كثيرة هي الهموم التي تتسلط على المرء فلا يعلم لها منفذا، وكثيرا ما تختلط عليه القيم والمفاهيم، فيخبط خبطا لا طائلة من وراءه، لشدة الهم والغم.كلما قصدت مجمعا من شباب الأمة إلا وقع سمعي من شدة معاناته من هم عاطفي ووعكات وجدانية، فلا أنغام تملأ مسمعه وتنطلق من شفتيه إلا كان ضمائر لا تخرج عن الغائب: هي ، هو ... بطارية تفرغ كل يوم في عاطفة سرابية بل لعلها عاطفة غريزية مرضية استيهامية: الفرسان والفارسات، أحلام يقظة تتسلط على شباب ملء فيه " الحب"، الملجأ الخرب في زمن تلاطمت على بحوره معاني راقية فأصبحت بلا قيمة ولا دلالة. يا إلهي... ترسال بين فينة وأخرى لا إحساس من بعدها إلا القلق والهم الذي لا يولد همة إنما يقض المضجع ويسلب اللب ومحال الوصول إليه... أين تلك الرموز الوردية الشعرية التي تعمر عبر الزمن بين دفتي الذكريات كتابا، تحفر العذوبة على المسمع والملسن.. ذوق رفيع وجمالية غير متناهية... اليوم وللأسف بدأ أفول الشعر والقصة والرواية مع لغة الرسائل السريعة الباردة من محمول لا يحمل إليك إلا الجلبة فينقعر الفؤاد وتسود عليه الصور والمثل.
ما علمت لك حب غير حب يقويك ويزيدك فضلا ونعمة تحسدعليها بين الأتراب والأقران ،فاشحد قوة قلبك واملأ بطاريتك من حب سلسببيل عذب الذوق يحفظ سلامة صنوبرتك لزمن تعز فيه المعاني ويقتل فيه المخيال ويموت المطوي العجيب مع موت الرموز والمعاني.... حب الله ورسوله والوالدين وحب الخير... سعادة تؤصل للحب الوجودي الجميل وترفع المشاعر لتطفو على الأمة والأسرة والمجتمع.