الموضوع: التدريس الفعال
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-11-14, 14:58 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي التدريس الفعال


التدريس الفعال
الشروط والمواصفات التي تجعل من التدريس فعالا

إن النظرة الحديثة للتدريس تلغي ما كان سائدا عنه قديما فلم تعد عملية نقل المعلومات هي المهمة الوحيدة للتدريس ، ولكنه نشاط مخطط يهدف إلى تحقيق نواتج تعليمية مرغوبة لدى الطلاب ، حيث يقوم المعلم بتخطيط وإدارة هذا النشاط. وبالتالي أصبح للمعلم والمتعلم أدوارا جديدة وفق النظرة الحديثة لعملية التدريس ، فالمعلم لن يقتصر عمله على إلقاء المعلومات ، والطلاب لن يقتصر دورهم على حفظ تلك المعلومات استعدادا لتسميعها. وقد أظهرت الدراسات ضرورة العناية بدوافع الأفراد للتعلم والمعرفة وبالتالي استغلالها لزيادة التعلم وتوجيهه وبهذه النظرة الحديثة للتدريس يزداد دور المتعلم في مقابل تقليل دور المعلم فالطالب هو المستهدف والمستفيد . ولذلك ستتناول هذه الورقة التدريس الفعال كطريقة في التعليم موضحة أهم جوانبها ومواصفات المعلم الفعال والمدرسة الفعالة .
مفهوم التعلم : إن التعلم هو فحوى العملية التربوية ومبتغاها . وهدف التربية هو حدوث تغير مرغوب في سلوك الفرد وهذا التغيير عندما يتصف بمجموعة من المواصفات ، نسميه تعلما والتعلم هو " تغير دائم نسبيا في السلوك ناجم عن الخبرة والمواد
مفهوم التدريس أو التعليم الفعال
أ- فقد اتفق كلا من ديك وريزر( 1991م ) وعاشور وأبو الهيجاء (2004 ) على تعريف التدريس الفعال بأنه " تعليم يجعل الطلبة قادرين على اكتساب مهارات معينة ومعارف ، واتجاهات ، وهو تعليم يستمتع به الطلبة ".
ب- عرفه الغبيسي(2002) بأنه " ذلك التعلم الذي يتم في مجموعات صغيرة Small Groups تسعى معا لتحقيق أهداف مشتركة للموقف التعليمي التعلمي تحت إشراف وتوجيه المعلم
جـ- أما خيري فقال بأنه ” التعليم ذو المعنى والمفيد ، ذو القيمة القابل للبقاء والاستمرار ، والاستخدام في حياة المتعلم الراهنة والمستقبلية ، والتعلم المنتج والتعلم الإبداعي والذي يتصف بالعمق ويؤدي إلى استثمار كل الامكانات والطاقات الكامنة لدى الفرد استثمارا خلاقا ومبدعا يساهم في تحسين نوعية حياة الفرد وحياة المجتمع في آن واحد ”. ( خيري 1990 نقلا من أبو نمره 2001 )
أبعاد التدريس الفعال
يقوم التدريس الفعال على بعدين هما :
البعد الأول : الإثارة الفكرية : وهي تعتمد على مهارة المدرس وتتمثل في :
• وضوح الاتصال الكلامي مع المتعلمين عند شرح المادة العلمية .
• أثر المدرس الانفعالي الإيجابي على المتعلمين ويتولد هذا من طريقة عرض المادة العلمية .
البعد الثاني الصلة الإيجابية بين المدرس والتلاميذ : لابد أن يعمل المعلم على تحسين مهارة الاتصال مع التلاميذ وذلك لزيادة دافعيتهم للتعلم ويمكن أن يتحقق ذلك بإحدى الطريقتين التاليتين :
• تجنب استثارة العواطف السلبية عند التلاميذ ، مثل القلق الزائد أو الغضب .
• تطوير عواطف إيجابية عند التلاميذ مثل احترامهم وإثابة أدائهم الجيد
خصائص التعلم الفعال
للتعلم الفعال خصائص تميزه تتمثل فيما يلي :
1. أن يكون مناسبا للمتعلم من حيث الوقت الذي يتطلبه والجهد الذي يبذل فيه . فكلما كان التعلم مناسبا لقدرة المتعلم واستعداده من حيث وقته ، وما يتطلبه من جهد كلما كان أيسر له .
2. أن يكون واضح الهدف ذا معنى للمتعلم ، يرتبط بحاجاته وميوله ، ويخدم متطلبات حياته. فكلما كان التعلم ذا معنى للمتعلم كلما ازداد إقبالا عليه ، ورغبة فيه ، وكلما كان أيسر له .
3. أن يبقي أثرا لدى المتعلم . فكلما كان التعلم ذا أثر في نفس المتعلم يحس معه بالتغير الذي أحدثه في سلوكه ، كلما كان فعالا ،له مردوده وعطاؤه.
العوامل المهمة في التعلم الصفي الفعال
خصائص المتعلم : يتوقف التعلم الصفي الفعال على مدى تجانس خصائص المتعلمين في الصف من حيث قدراتهم العقلية والحركية وصفاتهم الجسدية ، وقيمهم واتجاهاتهم وتكامل شخصياتهم ، حيث يعد هذا العامل من أهم العوامل التي تقرر فاعلية التعلم .
خصائص المعلم : لا يقتصر تأثير المعلم على شخصية المتعلم ، وإنما يتعداه إلى ما يتعلمه . ففاعلية التعلم تتأثر بدرجة كفاءة وذكاء وقيم واتجاه وميول وشخصية المعلم
سلوك المعلم والمتعلم : يؤثر التفاعل المستمر بين سلوك المعلم وسلوك المتعلم في نتاج التعلم ، وترتبط شخصية المعلم الواعي الذكي بطرق التدريس الفعالة القائمة على أساس من التفاعل .
الظروف الطبيعية للمدرسة : ترتبط فاعلية التعلم بمدى توفر التجهيزات والوسائل التعليمية الضرورية المتعلقة بمادة التعلم . فمثلا لا يمكن تعلم السباحة دون وجود بركة .
المادة الدراسية : يميل بعض الطلاب بطبيعتهم إلى مواد دراسية معينة ، بينما ينفرون من مواد دراسية معينة ، لذلك تحصيل المتعلم يختلف في المواد الدراسية ، إلا أن التنظيم الجيد والعرض الواضح لمادة الدراسة يزيد من فاعلية التعلم
صفات المجموعة : ترتبط فاعلية التعلم بالتركيبة الاجتماعية التي يتكون منها الصف الدراسي ، من حيث اختلاف طلاب الصف في قدراتهم وصفاتهم واتجاهاتهم وميولهم وقيمهم وخبراتهم السابقة ، كما ترتبط هذه الفاعلية بمدى التباين والتجانس في الوسط الاجتماعي للمدرسة من حيث الظروف والمستويات الاقتصادية والاجتماعية للطلبة .
القوى الخارجية : يقصد بها العوامل التي تؤثر في موقف المتعلم تجاه التعلم المدرسي ، فالبيت والبيئة الثقافية التي يعيش فيها المتعلم من العوامل المهمة التي تحدد صفاته الشخصية ونمط سلوكه داخل غرفة الصف . ( الزيود وآخرون ، 1993م ) .
الشروط والمواصفات التي تجعل من التدريس فعالا
1. أن ترتبط ارتباطا وظيفيا بالهدف المطروح.
2. أن تجعل الطالب إيجابيا ومشاركا فعالا في الموقف التعليمي
3. أن تكون إدارة الصف إدارة ديمقراطية .
4. أن يكون الطالب قادرا على النقد والتحليل والتركيب والاستنتاج
5. أن تثير الدافعية والتشويق والانتباه عند الطلاب . (عاشور ،أبو الهيجاء 2004 )
6. أن ترتبط ارتباطا وظيفيا بالهدف المطروح.
7. أن تجعل الطالب إيجابيا ومشاركا فعالا في الموقف التعليمي
8. أن تكون إدارة الصف إدارة ديمقراطية .
9. أن يكون الطالب قادرا على النقد والتحليل والتركيب والاستنتاج
10. أن تثير الدافعية والتشويق والانتباه عند الطلاب . (عاشور ،أبو الهيجاء 2004 )
المعلم والتدريس الفعال
أولا فاعلية المعلم : هي مدى ما أحرزه الطلبة من تقدم نحو تحقيق الأهداف التربوية المعينة حيث تقاس فعالية المعلم بسلوك طلبته وليس سلوكه هو .
ثانيا قدرة المعلم وكفايته: هي مجموعة المعارف والقدرات والمبادئ التي يحملها ويؤمن بها والتي يوظفها في تدريسه وهو القادر بواسطتها على إنجاز نتائج مرغوبة.
القدرات المهنية التي يحتاجها المعلم الفعال
لكي يكون المعلم فعالا لابد أن يملك القدرات المهنية التي تمكنه من العطاء في مجال التدريس وتحقيق التفاعل المطلوب بينه وبين الطلاب وتتمثل تلك القدرات في :
1. الرغبة في التعليم ( تطوير الذات )إن الرغبة في التعلم تدفع المعلم إلى الاستزادة بكل ما يستجد في مجال تخصصه .
2. التخطيط الفعال : أي أن يخطط المعلم الأهداف وأغراض التعليم وذلك لتحقيقها وأن يطلع طلابه عليها وإشراكهم في اختيار الأهداف والعمل معهم لتحقيقها بمشاركتهم .
3. التعامل مع الطلاب : أي أن يظهر المعلم كفاءة في تعامله مع طلابه .
4. إدارة التعليم : أي فرض أدوار أو مهارات لإدارة التعليم بحيث تعمل هذه المهارات على تدريب المتعلم على "من أين وكيف يحصل على المعلومات " لإكسابه مهارات التعليم الذاتي .
5. العمل بفاعلية مع المجتمع المحلي : أي على المعلم الفعال أن يعي طبيعة البيئة التي يعمل بها والمشاكل التي تعاني منها البيئة أو المجتمع المحلي .
المهارات اللازمة للمعلم الفعال
1. مهارات الإدارة والتواصل الاجتماعي والعلاقات الإنسانية مع الآخرين مثل الطالب ، الإدارة ، المدرسة ، البيت ، البيئة المحلية .
2. مهارات تطوير احترام الذات لكل من المعلم والمتعلم .
3. مهارات إعداد الخطط المختلفة اليومية والفصلية والسنوية .
4. مهارات استخدام طرق التدريس المختلفة .
5. مهارات إنتاج واستخدام الوسائل التعليمية .
6. القدرة على حفظ النظام داخل غرفة الصف .
7. القدرة على تطوير شخصية المتعلم .
8. القدرة على مراعاة الفروق الفردية .
9. الكفاءة العلمية بالمادة الدراسية .
خصائص المعلم الفعال
ما الذي يجعل بعض المعلمين في نظر طلبتهم أفضل من البعض الآخر ؟ وذلك لأن ذلك المعلم يتحلى بصفات المعلم الفعال التالية
1. البشاشة والحيوية .
2. الحماسة والعدالة .
3. التحلي بالأخلاق الحميدة .
4. الصبر والاحتمال .
5. الإحساس بالقدرة والكفاية في العمل والإنجاز .
6. التمكن من المادة التي يدرسها .
7. القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب .( عاشور ، وأبو الهيجاء ،2004م )
مداخل التدريس الفعال( طرقه )
من طرق التدريس التي تسهم في نجاح التعلم الفعال ما يلي :
المحاضرة : وهي سلسلة من العمليات الإلقائية للمحتوى التدريسي على مجموعة من الطلاب بغرض الإلمام بالمعلومات الخاصة بموضوع معين.
المناقشة : هي إحدى الطرق الكشفية للتعلم وهي عبارة عن استبطان محتوى الموضوع من خلال تبادل عمليات التحليل لجوانبه اعتمادا على الأسئلة الشفوية .
العصف الذهني: وهي إحدى استراتيجيات التعلم الجماعي التي تهدف إلى استحضار أكبر قدر ممكن من الأفكار من جانب الطلاب بغض النظر عن الكيف في البداية ، ودون أي تقويم للأفكار أثناء استحضارها ، وصولا إلى الأفكار المطلوبة وتسجيلها. ( الغبيسي ،2001م)
حل المشكلات : وهي عبارة عن موقف غامض لا يستطيع التلميذ التغلب عليه في ضوء خبراته الحالية ويستطيع حل الغموض عن طريق الخبرات الجديدة وبالتالي الوصول للهدف .
الإدارة الفــعالـة
تنقسم الإدارة الفاعلة على مستوى المدرسة إلى قسمين هما : الإدارة الصفية والإدارة المدرسية .
أولا: الإدارة المدرسية الفاعلة :
إن كل إداري ناجح يحتاج إلى :
إقامة علاقات حسنة مع الآخرين .
إيجاد الدافعية عند الآخرين لحفزهم على العمل .
التكيف مع ما يستجد حوله من ظروف ومع من يتعامل من أشخاص
مواصفات المدرسة الفعالة
أما فيما يتعلق بالمدارس الفعالة فقد حدد أدموندز ( 1979) مواصفات تلك المدارس على النحو التالي :
1. وجود القيادة الإدارية القوية التي لا يمكن لم شملها أو إبقائها دون وجود العناصر المختلفة للمدرسة الجيدة .
2. وجود مناخ من التوقع في المدارس الفعالة تعليميا بحيث لا يسمح لأي طالب أن ينخفض مستواه عن الحد الأدنى .
3. الجو المدرسي فيها منظم دون أن يكون صارما وهادئ دون أن يكون مستبدا .
4. تكون المدرسة فعالة إلى حد ما عندما توضح أن اكتساب الطالب للمهارات المدرسية الأساسية هو هدفها الأول .
وجود بعض الوسائل التي يمكن من خلالها مراقبة مدى تقدم الطالب بشكل مستمر فقد تكون تقليدية مثل الاختبارات الصفية أو متقدمة مثل الاختبارات المعيارية
ثانيا مفهوم الإدارة الصفية الفاعلة
عند الحديث عن الإدارة الصفية الفاعلة، فإننا نستبعد تلك الإدارة الشكلية القائمة على القسوة والإرهاب والتحكم بسلوكيات المتعلم فهذا النمط من الإدارة له انعكاسات سلبية على شخصية المتعلم ولكن نعني بها تلك الإدارة التي تساعد على تحقيق أهداف التعليم والتعلم بمستويات جيدة وتكون ملحوظة من قبل الهيئة التدريسية وأعضاء الإدارة المدرسية وأفراد المجتمع.أي أن تكون التغذية الراجعة نحو التعليم والتعلم ونحو المدرسة إيجابية .
حتى تكون الإدارة الصفية فاعلة لا بد من وجود خصائص متعددة لها وتلك الخصائص هي :
1. تسهم في جعل التعليم ممكنا في غرفة الصف وموجها لخدمة المتعلمين أنفسهم من أجل بلوغ الأهداف التربوية المرسومة .
2. توفر مناخا يسوده انضباط قائم على علاقات التفاعل والتفاهم بين المعلم وطلابه من جهة وبين الطلاب أنفسهم من جهة أخرى .
3. تعمل على تدريب الطالب على الانضباط الذاتي، فيضبط سلوكه ويحترم حريات الآخرين ومصالحهم .
4. تنمي ثقة الطالب بنفسه وبمن حوله.
5. تشعر كل فرد في غرفة الصف بأن له دورا هاما يؤديه .
6. تسهم في تنفيذ العملية التعليمية التعلمية في غرفة الصف في جو مريح يشعر الطالب فيه بالود والصداقة والطمأنينة ، ويسعد المعلم فيه بمشاركة طلابه .
7. إدارة تديرها هيئة تدريسية مؤهلة علميا ومسلكيا والراغبة في مهنة التعليم
تقويم التدريس الفعال
لقد قدم فلاندرز (Flanders ) سنة 1970 م نتائج دراسة قام بها بالاشتراك مع فريق من الباحثين للتعرف على مقومات التدريس الفعال عن طريق مقارنة نمطين من أنماط التدريس ، النمط الأول هو ما سمي بالتدريس المباشر ويعتمد فيه المعلم على الإلقاء والنقد لطلابه واستخدام السلطات المتاحة له وإعطاء الأوامر ، أما النمط الثاني فقد سمي بالتدريس غير المباشر ويعتمد فيه المعلم على توجيه الأسئلة وتقبل مشاعر الطلاب ومدحهم والثناء على أفكارهم وتشجيعهم ، وكشفت الدراسة أن طلاب المعلمين الذين استخدموا الأسلوب غير المباشر كان تعلمهم أفضل من طلاب المعلمين الذين استخدموا الأسلوب المباشر ، وتكونت لدى الطلاب في التعليم الغير مباشر اتجاهات أفضل نحو العملية التعليمية .فهذا يدل على أن التعليم الفعال بالنسبة للطلاب أفضل عن غيره من التعليم.
إعداد : حيدر ناجي حبش
إشراف: أ.د. محمود داوود الربيعي


منقول للإفادة





    رد مع اقتباس