[قبل ايام بدأت العاصفة ، ولابد أن تصل السفينة بربانها : الأخوة الأعداء إلى بر الأمان ، ليتنفسوا الصعداء بعد أيام من الصراع ، لم نشاهد منه إلا الألغاز والكلام البذيء ، نعم مرت الموجة النابية ، أقصد ، النوابية وعن قريب ستتشكل حكومة جديدة . وأنا أشاهد بعض شرارات هذا النزال ، تذكرت قولة حكيمة لصديق عزيز حين قال لي ونحن نتجول بالحديقة الوطنية للحيوانات . قال لي صديقي ونحن نشاهد الأسد داخل قفصه :
ـ تأمل يا أخي قدرة الإنسان ، كيف استطاع أن يضع أسدا داخل القفص ، لنتفرج عليه . إن العلم شيء ثمين .
أحسست وأنا أشاهد هدر النواب المحترمين ، أن الإنسان لم يستطع وضع الحيوان غير العاقل داخل القفص فقط ، بل وضع حتى الحيوان العاقل داخل القفص / تلفزتنا "المقتدرة" للاستمتاع بالتفرج عليه. فما الفرق بين حيوانات الحديقة الوطنية وحيوانات المجلس النيابي ؟؟ قد نسمي هذا المجلس : مجلس الحيوانات مقابل حديقة الحيوانات ، هنا نجد أنفسنا أمام كلمتين للتوضيح هما : مجلس مقابل حديقة .
إن كلمة حديقة تعني جعل حاجز بين شيئين ، لذلك وضعت مجموعة من الأقفاص لكي لا تأكل الحيوانات بعضها البعض ، وتنعدم حيوانات نحن في حاجة لرؤيتها ، كما أن كلمة حديقة تعني أن ما بها لم يختر وجوده هناك ، وإنما نحن الذين أرغمناه على العيش بها ، ولو فضلناه ، لاختار غيرها من دون شك . وما ذا بشأن مجلس ؟ الفرق بين حديقة ومجلس ، هو أن المجلس يتضمن معنى الجلوس دون وجود حواجز ، أي بإمكان كل حيوان أن يجلس إلى الآخر ، وهذا يعني أيضا أن كل الحيوانات من صنف واحد ، فهم لا يأكل بعضهم بعضا ، ولكنهم اختاروا قفصهم (مجلس النواب) ، لذلك فهم مختارون وليسوا مرغمين على قفصهم .
وما الفرق بين حيوانات الحديقة وحيوانات المجلس ؟ إن حيوانات الحديقة محروسون لأنهم يشكلون خطرا على بعضهم البعض ، أما الإنسان فلا خطر عليه. إنما حيوانات المجلس ، ليس لهم خطر على بعضهم البعض ، وخطرهم الخطير هو على الإنسان الذي وضعهم باختياره داخل هذا القفص/ المجلس ، ليضعوه بعد تشكيل الحكومة داخل قفص الجحيم .
="6"][/size]