عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-11-18, 21:34 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

important معاهدة الحماية.. عندما يتسبّب السلطان في استعمار الأوطان


معاهدة الحماية..


عندما يتسبّب السلطان في استعمار الأوطان









دأب أغلب الناس على الحديث عن استقلال المغرب أكثر من استعماره، وعن طريقة نيله الاستقلال من المحتل الفرنسي أكثر من التساؤل عن العوامل الرئيسة التي أفضت إلى استعمار هذا الوطن، حتى أن الجواب عن سؤال "كيف احتُلّ المغرب" يبقى شبه مجهول لغير المهتمين بالتاريخ المعاصر للمغرب.


هذه الحيثية تحديدا هي التي يتطرق إليها الدكتور عبد الرحيم العلام، الباحث في العلوم السياسية، في مقال توصلت به هسبريس، حيث يركز على الجانب السياسي، وبالأخص فيما يتعلق بالدور الذي لعبه السلطان عبد الحفيظ خلال المراحل الأولى لدخول الاستعمار، وذلك بتوقيعه على معاهدة الحماية.
وفي ما يلي نص مقال عبد الرحيم العلام:

في هذه المقالة سيصُار إلى طرح سؤال: كيف استُعمر المغرب، بدل طرح السؤال عن الكيفية التي تم بها تحقيق الاستقلال، فلئن كان الجواب عن المسار الذي سلكه المغاربة لنيل استقلالهم العسكري عن فرنسا واسبانيا قد أضحى معروفا لدى العديد من المغاربة، فإن الجواب عن سؤال كيف احتُلّ المغرب يبقى شبه مجهول لغير المهتمين بالتاريخ المعاصر للمغرب.



ولأن الأسباب التي أدت إلى استعمار المغرب متعددة منها ما هو خارجي (التوسّع الامبريالي)، ومنها ما هو داخلي (تراجع المغرب على المستوى الاقتصادي والعسكري)، فإن التركيز سيتم على الجانب السياسي، وبالأخص فيما يتعلق بالدور الذي لعبه السلطان عبد الحفيظ خلال المراحل الأولى لدخول الاستعمار، وذلك بتوقيعه على معاهدة الحماية. إذ سيتم حصر النقاش حول بنود وثيقة الحماية التي صدرت أول مرة في العدد الأول للجريدة الرسمية باللغة الفرنسية سنة 1913.


من حيث الشكل، يمكن القول بأن الوثيقة هي من أوجز الوثائق المتداولة في المجال السياسي أو الدبلوماسي، فهي تقع في صفحة واحدة، وتضم تسعة فصول، تَمّ تخصيص كل فصل لغاية معينة. أما الاسم الذي اختير لهذه الوثيقة التي وُقّعت بفاس في 30 مارس 1912 فهو كالتالي: "معاهدة تنظيم الحماية الفرنسية للمملكة الشريفة". وابستثناء بعض الألقاب التي يتصف بها السلطان عبد الحفيظ من قبِيل "جلالته" و "الشريف"، فإن الوثيقة تخلو من عبارات التبجيل والمديح، ويعود ذلك إلى أنها كُتبت أصلا من قِبل السلطات الفرنسية وتم تمريرها للجانب المغربي، ليس بهدف إبداء الرأي، وإنما للموافقة والتوقيع.


من يحث المضمون، تم التمهيد لبنود الوثيقة بالتأكيد على أن "حكومة الجمهورية الفرنسية وحكومة صاحب الجلالة السلطان الشريف"، قد اتفقتا على "تطبيق نظام جديد لضمان الاستقرار الداخلي والأمن العام، وذلك لإدخال الإصلاحات التي ستمكن المغرب من إنجاح تنميته الاقتصادية"، حيث حاول الفرنسيون إظهار الأمر وكأنه مجرد تعاون بين حكومتين تسعيان لتوفير الأمن والرخاء الاقتصادي، بعيدا عن أي تصور للإكراه أو الإرغام، أي الإيهام بأن المسألة لا تتعلق باستعمار عسكري، لكن الأمر سينكشف بعد الاطلاع على بنود الوثيقة. فرغم أن البند الأول قد كرّر تقريبا نفس ما جاء في ديباجة الوثيقة من حيث التأكيد على عنصر الاتفاق بدل الاكراه، وتحديد مضامين التعاقد، فإن البند الثاني جاء ليوضّح بأن الأمر يتعلق باستعمار عسكري، لا يمكن أن يخطئه التوصيف: "جلالة السلطان يساعد من الآن على الاحتلالات العسكرية بالإيّالة المغربية....الدولة الفرنسوية تقوم بعمل الحراسة برا وكذلك بحرا بالمياه المغربية". فهنا الحديث واضح بأن على "صاحب الجلالة" كفّ يده عن كل السياسات التنفيذية، مقابل تحويل صلاحياته للعسكر الفرنسي، بل عليه أيضا مساعدة الفرنسيين على بسط احتلالهم للأقاليم المغربية.


ويزداد الأمر وضوحا كلم تتالت فصول المعاهدة، حيث أن على السلطان أن يصادق على كل القرارات التي تطبقها سلطات الحماية (الفصل 4)، كما أن من حق المقيم العام أن يكون هو "الواسطة الوحيدة بين السلطان ونواب الأجانب"، و يكون له أيضا "التفويض بالمصادقة والإبرام في اسم الدولة الفرنسوية لجميع القوانين الصادرة من جلالة السلطان"(الفصل الخامس).ولا يمكن للسلطان المغربي أن يتصرف في أي من الأمور الخارجية، لأن ذلك مكفول فقط للقناصلة الفرنسيين، فهم الذين ينوبون عن "المخزن والمكلفون بحماية رعايا ومصالح المغرب بالأقطار الأجنبية"(الفصل 6).


وفي المجال الاقتصادي تفرض المعاهدة أن "تتعاهد كل من حكومتي الجمهورية الفرنسية والسلطان الشريف على تطبيق الاتفاق المشترك للإصلاح المالي الضروري لضمان مصالح الدائنين للخزينة الشريفة، وكذا للمحافظة على عائدات الخزينة"، ومن غير المسموح للسلطان عبد الحفيظ أن يمارس أي تعامل تجاري أو مالي، إذ عليه أن "يتعهد بعدم عقد أي وِفقٍ (اتفاقية) كان له معنى دولي من غير موافقة الدولة الفرنسوية".


لكن ما هو المقابل الذي يحصل عليه المغرب وسلطانه العلوي "المولى عبد الحفيظ"؟ وهل ثمّة حقوقا تعود على الشعب المغربي عموما في مواجهة الواجبات المفروضة على السلطان وعلى الشعب؟ هل وافق السلطان على معاهدة الحماية من أجل الشعب أم بهدف شخصي؟ وهل ضحى السلطان بنفسه من أجل حرية واستقرار "رعيته"؟ وهل حافظ "جلالة السلطان" على استقلال البلاد مقابل التفريط في حكمه؟
يتبع





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس