الموضوع: زمن القراءة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-12-12, 18:35 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

c1 زمن القراءة



زمن القراءة







في أيام الصبا كان لي صديق يجمع بين قلبينا حب الكتاب، كان يهوى القراءة وجمع الكتب بطبعاتها الآنيقة وتجليدها الفاخر.وأيام زمان ،تأنق القوم بالقراءة،واقامة المكتبات الفاخرة ،وكنت أقف أمام رفوف مكتبتنا ساعات طويلة ، أتأمل كعوب الكتب وحروفها المذهبة ،أجذب كتابا ما أقلب صفحاته ،أعرف اسم المؤلف، وأطيل النظر في الفهرس ،وأقرأ المقدمة ..أقف عند فصل هنا وفصل هناك ،وتنقل لي الكلمات عصارة فكر ،وخفقات قلب الكاتب وكنت اذا تعذرت على فهم معنى كلمة ،لا أقطع سلسلة الآفكار بالرجوع الى القاموس في التو واللحظة ، بل كنت ، أضع علامة تحتها بالقلم الرصاص ، للبحث عن معناها بعد الانتهاء من قراءة الفصل كله، وأحاول فهم سياق المعنى العام ، ولو بصفة مؤقتة .

ففي أيام الصبا تعودت التردد الى المكتبات ، وكنت لا أخجل من أن أسأل : ماذا أقرأ ؟ ومن يسأل يعرف ، وعرفت أن مهمة الاختيار متروكة لذوق القارىء، وأن الانسان ينبغى له أن يقرأ مايميل إلى قراءته ، فمثلا من تراث الأدب الشعبى نقرا مثل عنترة وسيف بن ذي يزن ، وللأدباءالعرب مثل طه حسين والمنفلوطي ومطران وجبران .

كما أحببت كثيرا قراءة السير والتراجم ، فقرأت عن رفاعة الطهطاوي ، وعمر مكرم ومحمد عبده . و

لم تفتنى قراءة الأدب العالمي ، فالميدان واسع بلا حدود فقرأت روايات ديكنز وفيكتور هوجو كل ذلك كان في عهد الصبا ، وبمرور الأيام والأعوام تدربت على اختيار الكتب ، وعرفت أن الكلاسيكيات هي دوما حديثة ويمكن الاستمتاع بقراتها أكثر من مرو .

وفي عصرنا هذا أصبحت الكتب المفيدة في المكتبات تساوي ثمن باكو شيكولاتة أوأكثر قليلا ، فقد إنتهى العصر الذي كان يقتني فيه القادرون الكتب ، فلم تعد الكتب ترفا أرستقراطيا بل يقتنيها من يهوى القراءة بصدق ولكن من منا يقرأ والإنترنت والكمبيوتر قد غزوا بيوتنا ومكتابتنا ، بل سيطروا على عقولنا ، ففي دقائق معدودة تأتيك المعلومات في كبسولة .

فنحن في عصر أصبحت السرعة السمة الطاغية عليه ، ولكن في النهاية أقول انه لاتوجد متعة تساوي كتابا بين يديك تتصفحه وتنهل منه في شغف واستمتاع . كم ياترى من الأشخاص يوافقونني الرأي ؟






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس