميع أقراني نموا وكبروا,إلا أنا بقيت كما أنا .الجميع أصبح ينظرإلي من عل.وأنا أهز دائما رأسي ,لأتفحص ملامحهم وهم يكلمونني.لدرجة أصبح الواحد منهم ,إن هوأراد التحدث إلي ,يجثو على ركبتيه ليسمعني ما سيقول لي.والذي حز في نفسي أن جميع أقراني بدأوا ينعتونني بالقزم.
كنت أجلس السويعات تلو السويعات لوحدي.أبكي حالي ,وأدعو ربي أن يزيد من طولي.إلى أن تأكدت,مع الوقت,أنني فعلا قزم صغير.هكذا خلقني ربي ,وهكذا سأبقى.تأسفت لحالي,ورضيت بماقدره الله لي.فأنا إنسان مؤمن .لكن كيف سأتكيف مع هذا الواقع؟تلك هي مشكلتي.
أنا قصير لا أصلح للعب الكرة مع أصدقائي.وإذا اجتمعت مع الناس لا أحد يبالي بحضوري.كلامي لا يلقى آذانا صاغية.
تخيلوا,ذهبت يوما للمصرف لإخراج بعض نقودي.دلفت المصرف.وقفت أمام شباك الزبائن,وقلت للمستخدم:السلام عليكم.لا أحد رد السلام.أعدتها مرة أخرى:السلام عليكم.فسمعت المستخدم يقول:بسم الله الرحمن الرحيم.من يتكلم؟ هو لايراني لقصري,وأنا لا أراه طبعا.ذعر المستخدم,وفر هاربا إلى الخارج.فأدار وجهه تجاهي.فعاد ضاحكا,يسلم علي,ويطبطب على كتفي ويربت,كأنني طفل صغير.أنا الذي أكبره سنا, ولي أولاد أكبر منه.أذكر أنه هزني بكلتا يديه,ووضعني على مكتبه,وسلمني نقودي.وتحلق من حولي جميع مستخدمي المصرف,كأنني جرو صغير.منهم من داعب خصلات شعري,ومنهم من تفحص ملابسي,وسمعت من يقول بلساننا الدارج: يا احليلي ! شحال صغيور.شوفو عويناتو,شوفو اوذيناتو,ونويفو وفويمو...هههههه .سبحان الله.
تخيلوا أن جميع ملابسي أفصلها عند الخياط.لاوجود لمقاساتي.حتى الحذاء لا أجده إلا بعد جهد جهيد.
إذا ذهبت للسوق,لا أرى إلا الأرجل وعجلات العربات فقط.أما السلع المعروضة عليها ,فلا أراها إلا إذا استعنت بمن يحملني.وإذا كنت ماشيا مع الناس,فإنني أجري وأهرول ,كي أتساوى معهم في مشيتهم.أنا أصل للموعد أتصبب عرقا من شدة الجري,وهم غير عابئين لمعاناتي.وإذا أردت قطع الطريق,لا أقدر عليها وحدي, لأنه لا أحد من السائقين سيراني.ويعتبر قطع الطريق مغامرة خطيرةجدا بالنسبة لي.وإذا تدافع الناس وسط الزحام يدوسونني بأرجلهم كأي حشرة من الحشرات.وقد أموت ولا أحد يعلم بما ألم بي.وإذا حضرت وليمة,فلن أرتاح إلا إذا وضعوني على المائدة ,وقرب الصحن.وأذكر لما كنت أدرس في المدرسة,كثيرا ما كان الأستاذ يعتبرني غائبا ,لأنه لا يراني.كان لزاما عليه أن يجلسني على مكتبه أو على الطاولة ,كي يراني.كما لا أستطيع الآن الذهاب مع أبنائي للمدرسة ,لأن التلاميذ سيسخرون منهم ومن والدهم.
أرجو أن تكون لنا ,نحن الأقزام,حياتنا الخاصة.لماذا لا يجمعوننا في حي لوحدنا؟حي مصمم على مقاساتنا.ويتركوننا ندبر شأننا المحلي.حينها لن نتأذى منكم أيها العمالقة.
أنا معاق يا ناس,وإعاقتي هي قصري الشديد.أنا قزم ويجب أن أعيش بين أشباهي,إذا أردتموني أن أعيش حياة كريمة,مثلكم أحبائي.





التوقيع



أينكم يا غايبين ؟؟؟؟
آش بيكم دارت لقدار مابان ليكم أثر ولا خبروا بيكم البشارة
آخر تعديل ابو العز يوم 2010-10-18 في 22:59.
    رد مع اقتباس