2010-06-10, 18:24
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | عرض المبحث السادس من الفصل الثاني:الإلتزام المهني و الأخلاقي. | تعد التربية ضرورة اجتماعية وفردية ، فلا الفرد يستطيع أن يستغني عنها ولا المجتمع . وكلما ارتقى الإنسان في سلم الحضارة زادت حاجته الى التربية و التي أصبحت حقا من حقوق الإنسان لأنها عملية أساسية في تقدم الشعوب ونهضة الأمم . وأصبحت المجتمعات المتقدمة و النامية تتجه إلى التربية لحل مشكلاتها وضمان استمرار تقدمها . ويشير بعض المربين الى ان الحضارة العالمية هي سباق بين التربية و الدمار . ومن هنا كان الاهتمام بالتربية و التعليم لأنها مفتاح للتنمية البشرية التي تعد طاقة محركة للتنمية الشاملة المستدامة .
وينفرد التعليم بكونه مهنة مقدسة لان الله سبحانه وتعالى نسبه الى ذاته العليا . قال تعالى : )) الرحمن * علم القران * خلق الإنسان * علمه البيان )) الرحمن 1-4 . كما اهتم الرسول الكريم محمد صلى الله عليه و سلم بالتعليم اهتماما كبيرا فقد وردت الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد ذلك :إن الله لم يبعثني معنتا و لا متعنتا و لكن بعثني معلما ميسر. وأيضا اهتم العلماء الربانيون بالتعليم وحثوا عليه في أقوالهم ، ويعد المعلم العنصر الأساسي في التربية و التعليم ، اذ ان قضيته قاسم مشترك لعناصر العملية التربوية و الأنظمة التعليمية وان الاهتمام بأعداده وتدريبه وتنميته أمر لابد منه . والأخلاق بالمفهوم العام، هي الركيزة الأساسية في حياة الأمم ، باعتبارها الموجه الرئيسي للسلوك الإنساني والاجتماعي والتربوي ، نحو التضامن والمساواة والتعايش والاحترام المتبادل ، وما يترتب عنها من قيم ومبادئ تسهر على تنظيم المجتمع من أجل الاستقرار وتحقيق السلام . وإذا كان تخليق الحياة ضرورة إنسانية واجتماعية ، فإن لكل مهنة أخلاقيات ينبغي احترامها والالتزام بها باعتبارها تعكس صورة التوجه الأخلاقي العام في حياة الشعوب والأمم . ولمهنة التدريس كغيرها من المهن أخلاقيات نابعة من الدور الفاعل للمدرسة والمدرس في المجتمع ، باعتبار علاقته المباشرة مع المتعلمات والمتعلمين ، ينبغي أن يساهم في تربيتهم على القيم الأخلاقية والإنسانية والحضارية التي يتقاسمها الجميع ، وينقل إليهم المعارف والمهارات ، ويكسبهم الكفايات الضرورية ويساهم في تفتح شخصياتهم ، وبذلك فهو مسؤول عن تكوين أجيال تتمتع بصفات التفكير الانتقادي والإبداعي والتحليلي ، أجيال مبدعة ومستقلة وقادرة على حل مشكلاتها بموضوعية وبأساليب علمية . وإن أدوارا مثل هذا الحجم والمسؤولية تتطلب مدرسات ومدرسين ملمين باستراتيجيات التعليم ومدركين لحاجات التلاميذ المختلفة ولاستعداداتهم المتفاوتة ، كما تتطلب بلورة ميثاق لحقوق وواجبات المدرس(ة) يأخذ بعين الاعتبار الحقوق المهنية للمدرس(ة) وواجباته مع تحصينها بأخلاقيات ينبغي أن يتحلى بها أثناء ممارسة مهامه التربوية والتعليمية والأخلاقية بشكل عام ، ومن بين هذه المواصفات ، الاقتناع بالمهمة والرضا عليها والإخلاص لها والتحلي بالضمير المهني والتضحية والقدوة والديمقراطية والشفافية .
و في هذا المبحث إن شاء الله سنناقش ما يلي: 1- لماذا الإهتمام بأخلاق المهنة في التدريس؟ 2- ماهية أخلاق المهنة في المجال التربوي؟ 3- ما درجة أهمية أخلاق المهنة في التربية؟ 4- أين تتجلى هذه الأخلاق المهنية في ممارساتنا التربوية؟ 5- مواصفات المدرس الذي يتصف بأخلاقيات المهنة؟ | التوقيع | إذا الشّعب يوما أراد الحياة **** فلا بد أن يستقيم البشر
و لا بد للجهل إن ينجلي **** و لا بد للعلم أن ينتشر
و لا بد للشعب أن يرجع **** إلى عز دين به ننتصر
إلى رحب شرع إلى مسجد **** إلى نور علم به مزدجر
إلى سنة النبي المصطفى **** ففيها الهدى و الضيا و الدرر
... إلى نور قرآننا المنزل **** رسول كريم به قد نزل
إلى شرعة ربنا السمحة **** ففيها النجاة و فيها الضّفر
و فيها الخلاص و فيها المناص **** من الظلمات و من كل شر
فيا شعب إسلامنا الماجد **** أنيبوا و عودوا إلى مقتدر
و توبوا إلى الله كي تفلحوا **** و تنجوا و إلا فبئس المقر | |
| |