عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-11-28, 20:08 رقم المشاركة : 1
روبن هود
بروفســــــــور
إحصائية العضو







روبن هود غير متواجد حالياً


وسام1 السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

افتراضي وقفة لا بد منها للسيد عبد الإله بن كيران




حان الوقت ليربط حزب العدالة والتنمية ممارسته السياسية بمرجعيته العقدية ورصيده التربوي الذي راكمه عدد من أعضائه من جراء انتمائهم للحركة الإسلامية.

في خضم العمل السياسي في البرلمان والحكومة، يتراجع الحديث عن المرجعية إلا لماما، ويحل محله خطاب سياسي تدبيري. الأمر مفهوم طالما الذين صوتوا على الحزب فعلوا ذلك من أجل رؤية عمل حكومي وبرلماني جديد، يضع ضمن أهدافه حل المشكلات الكبرى، وإخراج البلد من مأزقه متعدد الأوجه.

ليس الغرض هو تقييم السنوات الماضية التي ترأس فيها الحزب الحكومة، لأن التقييم في الحالة المغربية ليس سوى نوعا من العبث، إذ كيف يمكن تقييم حزب لا يعمل إلا كما عملت الأحزاب قبله: قيادة القطار ضمن السكة المحددة، وليس إنشاء سكة جديدة؟

قلت: ليس الغرض هو التقييم، بل الغرض هو التذكير بما كان الإسلام يمثله في تصورات الأعضاء أيام الحركة الإسلامية، وليس هناك أفضل من هذه اللحظة لإعادة التفكير. فالحزب يرى نفسه ضحية، ويرى أمينه العام شخصا ممانعا تم التآمر عليه، وهو الأصلح للمرحلة ...

كل هذه الأشياء لا تهم، كما لا تهم مبررات التضخم والعجز والمقاصة والنمو الاقتصادي وارتفاع كتلة الأجور. لا تهم لأن هناك ما هو أهم. فقد جاء في الحديث الذي رواه مسلم: " اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي أمر أمتي فرفق بهم فارفق به".

ما هي تركة السيد بن كيران والحالة هاته؟

لن أدخل في تفاصيل التركة لأن الكل يعيشها وليس فقط يعرفها.

إعفاء السيد بن كيران، ومعارضة تجديد ولايته سيدفعانه ليرتاح، كما قال. لكن عليه أن يتأمل أداءه ويسأل نفسه هل كان رحيما بمن كانوا تحت مسؤوليته، وهم الشعب كله.

إذا وجد أنه كان رحيما ببسطاء الشعب، وكان موفقا في اختياراته بمراعاة المصلحة العامة وليس مصلحة ذوي النفوذ، فسيرتاح.

سيرتاح.. لكن هل من الممكن أن يعتقد ويصدق أن مصلحة الفئات البسيطة والمتوسطة كانت في رفع سن الإحالة على التقاعد، ورفع قيمة اقتطاعات التقاعد، وتوقيف التوظيف في وجه أبناء الشعب، ورفع الدعم عن بعض المواد وترك المواطن في مواجهة الحيتان الكبرى، كما يقال، وترك المواطنين يواجهون بعضهم البعض في الشوارع والمدارس، في ما يشبه حربا أهلية؟

المرجعية الإسلامية هي أن يفكر رئيس الحكومة السابق وحزبه هكذا، في ارتباط تام بالإيمان بالغيب والموت والحساب.

بقلم: روبن هود





    رد مع اقتباس