للدعاء فضائل كثيرة، منها: 1- أنَّه سنَّة الأنبياء والمرسلين، ودأب الأولياء والصالحين، فمن تركه فقد سلك سبل الأشقياء والمتكبرين، قال الله تعالى: إنَّهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين [الأنبياء: 90]، وقال: أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيُّهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه [الإسراء: 57]، وقال: إنَّ الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنَّم داخرين [غافر: 60]. 2- أنَّ الله تعالى أمر به وحثَّ عليه، وكذلك رسوله الكريم ، قال تعالى: واسألوا الله من فضله [النساء: 32]، وقال: وقال ربُّكم ادعوني أستجب لكم [غافر: 60]، وقال: فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون [غافر: 14]، وقال: ادعوا ربَّكم تضرُّعا وخفية إنَّه لا يحبُّ المعتدين إلى قوله تعالى: وادعوه خوفا وطمعا [الأعراف: 55-56]. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((من لم يسألِ اللهَ يغضبْ عليه)) أخرجه أحمد والبخاري في "الأدب المفرد" والترمذي وابن ماجه والبزار والحاكم. 3- أنَّ أهل الجنَّة علَّلوا به نجاتهم من عذاب النار فقالوا: فمنَّ الله علينا ووقانا عذاب السموم إنَّا كنَّا من قبل ندعوه إنَّه هو البرُّ الرحيم [الطور: 27-28]. 4- أنَّ الله تعالى أمر نبيه أن يجالسَ ويلازمَ أهلَ الدعاء، وأن لا يعدُوَهم إلى غيرهم بالنظر فضلا عمَّا هو فوقه، قال الله تعالى: واصبِر نفسَك مع الذين يدعون ربَّهم بالغداة والعشيِّ يريدون وجهَه ولا تعدُ عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطعْ من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فُرُطا [الكهف: 28]. 5- أنَّه من أفضل العبادات، قال الله تعالى: وقال ربُّكم ادعوني أستجب لكم إنَّ الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنَّم داخرين وقال النبيُّ : ((الدعاء هو العبادة)). 6- أنَّ الله تعالى نهى عن الإساءة إلى أهل الدعاء تشريفا وتكريما لهم فقال: ولا تطردِ الذين يدعون ربَّهم بالغداة والعشِيِّ يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردَهم فتكونَ من الظالمين [الأنعام: 52]. 7- أنَّ الله تعالى لمَّا ذكر جملةَ ما أمر به ذكر من بين ذلك الدعاء فقال تعالى: قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كلِّ مسجدٍ وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون [الأعراف: 29]. 8- أنَّ الله تعالى وصف به أهل الإيمان فقال تعالى: إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكِّروا بها خرُّوا سجَّدا وسبَّحوا بحمد ربِّهم وهم لا يستكبرون تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربَّهم خوفا وطمعا وممَّا رزقناهم ينفقون [السجدة: 15-16]. 9- أنَّ من لزم الدعاء فلن يدركه الشقاء، قال الله تعالى عن زكريَّا: ولم أكن بدعائك ربِّ شقيًّا [مريم: 4]، وقال عن خليله إبراهيم: عسى ألاَّ أكون بدعاء ربِّي شقيًّا [مريم: 48]. 10- أنَّه من صفات أهل الجنة في الجنة، قال تعالى: دعواهم فيها سبحانك اللهمَّ وتحيَّتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله ربِّ العالمين [يونس: 10]. 11- أنَّه ليس شيء أكرم منه على الله تعالى فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((ليس شيء أكرم على الله من الدعاء)) أخرجه الترمذي وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم. 12- أنَّ الله تعالى يحبُّه ويحبُّ الملحِّين فيه، عن ابن مسعود مرفوعا: ((سلوا الله من فضله، فإنَّ الله يحبُّ أن يسأل)) أخرجه الترمذي، وعن عائشة مرفوعا: ((إنَّ الله يحبُّ الملحِّين في الدعاء)) أخرجه الطبراني في "كتاب الدعاء". 13- أنَّ الدعاء كلَّه خير، فعن أبي سعيد رفعه: ((ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلاَّ أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إمَّا أن يُعجِّل له دعوته، وإمَّا أن يدَّخرها له في الآخرة، وإمَّا أن يصرف عنه من السوء مثلها)) أخرجه أحمد وصححه الحاكم. 14- أنَّ الله تعالى وعد بإجابة الدعاء فقال: وإذا سألك عبادي عنِّي فإنِّي قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان [البقرة: 186]، وقال: أمَّن يجيب المضطرَّ إذا دعاه ويكشف السوء [النمل: 62]، وقال: ادعوني أستجب لكم.