الموضوع: صخرة الأمنيات
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-06-01, 23:03 رقم المشاركة : 1
سعيدة سعد
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية سعيدة سعد

 

إحصائية العضو







سعيدة سعد غير متواجد حالياً


وسام المنسق

وسام المركز الثالث مسابقة الإبداع الأدبي

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المركز الثاني بأكاديمية الأستاذ

وسام المشرفة المتميزة

b6 صخرة الأمنيات


قصير القامة ، هزيل الجسم ، أشقر الشعر ، أبيض البشرة ،خجول ويحب الانعزال عن الناس .
هي أوصاف الطفل الصغير "خيال الظل " .لا يحب اللعب مع أقرانه الأطفال لأنهم يتفوقون عليه دوماً أثناء اللعب ويضحكون من هيئته الضئيلة .
يتذكر دوماً كيف عبث صحابه بشعره الأشقر ومرغواْ جسده في التراب بعد أن وصل في الرتبة الأخيرة في سباق للجري .
منذ ذاك اليوم ، كره اللعب معهم ، واختار الانزواء خلف الجدران وجذوع الاشجار .
حين يشتد به الغضب وتتأجج بداخله نار الشوق لحضن أمه ، يتوجه نحو صخرة الأمنيات ويسترجع ذكرياته الجميلة معها ، وكيف كانا يقضيان أوقاتاً سعيدة هناك . ويتذكر جيداً الوعد الذي قطعه أمامها بأن يترك أمر الصخرة العجيبة سراً لا يبوح به لأحد .
وقف يفكر في أمنيته ويتمنى لو تتحقق .ثم ردد كلمات السر :
ياصخراً لا يبالي
إن كان في الأرض أو في الاعالي
خمن ما في بالي
وحقق كل محال
انتظر أن تحقق الصخرة أمنيته ، لكنها لم تفعل .أعاد الكلمات مرة أخرى ولم تستجب الصخرة!
وحين يئس ،جلس فوقها حزيناً كئيباً وتأكد أن أمنيته غير قابلة للتحقق لأن الموتى لا يعودون للحياة على الأرض بعد موتهم!!!
بكى بحرقة ، واستلقى على ظهره وظل ينظر إلى السماء ويفكر في هاته الأسراب المحلقة في الجو ، وتساءل كيف تبدو الأشياء من الأعلى ؟ وتمنى لو استطاع الوصول إلى الارتفاع الذي يمكنه من رؤية القرية من الأعلى .
أحس "خيال الظل " بالصخرة تتحرك وترتفع .فرح وابتهج واعتدل جالساً يشاهد بذهول كيف تبدو المنازل صغيرة من الأعلى بخرافها وأبقارها وحتى قططها وكلابها .ثم أطلق ضحكة عالية حين رأى كيف تبدو أجساد أقرانه ورفاقه صغيرة جداً بل أصغر من جسده .فازدادت ثقته بنفسه وأحس بالسعادة لأن جسده يبدو أكبر من أجسادهم الآن .
توقف "خيال الظل " عن الضحك فجأة ، وأشفق لحال حصان العم " سليمان " وقد التف الحبل حول عنقه ويكاد يختنق بينما كان يرعى العشب وهو مربوط إلى جذع شجرة .ردد بسرعة كلمات السر ، فانخفضت الصخرة ثم قفزعنها بسرعة نحو أطفال القرية .أخبرهم بما رأى فأسرعواْ جميعاً لإنقاذ الحصان المسكين .تعاون خيال الظل مع رفاقه وساهم بهمة عالية في فك الحبل عن عنق الحصان .
نجح الأصدقاء أخيراً وعلت وجوههم الابتسامة والرضى ، ونظرواْ جميعهم نحو " خيال الظل" نظرة أسف على ما بدر منهم نحوه . شكروه على جميل صنيعه وانطلقواْ جميعاً يركضون لاستئناف لعبهم ومعهم " خيال الظل " هذه المرة وقد قررواْ عدم مناداته بهذا اللقب مرة أخرى .





التوقيع











    رد مع اقتباس