عندما يصبح الفساد ثقافة ! يعاني المغاربة أمراضا كثيرة: منها الفساد الفكري والثقافي والسياسي والأخلاقي والاجتماعي... وقافلة تدهور البلد تسير .. والناس يسيرون في ركبها .. أصبح للفساد ثقافة لها ألوان وأشكال.. البطالة!!! هي أحد ألوان الفساد الذي يعاني منها شبابنا اليوم .. البطالة هي الأم الولود لكل مشاكلنا الاجتماعية.. فقد تخطت المعقول في بلدنا !!! أصبحت سمة تتصف بها ..رغم محاولات الحكومات المتعاقبة أن تحسن صورتهاوتقلل من أخطارها .. وما يؤلم في الأمر...أن شبابنا يدرسون .. ينجحون .. يتخرجون ..ويحملون الشواهد ،لكن!!! عندما يحاولون ... يفشلون عندما يبحثون ...لا يجدون عندما يفكرون.....يتعبون ماذا تكون النتيجة؟؟؟ الفشل . الطموحات تؤجل..القدرات تتجمد ..الإمكانات تتعطل ..الأحلام تتبخر .. تمر السنوات وتمر دون عمل .. فيصبحون أكثر بعداً عن التوازن والفاعلية .. وأقرب إلى التطرف .. ويصبح الخطأ هو الخلاص. الرشوة والمحسوبية والزبونية !! الكثير منا ينظم المعلقات في هجاء - الواسطة والرشوة- وينعتهما بأقسى النعوت وأسوء الصفات ..لكن!! نلجأ إليها في كثير من الأوقات .. وأحياناً نستخدمها .. فيكل صغيرة وكبيرة، وكلما احتجناها ،ألبسناها أجمل الثياب .. ووصفناها بأجمل الصفات .. لقد كتب الكتاب وتكلم المتكلمون وناظر المنظرون حول الواسطة والرشوة والمحسوبية والزبونية.. اختلفت الآراء وتباينت وتضاربت وجهات النظر ..لكن المتفق عليه أنها سلوك مذمومةعندما تسلب حقاًأو تقر باطلاً أو تعطي إنسانا ما لا يستحقأو تأخذ من إنسان ما يستحق ...فهي فساد اجتماعي لكن خلف قناع مشاعر تحت التراب !! الحب .. شعور يحمل بين ثناياه معالم الجمال .. الصدق .. الطهارة .. والنقاء عفواً...بل كان يحمل تلك الصفات ..للأسف !! أصبح للحب مفهوم جديد .. أو ربما أصبح فساد جديد .. فقد أصبح كالعلكة في أفواهنا يتحدث به المراهق الذي لم يتجاوز الثانية عشر... وأصبح الجنس و الزنا و العلاقات غير الشرعية هي المسمي الجديد للحب. فغدايسهم في الانحطاط الأخلاقي و مخالفة الأموامر الإلهية . باسم الحب تزداد الرذيلة و تتفشي الفاحشة بين شبابنا رغم ما ورد في حديث رسول الله صلي الله عليه وآله سلم قال: ( ماخلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) صدق رسولنا الكريم سمعنا بالثورات نسائية .. مطالبة بالحرية تحت مسمى "الثورات التحررية" لكنهم للأسف لوثوا مسمي الحرية و التحررية إعلام بحلة جديدة بدل أن تقدم الإذاعات المغربية والفضائيات العربية برامج إصلاحية في المجالات المختلفة وبذل الجهود للرفع من مستوى تثقيف أفراد المجتمع ،نجدها للأسفتعرض فيه قنوات التعري والقنوات الماجنة .. وبرامج تافهة لاتحمل هدفاً .. يظهر إعلامنا العربي بحلة جديدة .. إضافة إلى قنوات عربية تحمل برامج الدجل والشعوذة والسحر والخزعبلات .. تعمق عند المواطن العربي ثقافة الفساد العقدي والتعبدي والفكري...وترفع نسبة الفساد الأخلاقي والانحطاط الاجتماعي .. فما يحدث في هذه القنوات أمر مريب وخطير .. ولا مجال للحديث عن فساد السياسة وما يشوبها من وهن ووسخ ...وتشويه