في ليلة قاتمة شديدة السواد,حزمت طيوري حقائبها,وهمست في أذني بنبرة حزينة ماعهدتها فيها يوما:’’سنغادر المكان ,ولن نعود إليكم حتى يعم السلام هذا المنتدى الجميل’’.وبقيت طيوري تحملق في محياي وتتفرسني بغية قراءة رد فعلي.فابتسمت,فتعجبت طيوري من ابتسامي وقالت بلسان الطير الذي أعرفه جيدا:’’لم تبتسم ؟ونحن طيورك التي تكن لها عظيم الحب سنهجرك إلى الأبد’’.فأردفت ضاحكا بل مقهقها:’’ أضحك لأنني متأكد أنك ستعودين من هجرتك قبل أن تصلي باب المنتدى ,لأنه قبل أن ينبلج الصبح سيعم السلام المنتدى من جديد’’.وفعلا ,بقيت طيوري تترقب الفجر,وهي مستعدة للرحيل,لكن قتامة الليلة كانت تخف عند كل اعتدار,حتى انقشع الظلام وعم التسامح المكان,وعاد السلام لأرض السلام,وشعرت طيوري بذلك فورا,وعادت للتغريد من جديد,ناسية كل ما حصل تلك الليلة من صخب,وطاوية لصفحة حالكة ,لا أعادها الله تعالى علينا يوما.