ساهمت اليقظة الكبرى بعد ذلك في تجذر وتبلور الشعور الديني لدى الأمريكيين، وطبعت الشخصية الأمريكية بالمفاهيم الثقافية البروتستانيتة، أما الخطاب السياسي للآباء المؤسسين، مثل بنجامين فرانكلين، فقد كانت المرجعية الدينية تطغى وتستحوذ عليه.



وقد أنتجت التقاليد الدينية مجتمعا متدينا، على خلاف ما يبدو في الظاهر. فالولايات المتحدة الأمريكية هي ثاني دولة ـ في العالم المسيحي ـ من حيث درجة التدين، بعد إيرلاندا. وتحتضن البلاد عددا كبيرا من الطوائف الدينية، أغلبها بروتستانتي. ونسب الانتماء، حسب دراسة سابقة هي كالتالي:



%22 بروتستانت إنجيليون



%10 بروتستانت سود



%3 بروتستانت غير تقليديين



25 % كاثوليك رومان



24 % بروتستانت الخط العام



2 % مورمون



5 % بروتستانت غير واضحي الانتماء



7 % غير منتمين



2 % يهود




أما التدين على مستوى الممارسة، فقد تناولته دراسة أخرى عكست حقيقة أن الدين ليس شيئا هينا من بين اهتمامات الأمريكيين، وذلك ما توضحه الأرقام التالية:



82 % يؤمنون بالدين



79 % يرون الدين شيئا مهما



58 % يؤدون الصلاة يوميا


37 % يتلقون توجيها دينيا



31 % يقرؤون ويشاهدون مواد الإعلام الديني


19 % يقرؤون الكتاب المقدس يوميا



11 % أعضاء في تنظيم ديني



9 % يقرؤون حول الدين يوميا


6 % يدعون إلى دينهم يوميا



ويمكن القول أن الهدف الذي سطره التطهريون وعملوا من أجل تحقيقه، هو نفسه الهدف الذي سطرته الحركة الأصولية fundamentalist والإنجيلية evangelical. فالإنجيليون يرون أن على الفرد أن يبرهن على إيمانه بشكل عملي ومباشر عبر تحول كبير نحو المسيحية، وذلك بتطبيق تعاليم الكتاب المقدس في الحياة اليومية.



جاءت الأصولية مؤكدة على خمسة عناصر من العقيدة المسيحية الراهنة:



1. الوحي الحرفي للكتاب المقدس.

2. ولادة المسيح من عذراء.

3. تكفير المسيح عن خطايا العالم.

4. البعث الجسدي للمسيح.

5. القدوم الثاني للمسيح. (يتبع)