عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-10-05, 05:10 رقم المشاركة : 1
omo ammar
أستـــــاذ(ة) مشارك
إحصائية العضو








omo ammar غير متواجد حالياً


a9 طفلي...صانع جنة الموت


ايها الطفل العابث ...يا طفلي المحبوب
اجل انت اقترب...اقترب...اكثر واكثر...
اقترب و لا تخف لا اليوم لن اقبلك فانت قد كبرت على القبل
بل ساخبرك حكاية لابد انك تعرفها الا اني اظن انك فقدت ذاكرتك كعادتك فلا ارى ضيرا في ان نتسامر لتسمعها مني لانعاش ذاكرتك من جهة و لتستفيد منها شيئا ينفعك فيما سياتي من جهة اخى.
سالبس الليلة لباس شهرزاد و البسك لباس شهريار...لماذا تبتسم الا ابدو مثلها لا تسخر فانا لا زلت شابة وجميلة ولعلي بهذا استطيع تجنب مبالغة الغرور او انكار التواضع كما ان لي براعة لا باس بها في سرد الحكاية اتنكر انك و انت صغير كنت تتشوق للنوم بين ذراعي وانا اقص على مسامعك الحكايات و لا انتبه الا عندما انتهي وانظر اليك لاراك قد سافرت عبر الاحلام الوردية.
لا لا اظن انك نسيت كل هذا اذن انصت و انت صامت.
كان هناك صخرة عجوز غريبة لا بد انك تذكرها يقال انها عاشت لقرون لم تستطع قوى الطبيعة ان تنال من صلابتها ومما زادها غرابة انها كانت بشكل قلب ضخم ينبض و انت تراه من اعلى و لا تلاحظ نبضه اذا كنت على الارض فسار القلب الصخري ملقى العشاق و ملاذ الموجوعين.وذات يوم جاء احدهم الى الصخرة ليترك وهو منصرف شيئا يلمع اغراها اللمعان و نسيت انه ليس كل ما يلمع ذهبا و اخذت الشيئ و تزينت به و دون ان تدري وجدته ينغرس في جسمها دون رحمة تاوهت صرخت لكن من يسمع و من يرحم فالاذان و القلوب قد صمت سالت دماؤها الا انها استطاعت ببعض الشجاعة و الجلد ان تستجمع قوتها وتنتزع ذلك الشيء من داخلها ليبقى مكانه جرحا عميقا داوته في صبر وصمت حتى كاد يندمل
لتاتي انت ذات مرة و تطلب ان اخذك الى الصخرة العجيبة بعد ان وصلتك اخبارها مما يتداوله الناس من انها مخلوق عجيب صنعت لنفسها غطاء ا صخريا فقط لتخذع انظار الناس و تسلم من اذاهم.
لم املك امام عنادك الا ان اخذك لرؤيتها قفزت قربها كلمتها مازحتها ضحكت غضبت كنت تريدها ان تحدثك دون جدوى و استمريت على هذه الحال مدة ليست بالقصيرة دون ملل او كلل الى ان تكلمت و نادتك قائلة :ايها الصبي يا ذا العينان الناعستان يا ذا الابتسامة العذبة و القلب الطيب براءتك جذبتني ونزقك الطفولي اثارني ،لقد انتظرت ان تتعب لترحل و تتركني في حالي كما فعل الكثيرون قبلك لكنك اصريت واعجبت باصرارك و هاأنذا اكلمك،بالله عليك ماذا تريد من صخرة مثلي لا حول لها و لا قوة موجوعة من جرح رغم شفائه لا زال يؤلمها كلما تذكرته،ماذا استطيع ان اقدم لك و انا بهذه الحال
اخبرتها انك لا تريد شيئا سوى صداقتها،ان تجلس قربها تنصت اليك و تنصت اليها ،وهكذا كان تقوت اواصر الصداقة بينكما الى ان صرت لا اراك الا قربها و هي ما عادت تنصت لشخص سواك صرت عيناها و اذناها على العالم.
وفي يوم من تلك الايام السوداء طلبت منها ان تريك مكان الجرح القديم ترددت لكنها امام نظراتك الطفولية ارتك مكان الندبة،جزعت اول الامر فاشحت بعينيك الا انك كنت قد لمحت شيئا يلمع داخل الجرح اعدت النظر واخبرتها بالامر فقالت ربما هو جزء من الشيء اللامع الذي جرحها سابقا انكسر اثناء محاولتها اخراجه،طلبت منها ان تخرجه رفضت الا انك لم تبالي ادخلت يدك في الجرح و بدات بنزع الشيء من داخلها و جرحها ينزف و ينزف و هي تتلوى و تتوجع من الالم و انت غير مبال كل همك ان تنتزع ما تبقى داخلها غير عابئ بالدماء التي سالت انهار اغرقت الارض المحيطة بها،انصرفت اخر المطاف دون ان تنال مرادك المباشر... ودون كلمة اعتذار او حتى وداع،انصرفت لتترك داخلها جرحا اعمق من سابقه و سقيت بدمائها اشجارا نبتت لتزهرو تعطي ثمارا تقتل كل من ذاقها او حاول الاقتراب من الصخرة مرة اخرى.
فهنيئا لك ايها العابث بجنة الموت التي خلقت على يديك و قر عينا بانجازك
منبوذة الواقع و الخيال






    رد مع اقتباس