2014-09-09, 12:39
|
رقم المشاركة : 2 |
إحصائية
العضو | | | رد: الوضعية المشكلة كمدخل ديداكتيكي وخصوصيات مادة التربية الإسلامية | شروط بناء الوضعية ـ المشكلة وفق المرجعية الإسلامية .
إذا سلمنا بأن أكبر وضعية ـ مشكلة تعيشها الإنسانية هي الحياة نفسها ، وأن البارئ تعالى جعلها فترة ابتلاء للبشرية ، لتمييز من يحسن التصرف من المسيء ، لقوله تعالى في سورة الملك (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(1)الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ(2)) ، وحيث إن الإحسان في العمل هو حسن التصرف ، المقابل لمفهوم الكفاية في الطرح الغربي الوافد . وانطلاقا من كون الوضعية ـ المشكلة آلية مركزية لتحقيق الكفايات في نهاية المطاف ، أي أنها وسيلة لا غاية ، تمكن المتعلم من فرص تطوير وتفعيل مكتسباته ومهاراته وخبراته العملية المتعلقة بمعرفة الفعل إلى جانب المعرفة وعلى أساسها ، ومعرفة الكينونة وشروط التواجد والتواصل . إذا كان الأمر كذلك ، فإن ذلك يقتضي أثناء بناء وضعية ـ مشكلة في الدرس التربوي الإسلامي ، حتى نتمكن مبدئيا من إخضاع هذه التجربة الجديدة الوافدة المفيدة لخصوصيات المادة بأصولها ومرجعياتها الخالدة ، أن نراعي بعض الشروط الأساسية ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يأتي : • استصحاب البعد العقدي التعبدي الذي يربط كل فعل حسن للإنسان بخالقه ، وأن "الدين المعاملة".
• استحضار البعدين الوجداني والانفعالي المرتبطين بالقيم الروحية والجمالية بالمنظور الشرعي .
• التركيز على البعد النفسي المرتبط بتحريك الضمير الحي والوازع الديني .
• الربط بالواقع المعيش والقضايا التي يعايشها المتعلم ، أو القريبة منه .
• تعزيز ارتباط المتعلم بكتاب الله وسنة نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام كتطبيق عملي لأوامر القرآن الكريم ، ومثلا أعلى .
• حسن اختيار سياقات للوضعية المشكلة ، وحسن سبكها وصياغتها .
• تدقيق المهام المطلوبة من المتعلم وربطها بالإشكال المطروح من جهة ، وبالنصوص ومضامينها المبثوثة في الكتاب المدرسي كنقطة انطلاق في الآن نفسه .
• الحرص على وضوح تعليمات الإنجاز وتدقيقها وملاءمتها مع المهمة أو المهام المطلوبة . وتعزيزا لكل ما سبق ، نقترح المنهجية التالية لتقديم درس مؤسس على مدخل الوضعية ـ المشكلة مساهمة في توضيح الأمر أكثر ، على أنه يجب ألا يغيب عن ذهن المدرس أن مدخل التدريس بالوضعية المشكلة هو وسيلة لا غاية في حد ذاته كما أشرنا ، وسيلة لتمليك المتعلم الكفايات الممتدة أو المستعرضة بين المواد الدراسية ، وفي الآن نفسه الكفايات النوعية الخاصة بمادة التربية الإسلامية وخدمتها ، وتدريب للمتعلم على اكتساب الاستراتيجيات المفضية لحل المشكلات . خطوات ومراحل درس مستند إلى وضعية ـ مشكلة الخطوة الأولى : √التقويم التشخيصي √التمهيد للدرس الجديد . الخطوة الثانية : مرحلة بناء الوضعية ـ المشكلة : √ـ قد تكون من اقتراح المدرس أو مبثوثة بالكتاب المدرسي . √ـ وقد تكون من اقتراح التلاميذ فتبنى جماعيا بتعاون وتوجيه من المدرس . وفي كلتا الحالتين تراعى خواص الوضعية ـ المشكلة وأساسياتها ، وخصوصيات المادة ومرجعياتها . مرحلة عرض الوضعية ـ المشكلة : تعرض الوضعية ـ المشكلة بشكل بارز بأحدى وسائل العرض المعروفة والمتاحة . قراءتها قراءات متعددة لمعرفة سياقها ، وضبط مكوناتها والهدف منها . مرحلة تملك الوضعية ـ المشكلة : التأمل فيها وتحليلها ودراستها عن طريق أسئلة استكشافية . فهم سياق الوضعية ، وفهم المهمة أو المهام المطلوبة عن طريق التعليمات المصاحبة للوضعية المشكلة. مرحلة صياغة فرضيات الحل : تجميع مقترحات فرضيات الحل عن طريق تقنية العصف الذهني جماعيا وتدوينها . ترتيب الفرضيات المجمعة وتصنيفها . استبعاد الفرضيات غير الموافقة للشرع أو المنطق . التحديد النهائي للفرضيات المتبناة جماعيا كفرضيات للحل . الخطوة الثالثة : مرحلة اكتساب التعلمات المساعدة على اكتشاف الحل : ـ معالجة نصوص الانطلاق وتوثيقها وبيان سبب النزول ما كان وظيفيا . ـ التعريف بالأعلام ـ معالجة القاموس اللغوي والاصطلاحي . ـ معالجة المفاهيم المركزية للدرس . ـ تحليل النصور واستخلاص المضامين والقيم المركزية . ـ تحليل محاور الدرس المقترحة بالكتاب المدرسي / بالتركيز على المعارف الخادمة لحل الإشكالية المقترحة . ـ استخلاص الخلاصات على شكل رؤوس أقلام ، في علاقتها بالوضعية ـ المشكلة المقترحة . ـ تقويم تكويني / أسئلة مركزة وهادفة إلى التأكد من امتلاك التلاميذ لمفاتيح حل الوضعية ـ المشكلة. الخطوة الرابعة : مرحلة تطبيق المكتسبات : استعراض الحلول المكنة للوضعية المشكلة باستثمار المكتسبات الجديدة بشكل جماعي . تصنيفها وترتيبها . استبعاد الحلول غير المتوافقة مع توجيهات الشرع والحلول غير المنطقية . تحديد الحلول النهائية للوضعية المشكلة . العودة إلى الفرضيات المقترحة ، وتمحيصها والمفاضلة بينها . بحث إمكانية تعميم الحلول المتوصل إليها على وضعيات مماثلة . الخطوة الخامسة : تقويم إجمالي للدرس . الإعداد القبلي . تلخيص المقاربة 1.التلاميذ يواجهون وضعية ـ مشكلة مركبة متوقعة الحل غير ذات طبيعة تعجيزية . 2.يقدمون أجوبة مؤقتة تكون غالبا عبارة عن فرضيات بسيطة أو مقترحات أو قرارات أولية. 3.يفحصون الأجوبة المؤقتة ويختبرون فرضياتهم من خلال أنشطة والاشتغال على نصوص ووثائق. 4.يقومون النتائج ، ويحددون الحلول أو القرارات بشكل توافقي . 5.يمحصون الفرضيات التي وضعوها ويفاضلون بينها في ضوء الحلول المتوصل إليها . 6.يبحثون تعميم الحلول على وضعيات مماثلة . خاتمة : نعتقد جازمين بإن هذه الورقة في الموضوع قد جاءت في إبانها ، وتمس جانبا مهما من الجوانب المتعلقة ببيداغوجيا الكفايات ، والوضعية ـ المشكلة على الخصوص ، وهي تشكل فرصة سانحة لبسط هذا الجانب الحيوي من الناحية المنهجية على الأقل ، على بساط المناقشة في إطار التدافع وتلاقح الأفكار ، وتوحيد الجهود وتسديدها لتحقيق إدماج وظيفي بين الكفايات وخصوصيات ومرجعيات المادة . كما نؤمن بكون باب الاجتهاد مفتوح في المجال ، وإن الآراء والأفكار والقناعات قد تكون متباينة في هذا العنصر أو ذاك ، لكنها ينبغي أن تكون موحدة وواضحة على مستوى الجوهر والغاية والقصد . وما ذلك على رجال المادة الخفاة منهم والبارزين بعزيز . ذ. التوفيق التضمين مفتش منسق مركزي تخصصي مادة التربية الإسلامية أبريل 2009 | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |