عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-11-18, 14:48 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي كل يصنع النهضة من موقعه


كل يصنع النهظة من موقعه

إن الأمم والشعوب والجماعات إنما تنهض وترقى إذا نهض كل فرد وقام بدوره وحقق الفاعلية والمردودية ليصبح عنصرا إيجابيا يسهم في البناء من موقعه ،
-فالطفل الصغير الذي يجلس على كرسي طاولته في المدرسة ويحلم أنه سيصبح كذا وكذا ...إنما هو يشارك في بناء نهضة مجتمعه،والحلم هو أول خطوة نحو الاستنهاض فقط يحتاج أن يتغذى بالإرادة وشحذ الهمة كي ينمو في ظروف سليمة ليتقرر في ذهن صاحبه حتى يصبح هدفا مرسوما ،وكلما كبر الطفل كبر معه حلمه وهدفه وبات في حاجة إلى أسرة تدعمه ومدرسة تبني تعلماته وتصقل مهاراته ومواهبه حتى يحقق الهدف وهكذا في يوم ما سيصبح الحلم حقيقة وسيسهم الطفل الذي أصبح رجلا في نهضة مجتمعه،وهذا هو مسلك الناجحين والمشاهير والعظماء عبر التاريخ.
-والمرأة المستقرة في بيتها التي أعطيناها مهنة " بدون" واعتبرناها عضوا غير نشيط في المجتمع،تقضي حياتها بين الطبخ والكنس وتوفير ظروف العيش لزوجها وأبنائها وخدمة مصالحهم ومتطلباتهم هي أيضا تسهم بشكل كبير في نهضة مجتمعها ولكن بصمت ، فهي التي تكرس يومها في تلبية حاجيات الأسرة وتقف وراء نجاحاتهم وإخفاقاتهم،فتشجع هذا وتواسي هذا وتنمي روح المحاولة عند آخر حتى قيل في حقها ذاك المثل الجميل :" وراء كل عظيم امرأة" ،هذه البطلة التي لا تمل ولا تكل من عطائها بدون مقابل إنما هي تصنع النهضة ببناء كل فرد من أسرتها.
-كذلك العامل والأجير والمياوم كل يسهم في بناء المجتمع من خلال الإخلاص في العمل وبذل الجهد ،والموظف الذي يخدم وطنه ويستحضر ضميره المهني ويرقى بأخلاقه وسلوكياته ...فهو من موقعه يسهم في بناء مجتمعه ونهضته....
ولكن بالمقابل هناك في كل مجتمع فئة عاجزة عن الانخراط في هذا المشروع بتهاونها وضعفها وانسلاخها من روح المبادرة والجدية والبذل والعطاء ،بل الأخطر من ذلك أنها قد تصبح أداة هدم تسهم في التشويش على مبادئ المجتمع وقيمه الدينية والوطنية بل وحتى الإنسانية،وتعمل على ضياع الهوية لتنسج أجيالا تأخذ ولا تعطي،تتأثر ولا تؤثر، تنصهر في الآخر بلا أدنى اعتبار لمقوماتها الشخصية فتصير تقتات من فضلات الغير.
ومن هنا نجد رمز نهضة أمتنا ينهانا عن مثل هذه السلوكيات في قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كما روى الترمذي في سننه عن حذيفة رضي الله عنه أن النبي عليه السلام قال:"لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ،ولكن وطنوا أنفسكم،إن أحسن الناس أن تحسنوا،وإن أساءوا فلا تظلموا " صدق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
فعلينا أن نعيش بمبادئنا ونخلص لقيمنا ونرفض الباطل كيفما كان ونقبل الحق من طرف من كان ولا نقبل على أنفسنا الذلة والضعف والتقليد الأعمى ،وأن نمارس حياتنا بكل إيجابية منتقدين أنفسنا ومقومين أخطاءنا لنسهم في بناء هذا المجتمع والارتقاء به واستنهاضه ليكمل دورته في بناء الحضارة الإنسانية.

بقلم: صانعة النهضة





آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2012-11-18 في 14:50.
    رد مع اقتباس