عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-12-20, 17:57 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

important من أجل مجتمع بدون عنف: الصحة النفسية والعنف




من أجل مجتمع بدون عنف:


الصحة النفسية والعنف


أقام الإسلام صرحه الشامخ على عقيدة الإيمان الذي هو مصدر الأمان، فقد عُنـي القرآن الكريم بالنفس البشرية عناية شاملة . . تمنح الإنسان معرفة صحيحة عن النفس وقاية وعلاجاً دون أن ينال ذلك من وحدة الكيان الإنساني، وهذا وجه من أوجه الإعجاز والروعة ، وترجع هذه العناية إلى أن الإنسان هوالمحور والمقصود بالهداية والإرشاد والتوجيه والإصلاح.

فلقد أوضح لنا القرآن الكريم في الكثير من آياته الكريمة أهمية الإيمان بالنسبة للإنسان وما يحدثه هذا الإيمان من بث الشعور بالأمن والطمأنينة في كيان الإنسان وثمرات هذا الإيمان هو تحقيق سكينة النفس وأمنها وطمأنينتها. ولذلك أرشد القرآن الكريم الإنسان المسلم إلى السلوك السوي الذي يجب أن يقتدى به . . .يرسم له طريق الحياة التـي يحياها فيسعد في دنياه ويطمئن على آخرته. إنه يرشده إلى تحقيق الأمن النفسي والسعادة الروحية التي لا تقابلها أية سعادة أخرى ولو ملك كنوز الدنيا وما فيها.

إنه يحقق له السكينة والاطمئنان، فلا يجعله يخشى شيئاً في هذه الحياة فهو يعلم أنه لا يمكن أن يصيبه شر أو أذى إلا بمشيئة الله تعالى ، كما يعلم أن رزقه بيد الله وأنه سبحانه وتعالى قد قسم الأرزاق بين الناس وقدرها،

فعندما يولد الإنسان تولد معه مشاعر القلق والخوف والضيق ،وتنمو معه بواعث التردد والارتياب والشك ...لذلك كانت قاعدة الإسلام التي يقوم عليها بناؤه : حماية الإنسان من الخوف والفزع والإضطراب وكل ما يحد حريته ويمس إنسانيته ،بل حرص على حقوقه المشروعة في الأمن والسكينة والطمأنينة.


من هنا اعتنى الإسلام بالصحة النفسية للفرد ودعا كل واحد أن يحرص على توازنه النفسي كي تكون سلوكياته سوية معتدلة منضبطة قال تعالى في سورة الأنعام الآية 82:"الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم وهم مهتدون "


وقد وجه النبي الكريم الناس لمقاييس القوة الحقيقية التي تصد كل الطرق على العنف قال صلى الله عليه وسلم"ليس الشديد بالصرعة ،إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب "موطأ الإمام مالك. كما قال عليه السلام عندما سأله رجل : دلني على عمل يدخلني الجنة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : لا تغضب ولك الجنة"رواه الطبراني بإسناد صحيح

فما علاقة الغضب بالعنف ؟

إن الإنسان إذا غضب فقد السيطرة على تصرفاته فيمكنه إلحاق الضرر بالآخرين – ضررا معنويا أو بدنيا – لذلك يحتاج الغاضب إلى مفتاح يلجم به غضبه ويتحكم فيه ويهدئ من روعه،وهاهو القرآن الكريم يهدي الغاضبين إلى المفتاح في قوله تعالى"والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ". فما أحوج شبابنا اليوم إلى قيم الصبر وكظم الغيظ والعفو والتسامح...


أسس الصحة النفسية:


الإلتزام بالإسلام عقيدة وشريعة وسلوكا:


فالعقيدة تربي باطن الإنسان وتحركه نحو الخير والصلاح،وبالعقيدة الصحيحة يتوازن الإنسان ولا يخشى الفقر والمرض وإن لحقت به المحن وأصابته الشدائد وأحاطته المشاكل سيرضى بقضاء الله وقدره وسيقبل كل المصائب وهو متيقن أن ما أصابه ما كان ليخطئه،وما أخطأه ما كان ليصيبه ،فبالعقيدة السليمة سيتوكل على الله ويستمد منه العون والصبر وتقوية الإرادة ،وينفي عنه كل عوامل التشاؤم ويتفاءل بحثا عن تحقيق التوازن النفسي.

وستكون الآثار طيبة عندما يشع الأمان في النفس لأن الأمان يبعث الأمل ،والأمل يثمر السكينة ،والسكينة بدورها تنبع السعادة ،والسعادة حصادها الإستقرار والهدوء والأمن النفسي ولا أمن إلا باطمئنان القلب ،وهاهو الله تعالى يمد المؤمن بالطمأنينة في قوله "الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب"


التنشئة السليمة:


على الأسرة أن توفر لأبنائها جو التفاهم الذي يسوده الحوار الهادف والنصيحة الحسنة ،ولعل هذا الجو سيبعد الأبناء من الآفات الاجتماعية الخطيرة وسيتغذون بالحب والحنان وسيتعلمون كيف يعملون في النور وأمام الجميع ما داموا لا يخطئون ،كما سيبذلون قصارى جهدهم في طلب العلم وتحقيق الذات ،وعلى الأسرة أن تكون متفهمة فلا تحرمهم من احتياجاتهم وإلا انساقوا للرذائل وتعلم السرقة واندفعوا للعنف ، ولا ننسى دور التنشئة السليمة في اختيار الأصدقاء والأقران وتنقيحهم حتى يتمكن الأبناء من ربط علاقات ناجحة ويتحقق عندهم التوازن النفسي .


الحياة الكريمة:


قال تعالى "ولقد كرمنا بني آدم ..."ومن صور تكريم الإنسان أن جعلت الحياة قائمة على أداء الواجب وأخذ الحق مما يجعل الإنسان قويا لا يتنازل عن حقوقه ويتوافق مع بيئته ،فلا يسيء إليها ولا يسهم في تلويثها والاعتداء عليها ،كما يتوافق مع الناس ويحترمهم ويعتذر إن صدر منه خطأ في حقهم وكل ذلك سيفعله إرضاء لكرامته وكرامة المحيطين به ،كما أنه سيسعى إلى تحقيق العدل والمساواة والمطالبة بها .


الوسطية والإعتدال :


فمنهج الإعتدال الذي قام عليه الإسلام يدعو الإنسان للتوازن بين مطالب روحه ومطالب جسده ويعطي لكل ذي حق حقه ،وسيحقق حتما الرضى النفسي وستكون الآثار طيبة في كل عمل يقوم به ،ولن يتشدد في تصرفاته ولن يتطرف مما سيجنبه أي سلوك للعنف وسيسيطر على مشاعر الغضب .
أعتقد أن التربية الإسلامية هي خير موجه للإنسان ليحقق التوازن ويجتنب كل عوامل التطرف والتعصب والغضب وردود الأفعال.

بقلم : صانعة النهضة





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2012-12-20 في 18:02.
    رد مع اقتباس