عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-05-20, 10:43 رقم المشاركة : 3
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: عنصر التشويق والإثارة وأثره في إنجاح العملية التربوية


جدية المدرس و حيويته.

لا يمكن بتاتا أن يتواجد عنصر التشويق في الدرس ، والمدرس لا يتمتع بقدر من الجدية والحيوية ، فهما أمران متلازمان، ومتطابقان . المدرس الذي يتملَّكه الارتهان والكسل ـ وكثير ما هم ـ ، يصعب عليه ، إذا لم نقل يعسر عليه أن يجعل المتعلم يحظى بنصيب من التشويق في الدرس ، لأنه لم يأخذ بأسباب ذلك وعوامله .
أحب أن أشير هنا إلى نقطة مهمة ، هي رأس الأمر وذروته في نجاح الدرس ، ألا وهي قابلية المدرس لإنجاز درسه .

كثيرا ما نتحدث عن قابلية التلاميذ للتمدرس ، ونشكك في ضعف هذه القابلية ، هذا الأمر صحيح ، وهو في تراجع مستمر مع كامل الأسف ، ولذلك أسباب وعوامل كثيرة ليست موضوع حديثنا ، لكن هل سألنا يوما ما عن قابلية المدرس لإنجاح درسه ، قبل ولوجه للفصل الدراسي، كثيرًا من المدرسين بمجرد دخولهم للفصل يتملكهم شعور وكأنهم في صندوق مقفل ، ينتظرون الوقت الذي يرن فيه الجرس للخروج . كيف يمكن للمدرس الذي ينتمي لهذا الصنف ، أن يخلق أجواء من التشويق و الإثارة داخل الفصل ؟
خلاصة الأمر : إن فاقد الشيء لا يعطيه .

إن حيوية المدرس و جديته و قابليته ، من أهم الأسباب المعينة على التشويق و الإثارة داخل درسه . ولا يمكن للمدرس أن يكون حيويا وجديا إذا لم يكن دائما يبحث عن الجديد الذي يثير المتعلمين في الدرس ويأخذ بأذهانهم ، لا يمكن أن يكون المدرس حيويا إذا كان يعتمد على الكتاب المدرسي المقرر ، ولا ينصرف عنه قيد أنملة ، ولا يمكن أن يتحقق هذا كله إذا لم يكن المدرس رجل عصره وزمانه ، متتبعا ومواكبا للمستجدات ، ومطلعا على كل ما يجري في واقع المتعلم الفكري و الثقافي و الأخلاقي ...

الاقتصاد في الخطاب وحسن استعمال الكلمات والمفردات.

جملة من العناصر المساعدة على إيجاد عنصر التشويق و الإثارة داخل الدرس ، تتعلق أساسا بخطاب المدرس ، وكلما كان المدرس مجددًا لخطابه معتنيا به ، مصطفيا لما يصلح فيه وما يجعله يلامس متطلبات المتعلمين واهتماماتهم ، كلما استطاع أن يجلبهم إليه ويشوقهم فيه ، ومن جملة ما ينبغي للمدرس أن يأخذه بعين الاعتبار : الاقتصاد في الكلام .

إن الاقتصاد في الكلام مهارة من المهارات المطلوبة خاصة في التواصل التربوي ، ويقتضي هذا الأمر أن يكون الكلام دقيقا ومختصرًا وهادفا ، وأن يميز المدرس بين ما يجب قوله ، وما لا داعي لقوله ؛ بأن يختار من المفردات و الجمل والعبارات ، ما يصلح لدرسه ، وما يكون مساعدًا للمتعلم على الانشداد و الانتباه إليه ، ينبغي للمدرس أن يختار من الكلام ما يمكن أن يحبه المتعلم المراهق ؛ لأن من أساليب جلب الناس وإثارتهم اختيار الأحاديث التي يحبونها ، طبعا إذا كانت تنسجم ولا تتعارض مع مقاصد المخاطب أو الدرس ، وكلما كان الكلام مختصرًا كلما كان علميا و أكثر إقناعا للمخاطب ، إذ الخطابات التي يكون في استرسال غالبا ما يطغى فيها الجانب الأدبي الشاعري على الجانب العلمي .

البعض يعتقد أن جودة الدرس ومعايير نجاحه مرهونة بكثرة الكلام والاسترسال فيه ، والحقيقة أن المتعلم خاصة المراهق غير مستعد للاستماع طويلا ، لأنه يحب الفضول والـتعقيب ، ولا يتمتع بالصبر الكافي على المخاطب ، ولهذا ينفر العديد من المتعلمين من الدرس بسبب هذا الأمر ، وقد أبانت التجربة على أن الاسترسال في الكلام لمدة خمس عشر دقيقة ، أو حتى أقل ، غير مشجعة على جلب المتعلمين وتشويقهم في الدرس .

ومن مقتضيات الاقتصاد في الخطاب ، أن يكون هذا الأخير خاضعا لإعداد جيد ، والإعداد للدرس ينبغي أن يتم التركيز فيه على الخطاب و لا يتحقق بمجرد الرجوع للكتاب المدرسي والبحث عن بعض المستندات البيداغوجية . إن الإعداد المثمر هو الإعداد الذهني ؛ كأن يجلس المدرس ويفكر جيدًا في درسه ، ويفترض أنه داخل الفصل الدراسي أمام تلاميذه ، ثم يختار في الخطاب ما يناسب الفئة المستهدفة ، ويفكر جيدا في الأشياء التي يمكن أن تثيرهم وتشوقهم.

إذا لم يخضع خطاب المدرس للإعداد المحكم ، فلا محالة أن سيقع في الارتجال والاجترار، وهذه العناصر غالبا ما تحكم على الدرس بالفشل .


هذه جملة من العناصر التي تضخ الحياة في الدرس ، و تخلصه من الجمود و الرتابة ، وتشحن عزيمة المتعلم ، و توقظ حب التمدرس فيه ، وتجعله ينقاد إلى الدرس والمدرس بكل طواعية وتلقائية ، وهي في الحقيقة ليست مستحيلة أو صعبة المنال .

قد يعتقد المدرس أن الموضوع المعالج لا يساعد أحيانا على إيجاد عنصر التشويق فيه ، لكن العناصر التي سبق أن عرضناها هي ترتبط في الجوهر بالجانب المهاري الذي يتمتع به كل مدرس ، إن هذا الأخير هو الذي يملك زمام الأمور ، وهو الذي يحكم على الدرس بالنجاح أو بالفشل ، والواقع أن هناك مواضيع جد مثيرة ، لكن الأداء المهاري يحكم عليها بعدم النجاح ، والعكس صحيح .

نتمنى أن نكون قد وضعنا الأصبع على الجرح ، وأتينا على مجمل العناصر المساعدة على التشويق في الدرس ، ولا نعزم أن هذه المساهمة المتواضعة هي جملة التجارب و خلاصة الأمر، بل الحق أن يقال : أن تجربتنا لا تعدو أن تكون حلقة في أرض فلاة ، وثمة العديد والمزيد ، نرجو الله تعالى أن يوفقنا لمعرفتها ، و أن يقيض من يكشف عنها إن سميع مجيب



مجيد الحداد أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي
المادة التربية الإسلامية
.





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس